صــفــق أو لا تــصــفــــــــق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • البكري المصطفى
    المصطفى البكري
    • 30-10-2008
    • 859

    صــفــق أو لا تــصــفــــــــق

    صفق أو لا تصفق
    في منتهى القاعة بالحرم الجامعي أينعت أفكارها لتتحدث بطلاقة عن مصير مجهول يرعبها بصورة مخيفة ؛ يكشر فيها عن أنيابه لينقض على ما تبقى من أمانيها ؛ مصير التحليق بجناحين مكسورين للقبض على حبلين دقيقين ؛ حبل يجذب إليها المهنة ؛وهو لا ينقبض إلا في الوهم . والثاني يجذب إليها المعلومة. تُلملمه بين يديها ، تفتله فتلا ، ميسور القبض والبسط . فقد أمسكت بزاد وفير من المعارف وأبحرت في ضيائها حتى استنارت كل المعالم المجهولة .
    علا صوتها المبحوح في فراغ ؛ ساده صمت مطبق ؛ وآذان صاغية ؛ وعيون محدقة ....
    " لِم نحن هنا يا طلاب ؟! لِم نهيم عل وجوهنا في غيابات الوهم ؟!... أيها الفضلاء . أيتها الفضليات ؛ مخالب اليأس نشبت في أعماقنا ؛ وضربات القهر التفت حول أعناقنا . لنرسوا ـــ بعد تخرجنا ـــ على رصيف الحياة كبواخر معطوبة . معارفنا ؛ علومنا ؛ أفكارنا وقود حياتنا ؛ لم تفلح في جذب حبل المهنة لنسد رمق عيشنا . ننام على الشهادة ونصحوا وبين يدينا شواهد ....أنصغي لسخرية أعمارنا من نفوسنا ...طال الأمد ولم تنقشع غيوم الكرامة...... "
    صمت مطبق ؛ وعيون محدقة وآذان صاغية .....ثم استرسلت في البوح والنوح ؛ وحولت المحاضرة إلى عنوان باهت تشع منه كآبة الخِرِّيجِين ملخصا في عبارة " علم بلا معلوم "
    حملت حقيبتها الوردية التي طالها البلى وغادرت القاعة بعد أن صفقت الباب خلفها ولم تصغ لتصفيق الحاضرين .
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    هذه معضلة العصر...انت تطرقت الى موضوع حساس جدا...
    الأستاذ القدير البكري مصطفى قرأت هذا الوجع بإعجاب و مرارة...
    تحياتي و كل التقدير

    تعليق

    • البكري المصطفى
      المصطفى البكري
      • 30-10-2008
      • 859

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
      هذه معضلة العصر...انت تطرقت الى موضوع حساس جدا...
      الأستاذ القدير البكري مصطفى قرأت هذا الوجع بإعجاب و مرارة...
      تحياتي و كل التقدير
      الأستاذة الفاضلة منيره الفهري ؛ شكري موفور لك على ملاحظتك المشفوعة بذوق فني رفيع .
      هذا الوجع يلخص الصورة القاتمة لأسوأ عطالة ؛ عطالة المثقف الذي احترقت جهوده كالشمعة الذابلة ؛ فتبخرت أحلامه ، ووجد نفسه في نهاية المطاف صفر اليدين خاوي الوفاض . ليس غريبا أن يذكرنا هذا الأمر بحقيقة أبي حيان التوحيدي الذي أحرق كل كتبه ليريح ضميره من تساؤلات محيرة حول من يصغي لما يكتب ويجزيه الأجر المناسب . الرضا بالقدر أمر واجب لكن العدالة الاجتماعية تضمن الحقوق في الكرامة والجزاء.
      دامت لك المسرات وأجدد لك التحية .

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        "إدماج الجامعة في محيطها الاقتصادي":
        شعار مفعم بالبلاغة و خالي من الصراحة أقرب من الخرافة و أبعد عن الحقيقة، كم روج إليه المسترزقة من المنتهزة و صدقه فاقدوا الأمل من الطلبة (حملة شواهد العطالة مع رتبة اليأس بامتياز).

        يقال: لا يأس مع الأمل و أرد عليه: لا أمل بعد اليأس.

        شكرا للاستاذ البكري على طرح معضلة البطالة للنقاش.

        تعليق

        • البكري المصطفى
          المصطفى البكري
          • 30-10-2008
          • 859

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
          "إدماج الجامعة في محيطها الاقتصادي":
          شعار مفعم بالبلاغة و خالي من الصراحة أقرب من الخرافة و أبعد عن الحقيقة، كم روج إليه المسترزقة من المنتهزة و صدقه فاقدوا الأمل من الطلبة (حملة شواهد العطالة مع رتبة اليأس بامتياز).

          يقال: لا يأس مع الأمل و أرد عليه: لا أمل بعد اليأس.

          شكرا للاستاذ البكري على طرح معضلة البطالة للنقاش.
          أخي محمد شهيد تحيتي العطرة .
          رأيك صادق وملاحظتك أكثر مصداقية مما نعاين ونشاهد اليوم أكثر من أي وقت مضى في جامعا تنا العربية . إدماج الجامعة في محيطها الاجتماعي شعار لا يصمد أمام الواقع الحقيقي؛ يمضي في اتجاه وأهداف الجامعة ومنظومتها الإصلاحية تتلكؤ كأنها تمضي في اتجاه آخر . تذكرنا بحكاية جحا الذي يركب الحمار بالمقلوب . فلما سئل لِمَ تركب الحمار بالمقلوب ؟ قال : أنا ذاهب السوق ؛ وهو ذاهب إلى الحقل .
          عطالة المثقفين وخريجي الجامعات شمس لا يمكن حجبها بالغربال .انظر إلى النتائج المرة في وطننا العربي . انظر إلى الأفواج من الخريجين ممن اختاروا لهم أنسب وصف على الإطلاق هو " هجرة الأدمغة " هذه نكسة حضارية ؛ وهدر علمي ؛ وتبديد طاقات إبداعية خلاقة . وتقديم هذه الأدمغة إلى الآخر على طبق من ذهب يعرف كيف يبني بها كيانه الحضاري .
          أتحدث عن هذا الموضوع الإشكالي بألم وامتعاض شديدين .
          مودتي

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            اصطلاح "هجرة الأدمغة" ربما كان رائجا في حقبة ما أيام كانت بلدان "الجنوب" تنتج أدمغة يتم استقطابها من طرف دول "الشمال" لسد خصاص ناتج عن ضعف الولادات و قلة اليد العاملة الخ. أما اليوم، فالجنوب مقهور الذات مطموس الهوية مجهول المستقبل و لا ينتج إلا الخواء. و الشمال يعاني من داء تضخم الأنا و لا يصنع النخبة إلا بالقدر الذي يضمن بها صلاحياته في الجنوب.

            ويستمر اليأس.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 23-09-2019, 17:30.

            تعليق

            • البكري المصطفى
              المصطفى البكري
              • 30-10-2008
              • 859

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
              اصطلاح "هجرة الأدمغة" ربما كان رائجا في حقبة ما أيام كانت بلدان "الجنوب" تنتج أدمغة يتم استقطابها من طرف دول "الشمال" لسد خصاص ناتج عن ضعف الولادات و قلة اليد العاملة الخ. أما اليوم، فالجنوب مقهور الذات مطموس الهوية مجهول المستقبل و لا ينتج إلا الخواء. و الشمال يعاني من داء تضخم الأنا و لا يصنع النخبة إلا بالقدر الذي يضمن بها صلاحياته في الجنوب.

              ويستمر اليأس.
              يا أخي محمد ، شكري موفور لك على التواصل قبل كل شيء . إن تعددت الأسماء فالمسمى واحد ؛ هناك دراسات ؛ وأبحاث ؛ وتقارير إحصائية في المنطقة المغاربية وحدها ترصد كم عدد الخريجين من ذوي الكفاءات قد هاجروا موطنهم الأصلي ؛ هذا فضلا عن اليد العاملة المدربة فعامل اليوم ليس هو عامل ما بعد الاستعمار الذي يسد الثغرات للآخر. لذا لا ينبغي وضع العقل العربي موضع اتهام في الغباء والتخلف هناك علماء أفذاذ يعيشون في الظل لا تسلط عليهم الأضواء ؛ ولا يحاطون بالبهرجة الزائفة . ليس بين يديهم مسؤوليات الإصلاح .. من المفروض أن لا يغادر بلده ولو فردا واحدا من ذوي المعرفة والكفاءة العلمية . في السنوات الأخيرة نشرت أسبوعية الأيام مقتطفات من سيرة جراح مغربي عبقري في جراحة الدماغ هاجر إلى " كندا " لم يكن راضيا على وضعية الاشتغال والعمل في بلاده هذا نموذج حي لهذه المعضلة التي يندى لها الجبين ولا تزال قائمة بشكل مخجل يبعث على الامتعاض.
              مودتي.
              التعديل الأخير تم بواسطة البكري المصطفى; الساعة 24-09-2019, 12:17.

              تعليق

              يعمل...
              X