خواطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1299

    خواطر

    1. مشاهدات من محضر ضبط الخريف
    ...
    الحكم القاضي بقلب الوضع في الطبيعة، رأسا على عقب، مُهر اليوم وصَدر، وأمرُ تنفيذِه بحذافيره صار بيد الخريف.

    الأبواب بدأت تصطك، والنوافذ أخذت تصطفق. هناك ضبع تزمجر في الساحات، في طريقها للانقضاض على أي شيء يصادفها : تنتفض الأشجار، وتتشتت العصافير...

    فوق سقف القرميد، في عشّه الوطيد مجد الآباء التليد، لقلاق البيت السعيد، يقلب النظر في الأمر. يجيل البصر في الآفاق، يرمقني، يقدم جناحا ويؤخر أخرى، لكن الحكم القاضي بقلب الوضع في الطبيعة، رأسا على عقب، يجعله في الأخير، يطير إلى وجهة غير معلومة.

    التعديل الأخير تم بواسطة عمار عموري; الساعة 11-10-2019, 08:16.
  • فاتن دراوشة
    زهرة التّوليب
    • 12-01-2013
    • 276

    #2
    ذاك الخريفُ العابسُ المتجهّمُ يمضي بثوبهِ الأصفرِ، حاملًا معولَهُ بيدَيهِ، يشقّ ثغرَ الأرضِ العطشى، ليتسنّى لها ارتشاف المطر، يُسقِطُ الشّيبَ عن رأسِ الشّجرةِ المُتعبةِ، لينموَ من جديد نضرًا جميلا وبرّاقا. يودّع العصافيرَ بيدهِ، مُخفِيًا دمعَهُ في مآقي حُمرتِهِ، يعصِرُ الغَيمَ بأناملِ الرّيحِ، ويهمسُ بغبائره للكونِ بأنَّ موسِمَ خصبٍ جديدٍ يترنَّحُ على ذيلِ بُردِهِ.
    غبنا ولم يغبْ الغناء
    يا فاتن الأسحار حيّاكِ الربيع إذا أضاء
    أنتِ المغنيةُ الوحيدةُ في مدى أفقي الظليل
    اليومُ ألزمني الحنينُ إلى بقاء
    جنباً إلى جنبٍ معَ القمر النحيل
    الراحل الحيّ في قلبي : أحمد حسين أحمد_العراق
    [youtube]0FFoAYnUpoo[/youtube]
    [youtube]HqaTRq-IlWA[/youtube]

    تعليق

    • ناريمان الشريف
      مشرف قسم أدب الفنون
      • 11-12-2008
      • 3454

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
      1. مشاهدات من محضر ضبط الخريف
      ...
      الحكم القاضي
      ( أرى أن من الأفضل : الحكم قضى ) بقلب الوضع في الطبيعة، رأسا على عقب، مُهر اليوم وصَدر( هذه لم أفهمها ) ، وأمرُ تنفيذِه بحذافيره صار بيد الخريف.

      الأبواب بدأت تصطك، والنوافذ أخذت تصطفق. هناك ضبع
      ( إما ضبع يزمجر .. وإما ضباع تزمجر ) تزمجر في الساحات، في طريقها للانقضاض على أي شيء يصادفها : تنتفض الأشجار، وتتشتت العصافير...

      فوق سقف القرميد، في عشّه الوطيد مجد الآباء التليد، لقلاق
      البيت السعيد، يقلب النظر في الأمر. يجيل البصر في الآفاق، يرمقني، يقدم جناحا ويؤخر أخرى، لكن الحكم القاضي بقلب الوضع في الطبيعة، رأسا على عقب، يجعله في الأخير، يطير إلى وجهة غير معلومة.

      عندما يصبح الخريف حكماً أو قاضياً لا شك أنه سيكون حكماً غير عادل
      لأنه في الأصل فصل متقلب لا يرسو على حال
      فصل قلّاب فيه يتغير كل شيء .. ومن الطبيعي أن كل شيء سينقلب على عقبيه ويذهب إلى وجهة غير معلومة
      وهنا وصفت المشاهد ببراعة
      أشم في نصك رائحة قصة حب انتهت بالفشل
      أرجو أن تعذرني إن كنت لم أفهم غير هذا .. كما أرجو أن تلاحظ ما أشرت إليه لعلني كنت صائبة
      تحية ... ناريمان
      التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 11-10-2019, 09:10.
      sigpic

      الشـــهد في عنــب الخليــــل


      الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

      تعليق

      • عمار عموري
        أديب ومترجم
        • 17-05-2017
        • 1299

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فاتن دراوشة مشاهدة المشاركة
        ذاك الخريفُ العابسُ المتجهّمُ يمضي بثوبهِ الأصفرِ، حاملًا معولَهُ بيدَيهِ، يشقّ ثغرَ الأرضِ العطشى، ليتسنّى لها ارتشاف المطر، يُسقِطُ الشّيبَ عن رأسِ الشّجرةِ المُتعبةِ، لينموَ من جديد نضرًا جميلا وبرّاقا. يودّع العصافيرَ بيدهِ، مُخفِيًا دمعَهُ في مآقي حُمرتِهِ، يعصِرُ الغَيمَ بأناملِ الرّيحِ، ويهمسُ بغبائره للكونِ بأنَّ موسِمَ خصبٍ جديدٍ يترنَّحُ على ذيلِ بُردِهِ.



        أي معنى للطبيعة إن لم يكن فيها خريف، يقلب أرضها على أرضها، ويقلب سماءها على أرضها، ويجهز الأشياء الميتة فيها للشتاء الذي يدفنها تحت كفنه الثلجي، ليخرجها الربيع بدوره أشياء أخرى، نابضة بالحياة؟
        أي معنى للحب إن لم يكن فيه صراع من أجل البقاء؟ لكن قضاء الطبيعة لا يعرف المحاباة، وسننها تطبق بالمساواة، على جميع ما يعيش في مملكتها من الكائنات.

        تحيتي الجميلة، وشكري الجزيل على تفضلك بالمرور وتكرمك بالتعليق الشاعري.
        الأستاذة، الشاعرة فاتن دراوشة.

        تعليق

        • عمار عموري
          أديب ومترجم
          • 17-05-2017
          • 1299

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
          عندما يصبح الخريف حكماً أو قاضياً لا شك أنه سيكون حكماً غير عادل
          لأنه في الأصل فصل متقلب لا يرسو على حال
          فصل قلّاب فيه يتغير كل شيء .. ومن الطبيعي أن كل شيء سينقلب على عقبيه ويذهب إلى وجهة غير معلومة
          وهنا وصفت المشاهد ببراعة
          أشم في نصك رائحة قصة حب انتهت بالفشل
          أرجو أن تعذرني إن كنت لم أفهم غير هذا .. كما أرجو أن تلاحظ ما أشرت إليه لعلني كنت صائبة
          تحية ... ناريمان
          السلام عليكم، أختنا الفاضلة ناريمان الشريف.

          ملاحظتك الأولى تقودنا للبحث في عمل وأزمنة الأفعال، وأرى - إن سمحت لي - أنه غير مناسب هنا. أشير فقط أن مُهِرَ تعني (خُتِمَ "الْحكمُ" بالمهر أي الختم الرسمي) و(كلمة القاضي) نعت للحكم الساري مفعوله في الزمن الحاضر، والجاري تنفيذه من طرف المحضر القضائي وهو الخريف. أما "قضى" فيفيد إما أن الحكم مضى وانتهى، وإما أنه مستقبلي ولكنه لم يبدأ بعد، وفي كلتا الحالتين، يتنافي مع سرد الحدث في النص.أما عن الضبع فهي مؤنثة وتطلق على الذكر والأنثى، وهي هنا رمز للريح، وزمجرتها استحضار لصوت الريح الصاخب في الساحات.

          أما عن قصة الحب التي لمحت إليها، فهي قصة حب عذري حقيقية، يشهد عليها طلل من أعواد متيبسة لا يزال فوق سقف قرميدي، وجمعت بين طفل وفرخ لقلاق، ولدا وترعرعا وكبرا معا في بيت واحد، لكن القدر شاء، مع الأسف، أن يفترقا بعد عشرة طويلة!

          مع تقديري واحترامي لملاحظاتك، المرحب بها في أي نص، من نصوصي اللاحقة.
          وتحيتي الجميلة، وشكري على تفضلك بالمرور وتكرمك بالتعليق المفيد.

          التعديل الأخير تم بواسطة عمار عموري; الساعة 11-10-2019, 12:24.

          تعليق

          • ناريمان الشريف
            مشرف قسم أدب الفنون
            • 11-12-2008
            • 3454

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة

            السلام عليكم، أختنا الفاضلة ناريمان الشريف.

            ملاحظتك الأولى تقودنا للبحث في عمل وأزمنة الأفعال، وأرى - إن سمحت لي - أنه غير مناسب هنا. أشير فقط أن مُهِرَ تعني (خُتِمَ "الْحكمُ" بالمهر أي الختم الرسمي) و(كلمة القاضي) نعت للحكم الساري مفعوله في الزمن الحاضر، والجاري تنفيذه من طرف المحضر القضائي وهو الخريف. أما "قضى" فيفيد إما أن الحكم مضى وانتهى، وإما أنه مستقبلي ولكنه لم يبدأ بعد، وفي كلتا الحالتين، يتنافي مع سرد الحدث في النص.أما عن الضبع فهي مؤنثة وتطلق على الذكر والأنثى، وهي هنا رمز للريح، وزمجرتها استحضار لصوت الريح الصاخب في الساحات.

            أما عن قصة الحب التي لمحت إليها، فهي قصة حب عذري حقيقية، يشهد عليها طلل من أعواد متيبسة لا يزال فوق سقف قرميدي، وجمعت بين طفل وفرخ لقلاق، ولدا وترعرعا وكبرا معا في بيت واحد، لكن القدر شاء، مع الأسف، أن يفترقا بعد عشرة طويلة!

            مع تقديري واحترامي لملاحظاتك، المرحب بها في أي نص، من نصوصي اللاحقة.
            وتحيتي الجميلة، وشكري على تفضلك بالمرور وتكرمك بالتعليق المفيد.

            أشكرك أخي عمار
            إفادة شافية ووافية ..
            وما زال النص رائعاً
            تحية ... ناريمان

            sigpic

            الشـــهد في عنــب الخليــــل


            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

            تعليق

            • عمار عموري
              أديب ومترجم
              • 17-05-2017
              • 1299

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
              أشكرك أخي عمار
              إفادة شافية ووافية ..
              وما زال النص رائعاً
              تحية ... ناريمان

              وبدوري أجدد لك الشكر والتحية
              أستاذة ناريمان الشريف

              تعليق

              يعمل...
              X