مأساة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مَحمد اسموني
    عضو الملتقى
    • 10-06-2015
    • 18

    مأساة

    حبيبتي، كنتِ لي ملاذاً بالأمسِ
    يا رفيقةَ دربـي،في هَمّي وفي أُنْسي
    وأنتِ اليوم بعيدةٌ،عن حِسّي وعن هَمْسي
    أيرضيكِ جَوْرُ البَيْنِ والتَّـخَلّي
    فأحيا غريباً بين صَحْبي وأهلي
    هل الداءُ اللعينُ ،عَدْوى مني
    قد صَيَّرك تُديرينَ الوجهَ عني
    أَوَ ذِرْعاً ضِقْتِ بـي ومني
    هل ضَجِرَتِ الروح بالصبرِ
    فأتى أمـــــــــرُ الله بالسِّـــــرِّ
    أمْ هي اختباراتُ القدَرِ.
    ها قد لَبَّيْتِ سريعاً من دعا
    فلا الدواء ولا الرَّقْــيُ نفعا
    ما عــاد وصْـلٌ بينـنا ولا وِدُّ
    حَلَّ الذي ما منه بُدٌّ ولا رَدُّ.
    كنتِ لـي يا مُنْيتي
    نبضَ القلب أنتِ.
    تحسَّرْتُ عـليكِ، ذرفتُ الدمع سَخِيّاً فوق ثراكِ
    لطمتُ وجهي،مزقتُ صدري، في غيابِ سناكِ
    كيــف لـي بحبيبٍ وهْـوَ أسـيرُ القـبرِ
    أَما يشكو لـي وحشة المكان القَفْـرِ
    بعدها تُهْتُ في يَـــمٍّ خِضَمِّ
    فيه كلُّ ألوان الأسى والهَمِّ
    نـارَ جـمْرٍ وَقَّدْتِ في الحشا،من غير حَطَبِ
    يَلْــفَحُنـي حَـــرُّها بشُواظٍ من لـهيبٍ مُـرعبِ
    سلوني حينها عن جنوني
    سلوني عن عذابي ولا تلوموني
    ثــم ذروني في حالي وشجوني
    غاب عني سريعاً وما أوْصى
    ليـتهُ ظـلَّ يصحبني ثم أوْفـى
    سلوني كيف أحيا
    سلوني كيف أنسى
    ما أقسى القدَرَ، ما أقسى!
    هل نسيتِ عِشْرَتي أصالتي وحِلْمي
    كيف أشُـقُّ وحدي، فَيــافـيَ هَمّــي
    هل قبِلْتِ الغدر بـي وسجـني
    وفضَّلْتِ النزوح السريع عـني
    هل تناسيتِ مـــودتي وتِحْـنــــــــاني
    وفيْضَ نُبْلي وجِدّي في التفاني
    ياقِبْـلَتـي ومآلــي
    رُدّي على سؤالي
    عَفْواً، أما كنتِ حيناً تنتظرينـي
    حتى أُلَمْلِمَ أفــكاري وحـنيـنـي.
    تـنتـابُنــي أَشَدُّ نوباتِ الشَّجَنِ
    فحيناً تُكَدِّرُ صَفْوي
    وطَوْراً تُعَطِّلُ شَدْوي
    ومـرةً تُــرَدِّدُ شَـجْـوي
    وتــــارةً تُعَـثِّـرُ خَطْوي
    وأنا أَهيمُ بين ثـنايـــا الحَــــزَنِ
    هَوْلُ البَلاءِ أخْرَسَـني وشَلَّ عقـلـي
    وأنا ما زلتُ في وَغى الحَسْرَةِ أُبـْلـي
    يعْتــَرينـي بَغْيُ الأسى الآثِــمُ فيُــمْسي
    مُـقيـماً بين أضْلُعي يُضاعفُ حَبْسي.
    وزاد غَـمّي وحزنـي حينما انصـرفتُ
    إلى البيتِ بثـقـلِ الأشجـانِ رجعـتُ
    فما من مؤْنِسٍ فيه بــاقٍ
    يردُّ الــروح اليوم إلَّاكِ
    وفي أشيــائكِ الصُّـغرى
    ذكريات تصدمُ نفسي
    وقد تـُـدمـي جـــراحــي
    هي المـــرآةُ ، فــيها الــرؤيـــــا تعَــطَّلتْ
    وهل من طَيْفِ صورة ثـكْـلىى تَجَمَّعَتْ
    على المــرآة يوماً قد تـطـفو بالـبِـشْــرِ
    أيُّ سِــرٍّ تُخْــفيه عنــي يا ســـــرّي.
    هذا صغيري يناديني:
    أبابا ، أين أمي؟
    سؤال من صغيري
    يعذب نفسي
    يدمي فؤادي
    يُحَــيِّـرُني،يُمــيـتُـنـي،يُرْبـي أَسايا
    مـتـى نادى: أيا أمــي!
    اِرْحَمْــني حبيبي،لا تعذبـنـي
    من جديد،يَسْتَفْهِمُــني: اين أمي؟
    ومن حينٍ إلى حينِ
    من شفا السعير يدنينـي
    يهزمنـي بتكرار السُّؤْل البغيض
    ضمن طـــياته الــوهم العــــــريض
    متى تــرجــعُ أمــي؟
    قل لي،عِــدْنـي عن عودة أمــي
    بوعْدٍ أُمَنّـيـهِ ،ولا صِــدْقَ فيــهِ:
    غــداً ترجع أمــي
    فصَبْــراً يا حبيبـي
    هَمَمْــتُ والدمع يَهْــمـي من عَـيْـنَـيَّ حَمِيّــا
    إيـاك لا تزدنـي بُنَـيَّ،فوق رُزْءِ اليـوم شَـيّـا
    بِرَبِّـك بُنَـيَّ، كنْ معي بالأمــر رَضيّا
    ولا تكـنْ أنت والمــوتُ عَــوْنـاً عَــليَّ.
    أيا موتُ رفقـاً بحالي،فقد زدْتَ عنــائـي
    فمنك وإليك أشكو محنـتـي وبــــلائي.
  • عوض بديوي
    أديب وناقد
    • 16-03-2014
    • 1083

    #2

    ســلام من الله و ود ،
    الله الله الله...!!
    نص بوح تخطيري ، صادق المشاعر و ركب السهل دونما تكلف ...
    ؛
    فأتى بدرر الحكي و أتى على الجمال ...
    سرني أنني كنت مع هذا الجمال ...
    مرور أولي وجوب الاحتفاء بكم و منجزكم...
    أنعم بكم و أكرم ...!!
    محبتي

    تعليق

    • مَحمد اسموني
      عضو الملتقى
      • 10-06-2015
      • 18

      #3
      الأخ الفاضل عوض بديوي
      سرني مرورك وتصفحك للنص
      شكرا على الإعجاب والترحيب
      مودتي وإخلاصي.

      تعليق

      يعمل...
      X