في محط الذكرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الطيب سيد أحمد الشنهوري
    أديب وكاتب
    • 08-07-2011
    • 78

    في محط الذكرى

    في محط الذكرى
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    الطيب سيد أحمد الشنهوري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    مثقلة تمشي ، ينوء حملها برجليها ، عيناها المتعبتان تبثان الشكوى ،
    تلومان الوجع والسهر وتنشران نظرات تحمل إرثاً كبيراً من الذكرى ،
    وترسلان قبلات حانية على كل مكان كان محطاً للقيا ونادياً للاجتماع ،
    في بطء تجلس شاردة الذهن وهي تحدق في المصحف موضوعاً بجانبها أضحى كظلها لا يكاد يفارقها.
    إلى جوارها تقف ابنتها الغضة الصغيرة لم تتجاوز الأحد عشر ربيعاً .
    لا يزال كوب عصير التفاح الذي وضعته البنت على المنضدة كما هو.
    ... حتى التفاح شرابها المفضل لم يعد له بدونه طعم.!!
    تشير السيدة إلى ابنتها بالانصراف..
    وتضغط على رجليها للوقوف،
    وتتجه صوب الحائط المقابل ،
    بكل عناية تنثني نحو صورة متوسطة الحجم قد وضعت عليه .
    تحمل السيدة الصورة بكل لطف .. بكل أسى.
    ... تحضنها بكل قوة.
    عبثاً تحاول أن تحبس قطرات دمع سيالة .
    تقرأ العبارة المنقوشة على إطار الصورة
    " المجد لشهداء غزة الحرة " .
    حتى وإن ضاعت خطانا .. وافترقنا
    سنظل نذكر أننا ... في الحب يومًا .. قد غرقنا
    وأن الله ما شاء اقترابًا ... فابتعـــدنا
يعمل...
X