[read]خــريف.
الكلبُ رهنَ كثِيف ضبَاب
يُحملقُ ..ثم يمتَعِض.
الظَّهيرَة مُبللةً
تُـشنِّجُ المارّة.
الفرَاشاتُ احتَرقت..لمْ تنجُ من شَرر
أَواخرَ نَهارَاتِ صَيفٍ أحْمر..
يـَا لِتـوَهان حَديقـتِي!
شَمسٌ جَـذلَى وسمَاءٌ رهينةٌ
تُهددُ بالاختِناقْ.
خِـذلانُُ بادٍ في أفقٍِ باردٍ تحْت عضّاتِ ضَبَاب.
علَى أرضِ الحَديد والبأسِ الشّديد،
ينهالُ جُمودُُ حيثُ الظّهيرة في ارتيَاب.
الآن..كـخَرْدلٍ مُصفرٍّ
تتناسَل الأوْراقُ إلِى أسفَـلٍ، فـَأمّا
الضّبَابُ في هَجْمتِه فلاَ يـُهزم.
السّـدُّ علَى مَرمَى مَحطِّ طيْر، يَعِدُ بمَواسمَ
تُلوِّحُ بهَوَاجِس رُطُوبة .
جَديدُ عهْـدٍ سرّب الذُّعـرَ إلَى نفُوس
الـمُسِنّين.
صَوتُ بـُوقٍ يـَائسٍ يُطلق صَرخة بـَائِسَة
بـها عـَدميّة،
أَسندَت رأ ْسَ رافِـعَة لأَديمٍ مَائِــل..
هـَا شِعَـارُُ قدِيمُُ مُبعْـثرْ،
وَاجِهة تَحْوِي بَــيانَاتٍ عَـتِيقة..
كُدّاس خامِ المنجَمِ* منْظور لِبأْس..
حَد َّغـُروبِ المنجَم الأكْـبر ، استسلَمتْ
مَديــنتي
وسَط الضّباب فَاحتَواهاَ الضَّياع ..!
حيَال عُزلتِهَا، أزفَرتْ بِشكْواهاَ.
خَريفُُُ ُ بِلا وَهَجٍ، حطَّ هُنا البَارِحَة.
اندسَّت قشَعْريرَة بِريحِ شَمَال.
كمَا انتِكَاسة، احْـتلَّ حُدودِي وَهنْ.
تقلَّصَتْ سُويعَاتي.
بهَذا اليوْم الرَّمادي، طفقَت ذاكِرتي
تشدّ ُعلىَ جَمرتِها..
أنتَ يا رذاذَ الحُزن السّـكُوب
يغـزُوني الآن مَطرك.
يا بهْجةَ أيّامي المشهُورة
عـِطركِ استرَاحَ
ولم يَـعُد يفُـوحْ ..!
لاَجُلوسَ هُناكَ حَولَ طاوِلَة،
لَا ثرثَرات ، أوْ غمَزاتٍ ،لاَ أحَاديثَ جَـمّة..لاَ قَهقهَاتٍ
لاَ صرِيرَ كَراسٍ.لاَ شيءَ هُناكْ..
الآن..كُلّ شَيء فـِي عـِدَاد صَيف انطفَـأ ْ
فأمّا ما تبقَّى ، فـلقدْ تصَحّـر!
يـَا مطرَ الطِّين،
ذَا قـَلبِْي غَارِقُُ في البَـلَل.
هُو ذَا يَدقّ ُ مِسمَارَ حُزنـِه في جبْهةِ
وقْتٍ أصْـلَعْ...
هنَا رَسْمُ مَخطُوط ،
وذِي غُرفة بأبَاجُورة مسَّها حنِين مَحزُون.
لا..لاَ..لا..
أنا لَستُ علَى مَا يُرام!
كلَّما تَدَافعَتِ الأضْواءُ مُنطفِئةًََ تـَغفُـو ..وَتـَئنْ،
لِـمَ أنتَ يـَا قلْبي تُصابُ بالشّجوِ
وبـِأثـْقالِ الشَّجن ؟
* منـجم : إشارة إلى منجم الحديد لمدينة الـونزة بشرق الجزائر[/read]
الكلبُ رهنَ كثِيف ضبَاب
يُحملقُ ..ثم يمتَعِض.
الظَّهيرَة مُبللةً
تُـشنِّجُ المارّة.
الفرَاشاتُ احتَرقت..لمْ تنجُ من شَرر
أَواخرَ نَهارَاتِ صَيفٍ أحْمر..
يـَا لِتـوَهان حَديقـتِي!
شَمسٌ جَـذلَى وسمَاءٌ رهينةٌ
تُهددُ بالاختِناقْ.
خِـذلانُُ بادٍ في أفقٍِ باردٍ تحْت عضّاتِ ضَبَاب.
علَى أرضِ الحَديد والبأسِ الشّديد،
ينهالُ جُمودُُ حيثُ الظّهيرة في ارتيَاب.
الآن..كـخَرْدلٍ مُصفرٍّ
تتناسَل الأوْراقُ إلِى أسفَـلٍ، فـَأمّا
الضّبَابُ في هَجْمتِه فلاَ يـُهزم.
السّـدُّ علَى مَرمَى مَحطِّ طيْر، يَعِدُ بمَواسمَ
تُلوِّحُ بهَوَاجِس رُطُوبة .
جَديدُ عهْـدٍ سرّب الذُّعـرَ إلَى نفُوس
الـمُسِنّين.
صَوتُ بـُوقٍ يـَائسٍ يُطلق صَرخة بـَائِسَة
بـها عـَدميّة،
أَسندَت رأ ْسَ رافِـعَة لأَديمٍ مَائِــل..
هـَا شِعَـارُُ قدِيمُُ مُبعْـثرْ،
وَاجِهة تَحْوِي بَــيانَاتٍ عَـتِيقة..
كُدّاس خامِ المنجَمِ* منْظور لِبأْس..
حَد َّغـُروبِ المنجَم الأكْـبر ، استسلَمتْ
مَديــنتي
وسَط الضّباب فَاحتَواهاَ الضَّياع ..!
حيَال عُزلتِهَا، أزفَرتْ بِشكْواهاَ.
خَريفُُُ ُ بِلا وَهَجٍ، حطَّ هُنا البَارِحَة.
اندسَّت قشَعْريرَة بِريحِ شَمَال.
كمَا انتِكَاسة، احْـتلَّ حُدودِي وَهنْ.
تقلَّصَتْ سُويعَاتي.
بهَذا اليوْم الرَّمادي، طفقَت ذاكِرتي
تشدّ ُعلىَ جَمرتِها..
أنتَ يا رذاذَ الحُزن السّـكُوب
يغـزُوني الآن مَطرك.
يا بهْجةَ أيّامي المشهُورة
عـِطركِ استرَاحَ
ولم يَـعُد يفُـوحْ ..!
لاَجُلوسَ هُناكَ حَولَ طاوِلَة،
لَا ثرثَرات ، أوْ غمَزاتٍ ،لاَ أحَاديثَ جَـمّة..لاَ قَهقهَاتٍ
لاَ صرِيرَ كَراسٍ.لاَ شيءَ هُناكْ..
الآن..كُلّ شَيء فـِي عـِدَاد صَيف انطفَـأ ْ
فأمّا ما تبقَّى ، فـلقدْ تصَحّـر!
يـَا مطرَ الطِّين،
ذَا قـَلبِْي غَارِقُُ في البَـلَل.
هُو ذَا يَدقّ ُ مِسمَارَ حُزنـِه في جبْهةِ
وقْتٍ أصْـلَعْ...
هنَا رَسْمُ مَخطُوط ،
وذِي غُرفة بأبَاجُورة مسَّها حنِين مَحزُون.
لا..لاَ..لا..
أنا لَستُ علَى مَا يُرام!
كلَّما تَدَافعَتِ الأضْواءُ مُنطفِئةًََ تـَغفُـو ..وَتـَئنْ،
لِـمَ أنتَ يـَا قلْبي تُصابُ بالشّجوِ
وبـِأثـْقالِ الشَّجن ؟
شـعر /السعيد مرابطي
-----------------------------* منـجم : إشارة إلى منجم الحديد لمدينة الـونزة بشرق الجزائر[/read]
تعليق