المتاجرة بالدين؛ مشروع بسيط وربح وفير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    المتاجرة بالدين؛ مشروع بسيط وربح وفير

    قال أحد المفكّرين: (كلّ ما أريد قوله هو أن ما يسمّى بالدّين في أيّامنا هذه، هو تماما ما جاء يحاربه كل رسول ). وقال آخر: ( لو ربط المسلمون سياستهم بالدين من قبل قرنين ربطًا محكمًا، لم تجد يد الغاصب للعبث بحقوقهم مدخلاً، ولو أعلنوا فصل الدين عن السياسة لظلّوا بغير دين. ولوجد فيهم الغاصب من الفشل أكثر مما وجد، فليست مصيبة المسلمين في تركهم السياسة مربوطة بالدين، وإنما هي ذهولهم عن تعاليم دين لم يدع مسيلة من وسائل النّجاة إلاّ وصفها، ولا قاعدة من قواعد العدل إلاّ رفعها).
    صار من السّهل على بعض الانتهازيين تقمّص عباءة المشيخة وترديد بعض الآيات والسوّر من القرآن الحكيم، وشقّ الطريق نحو المسجد، لبلوغ المجد والشّهرة وكسب الأموال. مستغلّين في ذلك مشاعر النّاس البسيطة، وحبّهم لدينهم. وصار المسجد في هذه الأيّام النّكيسة التّعيسة، ملجأ لكل فاجر وفاشل ومغرض يتاجر بالدين. وكم عرفنا في حياتنا الطويلة من هؤلاء المرضى الانتهازيين، من الذين يتظاهرون للنّاس بالتواضع والورع في بداية الأمر، ثم لا يلبثون أن يتجرّؤوا شيئا فشيئا على إلقاء الكلمات والخطب الطويلة في كل مكان، في المساجد و المحافل والمناسبات والشوارع والطرقات. مستغلّين ظروف النّاس وأحوالهم، وسلطة مستبدّة تسوق النّاس كالقطيع، وتجعل من الإمامة وظيفة، ومن الدين وسيلة لإذعانهم.
    استطاع هؤلاء، بما لديهم من جرأة وقدرة على خداع النّاس وبغض النّظر عمّا حقّقوه من مكاسب ماديّة، أن يصلوا إلى أعلى المراتب الاجتماعية والسياسية، ولم ينكشف للنّاس أمرهم، وهم يبنون العمارات الكبيرة والفلاّت، ويركبون أفخم السيّارات، ويستثمرون في الخلائق والعباد، ويجنون الأموال من هنا وهناك...، إلاّ حينما تخلّصوا من عباءة المشيخة والدين، وخرجوا عليهم بربطة عنق وبدلات كلاسيكية، على الطريقة الغربية، وصاروا يكلّمونهم من فوق بروج عاجيّة، ويقيمون الحفلات في المركّبات السيّاحية ذات الخمس نجوم، وما فيها من أطعمة وشراب، هذا حلال وهذا حرام، وخدم وحشم وجواري حور العين . هذا هو الدين الذي يحبّه الغرب وتروّج له أمريكا، وبكل بساطة. ومن يخالف هذا الدّين بمفهومه الجديد يعتبر إرهابيّا بحكم القوانين.


    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-02-2020, 10:06.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X