ماذا يريد العالم من هؤلاء المنبوذين؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    ماذا يريد العالم من هؤلاء المنبوذين؟!


    ****
    بماذا نسمّي هذا العالم الذي يدير ظهره للمضطهدين وهم ينحرون من الوريد إلى الوريد في بعض من الأوطان؟ في وقت يتبجّح النّاس فيه بكثرة الحديث عن الأخلاق والإيمان، وهم بعيدون كل البعد عن كل ما له علاقة بالدين والأخلاق والإيمان.في مطلع هذا العصر، عصر المادّة" الحجريّ " والجهل المقدّس، نسمّيه كذلك نسبة إلى قلوب البشر التي طغت عليها المادّة، فصارت كالجماد لا تتأثّر. ولم يعد الحديث فيه عن الأخلاق والقيم يحظى باهتمام كثير من الناس. لكنهم حين رأوا أعراص الموت الأصفر تدبّ وتتفشّى، بدؤوا يفكّرون في الموت وما بعد الموت بخوف وجد. وأن شهوات الدنيا كلها،[مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ]... لا تساوي شيئا.هناك من يصارع ضنك الحياة ورعبها، لكن أصواتهم لا تبلغ مسامع هذا العالم الأصم، لأن النّاس فيه منشغلون بأمور دنياهم ولا دينهم، ومنهم من لا يريد سماع مجرّد حشرجة من أصواتهم المرتفعة وهم يئنّون تحت العذاب. أليس في سوريا وليبيا واليمن وغيرها من البلدان العربية و الاسلامية، إخوان لنا في العقيدة والدين، يتعرّضون للإبادة والقتل الممنهج، ذنب هؤلاء أنّهم رفعوا شعار الحرية، فسُلّط عليهم من سامهم سوء العذّاب[يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ] وفي ذلكم بلاء عظيم. يعانون من الفقر والحرمان والتهميش، ومن جبروت الأنظمة والحكّام. أدار لهم العالم ظهره، فلا يريد مجرّد سماع الأخبار عنهم، ولا أن يلتفت إلى أحوالهم المزرية والبؤس الذي هم فيه، مطاردون كالعصافير، رحالة متنقّلون، بين البلدان والبلدان و الأرضوان تتقاذفهم أمواج البحار والمحيطات، يفرّون من الموت ومن الغزاة الذين جاءوا من كل مكان وأخرجوهم من أوطانهم، ليستقبلهم الموت في ديار الغربة. وغدوا بلا قبر يأويهم ولا من يحميهم، يصارعون برد الشّتاء والصقيع، يلتحفون السماء وغيومها، يقتسمون المأوى والمبيت مع الوحوش الضارية. هؤلاء بشر مثلنا، لكن العالم الذي يدّعي الانسانية ويتشدّق بالأخلاق والقيم لا يأبه لشأنهم، ومع ذلك ترى هذا العالم المنافق، بعلمائه وأدعيّائه وأتقيّائه، يبحث بزعمه عن لقاح فعّال ينقذ به الانسانية من مخالب ( كورونا )والموت وهذا الوباء القاتل. ما مشكلة لدى هذا العالم الجائر مع إخواننا المضطهدين سوى لأنّهم طالبوا بالحرية والعدل والمساواة، والناس في الأخير كلهم أخوة، إن لم يكونوا كذلك في الدين و المعتقد ففي الإنسانية، كما قال (عليّ)-كرّم الله وجهه-، ونحن المسلمون خاصّة ندفع ثمن هذا الاعتقاد الأصيل، ودليل ذلك حملات الإبادة والقتل الممنهج، وما يتعرّض له إخواننا في الشام والعراق وليبيا واليمن وغيرها من البلدان الإسلامية، والعالم منشغل عنهم بداربي "برشلونة و الريال"، والمشاريع الوهميّة الأمور التّافهة والأوهام. وهو العالم نفسه الذي أقام الدّنيا ولم يقعدها ذات غزوة غدر فيها بإخواننا في أفغانستان وسوريا والعراق، ولمجرّد جلاميد أصنام تم نسفها لتخليص العباد والبلاد من براثن الجهل والشرك القديم.ثم جاء الرّبيع بعده، حتّى وإن جاء متأخّرا فإنّ ذلك خير من أن لا يأتي أبدا. فظهر المتربصون والمشكّكون، وكثر الأعداء والمتآمرون، وأيقظ خفافيش الضلال والظلام في أوكارها، لأن الربيع أزعجهم بإطلالته وضيّائه، فلم تحتمل عيونهم رؤية النهار مبصرا، فقاموا إلى الأحرار يهدّدونهم ويخوّنونهم، بل ويروّعونهم، وقتلوهم شر قتل وونكّلوا بهم؛ حدث هذا في الجزائر في مطلع التسعينيّات، ومثله حين انقلبوا على الإخوان في مصر الكنانة، وحين اغتالوا البسمة من شفاه الأبرياء في العراق و الشام، وحين غدروا بأهل اليمن المطمئن السّعيد، وحين أثاروا الفتن، ونشر وا الذّعر والرّعب بين اللّيبيين الأحرار... فماذا يريد هذا العالم الجائر من هؤلاء الأحرار المنبوذين من أوطانهم؟ا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X