مشوار خارج القصيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يزن السقار
    أديب وكاتب
    • 20-03-2010
    • 110

    مشوار خارج القصيدة

    في السوق
    خمسة أولاد يبتاعون القهر من واجهات المحال
    يضربون الكف بوجه البراءة
    و يضحكون على الأحلام
    في السوق
    بائع على عربة يبيع التمر
    ويحلم بالنخيل
    في السوق يافطة لنائب
    لا يعرف السوق
    في السوق صبية تشتهي (جهاز) العرس
    لحبيب يبحث عن عمل
    العمل محجور عليه لذات محسوبية
    و القلب قارب بلا ماء
    في السوق رجل برع في الحساب
    و رسب في الخلاص
    يمشي بلا هديّ إلى اللاأدري
    يخاطب نفسه حينا
    يلعن الجيوب حينا
    و ما آلت إليه أسعار الناس في السوق
    في السوق امرأة تشدّ بأطراف ثوبها على طفلها
    تُفاصل الوقت على ثمن الخبز
    و على ورقة توت و حذاء للصغير
    في السوق صورة للوالي يلوح للشعب
    فيقفز اللون من الفرح
    و يردد الإطار عاش عاش
    في السوق يبحث الرداء عن بدن
    في السوق تاريخ شجن
    في السوق صبية يدرسون العشق
    و صبايا يمرّنَ تاء التأنيث على فض السكون
    في السوق شياطين لا ينامون
    و ملائكة تربّت فوق أكتاف الحالمين
    في السوق عيون حبيبتي
    تلعن الشعر
    و تغازل فستانا يليق بأذارها
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2


    هكذا في السّوق.....!!
    لكن في القصيدة حرف صادق - وبناء متقن - وصور ناطقة
    في القصيدة قلم عوّدنا على التفاصيل الصغيرة الدقيقة فنعيش معه كلّ تلك الحياة والمعاناة
    ونذهب معه أبعد وأبعد لنتقاسم معاً وجع شعب بحاجة لحياة كريمة...
    -

    تحياتي صديقي الشاعر يزن السقّار

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • جهاد بدران
      رئيس ملتقى فرعي
      • 04-04-2014
      • 624

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة يزن السقار مشاهدة المشاركة
      في السوق
      خمسة أولاد يبتاعون القهر من واجهات المحال
      يضربون الكف بوجه البراءة
      و يضحكون على الأحلام
      في السوق
      بائع على عربة يبيع التمر
      ويحلم بالنخيل
      في السوق يافطة لنائب
      لا يعرف السوق
      في السوق صبية تشتهي (جهاز) العرس
      لحبيب يبحث عن عمل
      العمل محجور عليه لذات محسوبية
      و القلب قارب بلا ماء
      في السوق رجل برع في الحساب
      و رسب في الخلاص
      يمشي بلا هديّ إلى اللاأدري
      يخاطب نفسه حينا
      يلعن الجيوب حينا
      و ما آلت إليه أسعار الناس في السوق
      في السوق امرأة تشدّ بأطراف ثوبها على طفلها
      تُفاصل الوقت على ثمن الخبز
      و على ورقة توت و حذاء للصغير
      في السوق صورة للوالي يلوح للشعب
      فيقفز اللون من الفرح
      و يردد الإطار عاش عاش
      في السوق يبحث الرداء عن بدن
      في السوق تاريخ شجن
      في السوق صبية يدرسون العشق
      و صبايا يمرّنَ تاء التأنيث على فض السكون
      في السوق شياطين لا ينامون
      و ملائكة تربّت فوق أكتاف الحالمين
      في السوق عيون حبيبتي
      تلعن الشعر
      و تغازل فستانا يليق بأذارها
      مشوار خارج القصيدة/
      عنوان بارع ملفت للقارئ، مبني على أعمدة حية من الواقع، لكن لواقع معكوس الحال، وذلك نتيجة تغير الحال بشكل غير متوقع أربك الأفراد ودعم النص في ثوب غير حاله المعتادة..
      فالكاتب عنون نصه بكلمة أولى هي / مشوار/ وعادة ما يدخل معنى المشوار تحت رزّة التمتع بأساسيات المشوار على أساس التنفس النقي والفرح، لكن أن يجعل الكاتب من المشوار خارج القصيدة، هذا يعني تغيير لمعادلة الواقع الذي يمثل القصيدة، ويجعله في عالم آخر معكوس، وهو الذي أوحاه الكاتب بحروفه بطريقة قصصية مذهلة بارعة، تشمل التغيير الجذري لواقع قد ضُرِب من عنقه وانتحر عند السؤال، عن مجريات ما آل إليه الواقع المعاش تحت نصل الوجع وحيث التخبط بين مناخ الناس وتضاريس العيش المؤلم المفاجئ..
      في هذا النص قد مسّنا طيف الحرف وهو يجتث الفرح من دروب الواقع، لتعلق الأعين أبواب السماء، وحيث انتظار الرحمة من رب العباد..
      صور بارعة أربكنا بها الكاتب على مائدة اللغة العذبة التي يتجمل بها بكل نصوصه وبلغته الفارهة وهي تشرب من عيون الماء الزلال..
      هذه اللغة بأبعادها ودلالاتها المختلفة، تشير على مستوى ذلك الخيال الذي يتمتع به الكاتب، وما يحمل من آفاق التحويل من لغة محكية للغة الأحاسيس والمشاعر، كي يعيد للنفوس قلوبها في واقع قد شرب مرارة الصبر ونحلت سواعده وهو يبحث عن خلاص من كل الأوجاع..

      نص كبير يحمل أبعاداً تأخذنا نحو دفات البحث وحيث الخيال ينمو في دهاليز الواقع المرير..

      الشاعر الإديب الكبير البارع
      أ.يزن السقار
      تحفة حرفكم تبقى عالقة على الألسن وحيث يرددها الفكر والخيال بالرضى بواقع عصيب قد قضمه الأسى وبات في عطش للفرح والأمان
      دام عرش حرفكم عالياً وارفاً وحيث ينبع الجمال...
      وفقكم الله لنوره ورضي عنكم
      .
      .
      .
      .
      .
      جهاد بدران
      فلسطينية

      تعليق

      يعمل...
      X