تجربة الغش الأولى!!
كنت غِرَّاً يافعا في "الصف الثاني الإعدادي"، وكانت تطرق أُذنَيَّ قُبيل موسم الامتحانات المدرسية مفردات عُدَّتْ حينها عجيبةً مُريبةً، ومنها ما عُرِّفَ بأنه "برشام" الغش، حسبته حين إذٍ عقاراً سحرياً متاحاً في الصيدليات!! يمنح النجاح، و يُربي ملكة الفهم!
كان يمنعني خجلي من تتبع هذا الأمر بالإيغال في البحث، والاستفاضة في السؤال حول هذا "البرشام" العجيب؛ لما يمثله الغش من سبة ووقاحة، لا يجب عليَّ وأضرابي من أرباب بيوتات الدين والشرف أن نقترب منه ومن مقترفيه؛ فضلا عن ممارسته وخوض غماره!
حتى إذا اقترب موعد الامتحانات النهائية، بدوت مختل الثقة في خوضها، معتل القدرة على اجتيازها ...
وكنت أَتسمَّعُ من الصُحبة المنفلتة - من زملاء الصف الدراسي - بما لا يوحي باندماجي معهم، وانخراطي وإياهم عن كيفية الحصول على ترياق النجاح المضمون ذا؛ أعني " البرشام".
حتى قيض الله لي بعض الخًيِّرين! ممن ليسوا فوق مستوى الشبهات، وقد تطوع أحدُهم مشكوراً بمثالٍ عَمَليٍّ أماط به اللثام عن كيفية إعداده وتصنيعه؟! مخرجاً من جيبه عينة تجريبية عرفتُ من خلالها - بينما أتصنع الانشغال واللامبالاة - "سر الصنعة"!
بدوت حينها نهباً لمشاعرالخوف ،الدهشة ،السعادة ...بعدما انكشف اللغز، واتضح سر الأمر ويسره، وإمكانية إنفاذه في سرية تامة، ودون الحاجة إلى تقنيات علمية، أو معونة خارجية!
ولكم عجبتُ من عبقرية الفكرة وسهولتها، متضرراً من كونها على يسرها لم تخطر لي على بال!
وبعدما وقعتُ على ضالتي المنشودة، قضيت ليلتي أجِدُّ في تلخيص محتوى مادة العلوم، على هيئة أبواب وموضوعات بتنظيم وتنسيق يتيحان لي استخراج المخبوء المنشود عند الحاجة إليه؛ حتى اكتمل الترياق وأصبح رهين طلبه.
وحالما ولجت إلى لجنة الامتحان، وقد طويت سري الخطير في جيب خفي، تأكد لي استحالة الاستعانة ب" البرشام" والانتفاع به؛ لما تلبسني حينها من جبن فطري لا تنفك أغلاله عني!
بيد أن كتاب العلوم- الذي عكفت الليل ملخصاً محتواه - بدا مطبوعاً في ذهني بوضوح أذهلني، وتنظيمٍ أتحفني مما يسر لي الحصول على أعلى الدرجات بفضل تقنية إعداد "البرشام" تلك التي أسدت لي معروفا ظل يلازمني إلى آخر سنين دراستي!!
كنت غِرَّاً يافعا في "الصف الثاني الإعدادي"، وكانت تطرق أُذنَيَّ قُبيل موسم الامتحانات المدرسية مفردات عُدَّتْ حينها عجيبةً مُريبةً، ومنها ما عُرِّفَ بأنه "برشام" الغش، حسبته حين إذٍ عقاراً سحرياً متاحاً في الصيدليات!! يمنح النجاح، و يُربي ملكة الفهم!
كان يمنعني خجلي من تتبع هذا الأمر بالإيغال في البحث، والاستفاضة في السؤال حول هذا "البرشام" العجيب؛ لما يمثله الغش من سبة ووقاحة، لا يجب عليَّ وأضرابي من أرباب بيوتات الدين والشرف أن نقترب منه ومن مقترفيه؛ فضلا عن ممارسته وخوض غماره!
حتى إذا اقترب موعد الامتحانات النهائية، بدوت مختل الثقة في خوضها، معتل القدرة على اجتيازها ...
وكنت أَتسمَّعُ من الصُحبة المنفلتة - من زملاء الصف الدراسي - بما لا يوحي باندماجي معهم، وانخراطي وإياهم عن كيفية الحصول على ترياق النجاح المضمون ذا؛ أعني " البرشام".
حتى قيض الله لي بعض الخًيِّرين! ممن ليسوا فوق مستوى الشبهات، وقد تطوع أحدُهم مشكوراً بمثالٍ عَمَليٍّ أماط به اللثام عن كيفية إعداده وتصنيعه؟! مخرجاً من جيبه عينة تجريبية عرفتُ من خلالها - بينما أتصنع الانشغال واللامبالاة - "سر الصنعة"!
بدوت حينها نهباً لمشاعرالخوف ،الدهشة ،السعادة ...بعدما انكشف اللغز، واتضح سر الأمر ويسره، وإمكانية إنفاذه في سرية تامة، ودون الحاجة إلى تقنيات علمية، أو معونة خارجية!
ولكم عجبتُ من عبقرية الفكرة وسهولتها، متضرراً من كونها على يسرها لم تخطر لي على بال!
وبعدما وقعتُ على ضالتي المنشودة، قضيت ليلتي أجِدُّ في تلخيص محتوى مادة العلوم، على هيئة أبواب وموضوعات بتنظيم وتنسيق يتيحان لي استخراج المخبوء المنشود عند الحاجة إليه؛ حتى اكتمل الترياق وأصبح رهين طلبه.
وحالما ولجت إلى لجنة الامتحان، وقد طويت سري الخطير في جيب خفي، تأكد لي استحالة الاستعانة ب" البرشام" والانتفاع به؛ لما تلبسني حينها من جبن فطري لا تنفك أغلاله عني!
بيد أن كتاب العلوم- الذي عكفت الليل ملخصاً محتواه - بدا مطبوعاً في ذهني بوضوح أذهلني، وتنظيمٍ أتحفني مما يسر لي الحصول على أعلى الدرجات بفضل تقنية إعداد "البرشام" تلك التي أسدت لي معروفا ظل يلازمني إلى آخر سنين دراستي!!
تعليق