كانت عبارة عن بلدة صغيرة، هادئة و مطمنّة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان (*)، قبل أن يتم غزوها من طرف حفاة عراة. وكان أهلها الطيّبون ثلّة من الأحرار الأخيار المتحابين و المتآخين يعيشون في برّ وسلام رغم بعض الاختلاف، بين حمرة وسمرة، ولهجة وأخرى. لكنه اختلاف رحمة وانسجام،كألوان الطيف، وألوان السجّاد المزركش أو الحنبل التقليدي المعروف. كان هذا قبل أن تعبث أيادي الأنام و الأيّام بنسيج عمرانها العتيق فتشكّلت منه مسامات تسلّل عبرها الغرباء وحصلوا على مكانات، بل وعلى ألقاب و إقامات لم يحظ بها غيرهم، من أهالي البلدة الطيّبين المطمئنّين. لأن أبناءها طيورٌ أصيلة، ولم يكونوا أبدا مثل هؤلاء الغزاة؛ جراد جائح يأتي على الأخضر واليابس. إن الهمّل إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة، وكذلك يفعلون (*).
وجوه بلا دماء، وألقاب بلا أصول هنا، من أين جاء هؤلاء؟
وكيف حتى وصلوا وصاروا يتكلّمون باسم الفضلاء؟
لاأحد يعلم ولا أحد يدري؟ا
واحد فقط من بين أبناء المدينة البررة؛ كان أوّل من رسم خريطة الحدود، يروي لنا قصّته مع هؤلاء الغرباء:"حين تسلّلوا إلينا لم نكن نتوقّع كل هذا ا؟" يواصل:" كان الأمر في البداية عبارة عن شخص واحد، ثم شيئا فشيئا..." أخذ تنهيدة وكلّه حرقة وألم .
من شخص بمفرده جاء يطلب اللّجوء ربما، إلى جماعة مسيطرة تتلاعب بالمال وتتحكّم في الرّقاب اا هكذا كانت البداية في هذه القرية قبل أن تغدو مدينة،كبُرت وكبُر معها الهمُّ والنّكد. وجد الغرباء الطريق ميسّرا فسرقوا من أهلها الطيّبين أحلامهم؛ اقتحموا الأسوار و الأسواق، و ارتجلوا فاتحة الكتاب وقرأوها على الأحياء والأموات، و ارتدوا أقنعة الغش والزّيف و تماهوا مع الأحداث... لتنتهي الحكاية بالغزو والاحتلال؛ كشّروا عن أنيابهم ، الويل كل الويل لأهل البلدة المتأصّلين، ويالها من نبالة سوداء !
……………………………………………………………………………………..
(*) مقتبسة من بعض الآيات
وجوه بلا دماء، وألقاب بلا أصول هنا، من أين جاء هؤلاء؟
وكيف حتى وصلوا وصاروا يتكلّمون باسم الفضلاء؟
لاأحد يعلم ولا أحد يدري؟ا
واحد فقط من بين أبناء المدينة البررة؛ كان أوّل من رسم خريطة الحدود، يروي لنا قصّته مع هؤلاء الغرباء:"حين تسلّلوا إلينا لم نكن نتوقّع كل هذا ا؟" يواصل:" كان الأمر في البداية عبارة عن شخص واحد، ثم شيئا فشيئا..." أخذ تنهيدة وكلّه حرقة وألم .
من شخص بمفرده جاء يطلب اللّجوء ربما، إلى جماعة مسيطرة تتلاعب بالمال وتتحكّم في الرّقاب اا هكذا كانت البداية في هذه القرية قبل أن تغدو مدينة،كبُرت وكبُر معها الهمُّ والنّكد. وجد الغرباء الطريق ميسّرا فسرقوا من أهلها الطيّبين أحلامهم؛ اقتحموا الأسوار و الأسواق، و ارتجلوا فاتحة الكتاب وقرأوها على الأحياء والأموات، و ارتدوا أقنعة الغش والزّيف و تماهوا مع الأحداث... لتنتهي الحكاية بالغزو والاحتلال؛ كشّروا عن أنيابهم ، الويل كل الويل لأهل البلدة المتأصّلين، ويالها من نبالة سوداء !
……………………………………………………………………………………..
(*) مقتبسة من بعض الآيات
تعليق