أتذكريـــــن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشيد الميموني
    مشرف في ملتقى القصة
    • 14-09-2008
    • 1533

    أتذكريـــــن

    أ تذكرين ؟

    وأخيرا عدت كما وعدتك.. الوقت يميل للأصيل .. تركت المنحدر ، وتوغلت في الغابة التي تغطي الربوة التي طالما شهدت عدونا واختزنت ذاكرتها ضحكاتنا .. أخال أنها لا زالت تجلجل في كل الأنحاء .. هناك المنبع .. أتذكرينه ؟ .. والصخرة الجاثمة عليه ؟ والدوحة العظيمة ، حيث نقشنا اسمينا ونحن مطرقان .. كنا نبتسم .. قالت لي شفتاك أشياء ، تمايلت على إيقاعها كل العروش والأغصان .. أتذكرين ؟ .. ضحكنا فضحكت الجداول.. وهمسنا فهمس حفيف الشجر .. وصمتنا فخرس كل ما حولنا .. كم لبثنا هناك على الصخرة ننظر إلى الشمس آفلة ؟ والأفق كأنما صبغ بلون وجنتيك .. كم تعاقب الليل والنهار ونحن جالسان ؟ .. كم أحصينا من النجوم .. وكم من مرة أحسست بجدائل شعرك يلوح بها النسيم على وجهي فتحجب عني الرؤيا ، لأغوص في رؤيا جديدة .. كنت كلما استبد بك القلق تضعين رأسك على كتفي .. و أشعر أنا أيضا بالأمان ..كانت تلك الأماسي الخريفية بهية بكل المعاني ، لكن ذاك المساء كان إيذانا بالفراق . الآن فقط أدركت لم كنت ترتعشين حينما آذنت الشمس للمغيب .. كم أحببنا الغروب .. لكن ذاك الغروب كان موحشا .. ربما كنا نحس أنه آخر غروب يجمعنا على تلك الصخرة الناتئة .
    مررت منذ قليل بجوار المنزل المهجور الذي شهد أول لقاء لنا .. لا زالت الكرمة تتدلى على بابه و نافذته الصغيرة .. كم هو بهي هذا القرميد الذي يعاند الزمن .. أنا الآن جالس على العتبة .. تماما كما كنت أفعل حين كنت أنتظر إطلالتك المسائية الموشاة بعبير الياسمين في اللحظة التي كان يمر فيها القطيع عائدا من المرعى .. هل تذكرن نظرات الراعي إلينا وهو يلقي التحية مبتسما ؟.. الآن .. أصيخ السمع فيتناهي إلي خوار من هنا وثغاء من هناك .. قبل أن يطبق الصمت من جديد .. كل ما حولي ينطق بالماضي .. ينشد أغانينا .. يذكر بوحنا كلمة كلمة .. حتى ذاك الزوجان من الحمام توقفا لحظة يرمقانني بفضول .. ربما يتساءلان عن سبب قدومي وحيدا ..
    ها قد عدت .. وسوف أغادر .. لكني أبيت إلا أن أقوم بطقوس إحياء الذكريات .. ذكرياتنا نحن .. لم أنس ولن أنسى أننا كنا يوما ما هنا .. نعانق المكان ونستلهم كلمات الحب مما يعج حولنا .. سأغادر .. لكنني سوف أعود في خريف ما لأعيش ذكرياتي من جديد ..
    التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني; الساعة 15-09-2008, 20:24.
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    [align=justify]الوقت يميل للأصيل .. تركت المنحدر ، وتوغلت في الغابة التي تغطي الربوة التي طالما شهدت عدونا واختزنت ذاكرتها ضحكاتنا
    ها قد عدت .. وسوف أغادر .. لكني أبيت إلا أن أقوم بطقوس إحياء ا
    الذكريات .. ذكرياتنا نحن .. لم أنس ولن أنسى أننا كنا يوما ما هنا ..






    الذكرى في خيال الوعي مسافرة في قطار العمر السريع الـ يدفع باللحظة إلى حاضر رحيل الزمان ..
    أين يختبئ الماضي وكيف له أن يحمل كل ما تساقط من اوراق الأيام...
    كيف تتحول الذكرى ..
    تغرس انيابها على مفارق ابواب الحياة ...
    هو العشق الابدي ذالك المفطور على حب الدنيا يرحل بلا قرار..
    ويخوض الاهوال ليربح رضى سعادة بـ لون نور نهار وعتمة ليل ...
    فـ النور يمتد للعتمة ويغفو في حضن الضياء ..
    والعتمة تحتوي النور الـ يستيقظ في الغياب ..
    غياب شروق وشروق غياب في عمر غريب غريق الملامح ..
    في ذكرى نقشت مر ومرور الزمان ...




    رشيد الميموني
    هنا صفحة من ديوان المشاعر لمعاني ينسكب منها احساس شاعر
    صاغتها انامل مبدع فبدت وكأنها لوحة بلون النبض القادم من عالم الشفافية
    احترامي والود.

    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 15-09-2008, 21:52.

    تعليق

    • رشيد الميموني
      مشرف في ملتقى القصة
      • 14-09-2008
      • 1533

      #3
      فرح الحسيني .. دخلت الملتقى وجلا مترقبا .. أتساءل هل تكون مشاركاتي المتواضعة عند حسن الظن ؟ .. وجاءني ردك بما يثلج صدري .. ويسعدني جدا أن تكوني أول من يعقب على كتاباتي .. ثناؤك هذا يشجعني على الاستمرار.
      دمت بكل الود .
      التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني; الساعة 15-09-2008, 22:04.

      تعليق

      • حياة سرور
        أديب وكاتب
        • 16-02-2008
        • 2102

        #4


        أخي الفاضل ... رشيد الميموني
        يصمت الصوت وتعلو نبرة الصمت في طقوس الحزن ...

        تأتي الدمعة في خيلائها تسحب ذيل فستانها مختالةً في سيرها دون أن تشعر بأن

        خطواتها تغرز أسنةً رماحيةً على الأهداب الحزينة ...

        وقد تشكو هذه الدمعة من طول المسافة التي استهلكتها في مدة السير وجعاً لـــ

        يترك آثاراً عصية على التلاشي ...

        وذاكرةٌ مؤلمةٌ ممتدةٌ في عمق اللحظات المهيمنة الطافية فوق أسطح بحور القلب ....

        ولكن يقيناً أنك أقوى من هذه اللحظات القاسية ، فما هي سوى قطرة لا تلبث

        أمام زفيرك العاصف بالإرادة نحو حصاد الذكرى السعيدة ....

        إبداعٌ وتميزٌ وأسلوب راقٍ هو ماحمله نصك هذا ...

        يكفي أن يقف لك حرفي مصفقاً التقديراً واحتراماً لحرفك وشخصك ..

        دمت مبدعاً دوماً وأبداً ... وكل رمضان وإنت بخير ...


        تعليق

        • د.مازن صافي
          أديب وكاتب
          • 09-12-2007
          • 4468

          #5
          من أرض الشجن أحييك و لك الياسمين
          و أقول لما فالامر كله سيان
          من عاد و من غاب كل في شجنه غارق
          و حزني أكبر اليوم علي من فاتني بلا وداع
          و من غاب و طال غيابه
          رحماك ربي اني كنت من الظالمين

          *-*-*-*-*-*

          الأخ الحبيب : رشيد الميموني

          رائع أنت في توظيف الطبيعة في النص وحتى أننا ذهبنا هناك أعلى الجيل وقرِأنا الحروف واضحة وشاهدنا وتابعنا لقاء الأحبة في ذاك البيت المهجور وتمتعنا بألوان الحمام ... وبقينا والوجع وأنت في نفس المكان ... هناك ولد الحب وهناك بقيت الأطلال .. لكن الذكريات تحملنا الى كل الأشياء مرة واحدة ...

          رائع أخي وكل عام وأنت بالف خير
          وأهلاو سهلا بك في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ،،


          مجموعتي الادبية على الفيسبوك

          ( نسمات الحروف النثرية )

          http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

          أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

          تعليق

          • حفصة فهمي
            مدير قسم
            أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
            • 08-06-2008
            • 321

            #6
            ما اجمل ان نتصفح كتاب الذكريات

            ونستعيد فيها اجمل وأروع اللحظات
            \
            الالق\فاضلي رشيد الميموني

            الصمت في محراب الجمال جمال

            دمت للابداع عنوان

            لك الجنة وانهار الكوثر
            \
            ح ف


            //
            حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

            انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

            الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

            واعلقهــا ذكرى على وطن

            :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

            تعليق

            • رشيد الميموني
              مشرف في ملتقى القصة
              • 14-09-2008
              • 1533

              #7
              أختي الفاضلة حياة سرور .. مرورك الموقع باسمك جدد نبض خاطرتي وضخ فيها "الحياة" من جديد ،مما جعل القلب يرقص "سرورا" لما ناله نصي من ثناء و مديح .. الآن أستطيع أن أطمئن إلى أن خاطرتي كانت عند حسن الظن .. وهذا يشجعني على الاستمرار ..
              شكرا وألف شكر على اهتمامك و تشجيعك ..
              ودمت بكل المودة .

              تعليق

              • رشيد الميموني
                مشرف في ملتقى القصة
                • 14-09-2008
                • 1533

                #8
                أخي د.مازن أبو يزن .. قراءتك لنصي وتعليقك عليه تشريف له و شهادة أعتز بها ما حييت .. أصبت الحقيقة حين تكلمت عن الطبيعة التي يسري حبها ، بل عشقها ، في دمي .. كن دائما بالجوار .. فمرورك يزيد من عنفوان نصوصي ..
                لك مودتي

                تعليق

                • رشيد الميموني
                  مشرف في ملتقى القصة
                  • 14-09-2008
                  • 1533

                  #9
                  أختي الفاضلة حفصة فهمي .. تذييلك لتعليقك على خاطرتي بتلك الدعوة الصالحة لهو خير ما يمكن إهداؤه لخاطرتي .. الجنة وأنهار الكوثر؟ لواستطيع أن أكتب مئات الخواطرمثل هذه حتى أنال مثل تلك الدعوة لفعلت .. فلك أدعو بأفضل ما يجود الإله على عباده .. وأعبر لك عن شكري و امتناني لكلمتك اللطيفة ..
                  بكل المودة و التقدير .

                  تعليق

                  يعمل...
                  X