كوابس وأحلام
حين اختلي بنفسي ، بعيدا عن الأعين ، تنقطع علاقتي مع كل شيء يحيط بي . أهيم في ملكوت الله ، أناجي وأتضرع وأشكو .
يكون ذهني مشتتا وأفكاري مضطربة وأنفاسي متلاحقة من القلق وكأنني عدوت مسافة كبيرة هربا من شيء يخيفني وكأنه شبح يطاردني أو وحش يروم افتراسي . فألوذ بشراعي وأنطلق به نحو مرفإ يؤويني . فأجوب البحار وهي في اوج هيجانها لأصل إلى البر وقد تمزق شراعي وتكسر قاربي ولم اعد احمل إلا اسمالا تغطي جراحاتي . وأستلقي على مدخل كهفي منهك القوى كسير الخاطر دامع العين مثقل الجفون بعد ليال لم اذق فيها طعم النوم .
لم أعد أشعر بجوع أو ظمإ . فقط يتناهى إلي أنين القلب ونحيب الروح ليشغلني عن كل ما يحتاجه جسدي ليسد رمقه . وأجلس على باب عشي أتأمل الطبيعة في ثورتها .. برق ورعد وزخات مطر كأن السماء تصب جام غضبها . فأحس أن هزيم الرعد صدى لنبضي المتعالي وهيجان نفسي ، وأن انهمار المطر هو انعكاس لما أذرفه من دموع منذ غبت عني وانعدمت أخبارك .
وفي غمرة هذه الأحاسيس التي تجاوبت معها الطبيعة ، أجد نفسي أخيرا مستسلما لنوم تتخلله الأحلام تارة والكوابيس تارة أخرى . فأراك مقبلة علي بوجهك البشوش وقوامك الأنثوي الرشيق ، وأمد يدي إليك لأحتضنك ، حتى إذا ما كنت قاب قوسين أو أدنى منك ابتعدت فجأة وكأن قوى خفية انتشلتك بعنف لتتواري في الأفق وقد علت نظرتك خيبة أمل تعادل خيبتي .
وأجد نفسي أنطلق كالمجنون أقتفي أثرك ، اسأل عنك الأنهار والغدران وأستفسر الوديان والربى فلا أجد سوى هذا الصمت المريع الذي يزيد من وحشة المكان والزمان ليضاعف ذلك من روعتي واكتئابي ويغرس اليأس أكثر في نفس هدها الحزن والحنين إليك .
وحين أحس كأن الدنيا أظلمت تماما في عيني ، وأن الأرض ضاقت على رحابتها ، أجد نفسي وقد استيقظت من ذاك الكابوس المرعب وأنتبه إلى أن الطبيعة اكتست حلة قشيبة وتلونت بشتى الوان الطيف وكأنها عروس ستزف في موكب شاعري جميل . وما بين بزوغ فجر ندي باسم وشروق شمس زاهية ، ترتسم في الأفق هالة على شكل جسد انثوي لا يعرف تقاسيمه سواي .. فأعلم أن زمن الكوابيس قد انتهى وأن الأحلام الوردية آن أوانها .. وأني على موعد بلقاء ابدي يعوضني آلام الفراق ولوعة الشوق إليك .
حين اختلي بنفسي ، بعيدا عن الأعين ، تنقطع علاقتي مع كل شيء يحيط بي . أهيم في ملكوت الله ، أناجي وأتضرع وأشكو .
يكون ذهني مشتتا وأفكاري مضطربة وأنفاسي متلاحقة من القلق وكأنني عدوت مسافة كبيرة هربا من شيء يخيفني وكأنه شبح يطاردني أو وحش يروم افتراسي . فألوذ بشراعي وأنطلق به نحو مرفإ يؤويني . فأجوب البحار وهي في اوج هيجانها لأصل إلى البر وقد تمزق شراعي وتكسر قاربي ولم اعد احمل إلا اسمالا تغطي جراحاتي . وأستلقي على مدخل كهفي منهك القوى كسير الخاطر دامع العين مثقل الجفون بعد ليال لم اذق فيها طعم النوم .
لم أعد أشعر بجوع أو ظمإ . فقط يتناهى إلي أنين القلب ونحيب الروح ليشغلني عن كل ما يحتاجه جسدي ليسد رمقه . وأجلس على باب عشي أتأمل الطبيعة في ثورتها .. برق ورعد وزخات مطر كأن السماء تصب جام غضبها . فأحس أن هزيم الرعد صدى لنبضي المتعالي وهيجان نفسي ، وأن انهمار المطر هو انعكاس لما أذرفه من دموع منذ غبت عني وانعدمت أخبارك .
وفي غمرة هذه الأحاسيس التي تجاوبت معها الطبيعة ، أجد نفسي أخيرا مستسلما لنوم تتخلله الأحلام تارة والكوابيس تارة أخرى . فأراك مقبلة علي بوجهك البشوش وقوامك الأنثوي الرشيق ، وأمد يدي إليك لأحتضنك ، حتى إذا ما كنت قاب قوسين أو أدنى منك ابتعدت فجأة وكأن قوى خفية انتشلتك بعنف لتتواري في الأفق وقد علت نظرتك خيبة أمل تعادل خيبتي .
وأجد نفسي أنطلق كالمجنون أقتفي أثرك ، اسأل عنك الأنهار والغدران وأستفسر الوديان والربى فلا أجد سوى هذا الصمت المريع الذي يزيد من وحشة المكان والزمان ليضاعف ذلك من روعتي واكتئابي ويغرس اليأس أكثر في نفس هدها الحزن والحنين إليك .
وحين أحس كأن الدنيا أظلمت تماما في عيني ، وأن الأرض ضاقت على رحابتها ، أجد نفسي وقد استيقظت من ذاك الكابوس المرعب وأنتبه إلى أن الطبيعة اكتست حلة قشيبة وتلونت بشتى الوان الطيف وكأنها عروس ستزف في موكب شاعري جميل . وما بين بزوغ فجر ندي باسم وشروق شمس زاهية ، ترتسم في الأفق هالة على شكل جسد انثوي لا يعرف تقاسيمه سواي .. فأعلم أن زمن الكوابيس قد انتهى وأن الأحلام الوردية آن أوانها .. وأني على موعد بلقاء ابدي يعوضني آلام الفراق ولوعة الشوق إليك .

تعليق