مداخلة حول مسرحية "قصة خريفية "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    مداخلة حول مسرحية "قصة خريفية "

    مداخلة حول مسرحية " قصة خريف "
    " قصة خريف" خريفية الحبكة والنص؟!!.
    هادي زاهر



    قصة خريف هي أخر مسرحية قدمها مسرح الميدان على خشبته وبودي هنا الأعراب عن وجهة نظري بصراحة مطلقة حول المسرحية وقد تختلف وجهات النظر وهذا طبيعي جداً، إلا إني أستغرب كيف يمكن لأخوة متمرسين يملكون من التجربة الكثير، كيف يمكن أن يقدموا مثل هذا العمل إذ ان العمل لا ينطبق على مجتمعنا فالقصة مستمدة من الأدب الايطالي وهي للكاتب "ألدو نيكولاي" وكون المؤلف يحظى بشهرة عالمية لا يمنح العمل جواز السفر إلى عالمنا الخاص تحديداً، فما هو ملائم هناك غير ملائم هنا، قد تكون هناك أوجه تشابه معينة ولكن ذلك لا يبرر تقديمه على أنه ينطبق على واقعنا فاحترام الأب، الجد أو حتى الكبير سناً ما زال معمولاً به في مجتمعنا بل ما زالت العلاقة حميمة بين الأب والابن وهناك احترام بالغ للمسن وأكبر برهان أن أولادنا يقولون لكل مسن "عمي" ولكل مسنة "خالتي" وأن حدث عكس ذلك هنا أو هناك، من هنا فأن اختيار الموضوع لم يكن موفقاً لان المسرحية لا تحاكي المجتمع ككل. ثم أن المسرحية لم تقترح الحلول، ولم تقد إلى الاستنتاج الصحيح، فالهرب من المواجهة ليس حلً .
    أما بالنسبة إلى حبكة المسرحية، قد لا أبالغ إذا قلت أنها خلت من الحركة الدرامية كلياً، إذ أنها سارت برتابة مملة للغاية، والأحداث هي إن مسنين أرملين، "بوكا" و " ليئو " في أواخر السبعين من عمرهما يلتقيان صدفة على مقعد الجلوس في المدينة وهناك يحدث أحدهما الأخر (على طول المساحة الزمنية للمسرحية) عن واقعه وإهمال الأبناء والكنات له؟!! كيف يمكن أن يتم ذلك بدون أن يرفق الحديث حركة واحدة، نزق واحد على الأقل، كما يحدث على أرض الواقع، لتعبر الحركة عن التذمر المعبر عنه حديثاً لتضفي الزخم المطلوب لتجعل من(المسرحية) مسرحية بكل معنى الكلمة بدلا من هذه الرتابة المملة التي جعلت من العمل مجرد حكاية يقصها الواحد على الأخر "وبقى يقلي وأنا أقله وخلصنا الكلام كلة" فنحن نشاهد عملاً مسرحياً ولا نستمع إلى أغنية رومانسية، هذا يتطلب الحركة كما قلنا، والعملية بسيطة للغاية إذ كان يمكن مثلاً، دفع الممثل الذي يقوم بدور العجوز إلى الوقوف والمشي والسقوط ، بدلاً من هذه الرتابة التي تقود المشاهد إلى التثاؤب أحياناً كثيرة .
    أما بالنسبة لأداء الممثلين داخل الإطار الذي وضعه المخرج أمير نزار زعبي لا نستطيع ألا أن نحني هامتنا احتراما للممثل المتمرس مكرم خوري الذي أنسجم مع دوره أقصى درجات الانسجام، حيث كان يمثل بكل جوارحه، كان جسده يرتجف وقد انعكست الارتجافات على قسمات وجهه أيضاً بشكل مكثف، مما غطى على فجوات كثيرة تخللتها المسرحية إلا أن الممثل سليم ضو لم يستطع أن يقدم ما عاهدناه به، والكوميديا التي حاول أن يتجند بها لم تكن موفقة، حيث انتزعت البسمة بين الفينة والأخرى من شفاه المشاهدين عنوة؟!! فالحركاته نفسها لا تجديد ولا تدفق فيها أبداً ويبدو إننا نذهب لحضور مسرحيات أحيانا! وفقاً لاسم المثل الذي نحبه ولكن يأتي العمل مخيباً للأمل وقد حاولت الممثلة القديرة سلوى نقارة إدخال الحركة الدرامية المطلوبة للمسرحية ولكن الدور الذي منحها إياه المخرج كان صغيراً عليها وهنا لي ملاحظة للإخوة الممثلين وخاصة المتمرسين وهي انه يحق لواحدهم أن يتداخل ويخرج عن النص قليلاً أذا أستجوب الأمر، أجمالاً نحن بحاجة إلى نصوص تحاكي مجتمعنا، مستمدة من واقعنا على كافة الأصعدة، الحياتية بشكل عام والاجتماعية خاصة، وهذا لا يعني أن نبعد لنختار نصاً لكاتب عالمي مشهور ونحاول أن نلصقه بحذافيره على واقعنا، وإذا حدث يمكن تجيير النص ليتلاءم مع واقعنا وهذا أمر مشروع،
    بالنسبة للتقنيات المرافقة،
    المكياج :- لنجدية إبراهيم كان موفقاً، فقد أظهر كهولة أبطال المسرحية بشكل مقنع للغاية
    إضاءة:- لفراس روبي لم يتم التلاعب بها ولم تسلط لتساعد على التركيز على ما يجب إبرازه وفقاً لما يتطلبه المشهد
    الملابس :- الملابس التي صممها أشرف حنا كان يجب ان تتبدل لتساعد في خلق الحركة قدر الإمكان عند الحضور والغياب، كما كان من المفروض أن تكون أحياناً كثيرة مهملة أكثر لتوحي بحالة الإهمال التي حاولت المسرحية أن تبرزها
    الموسيقى؟ : -لماذا تم الاستغناء عنها وكانت من الممكن أن تساعد في الهيمنة على الأجواء لتساعد في نقل المشاهد إلى مناخ المسرحية لينسجم معها
    وأخيرا أقول إن هذه المسرحية لن تجوب البلاد كما جابتها مسرحية " اضرب مفتوح " (علماً انه لا مجال للمقارنة) للأسباب المذكورة وأمل أن يتقبل الأخوة ملاحظاتي السريعة برحابة صدر والى اللقاء في عمل ناجح أكثر
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "
  • عفت بركات
    عضو الملتقى
    • 09-04-2008
    • 205

    #2
    هادي زاهر :
    شكرا لك هذا الجهد في نقدك
    لمسرحية قصة خريف
    الذي تناولت فيد التفاصيل الدقيقة
    شكرا لك تواجدك بيننا
    [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

    تعليق

    • هادي زاهر
      أديب وكاتب
      • 30-08-2008
      • 824

      #3
      رد

      الأخت عفث مساء الخير
      معذرة في تأخري عن الرد فالمشاغل اليومية تنهب وقتنا؟!!
      ولكن أهتمامك بما يدور عندنا يزيدني أفتخاراً ويحثني على الاستمرار في استعراض أدبياتنا المحلية وخاصة ما يجري على خشبة المسرح .
      تابعي مداخلتي حول مسرحية " وجبة هجاء "
      مع تحياتي الحارة وتقديري
      هادي
      " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

      تعليق

      يعمل...
      X