[align=justify][bor=#cc6666][GASIDA="type=center title="" bkcolor=#999966 color=black width="100%" border="2px dashed black" font="bold large Tahoma" "][gdwl]مر الزمان بالمكان، فقال له الزمان : أنعمت مساء أيها المكان ، فقال المكان : أنعمت مساء سيدي الزمان ، أنت ضيف عندي الليلة ، ضحك الزمان من سذاجةالمكان وقال : أنت كريم ابن كريم ،أنا يا صديقي لا أعرف الاستقرار ، سأرحل الآن أجوب الشرق والغرب وسأعود واجد أن الكبار والصغار قد ماتوا ورحلوا ودفنوا في عالم النسيان ، وانت أيها المكان سترى الناس وهم يتوارون تحت الثرى وآخرين يرحلون حيث لا يعودون ، نظر المكان إلى الزمان متعجبا وقال : ترحل عنا إلى القفار والصحاري والبراري والسهول والوهاد حاملا الأخبار أخبارالأحياء والأموات ، قال الزمان : أيها المكان كن رحيما بالأموات ولا تسئ إلى الأحياء ،تألم المكان وتحسر لفراق صديقه الزمان وراح يذرف دموعا حارة ، نظر إليه الزمان وقال لا تبك أيها المكان ، سأعودوأحمل لك أخبارا قد تسعدك وربما تحزنك ، راح الزمان تاركا المكان في حسرته ، وهو يقول لما يتخاصم هؤلاء الناس ؟ لما يتدافعون ؟ لما يقتل الإنسان أخاه الإنسان ، لما تموت الرحمة في القلوب ، هل رحلت الرحمة وتركت قلوب قاسية ؟,,, كان الزمان ينظر إلى المكان وهو يقول : ساعود أيها الزمان وأحمل لك أخبار الظالمين والمعتدين الآثمين ، أنا الزمان يا أيها المكان إن الأشرار والفجار يموتون تحت الثرى وسترى ذلك وتعلم أن البقاء لخالقنا ولا تخشى أيها المكان من الأهوال ومن شر حاسد إذا حسد ، ومن شر الوساس الخناس ، ومن الشيطان الرجيم ،ومن الإنسان المسكين ,,,, ومرت الإيام والشهور والسنوات ، ومات من مات وبقي الزمان والمكان ورحل من رحل تاركا وراءه الدور والقصور ولم يفكروا في القبور ، كان المكان ينظر إلى الزمان وقد ولى وعاد لينطلق من جديد في عالم الشقاء ، في عالم الأهوال والمال ، التنافس في الدار الفانية على الفناء ، فقال الزمان وهوينظر إلى المكان : لقد مات الأقوياء الأشداء ، أصحاب السلطان والجاه ، لقد مات ووري التراب ذلك الأحمق الاهث على الفانية ،وناسيا للباقية ,,,, بقلم أبوبكر معلم وآديب ومراسل صحفي متطوع سابق ومرشد الجزائر شرقا تحياتي[/gdwl][/GASIDA][/bor][/align]​