المرأة والأفعـى والشيطان
(حادثة واقعية)
كان الأسفلت المتلعلع يشق طريقه من دون توقف وسط الرمال الملتهبة، حتي ظننت أنه يقودني إلى الجحيم لا محالة ! لولا بضعة جمال اعترضتني، وبيت من الطوب والجريد استوقفني أخيرا.
كان البيت عبارة عن دكان معتم قد غصت جوانبه بضروريات الطريق، وغاص فيها، على حصير من الحلفاء، شخص نحيل طويل غطى رأسه بمنديل، تبين لي عندما نهض لاستقبالي أنها امرأة تمرية اللون، يختمر في عينيها سحر أسود وخيم، ودونما تحفظ مدت يدها لمصافحتي، واستدعتني لتناول كأس شاي قبل شراء ما يلزمني.
بعد كأس من الشاي المنعش وبرهة من الحديث المريح، تناولت مقتنياتي وتوجهت إلى الباب لاستئناف سفري، وما هي إلا قدم وضعتها على العتبة فإذا شيطان(1) ماثل أمامي بقرنيه المفزعين، ونابيه المرعبين، ولسانه اللعوب كسيف مسلول.
كنت أريد أن أصرخ لكن الصوت في فمي توقف، وكنت أريد أن أتراجع إلى الخلف، فإذا الذهول قد شل أطرافي، وإذا الدم قد تجمد في عروقي، ولم يبق لمن شاهدني في تلك اللحظة إلا أن يقرأ علي إنا لله وإنا إليه راجعون ! لولا أن تداركتني المرأة بسرعة، وحالت بيني وبين ذلك الشيطان، ثم راحت تهدئه بتمتمات خافتة وحركات بطيئة، حتى ارتد وتلوى، فانقضت عليه بقبضة محكمة على عنقه، ورفعته بطوله في وجهي وهي تقول في زهو نسوي :
- ها هو الشيطان في قبضة امرأة، أيها الرجل المتردد والخواف !...
ومنذئذ...آمنت بالعلاقة الحميمية الموجودة بين ثالوث المرأة والأفعـى والشيطان.
...
1. اسم مجازي للحية الخبيثة، أو الأفعى ذات القرنين.
(حادثة واقعية)
كان الأسفلت المتلعلع يشق طريقه من دون توقف وسط الرمال الملتهبة، حتي ظننت أنه يقودني إلى الجحيم لا محالة ! لولا بضعة جمال اعترضتني، وبيت من الطوب والجريد استوقفني أخيرا.
كان البيت عبارة عن دكان معتم قد غصت جوانبه بضروريات الطريق، وغاص فيها، على حصير من الحلفاء، شخص نحيل طويل غطى رأسه بمنديل، تبين لي عندما نهض لاستقبالي أنها امرأة تمرية اللون، يختمر في عينيها سحر أسود وخيم، ودونما تحفظ مدت يدها لمصافحتي، واستدعتني لتناول كأس شاي قبل شراء ما يلزمني.
بعد كأس من الشاي المنعش وبرهة من الحديث المريح، تناولت مقتنياتي وتوجهت إلى الباب لاستئناف سفري، وما هي إلا قدم وضعتها على العتبة فإذا شيطان(1) ماثل أمامي بقرنيه المفزعين، ونابيه المرعبين، ولسانه اللعوب كسيف مسلول.
كنت أريد أن أصرخ لكن الصوت في فمي توقف، وكنت أريد أن أتراجع إلى الخلف، فإذا الذهول قد شل أطرافي، وإذا الدم قد تجمد في عروقي، ولم يبق لمن شاهدني في تلك اللحظة إلا أن يقرأ علي إنا لله وإنا إليه راجعون ! لولا أن تداركتني المرأة بسرعة، وحالت بيني وبين ذلك الشيطان، ثم راحت تهدئه بتمتمات خافتة وحركات بطيئة، حتى ارتد وتلوى، فانقضت عليه بقبضة محكمة على عنقه، ورفعته بطوله في وجهي وهي تقول في زهو نسوي :
- ها هو الشيطان في قبضة امرأة، أيها الرجل المتردد والخواف !...
ومنذئذ...آمنت بالعلاقة الحميمية الموجودة بين ثالوث المرأة والأفعـى والشيطان.
...
1. اسم مجازي للحية الخبيثة، أو الأفعى ذات القرنين.
تعليق