والله أخت سلمى هدفي هو ليس المال في المرتبة الأولى بل جمال ما أنجز ولي لوحات عديدة في البيت
لو التقينا إن شاء الله اهديك شيئا من اعمالي لك ولمنيرة كذكرى منّي.

سأخبرك بطرفة حزينة:
كنتُ قد وضعت لوحة في معرض.. عدت يومها إلى البيت فكلّمتني المسؤولة أنه فيه مشتري فأجبتها بيعيها
ولم تمر دقيقتين إلاّ واشتعلت النيران في روحي لم أحب بيعها والله العظيم/ كأنّي أبيع جزء من قلبي
فاتّصلتُ حالا لأقول لها لا - لا تبيعيها، ندمتُ...
لكن هيهات المشتري دفع وغادر
حينها ، بكيتُ طول النهار على فراق لوحتي

صحيح نحتاج بيع منتوجنا للاستمرار واقتناء أدوات الرسم الباهضة وهناك لوحات لم أحب بيعها رغم اغراء السعر الذي عُرض عليّ
المال ليس كلّ شيء رغم انه يصنع المعجزات.
أتالّم حين تضيع منّي لوحة عزيزة تماما كما حين أفترق مع أشخاص أحبهم
-

تحياتي وتقديري

لوحة شجرة الكنز / سليمى
الله الله الله
ما أجملها من لوحة فنيّة ممتلئة بالسّمات الإبداعية واللمسات السحرية، التي تدلّ على شخصية صاحبتها المبدعة وريشتها الذهبيّة..
هذه اللوحة احتوت على دلالات مختلفة تدخّلت فيها الذائقة الفنية بامتياز، باختيار الألوان التي ترمز للعنوان الفاخر، وترمز للكثير من معالم الحياة الدنيا، عدا عن اصطحاب الخيال واتّساع مداركه لنثر لمسات الرّسامة الإبداعية..
من خلال عنوان اللوحة:
/شجرة الكنز/
تأخذنا ملامحها ومعانيها لبصيص من الأمل وكثير من الخير، فالشجرة بحد ذاتها، لها تأويلات عدة ودلالات مختلفة، ومعالم كثيرة.. فهي تعبّر عن نفسية الفنّان الذي شكّل أبعادها بطريقة مختلفة عن المعهود، حيث قُدّمت لوحة معبّرة عن مضامين الكنز والتي تشير للقطع النقدية الذهبية، كحبات الثمر، وهذه الثمار الذهبية كنوع من عملية اقتطاف الأموال عن طريق غرسها وتمويلها واستثمارها، كحصيلة للتكاثر، وكعملية ايضاح للعوامل الاقتصادية التي تحتكرها الدول الكبيرة، بهدف إدرار المال باستمرارية مطلقة وحلب الشعوب أموالها للحفاظ على وجودها، لأن الشجرة تعطي الخيرات بلا مقابل، وتمنح السعادة لمن يستظل بظلها، والدفء لمن يحتطبها كوقود للتدفئة، وتعتبر من حصيلتها ورقاً تكتب عليه كل أصناف العلوم والفن بالرسم وغيره..
لذلك الأموال والذهب بالنسبة لهم، تعتبر مصدر للحياة والعيش لتنفيذ مصالحهم، عدا عن أن الشجرة لا تنتظر المقابل، وأصحاب رؤوس الأموال لا ينتظرون المقابل من أحد، بل هم من يريد أن يأخذ من الشعوب دون مقابل..
لذلك هي تعتبر رمزاً للحياة بشكل عام، ورنزاً للحياة لأصحاب الاقتصاد، وللعبور من الموت عند اصفرار أوراقها وتساقطها، لاستمرارية الحياة، عند ظهور براعمها وزهورها وأوراقها من جديد..
وبما أننا أمام لوحة لشجرة الكنز، فهذا يأخذنا في صحبة الخيال، ودلالات كثيرة ترصدها ملامح الشجرة في عمق الحياة..
وبما أن الشجرة تعطي ثمار نقدية ذهبية، هذا يشير لعالم من إبداع متفرد، وهذا الخيال، الذي يثمر أفكاراً متفردة..ولمجرد عمل الفنانة فناً مجسماً، نستطيع ملامسته، هذا يدل على ن من الشجرة ومعناها الطيب الذي يبقى صامداً أمام التحديات والصدمات، وأمام التيارات المختلفة كعواصف الزمن ورياح الغدر، مقابل صمودها هذا، يأتي تقبّلها للأذى والطعن بروح صامدة، لا تنحني ولا تنكسر مام ما يعتريها من أوجاع وهموم..
وكما طعم الثمار طيباً، هكذا هي روح الفنانة تنعكس من روح الشجرة بالطيبة والتسامح ومقابلة الإساءة بالنقاء، والصفح وتقبّل كل شيء من الآخر ولو كان على حساب مشاعرها وحياتها..
عدا عن تأويل آخر لشجرة الكنز، هو لمعان ثمارها، وتوهجها وبريقها، لروح الفنانة التي يظهر من أعماقها الوهج ويلمع من داخلها بريق ترتاح له النفوس كما ترتاح لبريق الذهب..
الشجرة بأغصانها هي ترفع أكفّها تضرعاً لله، ترفع أغصانها نحو السماء، وتنمو وتكبر وعيونها تحلق بالسماء، تحلق بالطهر والنقاء، تحلق بالروح وهي تعرج بها للسماء والعلو والسمو، كي تسمو وتصفو من علق الأرض والطين، تنظر نحو زرقة السماء، لتتخلص بالدعاء من كل علق وكدر الطين، لذلك الشجرة لا تنظر للأرض، بل تتنزّه عن البشر وهي تتخلّص من درن ذنوبهم لتبحث عن معالم الجمال والصفاء الروحي، لتكون مسالمة مع الذات..
عدا عن أن الشجرة التي برعت الفنانة برسم جمالياتها بطرق فنية بارزة، فأن النقود الذهبية تدل على مفاهيم ما تقدمه الشجرة للإنسان كدليل على أنها شجرة نفيسة تماثل مفهوم الذهب عند الإنسان..

الفنانة التشكيلية الأديبة البارعة
أ.سليمى السرايري
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، على هذا السحر الذي خطف القلوب بجمال هذا الإبداع الذي لا يشبهه إبداع..
حفظك الله ورعاك وبوركت وريشتك الذهبية وما تقدمينه من فنّ عريق يسجّله التاريخ..
وفقك الله لما يحبه ويرعاه
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

*
*
*

وأخيرا وصلت العزيزة جهاد إلى حديقتي التي ليس فيها سوى شجرتي الغالية على قلبي
وبأسلوبها المعتاد في القراءة غاصت كخبيرة نفسية في عمق اللوحة وعمق صاحبتها
وعرفتْ كيف/ لمن ينجز هذا العمل ويتجاوز صعوباته بالصبر والثقة وحتى باحتراق أصابعه بالمادة اللاصقة،
كيف أيضا يتجاوز الإساءات بالخيرات والصبر والابتسامة والعطاء والتسامح

-
جهاد بدران
القلم الذي أحبه...
والإنسان النبيل....
الطيف الرقيق
ابحثي معي عن كلمات شكر أفيك حقّك لهذا الكلم وهذا الحضور الغالي
وهذا البحر الذي جعلتِه لامعاً كما القطع النقدية الذهبية..

لك باقت محبة وشتائل ياسمين
شكرا بحجم محبتي لك.
-
-
-
-
س.س

تحفة فنية جميلة
ورائعة.. ذوق راقي
سلمت أناملك..
ومزيدا من الابداع
في هذا الفن الجميل
الفنانة سليمــى
تقبلي تحياتي

تسعدني متابعتك أستاذ رياض القيسي
شكرا من القلب
مع أسمى التحايا