الفن والأحاسيس الإنسانية أقانيم حياتي الأساسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    الفن والأحاسيس الإنسانية أقانيم حياتي الأساسية





    الفنانة التشكيلية التونسية المدهشة-سليمى السرايري-:

    "الفن والأحاسيس الإنسانية أقانيم حياتي الأساسية.."


    يبدأ الرسم لدى المبدعة المتميزة تونسيا وعربيا سليمى السرايري من لحظة الهام بصري لتفارقها ولا تنتهي إليها. ذلك لأنّ-هذه الرسامة المتألقة-لاتلتفت إلى الوراء، لأنها تدرك أنّ ما علق بروحها من الطبيعة يكفي يدها غذاء تلتهمه في الأوقات العصية.
    الطبيعة معها تصنع دهشتها كما لو أنها ترى لأوّل مرّة... ربما لأنّ -سليمى-تزجّ بحواسها الأخرى في عملية النظر هذه،وربما لأنها أيضا تتسلّل إلى الطبيعة من داخلها فلا تراها على شكل مشاهد شاسعة بل تتحسّس الطريق إليها عبر تفاصيلها الصغيرة.
    هذه التفاصيل التي تحثها تداخلها على أن تعيد تركيبها وفق ما تقترحه مخيلتها.
    وهنا تغادر الطبيعة هيئتها الشكلية من غير أن تغادر ذاتها،كونها رهانا جماليا قابلا للتشكّل في كل لحظة نظر.فهي بالنسبة إليها لا تشكّل كتلة مرصوصة على ذاتها،بل ثغرة تنفذ من خلالها إلى حدسها.ذلك الفعل الذي يسبق النظر ويلحق ما يرى بما هو متوقّع رؤيته.وبذلك تتحاشى الرسامة الوصف تحاشيها الصورة ذاهبة إلى فكرتها عن الطبيعة،كونها كيانا مطلقا.







    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2


    إنها تفعل ما تجده صحيحا داخل التعبير الجمالي لا عن الطبيعة بل عن تلك العاطفة الخفية التي تقودها في ممرات الرّوح بعيدا في اتجاه طفولتها.
    بهذه العاطفة تفترس الرسامة الطبيعة،لا تنكرها،لكنها لا تستسلم لصورتها الراهنة بل تسعى إلى الإلتحام بصورتها الكامنة.لتكون طبيعتها هي،تلك الطبيعة المنبجسة من أعماق نفسها.حيث تمتزج الطبيعة بحساسية شعرية تخرج بالشعر من طابعه اللغوي إلى العراء.
    وكما يبدو فإن هذا السلوك العاطفي صار مصدر إغراء بالنسبة للشعراء الذين أدهشهم أن تستعيد قصائدهم طابعها الأثيري،بعيدا عن قفص البلاغة الناقصة.
    من أدونيس العربي إلى أندريه فلتير الفرنسي صارت-سليمى السرايري-تتنقّل-ببراعة واقتدار-بين سواد الحروف لتلتقط فواصل بيضاء تبث من خلالها نفثات سحرها،رقى وتمائم.
    إنّ عمل الرسّامة هنا يصدر عن رغبة ملحة في استجلاء غموض ما خفي من النص،والإفصاح عما لم يصرح به،بالمعنى الذي يمحو عن الرسم أية صفة تعليقية.
    الرسم هنا يملي على الطبيعة شروط فراره.إنه يعظها بما يحثها على عصيان ما يظهر منها،مشهدها الذي تغمض عينيها عليه.
    إنّ –سليمى السرايري-رسامة-هي ابنة الطبيعة الضالة،تلك الإبنة التي تباشر انتماءها من لحظة فراقها المعرفي.هناك تلذّذ تقشفي،تقشّف تمليه لحظة اقتباس استثنائية،هي ذاتها لحظة اللقاء بالطبيعة.
    هذه الرسامة تقتبس من الطبيعة لحظة دنوها من الجمال.ولا يعنيها في شيء أن تأسرها في لحظة غنج.إنها تقبض على خلاصاتها،ما لا يظهر منها،ما لا تدعيه علنا،بلاغتها وهي تمضي إلى فنائها.الطبيعة حاضرة لديها بما تدل عليه،ما تؤمئ إليها،لا بما يظهر منها،إنها بالنسبة لسليمى أشبه بمعجم تتنقّل بين مفرداته بحرية.
    الطبيعة عدوتها،تلك المرآة التي تنافسها على اقتباس الجمال في لحظة عري.أسلوبها في العمل يكشف طريقتها في النظر إلى مصادرها البصرية.ذلك لأنّ هذا الأسلوب يهدف إلى تفكيك المشهد وتجزئته ومن ثم إعادة بنائه وفق مشهدية متخيلة. فعملية البناء لا تبدأ من لحظة بياض بل من ركام من الصدمات البصرية. ف(سليمى) لا ترى المشهد إلا مقطّع الأوصال،وهو ما لا يراه المشاهد.الأمر أقرب إلى المسافة التي تفصل بين النظر إلى الغابة من داخلها وبين النظر إليها من الخارج.فالرسام الذي يقيم داخل المشهد لا يراه كليا ومكتملا إلا بعيني خياله،في حين لا يبذل المشاهد أي جهد يذكر ليتأكّد من كلية ما يراه واكتماله.





    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3


      ومثلما يرى الرسام يفعل.أي أنّ سلوكه أثناء الرسم قائم على طريقته في التلقي البصري للأشياء.ولقد اتخذ هذا السلوك طابع اللعب الطفولي مع تزايد الخبرة التقنية.
      إنّ-سليمى السرايري-وهو ترسم أشبه بطفل يسعى إلى تركيب مشهد من ركام من الأوراق المقطّعة عشوائيا.متعة الرسم تكمن أحيانا في ما يرافقه من مكائد صغيرة.مكائد يخترعها طفل غير مرئي يقيم في أعماقنا بضحكاته العابثة ليفترس عن طريقها هلعه بنبرة ساخرة.
      تترك -سليمى-رسومها لعنادها،مجزأة،غير قابلة للوصال،وكأنها ما خلقت إلا تعاني وحدتها، ولتقاوم شظفها،متماهية مع زهد رسامتها.
      أليس هذا هو قدرها: أن تمشي مع مبتكرها إلى الحافة،هناك حيث تحين لحظة انفصالهما، الرسامة عن رسومهة،الرسوم عن رسامتها. ولأنّ هذه الرسامة لاتنظر إلى الرسم من جهة أسلوبية إلا ما يخبئه خيال يدها من مفاجآت سلوكية، فإنّ الأسلوب بالنسبة إليها لا يحل أية مشكلة وجودية من مشكلاتها.
      ومن اليسير على رسامة على شاكلتها أن تفلت من الأسلوب. ف(سليمى) لا تباشر الرسم بإستبداد من يعرف،بل تباشره بإستغاثة غريق لم يعد الفشل يخيفه.هناك نوع من التشبّث الكامن تحت قشرة هذا الترف،تشبث بما هو قابل للزوال من الفكرة،فكرة الجمال التي ترعى استفهاميا صورتها.
      سليمى تروحن الجمال من خلال دفع الأشكال إلى مواجهة أبعادها الروحية المستترة.
      إنها تواجهها بالنسيان لتمتحن الجزء الذي لم يتعرّض للثم منها.خطيئتها التي ترافقها أينما مضت.لا تنوء بعزلتها.
      إنها تسليتها الوحيدة.


      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4


        تمدّ -سليمى-يدها كما الساحر ليلتقط من الهواء أشكاله.وهي أشكال تنمو خارج حدود مظهرها الواعي،إنها تتبع أخطاءها كما لو أنها تستلهم فتنة المقدس الخفية.حيث تقيم كل غواياتها. رسامة ضالتها لا تكمن في الأشكال التي تخترعها.فهي أشبه بالمتاهة التي تخفي اعتذارا صامتا.
        سؤالها الخجول لا تنوء به العين التي يتسع فضاء ترفها مع كل لحظة مشاهدة:إلى أين يقود هذا التيه؟ المتعة وحدها لا تكفي.وكلما سال حبر على ورقة انبثقت متاهة من عدم لتبعث الحيرة من جديد في عيني الرسامة،تلك -الكائن الإستفهامي- العاكفة على تأثيث عزلتها -الجنوبية-بعبق الإبداع.
        فرشاتها تغوي الفراغ،تستدرجها،لا لكي تملأ وحشتها بآهاتها التي تتلوّى بإستمرار،بل وأيضا لكي تمتصّ عاطفته كما تفعل الفراشة برحيق الزهرة.عاطفة البياض التي تحثّها الفرشاة عن طريق الأحبار الملوّنة على مباشرة نشيدها.
        وإذن..؟
        واضح إذا من رصيد -سليمى السرايري-حتى الآن،أنّها تبني أعمالها بتقنيات توظف عناصرها ووحداتها الزخرفيّة لصياغة خطاب يسعى أن يكون إنسانيا،وهي التي تضع لكل حركة حدودها،ولكل تدرج لوني درجاته.
        أعني أنها الآن ماسكة بكل ذرات اللون ودقائق الخط..تماما كما يسيطر قائد الجوقة الموسيقيّة على أزمنة أداء كل آلة لصنع اللحن المبدع الجميل.
        وظني أنها خرجت تماما من مرحلة الإندهاش والضياع التي استولت عليها ردحا من الزمن،وأصبحت سيدة ميدانها،تحدّد أبعاد كل ضربة للفرشاة أو امتداد للخط أو انتشار للضوء والظل وهي مرحلة متقدمة في دنيا الفن.


        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5


          إنّ -سليمى-وهي تدفع بألوانها إلى تجسيد أفكارها،تبدو في حالة قلق أو تشنّج هادئ.لأنّها ترسم وعيا كاد يحترق،ويلقي بالأتعاب التي تنهال عليها،من جراء تلك اللامبالاة أمام ما يجري، على عاتق اللوحة.وإذا الوحدات التشكيليّة تنهض صارخة في وجه المتلقي،بل في أعماقه.
          في الجنوب التونسي وتحديدا -بمنطقة تمزرط الحالمة-عثرت هذه المبدعة المدهشة-على شيء من أدعيتها،وفي أقاصي الشمال وبالعاصمة الفرنسية:باريس أيضا،يوم كانت طالبة اهتدت إلى شيء من رجائها، وفي الحالين كان توقيتها الفني متناغما مع دقّات الزمن.

          حين سألتها عن ماهية الرسم في نظرها؟ ولماذا ترسم..؟
          اكتفت بالقول: ‘إنّ الرسم عندي عمليّة إلتزام ومقاومة داخليّة لمكبوتات وتصـــوّرات إيهاميّة fantasmes وانفعالات وذكريات زمانية ومكانية ورغبـــات وصراعات وطـــمـــوحات..
          وفن الرسم هو المرآة التي أحاول من خلالها تجنّب الإنكسار والتزييف.."


          قبعتي..يا سليمى
          -
          -
          -
          محمد المحسن



          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6


            🌿🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿


            محظوظة انا هذا اليوم ...............
            دراسة كبيرة من ناقد كبير خصص من وقته لأجلي فلم أعرف أين أقف وأين تحطُّ أجنحتي؟؟
            فرحتُ...................
            ............ركضتُ بعيدا....
            ................حلّقتُ عاليا...
            وسألتُ نفسي : كيف اعود لأستوعب هذا الجمال العميق وهذه التفاصيل الدقيقة
            من أنت، سيّدي،
            كانّك طبيب جرّاح يدرك موضع الوجع
            وكانّك ساحر غامض يعرف كل التفاصيل...
            وكانك رسام رسم بدقّة محطات حياتي
            وكأنك باحث عرف مكامن وخبايا النفس...
            عرف سليمى الطفلة – سليمى العاشقة الضائعة حينا وحينا المدركة لعبة الحياة...
            --- لذلك فقط،
            أرجوك، اخبرني :
            كيف أشكرك؟؟؟؟
            -
            🌿🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿🌻🌿
            -
            سليمى السرايري
            -
            -
            -
            -
            -
            -
            قراءة كتبها اليوم الاربعاء 21 جويلية 2020 ، الأستاذ الأديب والناقد الصحفي
            التونسي محمد المحسن مشكور جدا
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • حلمي ابراهيم
              أديب وكاتب
              • 14-07-2020
              • 4

              #7
              • رسامة من طراز فريد وفنانة تشكيلية رائعة يشار لها بالبنان سليمى السرايرى الإبداع والتميز وأستاذة الفن المتمدد الى حيث عوالم الجمال والرومانسية الحالمة بالرقي .
                تجدها مرة شاعرة ومرة قاصة وأخرى فنانة لا تهدأ لحظة ولايهدأ لها بال ولا يغمض لها جفن حتى تنجز أعمالها وما يجول في خاطرها من أفكار تتفاعل مع مفردات الحياة تتشعب وتنضوي حيثما يكون الألق والتميز والإبداع فهي خلية نحل وما سواها العاملات
                أحار في وصفها وقلمي يقف متحيرا أمام هذا العالم السحرى
                سليمى السرايرى ..لا أقول فيها إلا رائعة بإمتياز ..!!

                أما الأديب والناقد الصحفي التونسى محمد المحسن فقد كفى وأوفى ماتستحقه هذه الفنانة القديرة من تحليل وأستقراء ونقد هادف بعين بصيرة ومتبصرة لأعمالها الفنية المتميزة فشكرا وارفا وتحية لشخصه الراقي وروحه الوثابة لجهده ومجهوده ومابذله للأرتقاء بهذه الدراسة الى ما تستحق من رعاية وإهتمام ..!!
                ألف تحية وتحية لفراشة الفن وأيقونة الأدب الاخت الفاضلة الأستاذة المتميزة سليمى السرايري

                وألف ياسمينة لشخصها الراقي






              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8
                أستاذي الفاضل الأخ الكريم حلمي ابراهيم
                احترت فعلا امام نبل كلماتك ومتابعتك الوفية وكلّ هذا الاطراء الذي أشعرني بالخجل حقيقة....
                ارجو أن أكون في حجم هذه المسؤولية الكبيرة التي أشعر بها الآن ثقيلة على عاتقي ويجب أن أكون على تلك الصورة التي رسمتها لي ورسمها لي عديد الأصدقاء والمتابعين....

                امتناني أستاذي الكاتب حلمي ابراهيم
                وتحية لك وللعراق العظيم.
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                يعمل...
                X