
الفنانة التشكيلية التونسية المدهشة-سليمى السرايري-:
"الفن والأحاسيس الإنسانية أقانيم حياتي الأساسية.."
يبدأ الرسم لدى المبدعة المتميزة تونسيا وعربيا سليمى السرايري من لحظة الهام بصري لتفارقها ولا تنتهي إليها. ذلك لأنّ-هذه الرسامة المتألقة-لاتلتفت إلى الوراء، لأنها تدرك أنّ ما علق بروحها من الطبيعة يكفي يدها غذاء تلتهمه في الأوقات العصية.
الطبيعة معها تصنع دهشتها كما لو أنها ترى لأوّل مرّة... ربما لأنّ -سليمى-تزجّ بحواسها الأخرى في عملية النظر هذه،وربما لأنها أيضا تتسلّل إلى الطبيعة من داخلها فلا تراها على شكل مشاهد شاسعة بل تتحسّس الطريق إليها عبر تفاصيلها الصغيرة.
هذه التفاصيل التي تحثها تداخلها على أن تعيد تركيبها وفق ما تقترحه مخيلتها.
وهنا تغادر الطبيعة هيئتها الشكلية من غير أن تغادر ذاتها،كونها رهانا جماليا قابلا للتشكّل في كل لحظة نظر.فهي بالنسبة إليها لا تشكّل كتلة مرصوصة على ذاتها،بل ثغرة تنفذ من خلالها إلى حدسها.ذلك الفعل الذي يسبق النظر ويلحق ما يرى بما هو متوقّع رؤيته.وبذلك تتحاشى الرسامة الوصف تحاشيها الصورة ذاهبة إلى فكرتها عن الطبيعة،كونها كيانا مطلقا.

تعليق