بيروت
بيروت يا جرحنا الغائر
كيف جاؤوا بكل هذا الدمار
وأشعلوا الأرض نارا ودخانا؟؟
أيتها الشامخة الخضراء
لن يستمر الصراخُ طويلا
سيموت الموت ألف مرّة
مهما طحنتنا القنابل
سنحتضن أعراس المقتولين
ونهيئ لهم مواكب ورد وياسمين
**
لن أبكيك بيروت هذه الليلة
والمجرم يقترف جنونه
على ضفافك الناعسة
عالية حبيبتي حتى السماء الثامنة
شامخة كما الجبال وقوافل الرجاء
راقصة على الأيادي الغاشمة
حاضرة في القلوب العاشقة
ساكنة في العيون الحالمة
**
يا غزالة السماء البيضاء
قصيدة انت حين يعزّ الكلام
وتموت اللغة والكلمة الشاردة
أيقونة أنت حين تنطفئ كلّ الأضواء
منارة أنت حين نلتمس المسير
ونبحث عن الطريق والدروب والأمكنة
بيروت
أيّها الوتر الشجيّ
هيئي للشهداء اغنية
لوّني التراب الرصيفَ والأروقة
هيئي السلام للجرحى والمحروقين
هيئي بساطا للمتشردين
كي لا يناموا متعبين
**
آآآه بيروت
اسكبي على وجوهنا دموعك
احتراقك
قهرك والأنين
ودعينا نبسط لك أرواحنا فداء
لن تقعي بيروت أيتها العروس الساحرة
أيتها الفاتنة حدّ الجنون
أيتها الساطعة حد الإمتلاء
نعرف أن الوجع دون حدّْ
وندرك جيدا
أننا نملك نخلةً ثابتة
وانتماءً لهذا البلدّ
-
-
# الشاعرة سليمى السرايري / تونس
تعليق