"التواترة" على قياس "الفسابكة".

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    "التواترة" على قياس "الفسابكة".

    من الأمور المحببة إليَّ فاتخذتها هواية أستمتع بها كثيرا كلما سنحت لي فرصة لممارستها أن أتفنن في صياغة بعض المفردات التي أستحدثها لنفسي ولمن يعجب بها من قرائي الأعزاء وقد اشتهرت هنا قديما بهذه الهواية الجميلة والممتعة فكان قرائي، هم كذلك، يستمتعون بما أخترعه من المفردات الغريبة والعجيبة والمعجبة حتى صار بعضهم يطلب مني صياغة مفردة له ليوظفها في كتاباته، وقد حدث.

    ومن تلك المفردات ما نحن بصدده هنا: "الفسابكة" جمعا لمن "يفسبك" أي يستعمل الفيسبوك، هذه الوسيلة العجيبة أو ما يسمى "وسيلة التواصل الاجتماعي"، وقد اشتققت من تلك التسمية الأعجمية، "الفيسبوك"، فعلا: فَسْبَكَ، ومن يستعمله: "مُفَسْبِك"، والجمع: "مفسبكون"، جمعا سالما، أو جمع تكسير "فسابكة" مثل، في العربية العريقة: المناذرة، والغساسنة، والحنابلة، والقرامطة والأتابكة، وحديثا: المداخلة، إلى غيرها من المفردات المشابهة على هذا الوزن الصرفي الخفيف والظريف؛ وظهر لي متابعة الصياغة فأقترح اليوم "التواترة" لمن يستعملون "تويتر" وهو وسيلة أخرى يستعملها الملايين من البشر للتواصل الاجتماعي غير المباشر بعدما ضيعوا، قهرا، التواصلَ الإجتماعي المباشر.

    هي هواية أستمتع بها كثيرا ويسرني جدا عندما يتلقاها قرائي بالقبول وقد يناقشونني فيها فأقبل ما أراه صوابا من نقدهم وأرفض ما لا أراه كذلك، وهكذا تستمر الحياة ويستمر الاختراع اللغوي حتى وإن أغضب المتعصبين للغة الصافية المتمسكين بأهدابها وهي تريد التحرر منهم والانعتاق.

    وإلى لقاء آخر، إن شاء الله تعالى، عسانا نتواصل بكلمة جديدة مخترعة تصف الواقع ولا تقبله بعَلّاته وهَنّاته وإنما تنظر فيه بموضوعية وحياد وقراءة ممتعة ومفيدة.
    (تنظر المشاركة الأصلية هُنَا لربط الكلام بعضه ببعض)
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • فاطمة الزهراء العلوي
    نورسة حرة
    • 13-06-2009
    • 4206

    #2
    السلام عليكم أستاذنا السي الحسين
    إنه عهد جديد
    ضاع فيه كل شيء قيم
    ضاعت اللغة في حضرة الأزرق
    وقد كنت ذات وجع كتبت هذا النص
    قد يمشي وما أردت ربما توصيله على حسب ما فهمت:
    كتبت أقول:
    القصيدة الفيسبوكية :
    لكي تصبح شاعرا فيسبوكيا لابد من أن تتخرج من مدرسة العليا للبندير والدربوكة، وتكون يداك مدربتين على الريتم الموحد للتصفيقة المتكررة التي لا تخون ريتمها...
    وعليك أن تحفظ عن ظهر قلب مفاهيم جوجلية لتُُجـَوجل لك كلما وقف قلمك عند عقبة العجز عن التعبير وخيانة الكلمة
    فكثيرا ما تخون الكلمة ونستلفها من الغير لا لا نسرقها نستلفها رجاء
    حتى وإن كانت الطاقية اكبر من رؤوسنا استلفناها واعتمرناها ناصية...
    ولكي تاتيك التعليقات بالصف والصف والصف ...عليك ان تكون خبيرا في اختيار نفس الكلمات ونفس الانحيازية
    وإن لم تستطع عرج على بائع الكلمات هناك الكثيربات في البيع والشراء خبيرا
    ويقال والعهدة على من حكى بانهم هؤلاء الباعة صاروا فوق فوق فوق
    وحذار من مناقشة صورة جاءت مكسورة
    فان قرأت:
    هلمي اي فتاتي نتابع النجمات ، نعانق الهوى ونستبشر بالنوى[
    فهذاانزياح وعمق وتدبير
    والعمق في بطن الشاعر سفير
    وإذا غمتك الصور المتلاحقة للشخص وهو:
    يشرب قهوة ويهو ينهض من النوم وهو يحاول ركوب سيارته وهو يدشن حبة طمام يحاول شراءها ـ وهو منحن لفك خيوط الحذاءوهو واقف أمام الكاميرا لأخذ صورة وهو في حفل شاعري شعري شعوري
    فاضغط أحب احب احب واعملها en facteur
    او ستزودك رسالة مارك بانك محذوف وفيك غير مرغوب
    ومرة مرة جـَوجـِل لجوجل كي يجوجل لك أخبارا سياسية تعزز بها مفاهيمك الشعرية
    ثم لا تنس صورتك الرمزية : اناقة وليموزين دون طاقية ونظارة شمسية وسلسة ذهبية وابتسامة عرجونية
    وهات ما عندك يا تصفيقات يا حيادية
    لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلا بلالَّة فاطة.

      لهذا الفضاء "الأزرق" الكبير الواسع الشاسع أسرراه وقوانينه وحيله ومكره و... أهله ويبدو أننا فيه كما قال أبو الطيب في "شِعْب بوان":
      "ولكنَّ الفتى العربي فيها = غريبُ الوجه واليد واللّسان"
      وهو كذلك فعلا، ومن العجيب أن لهذا الفضاء الأزرق الساحر لغته "الزرقاء" والأزرق لون معروف لفئة معلومة من الناس خبيثة، ويبدو أن هذه "الزرقة" قد طالت حتى اللغة العربية الجميلة فشوهتها و... زرقتها (زرَّق الشخص ضربه حتى جعل جلده أزرق) فهل يمكننا أن نقول "العربية المزرَّقة"؟ سؤال مفاجئ ورد على بالي الآن فقط للمناسبة.

      لقد منحت هذه الوسائل الحديثة فرصا كثيرة لكل شخص ليبدو ذا قيمة "أدبية" حتى وإن كان لا يحسن إلا رصف الكلمات "المُدَقْدَقَة" بعضها إلى بعض مكتوبة بالحرف العربي وإن كانت لا تمت إلى العربية بأدنى صلة، المهم: الكتابة كيفما اتفق ولا يهم بعد ذلك لغة ولا نحو ولا صياغة أدبية، المهم الرقن وتلقي الإعجاب والظهور بمظهر "الكاتب" و"الشاعر" و"الأديب".

      هو عهد "الفسبكة" و"التوترة" و"الجوجلة" وغيرها من الكلمات المشتقة من وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة والخطيرة والمشغلة للناس.

      تحياتي لالة فاطمة وشكرا على هذا التواصل المثمر.


      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      يعمل...
      X