\\
*
هذا النص يمكن تصنيفه في غرض "رثاء البلدان"
إنبنَى على خطاب مباشر لبيروت الجريحة في تصريح كالمناجاة لها وقد بدأ ذلك، لنا منذ العنوان الذي، حمله شاعرنا، بطاقة ايحائية وعاطفية ونفسية في قوله :
" كنت سأحبك يا بيروت"
وألحقه بعبارة :"غصة "،
وذاك ما يؤكد لدينا كم الحزن الذي، يغمره لما تعانيه بيروت، نقف على تقاطع زمني،
بين الماضي : "كنت"
والمستقبل القريب: "سأحبك"
ولكن هذا الحب قد حال بينه وبين بيروت ذلك الحدث، الجلل :
"منذ، أن عاهروك"
لذلك، أعلن قائلا :
"هيهات الحب معك يا بيروت"
فكيف له أن يحبها، وقد داسوا على شرفها، ودنسوا عرضها وجعلوها "تحبل من سفاح كرها فتضع مسخا مجوسيا يعيد اليهود والنصارى ويكفر" ..
-
تنغلق القصيدة بغصة في القلب ينقطع معها نفس، الشاعر، ومعها، يفقد القدرة على إنهاء جملته التي ما فتئ يرددها واكتفى، بالقول :" كنت"
-
القصيدة حافلة بصور غاية في الجمالية التعبيرية والايحائية بلغة انزياحية توليدية للمعاني تعكس،حالة،الشجن، والتحسر بل، والتفجع التي، يعاني منها الشاعر،
مما آلت إليه بيروت، جنة الشرق، واندلسها من بؤس، ومأساة.
أضف إلى ذلك فنحن نقف على ما قامت عليه من تناص، فلا نستطيع عند قراءتها
الاّ أن نتذكر "مظفر النواب" في قصيدته عن القدس، حيث، قال:
" القدس عروس، عروبتكم /فلماذا أدخلتم، كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها"
-
كما اعتمد الشاعر، على أسلوب، التضمين القرآني في قصة مريم، في قوله :
"فانتبذت به نفقا خفيا....." مع تغير في المكان والزمان ومهما يكن، من أمر، فلا يخفى عن المتلقي ما يكنه الشاعر من حب نقي طاهر بل من عشق، لبيروت، الجريحة ...
انها ملهمته، ويكفينا، دليلا، ما جادت به، قريحته من نظم شعري تضمن بوحا صادقا برغم، مسحة الحزن والرثاء، لها وهنا تكمن جمالية هذا النص بكل مكوناته الأسلوبية والبيانية،البلاغية..
إذا النصّ القصير الذي بينا أيدينا هو كتلة مشاعر موجعة، صارخة حدّ القتامة رغم الجمالية التي عبقت وتصاعدت من بين السطور،،
لقد حملنا بكل عفويّة الشاعر إلى ربوع بيروت الساحرة لذلك إنّي لأتساءل خفية :
هل بيروت هنا أنثى حبيبة سلبوها كلّ الأشياء الجميلة ولطّخوها ولم يتبقّ منها سوى هذا الأسم الكبير الذي يسكن قلب الشاعر؟؟
الكاتب الذي يعانق خيوط الليل،
في أحلامه التي داعبته طويلا وجعلت منه أسيرا جميلا لعشق نقيّ... ؟؟
كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
فِي يَقْظَتِي، فِي سَهَرِي، فِي مَنَامِي
كُنْتُ سَأُحِبُّكِ حَيًّا مَدَى الْعُمْرْ
ويبتعد ويبتعد الكاتب م. سليمان إلى أقصى درجات الوله ليتخيّل أن حبّه لا يموت
حتى لو كان تحت التراب في قوله :
وَكُنْتُ سَأُحِبُّكِ وَأَنَا مَيِّتٌ فِي الْقَبْرْ.
-
كلمات قصيرة وصغيرة ولكنها تنزل على الشاعر وعلى القارئ في آنٍ عميقا عميقا في الروح
وتسكن بل وتلتصق بالقلب ولا يمكن ان تنتزع ولا أن تُمحى...
شاعرنا واديبنا المبدع
الأستاذ م.سليمان،
عدتُ إلى هنا لأقاسمك من جديد هذا الحب الكبير لبيروت المدينة
أو لبيروت الحبيبة...
وأهمس لك:
في كلّ الأمكنة توجد حدائق في ذاكرتنا
توجد أرصفة تزيينها ما خطّت قريحتنا
وما رسمت مشاعرنا الصادقة ...
-
-
تقبّل قراءتي المتواضعة مع فائق محبتي وتقديري لشخصك الجميل.
-
-
س. السرايري
*
هذا النص يمكن تصنيفه في غرض "رثاء البلدان"
إنبنَى على خطاب مباشر لبيروت الجريحة في تصريح كالمناجاة لها وقد بدأ ذلك، لنا منذ العنوان الذي، حمله شاعرنا، بطاقة ايحائية وعاطفية ونفسية في قوله :
" كنت سأحبك يا بيروت"
وألحقه بعبارة :"غصة "،
وذاك ما يؤكد لدينا كم الحزن الذي، يغمره لما تعانيه بيروت، نقف على تقاطع زمني،
بين الماضي : "كنت"
والمستقبل القريب: "سأحبك"
ولكن هذا الحب قد حال بينه وبين بيروت ذلك الحدث، الجلل :
"منذ، أن عاهروك"
لذلك، أعلن قائلا :
"هيهات الحب معك يا بيروت"
فكيف له أن يحبها، وقد داسوا على شرفها، ودنسوا عرضها وجعلوها "تحبل من سفاح كرها فتضع مسخا مجوسيا يعيد اليهود والنصارى ويكفر" ..
-
تنغلق القصيدة بغصة في القلب ينقطع معها نفس، الشاعر، ومعها، يفقد القدرة على إنهاء جملته التي ما فتئ يرددها واكتفى، بالقول :" كنت"
-
القصيدة حافلة بصور غاية في الجمالية التعبيرية والايحائية بلغة انزياحية توليدية للمعاني تعكس،حالة،الشجن، والتحسر بل، والتفجع التي، يعاني منها الشاعر،
مما آلت إليه بيروت، جنة الشرق، واندلسها من بؤس، ومأساة.
أضف إلى ذلك فنحن نقف على ما قامت عليه من تناص، فلا نستطيع عند قراءتها
الاّ أن نتذكر "مظفر النواب" في قصيدته عن القدس، حيث، قال:
" القدس عروس، عروبتكم /فلماذا أدخلتم، كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها"
-
كما اعتمد الشاعر، على أسلوب، التضمين القرآني في قصة مريم، في قوله :
"فانتبذت به نفقا خفيا....." مع تغير في المكان والزمان ومهما يكن، من أمر، فلا يخفى عن المتلقي ما يكنه الشاعر من حب نقي طاهر بل من عشق، لبيروت، الجريحة ...
انها ملهمته، ويكفينا، دليلا، ما جادت به، قريحته من نظم شعري تضمن بوحا صادقا برغم، مسحة الحزن والرثاء، لها وهنا تكمن جمالية هذا النص بكل مكوناته الأسلوبية والبيانية،البلاغية..
إذا النصّ القصير الذي بينا أيدينا هو كتلة مشاعر موجعة، صارخة حدّ القتامة رغم الجمالية التي عبقت وتصاعدت من بين السطور،،
لقد حملنا بكل عفويّة الشاعر إلى ربوع بيروت الساحرة لذلك إنّي لأتساءل خفية :
هل بيروت هنا أنثى حبيبة سلبوها كلّ الأشياء الجميلة ولطّخوها ولم يتبقّ منها سوى هذا الأسم الكبير الذي يسكن قلب الشاعر؟؟
الكاتب الذي يعانق خيوط الليل،
في أحلامه التي داعبته طويلا وجعلت منه أسيرا جميلا لعشق نقيّ... ؟؟
كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
فِي يَقْظَتِي، فِي سَهَرِي، فِي مَنَامِي
كُنْتُ سَأُحِبُّكِ حَيًّا مَدَى الْعُمْرْ
ويبتعد ويبتعد الكاتب م. سليمان إلى أقصى درجات الوله ليتخيّل أن حبّه لا يموت
حتى لو كان تحت التراب في قوله :
وَكُنْتُ سَأُحِبُّكِ وَأَنَا مَيِّتٌ فِي الْقَبْرْ.
-
كلمات قصيرة وصغيرة ولكنها تنزل على الشاعر وعلى القارئ في آنٍ عميقا عميقا في الروح
وتسكن بل وتلتصق بالقلب ولا يمكن ان تنتزع ولا أن تُمحى...
شاعرنا واديبنا المبدع
الأستاذ م.سليمان،
عدتُ إلى هنا لأقاسمك من جديد هذا الحب الكبير لبيروت المدينة
أو لبيروت الحبيبة...
وأهمس لك:
في كلّ الأمكنة توجد حدائق في ذاكرتنا
توجد أرصفة تزيينها ما خطّت قريحتنا
وما رسمت مشاعرنا الصادقة ...
-
-
تقبّل قراءتي المتواضعة مع فائق محبتي وتقديري لشخصك الجميل.
-
-
س. السرايري
تعليق