قراءة في قصيدة كنت سأحبك بيروت لــ : م. سليمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    قراءة في قصيدة كنت سأحبك بيروت لــ : م. سليمان

    \\
    *
    هذا النص يمكن تصنيفه في غرض "رثاء البلدان"

    إنبنَى على خطاب مباشر لبيروت الجريحة في تصريح كالمناجاة لها وقد بدأ ذلك، لنا منذ العنوان الذي، حمله شاعرنا، بطاقة ايحائية وعاطفية ونفسية في قوله :
    " كنت سأحبك يا بيروت"
    وألحقه بعبارة :"غصة
    وذاك ما يؤكد لدينا كم الحزن الذي، يغمره لما تعانيه بيروت، نقف على تقاطع زمني،


    بين الماضي : "كنت"
    والمستقبل القريب: "سأحبك"

    ولكن هذا الحب قد حال بينه وبين بيروت ذلك الحدث، الجلل :
    "منذ، أن عاهروك"
    لذلك، أعلن قائلا :

    "هيهات الحب معك يا بيروت"
    فكيف له أن يحبها، وقد داسوا على شرفها، ودنسوا عرضها وجعلوها "تحبل من سفاح كرها فتضع مسخا مجوسيا يعيد اليهود والنصارى ويكفر" ..
    -
    تنغلق القصيدة بغصة في القلب ينقطع معها نفس، الشاعر، ومعها، يفقد القدرة على إنهاء جملته التي ما فتئ يرددها واكتفى، بالقول :" كنت"
    -

    القصيدة حافلة بصور غاية في الجمالية التعبيرية والايحائية بلغة انزياحية توليدية للمعاني تعكس،حالة،الشجن، والتحسر بل، والتفجع التي، يعاني منها الشاعر،
    مما آلت إليه بيروت، جنة الشرق، واندلسها من بؤس، ومأساة.

    أضف إلى ذلك فنحن نقف على ما قامت عليه من تناص، فلا نستطيع عند قراءتها
    الاّ أن نتذكر
    "مظفر النواب" في قصيدته عن القدس، حيث، قال:
    " القدس عروس، عروبتكم /فلماذا أدخلتم، كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟

    ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها"
    -
    كما اعتمد الشاعر، على أسلوب، التضمين القرآني في قصة مريم، في قوله :
    "فانتبذت به نفقا خفيا
    ....." مع تغير في المكان والزمان ومهما يكن، من أمر، فلا يخفى عن المتلقي ما يكنه الشاعر من حب نقي طاهر بل من عشق، لبيروت، الجريحة ...
    انها ملهمته، ويكفينا، دليلا، ما جادت به، قريحته من نظم شعري تضمن بوحا صادقا برغم، مسحة الحزن والرثاء، لها وهنا تكمن جمالية هذا النص بكل مكوناته الأسلوبية والبيانية،البلاغية..


    إذا النصّ القصير الذي بينا أيدينا هو كتلة مشاعر موجعة، صارخة حدّ القتامة رغم الجمالية التي عبقت وتصاعدت من بين السطور،،
    لقد حملنا بكل عفويّة الشاعر إلى ربوع بيروت الساحرة لذلك إنّي لأتساءل خفية :
    هل بيروت هنا أنثى حبيبة سلبوها كلّ الأشياء الجميلة ولطّخوها ولم يتبقّ منها سوى هذا الأسم الكبير الذي يسكن قلب الشاعر؟؟

    الكاتب الذي يعانق خيوط الليل،
    في أحلامه التي داعبته طويلا وجعلت منه أسيرا جميلا لعشق نقيّ... ؟؟

    كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
    فِي يَقْظَتِي، فِي سَهَرِي، فِي مَنَامِي
    كُنْتُ سَأُحِبُّكِ حَيًّا مَدَى الْعُمْرْ


    ويبتعد ويبتعد الكاتب م. سليمان إلى أقصى درجات الوله ليتخيّل أن حبّه لا يموت
    حتى لو كان تحت التراب في قوله :


    وَكُنْتُ سَأُحِبُّكِ وَأَنَا مَيِّتٌ فِي الْقَبْرْ.
    -
    كلمات قصيرة وصغيرة ولكنها تنزل على الشاعر وعلى القارئ في آنٍ عميقا عميقا في الروح
    وتسكن بل وتلتصق بالقلب ولا يمكن ان تنتزع ولا أن تُمحى...



    شاعرنا واديبنا المبدع
    الأستاذ م.سليمان،

    عدتُ إلى هنا لأقاسمك من جديد هذا الحب الكبير لبيروت المدينة
    أو لبيروت الحبيبة...
    وأهمس لك:
    في كلّ الأمكنة توجد حدائق في ذاكرتنا
    توجد أرصفة تزيينها ما خطّت قريحتنا
    وما رسمت مشاعرنا الصادقة ...
    -
    -
    تقبّل قراءتي المتواضعة مع فائق محبتي وتقديري لشخصك الجميل.
    -
    -
    س. السرايري
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2

    كنت سأحبك يا بيروت (غصة)


    كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
    فِي يَقْظَتِي، فِي سَهَرِي، فِي مَنَامِي
    كُنْتُ سَأُحِبُّكِ حَيًّا مَدَى الْعُمْرْ
    وَكُنْتُ سَأُحِبُّكِ وَأَنَا مَيِّتٌ فِي الْقَبْرْ.


    هَيْهَاتَ الْحُبُّ مَعَكِ يَا بَيْرُوتْ !
    مُنْذُ أَنْ عَاهَرُوكِ...
    وَجَعَلُوكِ تَحْبَلِينَ كَرْهًا وَتَضَعِينَ قَسْرًا
    مَسْخًا مَجُوسِيًّا يَعْبُدُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
    وَيَكْفُرُ، وَهُوَ فِي الْمَهْدِ، بِدِينِ الْعَرَبْ !
    فَانْتَبَذْتِ بِهِ نَفَقًا خَفِيًّا تَحْتَ الْمِينَاءْ
    حَتَّى إِذَا كَبُرَ وَضَاقَ بِهِ صَدْرُكِ بِمَا رَحُبْ
    تَفَجَّرَ عُقُوقًا فِي وَجْهِكِ يَا بَيْرُوتْ !


    كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
    كُنْتْ...
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • م.سليمان
      مستشار في الترجمة
      • 18-12-2010
      • 2080

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
      \\
      *
      هذا النص يمكن تصنيفه في غرض "رثاء البلدان"

      إنبنَى على خطاب مباشر لبيروت الجريحة في تصريح كالمناجاة لها وقد بدأ ذلك، لنا منذ العنوان الذي، حمله شاعرنا، بطاقة ايحائية وعاطفية ونفسية في قوله :
      " كنت سأحبك يا بيروت"
      وألحقه بعبارة :"غصة
      وذاك ما يؤكد لدينا كم الحزن الذي، يغمره لما تعانيه بيروت، نقف على تقاطع زمني،


      بين الماضي : "كنت"
      والمستقبل القريب: "سأحبك"

      ولكن هذا الحب قد حال بينه وبين بيروت ذلك الحدث، الجلل :
      "منذ، أن عاهروك"
      لذلك، أعلن قائلا :

      "هيهات الحب معك يا بيروت"
      فكيف له أن يحبها، وقد داسوا على شرفها، ودنسوا عرضها وجعلوها "تحبل من سفاح كرها فتضع مسخا مجوسيا يعيد اليهود والنصارى ويكفر" ..
      -
      تنغلق القصيدة بغصة في القلب ينقطع معها نفس، الشاعر، ومعها، يفقد القدرة على إنهاء جملته التي ما فتئ يرددها واكتفى، بالقول :" كنت"
      -

      القصيدة حافلة بصور غاية في الجمالية التعبيرية والايحائية بلغة انزياحية توليدية للمعاني تعكس،حالة،الشجن، والتحسر بل، والتفجع التي، يعاني منها الشاعر،
      مما آلت إليه بيروت، جنة الشرق، واندلسها من بؤس، ومأساة.

      أضف إلى ذلك فنحن نقف على ما قامت عليه من تناص، فلا نستطيع عند قراءتها
      الاّ أن نتذكر
      "مظفر النواب" في قصيدته عن القدس، حيث، قال:
      " القدس عروس، عروبتكم /فلماذا أدخلتم، كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟

      ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها"
      -
      كما اعتمد الشاعر، على أسلوب، التضمين القرآني في قصة مريم، في قوله :
      "فانتبذت به نفقا خفيا
      ....." مع تغير في المكان والزمان ومهما يكن، من أمر، فلا يخفى عن المتلقي ما يكنه الشاعر من حب نقي طاهر بل من عشق، لبيروت، الجريحة ...
      انها ملهمته، ويكفينا، دليلا، ما جادت به، قريحته من نظم شعري تضمن بوحا صادقا برغم، مسحة الحزن والرثاء، لها وهنا تكمن جمالية هذا النص بكل مكوناته الأسلوبية والبيانية،البلاغية..


      إذا النصّ القصير الذي بينا أيدينا هو كتلة مشاعر موجعة، صارخة حدّ القتامة رغم الجمالية التي عبقت وتصاعدت من بين السطور،،
      لقد حملنا بكل عفويّة الشاعر إلى ربوع بيروت الساحرة لذلك إنّي لأتساءل خفية :
      هل بيروت هنا أنثى حبيبة سلبوها كلّ الأشياء الجميلة ولطّخوها ولم يتبقّ منها سوى هذا الأسم الكبير الذي يسكن قلب الشاعر؟؟

      الكاتب الذي يعانق خيوط الليل،
      في أحلامه التي داعبته طويلا وجعلت منه أسيرا جميلا لعشق نقيّ... ؟؟

      كُنْتُ سَأُحِبُّكِ يَا بَيْرُوتْ
      فِي يَقْظَتِي، فِي سَهَرِي، فِي مَنَامِي
      كُنْتُ سَأُحِبُّكِ حَيًّا مَدَى الْعُمْرْ


      ويبتعد ويبتعد الكاتب م. سليمان إلى أقصى درجات الوله ليتخيّل أن حبّه لا يموت
      حتى لو كان تحت التراب في قوله :


      وَكُنْتُ سَأُحِبُّكِ وَأَنَا مَيِّتٌ فِي الْقَبْرْ.
      -
      كلمات قصيرة وصغيرة ولكنها تنزل على الشاعر وعلى القارئ في آنٍ عميقا عميقا في الروح
      وتسكن بل وتلتصق بالقلب ولا يمكن ان تنتزع ولا أن تُمحى...



      شاعرنا واديبنا المبدع
      الأستاذ م.سليمان،

      عدتُ إلى هنا لأقاسمك من جديد هذا الحب الكبير لبيروت المدينة
      أو لبيروت الحبيبة...
      وأهمس لك:
      في كلّ الأمكنة توجد حدائق في ذاكرتنا
      توجد أرصفة تزيينها ما خطّت قريحتنا
      وما رسمت مشاعرنا الصادقة ...
      -
      -
      تقبّل قراءتي المتواضعة مع فائق محبتي وتقديري لشخصك الجميل.
      -
      -
      س. السرايري
      هي بكائية على حب كان من الممكن أن يكون أجمل حب، وكان من المحتمل أن يكون أبقى حب، لكن الحب الجميل غالبا ما يموت في المهد بريئا من أي دنس أو خطيئة.
      ومع ذلك، فإن فعل الماضي "كنت" المقرون بالآخر المضارع "سأحبك" يدلان بما لا يدع مجالا للشك على أن هذا الحب (المجهض غصبا) قد يتكرر في المستقبل.

      جد ممنون لك، وجد شاكر لفضلك ومعترف بجميل كرمك وتكرمك على نصي المتواضع
      بمثل هذه القراءة المتسعة لما هو مضمر، والمهوئة لما هو مقتصر

      فتحيتي واحترامي وتقديري كما يليق بك، الشاعرة سليمى السرايري.
      sigpic

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4
        سحر بيروت



        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة م.سليمان مشاهدة المشاركة
          جد ممنون لك، وجد شاكر لفضلك ومعترف بجميل كرمك وتكرمك على نصي المتواضع
          بمثل هذه القراءة المتسعة لما هو مضمر، والمهوئة لما هو مقتصر

          فتحيتي واحترامي وتقديري كما يليق بك، الشاعرة سليمى السرايري.
          العفو أ. م.سليمان
          هناك بعض النصوص تشدّني خاصة حين تتناول موضوعا ذو قيمة انسانية
          فتجدني أَلِجُها بكلّ تلقائية فينسابُ أيضا قلمي بكل تلقائية ولم اكن يوما ناقدة لكنّي اتذوّق الحرف الجيّد
          والحقيقة أني خضتُ تجربة النقد بعنوان (النقد البانورامي) منذ كنتُ مديرة المركز الصوتي في الملتقى مع ثلة من الزملاء مثل:
          د. زهور بن السيد والزميل الناقد صادق حمزة منذر والناقدة دينا نبيل والناقد الصاوي
          زمنا جميلا تناول نصوصا من الملتقى ونفتح لها متصفحا فتنزل المداخلات الجدية ثم النقاش
          وتعلمتُ من كلّ هذا وكتبتُ عشرات القراءات ومازلتُ أتعلّم إلى الآن.
          -
          تحياتي الجميلة لك
          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            واعود في كلّ مرّة لأرفع قراءة او نصّا يدفعني الاعجاب والحنين
            ننتظر من الأستاذ م.سليمان كتابة مثل هذه النصوص

            تحياتي لقسم النقد الذي ننتظر له رئيسا متفاعلا
            وكم اودّ عودة الدكتورة الرائعة زهور بن السيّد
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • م.سليمان
              مستشار في الترجمة
              • 18-12-2010
              • 2080

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
              واعود في كلّ مرّة لأرفع قراءة او نصّا يدفعني الاعجاب والحنين
              ننتظر من الأستاذ م.سليمان كتابة مثل هذه النصوص

              تحياتي لقسم النقد الذي ننتظر له رئيسا متفاعلا
              وكم اودّ عودة الدكتورة الرائعة زهور بن السيّد
              بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا ... فإن عدتم أثنيت والعود أحمد

              امتناني وعرفاني على قراءتك الجيدة وردودك الجميلة، الأديبة والشاعرة أ. سليمى السرايري
              مع تحيتي الخالصة
              sigpic

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8
                ارجو ان يكون الاستاذ م سليمان بخير
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                يعمل...
                X