[align=center]"خَرْبَشَات" بقلم " وفاء الأيوبي "
من ديوان " رحيق الأعاصير ".
" تأمل وجهها ، فإذا بآثار العمر خربشات تناجيه ، وتشير إلى الفتاة "
"خربشات"
- أَتَنْظُرُ إِلَيْها تُسَائِلُكَ
هَلْ أَنْتَ حقاً حَبِيبُها ؟؟!!
- أَتُفَكِّرُ كيفَ تَتَهَرَّبُ مِنْ سُؤَالِها ؟!
أَتُرَاها ، تَسْتَنْجِدُ بِشَفَتَيكَ أَنْ تَزِلَّ بِالنَّدَى
تُحْيِي بِهِ فُؤَادَهَا ؟!
كُنْتُ جَنِيناً أيُّها النَّاظِرُ إليَّ
كَبُرْتُ أَرْتَعُ في نُضْرَةِ خُدُودِها ،
أُخَرْبِشُ بَعْضَ الخطوط .
كيفَ أَنْسَلِخُ وَلا أَخُون
مَرَابِعَ الطُّفولَةِ ، ذِكْرَياتِ الصِّبَا ؟!
كانَتْ تَخْجَلُ أَنْ تُلِمَّ بِنُمُوِّي في أَحْشَائِها ،
أَنْ أُسَطِِّّرَ خَطَّ سَيْري في العَلَن ،
أُفْصِحَ عَنْ مَحَطَّاتِ الزَّمَن .
انظُرْ إِلَيْها ، وَحَرَكَاتِها الهِسْتِيريّة!
انْظُُرْ إِليها ، تُلْقِي عَلَيَّ ،
بالأَرْدِيَة
ها أَنْتَ تُلاحظُنَي !!
"وتَصُرُّ أسنانَها ، وتختفي منها البَسَمات ،
تَتَرَقَّبُ الدّهرَ يَزْعَقُ
بِوَقْعِ النَدوب ،
مُنْسَحِقَةً ، بِلا حيلة ،
عَبَراتُها تحترقُ
في لَهيبِ الأودية "
-ها أَنْتَ تُشِيْحُ بِوَجْهِك ، " يُخَيَّل إليها" ،
كلَّما تلمَّسَتْ نَظَرَاتُكَ ظِلالِي ،
انْظُرْ إليها ! انْظُرْنِي ،
أنا قَرَأتُكَ مَلِيَّا!
امض ِ خَلْفَ السُّطور !
كُلُّ نَدْبةٍ انسَكَبَتْ ،
سِجِلٌّ حافلٌ ،
يُسْرًا أَوْ عُسْرًا ،
لونُ قضية .
كيف أهمِّشُ هذي الأَسْفار ؟!!
أمحو عن الجُدْرانِ المنسية ،
شِعَاراتِ الحُرّيّة ؟!
مَنْ بِلا ماضٍ ، لا حاضرَ له ، ولا هُوِيّة !!
كيف أتخلَّى عن الهُوِيّة ؟؟!!!
ظَمِئْتُ للنُّور !
نادِِ بِيْ ! قُلْ:
" أُحِبُّكِ كَمَا أنتِ !
بِرُسومِكِ ، بِظِلالِك ِ، بِخَرْبَشاتِ العُمُر،
بِوِهادِكِ ، بنجادِِكِ،
تَتَمرَّغُ في سِحْرِ الخدود،
أَوْ تَمِيْدُ في فَيْءِ رَفَّة الأهْداب".
لِمَ تَرْمُقُنِي شَزَرًا ؟!
ترفَّقْ بقلبي ! ترفَّقْ بِقَلْبِها!!
إلتفتْ ! باركْ ! قُلْ:
"حبيبتي ! يا ظِلالَ الزَّمَن!!
كُلُّ أُخْدُودٍ ،
ذِكْرَى تَحْتَضِنُ وهجًا،
تعتصرُ حُلُمًا،
يتعتَّقُ إكسيرُهُ في الزَّوايا والمُنْحَنيات؛
أُنْظُرِي مِرْآتَكِ تُخَبِّرْكِ
هَمْسَ وُجْدانيِ !
دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!" .
- أَحْيِ فُؤَادَها وفؤادِي !!
قُلْ : "حبيبتي ! يا خَرْبشاتِ القلق !!" .
- لَنْ تَسْمَعَكَ ...
إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
وَتَرَى ظِلالِي !!
22/ 5/2006 [/align]
تعليق