"خربشات"بقلم وفاء الأيوبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء الأيوبي
    أديبة وكاتبة
    • 15-09-2008
    • 643

    "خربشات"بقلم وفاء الأيوبي


    [align=center]"خَرْبَشَات" بقلم " وفاء الأيوبي "
    من ديوان " رحيق الأعاصير ".

    " تأمل وجهها ، فإذا بآثار العمر خربشات تناجيه ، وتشير إلى الفتاة "

    "خربشات"

    - أَتَنْظُرُ إِلَيْها تُسَائِلُكَ
    هَلْ أَنْتَ حقاً حَبِيبُها ؟؟!!
    - أَتُفَكِّرُ كيفَ تَتَهَرَّبُ مِنْ سُؤَالِها ؟!

    أَتُرَاها ، تَسْتَنْجِدُ بِشَفَتَيكَ أَنْ تَزِلَّ بِالنَّدَى
    تُحْيِي بِهِ فُؤَادَهَا ؟!

    كُنْتُ جَنِيناً أيُّها النَّاظِرُ إليَّ
    كَبُرْتُ أَرْتَعُ في نُضْرَةِ خُدُودِها ،
    أُخَرْبِشُ بَعْضَ الخطوط .
    كيفَ أَنْسَلِخُ وَلا أَخُون
    مَرَابِعَ الطُّفولَةِ ، ذِكْرَياتِ الصِّبَا ؟!

    كانَتْ تَخْجَلُ أَنْ تُلِمَّ بِنُمُوِّي في أَحْشَائِها ،
    أَنْ أُسَطِِّّرَ خَطَّ سَيْري في العَلَن ،
    أُفْصِحَ عَنْ مَحَطَّاتِ الزَّمَن .

    انظُرْ إِلَيْها ، وَحَرَكَاتِها الهِسْتِيريّة!
    انْظُُرْ إِليها ، تُلْقِي عَلَيَّ ،
    بالأَرْدِيَة


    ها أَنْتَ تُلاحظُنَي !!
    "وتَصُرُّ أسنانَها ، وتختفي منها البَسَمات ،
    تَتَرَقَّبُ الدّهرَ يَزْعَقُ
    بِوَقْعِ النَدوب ،
    مُنْسَحِقَةً ، بِلا حيلة ،
    عَبَراتُها تحترقُ
    في لَهيبِ الأودية "

    -ها أَنْتَ تُشِيْحُ بِوَجْهِك ، " يُخَيَّل إليها" ،
    كلَّما تلمَّسَتْ نَظَرَاتُكَ ظِلالِي ،

    انْظُرْ إليها ! انْظُرْنِي ،
    أنا قَرَأتُكَ مَلِيَّا!
    امض ِ خَلْفَ السُّطور ‍‍!
    كُلُّ نَدْبةٍ انسَكَبَتْ ،
    سِجِلٌّ حافلٌ ،
    يُسْرًا أَوْ عُسْرًا ،
    لونُ قضية .

    كيف أهمِّشُ هذي الأَسْفار ؟!!

    أمحو عن الجُدْرانِ المنسية ،
    شِعَاراتِ الحُرّيّة ؟!

    مَنْ بِلا ماضٍ ، لا حاضرَ له ، ولا هُوِيّة !!
    كيف أتخلَّى عن الهُوِيّة ؟؟!!!

    ظَمِئْتُ للنُّور !
    نادِِ بِيْ ! قُلْ:
    " أُحِبُّكِ كَمَا أنتِ !
    بِرُسومِكِ ، بِظِلالِك ِ، بِخَرْبَشاتِ العُمُر،
    بِوِهادِكِ ، بنجادِِكِ،
    تَتَمرَّغُ في سِحْرِ الخدود،
    أَوْ تَمِيْدُ في فَيْءِ رَفَّة الأهْداب".

    لِمَ تَرْمُقُنِي شَزَرًا ؟!
    ترفَّقْ بقلبي ! ترفَّقْ بِقَلْبِها!!
    إلتفتْ ! باركْ ! قُلْ:
    "حبيبتي ! يا ظِلالَ الزَّمَن!!
    كُلُّ أُخْدُودٍ ،
    ذِكْرَى تَحْتَضِنُ وهجًا،
    تعتصرُ حُلُمًا،
    يتعتَّقُ إكسيرُهُ في الزَّوايا والمُنْحَنيات؛

    أُنْظُرِي مِرْآتَكِ تُخَبِّرْكِ
    هَمْسَ وُجْدانيِ !

    دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
    كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!" .

    - أَحْيِ فُؤَادَها وفؤادِي !!
    قُلْ : "حبيبتي ! يا خَرْبشاتِ القلق !!" .

    - لَنْ تَسْمَعَكَ ...
    إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
    وَتَرَى ظِلالِي !!


    22/ 5/2006 [/align]
    sigpic
    إجمعني جنى في عين مغامر
    طيف جحافل ، هدير العمر
    في حدقة وطن !!
  • الدكتور حسام الدين خلاصي
    أديب وكاتب
    • 07-09-2008
    • 4423

    #2
    دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
    كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!"

    نقاء لحب يسود الأحرفالتي رسمت صورا جميلة ضمن سياق القصيدة في كامل بنيانها
    أحسنت
    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

    تعليق

    • وفاء الأيوبي
      أديبة وكاتبة
      • 15-09-2008
      • 643

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين خلاصي مشاهدة المشاركة
      دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
      كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!"

      نقاء لحب يسود الأحرفالتي رسمت صورا جميلة ضمن سياق القصيدة في كامل بنيانها
      أحسنت


      [align=center]الشاعر الفاضل الدكتور حسام الدين خلاصي

      أسعدني مروركم الكريم
      والتفاتتكم لصور النص الأدبية

      لكم مني كل التقدير [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الأيوبي; الساعة 27-09-2008, 21:35.
      sigpic
      إجمعني جنى في عين مغامر
      طيف جحافل ، هدير العمر
      في حدقة وطن !!

      تعليق

      • حياة سرور
        أديب وكاتب
        • 16-02-2008
        • 2102

        #4


        غاليتي وفاء الأيوبي ...

        ربما لم أكن أول المتذوقين لـــ حرفٍ جميل شدني ، وربما أحتاج إلى جمال في

        الذائقة يوازي جمال ما قرأت !!

        إنها الحروف التي لا تملك زمامها ؛ لأنها تتمرد على المألوف ، وتعلن عصيانها

        حين تشرع أبوابها أمام الجمال..

        أيّة ُبراعةٍ هذه , وأي تمكنٍ أدبيّ صاغ هذه الخربشات اللافتة , شديدة التكثيف ,

        قوية التعبير , والتي تحمل لوحةً فنيةً نُسِجت بـــ أحرفٍ حادة , تثتثير الفكر

        والخيال ,وتلامس الوجدان والنفس .

        قرأتُ حروفكِ مراتٍ ومرات حتّى تسللتْ إلى القلب والروح معاً ..وإلى الذاكرة أيضاً ..

        أتابعُ خربشاتكِ النديّة بـــ يراعٍ يكتب بــ ماء الورد ..ويحلم بفضاءاتٍ تسكنُ الشمس ..

        [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اعبثي بــ أوراقـكـ..

        أعيدي الكر والفر بين السطور..

        واطبعي بصمة جديدة مع كل حرف ألق ..."[/ALIGN]
        [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

        نصٌّ رائع غاليتي وفاء ؛ فــ أهلاً بكِ قلماً مُبدعاً يشدّنا، وروحاً نقيةً نراها من وراء الكلمات..

        لكِ خالص الود والتقدير


        تعليق

        • وفاء الأيوبي
          أديبة وكاتبة
          • 15-09-2008
          • 643

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حياة سرور مشاهدة المشاركة


          غاليتي وفاء الأيوبي ...

          ربما لم أكن أول المتذوقين لـــ حرفٍ جميل شدني ، وربما أحتاج إلى جمال في

          الذائقة يوازي جمال ما قرأت !!

          إنها الحروف التي لا تملك زمامها ؛ لأنها تتمرد على المألوف ، وتعلن عصيانها

          حين تشرع أبوابها أمام الجمال..

          أيّة ُبراعةٍ هذه , وأي تمكنٍ أدبيّ صاغ هذه الخربشات اللافتة , شديدة التكثيف ,

          قوية التعبير , والتي تحمل لوحةً فنيةً نُسِجت بـــ أحرفٍ حادة , تثتثير الفكر

          والخيال ,وتلامس الوجدان والنفس .

          قرأتُ حروفكِ مراتٍ ومرات حتّى تسللتْ إلى القلب والروح معاً ..وإلى الذاكرة أيضاً ..

          أتابعُ خربشاتكِ النديّة بـــ يراعٍ يكتب بــ ماء الورد ..ويحلم بفضاءاتٍ تسكنُ الشمس ..

          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اعبثي بــ أوراقـكـ..

          أعيدي الكر والفر بين السطور..

          واطبعي بصمة جديدة مع كل حرف ألق ..."[/ALIGN]
          [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

          نصٌّ رائع غاليتي وفاء ؛ فــ أهلاً بكِ قلماً مُبدعاً يشدّنا، وروحاً نقيةً نراها من وراء الكلمات..

          لكِ خالص الود والتقدير

          الشاعرة الغالية صاحبة القلم الماسي

          أيتها المبدعة في حرفك وفي تذوقك
          سلمت نبضا متألقا
          وسلم يراعك يحيي النفوس

          لك مني كل التقدير
          sigpic
          إجمعني جنى في عين مغامر
          طيف جحافل ، هدير العمر
          في حدقة وطن !!

          تعليق

          • جميل العرباتي
            عضو الملتقى
            • 16-09-2008
            • 26

            #6

            اشكرك اختي على ما اتحفتنا بة من رواع الكلمات واعذبها
            وحروفك كحبات
            اللؤلؤ تناشرت على صفحتك التي زانت واكتحلت عيناي من
            جمالها ابدعت ما قمت
            اشكرك
            التعديل الأخير تم بواسطة جميل العرباتي; الساعة 26-09-2008, 15:47.

            تعليق

            • على جاسم
              أديب وكاتب
              • 05-06-2007
              • 3216

              #7
              السلام عليكم

              لم تكن خربشات بل هو الجمال بعينه

              نص يستحق التثبيت

              أهلاً وسهلاً بكِ يا وفاء

              وللتثبيت
              عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
              يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
              فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
              فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

              تعليق

              • عيسى عماد الدين عيسى
                أديب وكاتب
                • 25-09-2008
                • 2394

                #8
                سيدة وفاء

                شكر عميق لك لهذا النص الرائع

                أرى فيه حباً نقياً بعضه أمومياً

                عذبةٌ حروفك ورائعةٌ أنت

                راقيةٌ مشاعرك

                أ . عيسى عماد الين

                تعليق

                • وفاء الأيوبي
                  أديبة وكاتبة
                  • 15-09-2008
                  • 643

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة جميل العرباتي مشاهدة المشاركة

                  اشكرك اختي على ما اتحفتنا بة من رواع الكلمات واعذبها
                  وحروفك كحبات
                  اللؤلؤ تناشرت على صفحتك التي زانت واكتحلت عيناي من
                  جمالها ابدعت ما قمت
                  اشكرك

                  الفاضل جميل العرباتي

                  اهلا بمروركم الكريم وبحرفكم الفريد

                  سعدت بتذوقكم للنص

                  والتفاتتكم المباركة لجمالياته

                  لكم منا كل التقدير
                  sigpic
                  إجمعني جنى في عين مغامر
                  طيف جحافل ، هدير العمر
                  في حدقة وطن !!

                  تعليق

                  • عبد الرحمن الكرد
                    أديب وكاتب
                    • 25-08-2008
                    • 70

                    #10
                    القديره وفاء
                    لَنْ تَسْمَعَكَ ...
                    إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
                    وَتَرَى ظِلالِي !!

                    راقي ومبدع هذا النحت بالكلمات
                    تحياتي

                    تعليق

                    • وفاء الأيوبي
                      أديبة وكاتبة
                      • 15-09-2008
                      • 643

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة على جاسم مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم

                      لم تكن خربشات بل هو الجمال بعينه

                      نص يستحق التثبيت

                      أهلاً وسهلاً بكِ يا وفاء

                      وللتثبيت
                      الأستاذ الفاضل علي جاسم الكريم

                      كل الشكر على التثبيت

                      ويسرني تذوقكم الراقي للقصيدة

                      لكم مني كل التقدير



                      sigpic
                      إجمعني جنى في عين مغامر
                      طيف جحافل ، هدير العمر
                      في حدقة وطن !!

                      تعليق

                      • وفاء الأيوبي
                        أديبة وكاتبة
                        • 15-09-2008
                        • 643

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عيسى عماد الدين عيسى مشاهدة المشاركة
                        سيدة وفاء

                        شكر عميق لك لهذا النص الرائع

                        أرى فيه حباً نقياً بعضه أمومياً

                        عذبةٌ حروفك ورائعةٌ أنت

                        راقيةٌ مشاعرك

                        أ . عيسى عماد الين

                        الأخ الفاضل عيسى عماد الدين عيسى

                        إنها التجاعيد اخي الفاضل تتكلم بلسان حال الفتاة
                        وتحمل كل وجدان النفس وقلقها
                        شكرا على هذا المرور الشذي

                        لك مني كل تقدير
                        sigpic
                        إجمعني جنى في عين مغامر
                        طيف جحافل ، هدير العمر
                        في حدقة وطن !!

                        تعليق

                        • وفاء الأيوبي
                          أديبة وكاتبة
                          • 15-09-2008
                          • 643

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن الكرد مشاهدة المشاركة
                          القديره وفاء
                          لَنْ تَسْمَعَكَ ...
                          إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
                          وَتَرَى ظِلالِي !!

                          راقي ومبدع هذا النحت بالكلمات
                          تحياتي
                          [align=center]الشاعر عبد الرحمن الكرد الفاضل

                          اهلا بمرورك أخي الكريم

                          شكرا على تذوقك النص بهذا اللطف

                          لك مني كل التقدير [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الأيوبي; الساعة 15-10-2008, 13:30.
                          sigpic
                          إجمعني جنى في عين مغامر
                          طيف جحافل ، هدير العمر
                          في حدقة وطن !!

                          تعليق

                          • وفاء الأيوبي
                            أديبة وكاتبة
                            • 15-09-2008
                            • 643

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الأيوبي مشاهدة المشاركة

                            [align=center]"خَرْبَشَات" بقلم " وفاء الأيوبي "
                            من ديوان " رحيق الأعاصير ".

                            " تأمل وجهها ، فإذا بآثار العمر خربشات تناجيه ، وتشير إلى الفتاة "

                            "خربشات"

                            - أَتَنْظُرُ إِلَيْها تُسَائِلُكَ
                            هَلْ أَنْتَ حقاً حَبِيبُها ؟؟!!
                            - أَتُفَكِّرُ كيفَ تَتَهَرَّبُ مِنْ سُؤَالِها ؟!

                            أَتُرَاها ، تَسْتَنْجِدُ بِشَفَتَيكَ أَنْ تَزِلَّ بِالنَّدَى
                            تُحْيِي بِهِ فُؤَادَهَا ؟!

                            كُنْتُ جَنِيناً أيُّها النَّاظِرُ إليَّ
                            كَبُرْتُ أَرْتَعُ في نُضْرَةِ خُدُودِها ،
                            أُخَرْبِشُ بَعْضَ الخطوط .
                            كيفَ أَنْسَلِخُ وَلا أَخُون
                            مَرَابِعَ الطُّفولَةِ ، ذِكْرَياتِ الصِّبَا ؟!

                            كانَتْ تَخْجَلُ أَنْ تُلِمَّ بِنُمُوِّي في أَحْشَائِها ،
                            أَنْ أُسَطِِّّرَ خَطَّ سَيْري في العَلَن ،
                            أُفْصِحَ عَنْ مَحَطَّاتِ الزَّمَن .

                            انظُرْ إِلَيْها ، وَحَرَكَاتِها الهِسْتِيريّة!
                            انْظُُرْ إِليها ، تُلْقِي عَلَيَّ ،
                            بالأَرْدِيَة


                            ها أَنْتَ تُلاحظُنَي !!
                            "وتَصُرُّ أسنانَها ، وتختفي منها البَسَمات ،
                            تَتَرَقَّبُ الدّهرَ يَزْعَقُ
                            بِوَقْعِ النَدوب ،
                            مُنْسَحِقَةً ، بِلا حيلة ،
                            عَبَراتُها تحترقُ
                            في لَهيبِ الأودية "

                            -ها أَنْتَ تُشِيْحُ بِوَجْهِك ، " يُخَيَّل إليها" ،
                            كلَّما تلمَّسَتْ نَظَرَاتُكَ ظِلالِي ،

                            انْظُرْ إليها ! انْظُرْنِي ،
                            أنا قَرَأتُكَ مَلِيَّا!
                            امض ِ خَلْفَ السُّطور ‍‍!
                            كُلُّ نَدْبةٍ انسَكَبَتْ ،
                            سِجِلٌّ حافلٌ ،
                            يُسْرًا أَوْ عُسْرًا ،
                            لونُ قضية .

                            كيف أهمِّشُ هذي الأَسْفار ؟!!

                            أمحو عن الجُدْرانِ المنسية ،
                            شِعَاراتِ الحُرّيّة ؟!

                            مَنْ بِلا ماضٍ ، لا حاضرَ له ، ولا هُوِيّة !!
                            كيف أتخلَّى عن الهُوِيّة ؟؟!!!

                            ظَمِئْتُ للنُّور !
                            نادِِ بِيْ ! قُلْ:
                            " أُحِبُّكِ كَمَا أنتِ !
                            بِرُسومِكِ ، بِظِلالِك ِ، بِخَرْبَشاتِ العُمُر،
                            بِوِهادِكِ ، بنجادِِكِ،
                            تَتَمرَّغُ في سِحْرِ الخدود،
                            أَوْ تَمِيْدُ في فَيْءِ رَفَّة الأهْداب".

                            لِمَ تَرْمُقُنِي شَزَرًا ؟!
                            ترفَّقْ بقلبي ! ترفَّقْ بِقَلْبِها!!
                            إلتفتْ ! باركْ ! قُلْ:
                            "حبيبتي ! يا ظِلالَ الزَّمَن!!
                            كُلُّ أُخْدُودٍ ،
                            ذِكْرَى تَحْتَضِنُ وهجًا،
                            تعتصرُ حُلُمًا،
                            يتعتَّقُ إكسيرُهُ في الزَّوايا والمُنْحَنيات؛

                            أُنْظُرِي مِرْآتَكِ تُخَبِّرْكِ
                            هَمْسَ وُجْدانيِ !

                            دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
                            كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!" .

                            - أَحْيِ فُؤَادَها وفؤادِي !!
                            قُلْ : "حبيبتي ! يا خَرْبشاتِ القلق !!" .

                            - لَنْ تَسْمَعَكَ ...
                            إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
                            وَتَرَى ظِلالِي !!


                            22/ 5/2006 [/align]
                            ملاحظة : هذي الخربشات هي خطوط التجاعيد في الوجه
                            تتناجى والفتاة
                            sigpic
                            إجمعني جنى في عين مغامر
                            طيف جحافل ، هدير العمر
                            في حدقة وطن !!

                            تعليق

                            • وفاء الأيوبي
                              أديبة وكاتبة
                              • 15-09-2008
                              • 643

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الأيوبي مشاهدة المشاركة

                              [align=center]"خَرْبَشَات" بقلم " وفاء الأيوبي "
                              من ديوان " رحيق الأعاصير ".

                              " تأمل وجهها ، فإذا بآثار العمر خربشات تناجيه ، وتشير إلى الفتاة "

                              "خربشات"

                              - أَتَنْظُرُ إِلَيْها تُسَائِلُكَ
                              هَلْ أَنْتَ حقاً حَبِيبُها ؟؟!!
                              - أَتُفَكِّرُ كيفَ تَتَهَرَّبُ مِنْ سُؤَالِها ؟!

                              أَتُرَاها ، تَسْتَنْجِدُ بِشَفَتَيكَ أَنْ تَزِلَّ بِالنَّدَى
                              تُحْيِي بِهِ فُؤَادَهَا ؟!

                              كُنْتُ جَنِيناً أيُّها النَّاظِرُ إليَّ
                              كَبُرْتُ أَرْتَعُ في نُضْرَةِ خُدُودِها ،
                              أُخَرْبِشُ بَعْضَ الخطوط .
                              كيفَ أَنْسَلِخُ وَلا أَخُون
                              مَرَابِعَ الطُّفولَةِ ، ذِكْرَياتِ الصِّبَا ؟!

                              كانَتْ تَخْجَلُ أَنْ تُلِمَّ بِنُمُوِّي في أَحْشَائِها ،
                              أَنْ أُسَطِِّّرَ خَطَّ سَيْري في العَلَن ،
                              أُفْصِحَ عَنْ مَحَطَّاتِ الزَّمَن .

                              انظُرْ إِلَيْها ، وَحَرَكَاتِها الهِسْتِيريّة!
                              انْظُُرْ إِليها ، تُلْقِي عَلَيَّ ،
                              بالأَرْدِيَة


                              ها أَنْتَ تُلاحظُنَي !!
                              "وتَصُرُّ أسنانَها ، وتختفي منها البَسَمات ،
                              تَتَرَقَّبُ الدّهرَ يَزْعَقُ
                              بِوَقْعِ النَدوب ،
                              مُنْسَحِقَةً ، بِلا حيلة ،
                              عَبَراتُها تحترقُ
                              في لَهيبِ الأودية "

                              -ها أَنْتَ تُشِيْحُ بِوَجْهِك ، " يُخَيَّل إليها" ،
                              كلَّما تلمَّسَتْ نَظَرَاتُكَ ظِلالِي ،

                              انْظُرْ إليها ! انْظُرْنِي ،
                              أنا قَرَأتُكَ مَلِيَّا!
                              امض ِ خَلْفَ السُّطور ‍‍!
                              كُلُّ نَدْبةٍ انسَكَبَتْ ،
                              سِجِلٌّ حافلٌ ،
                              يُسْرًا أَوْ عُسْرًا ،
                              لونُ قضية .

                              كيف أهمِّشُ هذي الأَسْفار ؟!!

                              أمحو عن الجُدْرانِ المنسية ،
                              شِعَاراتِ الحُرّيّة ؟!

                              مَنْ بِلا ماضٍ ، لا حاضرَ له ، ولا هُوِيّة !!
                              كيف أتخلَّى عن الهُوِيّة ؟؟!!!

                              ظَمِئْتُ للنُّور !
                              نادِِ بِيْ ! قُلْ:
                              " أُحِبُّكِ كَمَا أنتِ !
                              بِرُسومِكِ ، بِظِلالِك ِ، بِخَرْبَشاتِ العُمُر،
                              بِوِهادِكِ ، بنجادِِكِ،
                              تَتَمرَّغُ في سِحْرِ الخدود،
                              أَوْ تَمِيْدُ في فَيْءِ رَفَّة الأهْداب".

                              لِمَ تَرْمُقُنِي شَزَرًا ؟!
                              ترفَّقْ بقلبي ! ترفَّقْ بِقَلْبِها!!
                              إلتفتْ ! باركْ ! قُلْ:
                              "حبيبتي ! يا ظِلالَ الزَّمَن!!
                              كُلُّ أُخْدُودٍ ،
                              ذِكْرَى تَحْتَضِنُ وهجًا،
                              تعتصرُ حُلُمًا،
                              يتعتَّقُ إكسيرُهُ في الزَّوايا والمُنْحَنيات؛

                              أُنْظُرِي مِرْآتَكِ تُخَبِّرْكِ
                              هَمْسَ وُجْدانيِ !

                              دونَكِ لا عُمْرٌ ، ولا ماضٍ ،
                              كيفَ أتنكَّرُ لظِلالِ ماضِيَّ ؟!!" .

                              - أَحْيِ فُؤَادَها وفؤادِي !!
                              قُلْ : "حبيبتي ! يا خَرْبشاتِ القلق !!" .

                              - لَنْ تَسْمَعَكَ ...
                              إنَّها تَسْمَعُ فُؤادَها ،
                              وَتَرَى ظِلالِي !!


                              22/ 5/2006 [/align]
                              ملاحظة : هذي الخربشات هي خطوط التجاعيد في الوجه
                              تتناجى والفتاة
                              sigpic
                              إجمعني جنى في عين مغامر
                              طيف جحافل ، هدير العمر
                              في حدقة وطن !!

                              تعليق

                              يعمل...
                              X