استعمال كلمة "إسرائيل" للحديث عن الكيان الصهيوني فعلٌ رذيل.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    استعمال كلمة "إسرائيل" للحديث عن الكيان الصهيوني فعلٌ رذيل.



    استعمال كلمة "إسرائيل" للحديث عن الكيان الصهيوني فعلٌ رذيل.


    الحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عن آل بيته الطيبين الطاهرين وعن صحابته المختارين الميامين كلهم أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم آمين يا رب العالمين.

    ثم أما بعد، تناولت في موضوعي "
    التَّكْذِيَّة من الأمانة العلمية" ضرورةَ، بل واجبَ، إدراج عبارة "هكذا جاء" أو ما شابهها عند نقل نص، كلمةً، أو عبارةً، أو جملةً، أو فقرةً، كان كما هو في نص سابق يُظَن أنه خطأ وهذا حتى لا يتوهم قارئ النص المنقول، أو المنسوخ، أن الناقل، أو الناسخ، واهم في نقله، أو مخطئ فيه، وأن إدراج تلك الكلمة، أو رمزها، أو ما يرادفها، من باب الأمانة العلمية عند النقل، ولمن أراد التوسع في الموضوع فليرجع إلى ذلك المتصفح؛ أما اليوم، فإنني أحب التنبيه على خطأ كبير وخطير يقع فيه كثير من الكُتََاب، والصحافيين، والمثقفين، و"المفكرين" (!) والسياسيين، وهلم جرا، عند حديثهم عن الكيان الصهيوني الخبيث، فيقولون "إسرائيل"، :"إسرائيل فعلت كذا..."، "إسرائيل قالت كذا..."، "العدو الإسرائيلي كذا وكذا..." إلى غيرها من التعابير التي تتحدث عن ذلك الكيان الخبيث باسم "إسرائيل".

    أرى أن استعمال هذه اللفظة في الحديث عن ذلك الكيان الخبيث خطأ عَقَدِي، وانحراف علمي، وانجراف لغوي سلبي، وانبطاح سياسي، وهو دليل على المسخ الثقافي الذي يعاني منه كثير من المتحدثين من العرب ومن المسلمين يجب التنبيه عليه والتحذير منه حتى لا يقع المسلم التقي النقي الغيور على دينه في مغبة هذا التوظيف الخاطئ وهو يتحدث عن الكيان الخبيث.

    "إسرائيل" اسم نبي كريم ثانٍ للنبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، كما هو معلوم من الإسلام بالضرورة، فلا يجوز إطلاقه على ذلك الكيان الخبيث حتى وإن درج "المثقفون" والسياسيون والكُتَّاب على استعماله مجاراة للكفار في الحديث عن بعضهم؛ ومن واجب المسلم التحري في كلماته وكتاباته وتعابيره حتى لا يقع في المحظور المنهي عنه وهو يظن أن يحسن صنعا وما هو كذلك بل هو يسيء الصنع ويسيء إلى نبي كريم ابن كريم ابن كريم كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديثه عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام (ينظر الحديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، في صحيح الإمام البخاري، رحمه الله).

    والتحري عند التلفظ، أو عند الكتابة، واجب شرعي أشاد به القرآن الكريم والنبي، صلى الله عليه وسلم، حتى لا يكون المسلم كالأعمى، أو كالببغاء المقلد، عند حديثه لا يبالي بما يقول، أو يكتب؛ ومن ذلك التنبيه أمر الله تعالى المؤمنين عند مخاطبتهم النبي، صلى الله عليه وسلم ألا يقولوا "راعنا" وهي تعني "انظرنا"، أي انتبه لنا: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا؛ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(البقرة: #104) وقوله تعالى: {(...) مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: #46)، حتى يتميز المسلمون/المؤمنون في أحاديثهم عن الكفار؛ كما ورد في السيرة النبوية العطرة تنبيه النبي، صلى الله عليه وسلم، لبعض الصحابة، البراء بن عازب، رضي الله عنه، عند تلقينه دعاء النوم فقال: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قال له ألا أعلِّمُكَ كلِماتٍ تقولُها إذا أويتَ إلى فراشِكَ، فإن مِتَّ من ليلتِكَ مِتَّ على الفِطرةِ، وإن أصبحتَ أصبحتَ وقد أصبتَ خيرًا، تقولُ: اللَّهمَّ أسلَمتُ نفسي إليكَ، ووَجَّهتُ وجهي إليكَ، وفوَّضتُ أمري إليكَ، رغبةً ورَهْبةً إليكَ، وألجَأتُ ظَهْري إليكَ، لا ملجأَ ولا مَنجى منكَ إلَّا إليكَ، آمنتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنزلتَ ونبيِّكَ الَّذي أرسلتَ قالَ البراءُ: فقلتُ: وبرسولِكَ الَّذي أرسلتَ، قالَ: فطَعنَ بيدِهِ في صدري، ثمَّ قالَ: ونبيِّكَ الَّذي أرسلتَ."(الحديث في جامع الترمذي، رحمه الله، عن البراء بن عازب، رضي الله عنه)؛ وهذا الحديث الشريف يقتضي منا وقفة متأنية لتأمله واستخلاص العبر منه لمن يريد الخير لنفسه.

    وبناءً على النصوص الثلاثة المنقولة هنا للبرهنة على أن التحري واجب إسلامي مؤكد عند الحديث، أو عند الكتابة، حتى لا نقع في مغبة المحظور الذي قد يودي بنا إلى التهلكة ونحن لا ندري، نسأل الله السلامة والعافية، اللهم آمين.

    إذن، في التعبير بـ "إسرائيل" للحديث عن الكيان الصهيوني الخبيث مخالفة واضحة لما خُصِّص له هذا الاسم الشريف، وفي ذلك الاستعمال الخاطئ
    خطأ عَقَدِي، وانحراف علمي، وانجراف لغوي سلبي، وانبطاح سياسي، وهو دليل على المسخ الثقافي الذي يعاني منه كثير من المتحدثين من العرب ومن المسلمين يجب التنبيه عليه والتحذير منه حتى لا يقع المسلم التقي النقي الغيور على دينه في مغبة هذا التوظيف الخاطئ وهو يتحدث عن الكيان الخبيث.

    ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا.

    البُلَيْدَة، ظهيرة يوم الأربعاء 27 من صفر 1442 الموافق 14 أكتوبر 2020.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

يعمل...
X