فسحة حرف
يتجول في خندق ومغارة مظلمة
يلتقي أناسا يبحثون عن السنا في عين الدجى!
عيونهم في السماء ورؤوسهم محفورة في الغبراء !
وأنا أتحرى عنه هناك في مخازن الترقب ،
في جغرافيا الذاكرة المنسية !
في قاموس أبجديات سراب وثكنات صحراوية ،
الوح بكلتا يدي ...أنادي
أجوب أروقة التحدي ....
تهزني قطرات ندية تُسكر بريق مُنْية دفينة ،
سكنت شغاف قلب بًُتر صمامه بسكينٌ مثلوم ،
رغم شُسُوع المكان ضاقت وتقلصت ساحته !
وركدت دماؤه فوق ربيعي فلطخت زهر الياسمين ،
بلون قاتم.... في يوم قاتم...
تلبدت فيه غيوم وسحابة خريف جاء سابقا لأوانه ،
فسالت الأودية أجاجا وزعاقا،
ونسي الفلاح حَرْثِه فأهمل ثراه
يبحث الشاعرعن شذى حروف خضراء،
وكلمات موزونة فلا يجد
إلا قافية مبتورة....
تبحث هي الأخرى عن فارس يرتبها .
..يلملم شتات نظْمها
ولحن إيقاعها !
باتت منثورة متفرقة تحن إلى أطلال أسيادها.
وأنا هنا ...لازلت هناك ،ربما انتابني اليأس والوجع حينا
والأمل والأنس حينا آخر،
أبث إلى نوارس البحر لواعجي،
تروي هي حكايتها والماء في الصيف
وتتباهى برحلاتها في الشتاء .
تتلبد الغيوم من جديد لتلد يوما جديدا
ربما أخضر من يدري ؟
عيون السماء تبارك ميلاده وتبحث له عن اسم يخلّده ..
والحبالى ينكسن رؤوسهن
مضربات عن الإنجاب !
حتى تشرق شمس الأسير المدفون في رماد البوادي !
تعليق