على عتبة الزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    على عتبة الزمن

    على عتبة الزمن


    حين يأتي الخريف متسلّلا دون سابق انذار

    تصفرّ الأوراق وكأنّها تستعدّ لموتها وسقوطها
    ثم فتفتتها تحت نعال المارة
    حينها ندرك أن العمر أيضا يمر مرور الكرام
    ولا يترك سوى ما أنجزه من خيرات ومن كلمات طيّبة
    مازالتْ تجلس على عتبة الزمن
    تلوّح لأجسادنا الباردة قبل أن تتوارى نهائيا

    وأحيانا يتأزّم القلب ونفتح نوافذ عديدة لنتنفس
    بل نطلق أصواتنا في المدى
    نئن..
    نصرخ
    ضدّ كل هذه التيارات المميتة
    نزفر كثيرا ومرارا
    ولعلّنا نبتسم في غفلة الزمن الذي يعدّ حتى ضحكاتنا
    ويعدّ علينا المرات القليلة التي كنا فيها سعداء
    أو هكذا تخيلنا...........

    لمحت في ثنايا السنين تلك الضحكات حول فناجين القهوة
    تلك التي تجهزها أمّي في سهرة كل سبت
    وهي تسترق النظر إلى والدي الوسيم
    أذكر عينيه الخضروان
    اللتان تشبهان أعشاب حقلنا البعيد
    وزيتوننا الناعس على الهضاب
    كيف كانتا تشتعلان حبا....

    هناك في الصورة المعلّقة على جدار غرفة نومها
    كثير من زقزقة العصافير
    كثير من رسائل الحب
    كثير من الفرح العائليّ

    فجأة رحلت كلّ اللحظات السعيدة
    وبقيت الحسرات ترقص في الصورة
    وطعم القهوة مازال حارقا

    شيء يغنّي في ركن البيت
    وشيء يبكي في خزانة ملابس أبي

    والخريف يتّسع يتّسع
    معلنا نهاية الأشياء الجميلة...
    -
    -
    سليمى السرايري

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • رياض القيسي
    محظور
    • 03-05-2020
    • 1472

    #2
    رائع.. احسنتم...
    سلمت يداك ...
    النبيلة سليمى...

    تعليق

    • خالدابوجمعه
      هاوي خربشة
      • 18-05-2015
      • 104

      #3
      .
      .
      تمر السنين و الفصول
      تطوي كل ما هو جميل وسعيد في حياتنا .
      ويبقى الحزن .
      يدمي قلوبنا لا يفارق ذاكرتنا
      ولا يمكننا أن ننساه .
      الاخت الأديبة سليمى السرايري
      رحم الله والدكِ رحمة واسعة


      تحياتي وباقات ورد
      التعديل الأخير تم بواسطة خالدابوجمعه; الساعة 25-10-2020, 09:08.

      وأبقى أنتظرُ المطر
      والمطرُ أنتِ

      تعليق

      • جهاد بدران
        رئيس ملتقى فرعي
        • 04-04-2014
        • 624

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
        على عتبة الزمن


        حين يأتي الخريف متسلّلا دون سابق انذار

        تصفرّ الأوراق وكأنّها تستعدّ لموتها وسقوطها
        ثم فتفتتها تحت نعال المارة
        حينها ندرك أن العمر أيضا يمر مرور الكرام
        ولا يترك سوى ما أنجزه من خيرات ومن كلمات طيّبة
        مازالتْ تجلس على عتبة الزمن
        تلوّح لأجسادنا الباردة قبل أن تتوارى نهائيا

        وأحيانا يتأزّم القلب ونفتح نوافذ عديدة لنتنفس
        بل نطلق أصواتنا في المدى
        نئن..
        نصرخ
        ضدّ كل هذه التيارات المميتة
        نزفر كثيرا ومرارا
        ولعلّنا نبتسم في غفلة الزمن الذي يعدّ حتى ضحكاتنا
        ويعدّ علينا المرات القليلة التي كنا فيها سعداء
        أو هكذا تخيلنا...........

        لمحت في ثنايا السنين تلك الضحكات حول فناجين القهوة
        تلك التي تجهزها أمّي في سهرة كل سبت
        وهي تسترق النظر إلى والدي الوسيم
        أذكر عينيه الخضروان
        اللتان تشبهان أعشاب حقلنا البعيد
        وزيتوننا الناعس على الهضاب
        كيف كانتا تشتعلان حبا....

        هناك في الصورة المعلّقة على جدار غرفة نومها
        كثير من زقزقة العصافير
        كثير من رسائل الحب
        كثير من الفرح العائليّ

        فجأة رحلت كلّ اللحظات السعيدة
        وبقيت الحسرات ترقص في الصورة
        وطعم القهوة مازال حارقا

        شيء يغنّي في ركن البيت
        وشيء يبكي في خزانة ملابس أبي

        والخريف يتّسع يتّسع
        معلنا نهاية الأشياء الجميلة...
        -
        -
        سليمى السرايري

        على عتبة الزمن
        عنوان يتسع مداه، ما بين مودع ومستقبل، ما بين تساقط الاخضرار في الخريف وبين نمو الربيع بزهوره..
        هي هكذا الحياة الدنيا، تعطينا كل شيء بتناقضاتها، ثم ما تلبث أن تأخذ منا أجمل لحظات الحياة، وما بين ذلك وتلك، يلعب الصبر والاستسلام للقدر لعبة الحياة مع من يشاء..
        ونحن نقف على عتبة الزمن كي نراوغه بالنسيان، ونحن نستعيد ذاكرة الأيام على منصة القلب بسياط من وجع، لا يترك لنا منفساً كي نزفر معه أنفاس الماضي..

        نقف ونتأمل هذه اللوحة بعيون دامعة، وقلب يتلظى مع كل نبضة فيه، والظمأ يأكل مشاعرنا ونحن نستعيد سدرة اللحظات مع الأحباء والأهل، ونحن نحتسي القهوة والعيون ترقب غليانها بشدة كغليان الروح وهي تتفقد أغلى كنوز الحياة..
        اللوحة تنساب انسيابا شاعرياً، بحس ينزف الألم على مشارف الذكريات، ويعيد واجهة الحنين على صفحات القلب..
        هكذا هي الأيام في هذيان مشبع بتقلب المشاعر والشوق لمن فقدناهم من أيدي القدر..
        الراقية المبدعة الأديبة الشاعرة
        أ.سليمى السرايري
        رسمت لنا لوحة موجعة ذرفت معها الدموع على أعز الناس علينا، والذي بفقدانهم نفقد عناصر من السعادة وتشتعل معها أرواحنا ونحن نبحث عن المسافات لتصلنا إليهم، فلا نملك إلا ذرات الذكرى العطرة لهم ، والدعاء يسبح في الأفق كي يشملهم برحمته..
        بورك قلمكم الراقي وحرفك البارع وأنت ترسمين من الواقع لحظات العيش بأنواعه..
        رعاك المولى وحفظك ورحم الله والدك رحمة واسعة وغفر له
        وجعل الله مثواه أعلى منازل في الجنة..
        .
        .
        .
        جهاد بدران
        فلسطينية

        تعليق

        • منى كمال
          أديب وكاتب
          • 22-06-2007
          • 1829

          #5
          عندما ياتي الخريف معلنا نهاية الأشياء الجميلة حينها ندرك أن لا شيء يدوم لا يبقى منهم سوى ذكريات سوى صرخات مكتومة تتدارى في عباءة الحنين حتى أننا لا يمكننا أن نعلن عن هذا الحزن الخريف يكبلنا وتتساقط من حولنا اوراقه معلنة قرب النهاية ونحن مازلنا نرسم على وجوهنا تلك الابتسامة البلهاء انه لا شيء يزعجنا ....

          الجميلة سليمى السرايري اسعدني مروري من هنا وتذكرت خاطرة كنت قد كتبتها منذ زمن .. اسمها اختناق الفصول

          ربما يأتي الخريف وأنا مازلت أنتظرك على باب الربيع.. : تتوقف الساعات وتختنق الفصول و أرى أسراب الطيور تهاجر والشمس من محجرها تغادر وزهرة الياسمين التي أحضرتها لأهديها لك تذبل بين يدي ولا أملك لها شيء وأنا مازلت واقفة متجمدة أنتظرك على أبواب الربيع..! ربما تضيع المعاني وتتبعثر الحروف وأنا أحاول

          تقبلي مروري المتواضع

          محبتي
          التعديل الأخير تم بواسطة منى كمال; الساعة 27-10-2020, 13:52.

          مدونتى

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
            رائع.. احسنتم...
            سلمت يداك ...
            النبيلة سليمى...
            شكري وامتناني أستاذ رياض
            على مرورك من هنا
            -
            طابت ليلتك
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خالدابوجمعه مشاهدة المشاركة
              .
              .
              تمر السنين و الفصول
              تطوي كل ما هو جميل وسعيد في حياتنا .
              ويبقى الحزن .
              يدمي قلوبنا لا يفارق ذاكرتنا
              ولا يمكننا أن ننساه .
              الاخت الأديبة سليمى السرايري
              رحم الله والدكِ رحمة واسعة


              تحياتي وباقات ورد
              طبعا تلك الأوقات لا يمكن محوها مهما طال الوقت
              يظل طيف الوالد الراحل يرافق مخيلتنا فيزداد الحنين إلى الغائب الذي لن يعود...

              أستاذنا الكريم خالدابوجمعه
              أشكر حضورك عبر نصّي
              متمنية لك أوقانا سعيدة دائما وأبداً
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              يعمل...
              X