قهقهة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • باسل محمد البزراوي
    مستشار أدبي
    • 10-08-2010
    • 698

    شعر عمودي قهقهة

    قهقهة...



    قَهْقَهتُ لا فَرِحاَ ولا مَسروراً
    وبكيتُ لا جَزِعاً ولا مَوْتورا

    وطرقتُ بابَ الصمتِ يوقدُ في دمي
    جمراً فتشتعلُ الضلوعُ زفيرا

    فلقد بكيتُ وقد ضحكتُ لأنّني
    ألفَيْتُ فيَّ جناحِيَ المكسورا

    عانيتُ قهري حاملاً أعوامَهُ
    سبعينَ ترقبُ في العبوسِ حُبورا

    والقهرُ في صدري تفرَّع واشتكى
    وارتَدَّ من عهْرِ الورى مقهورا

    فضَحكتُ من لُجَجِ الجوانحِ ساخراً
    وصرختُ من مسِّ الجنونِ كَفُورا

    ورأيتُ روحي تستعيذُ براءةً
    مِمّا تراءى للعيونِ يَسيرا

    ورأيتُ أحلافَ القبائلِ بايعَت
    للرومِ تَرجمُ مَجدنا المَغدورا

    ورأيتُ كم شربوا وأسكَرَ حُلمَهم
    جهلٌ يرينُ على العيونِ سُتورا

    ورأيتُ كم ساقوا القطيعَ لغابةٍ
    وإذا الكلابُ على الحدودِ نمورا

    ورأيتُ أمّتَنا العظيمةَ تشتري
    وتبيعُ من دمِنا الشهيِّ عُطورا

    وتئنُّ حَيرى كلّما شقَّ المدى
    وطنَاً وبات لهُ العزاءُ نصيرا

    أنا لا أظنُّ بأنّ صمتي غايةٌ
    وصُراخُ روحي يستبدُّ سَعيرا

    فالصمتُ أجملُ حين يرتعدُ الضحى
    ويبيتُ نجمُ سمائنا مَسحورا

    والصمتُ أجملُ حين يرتَدُّ الورى
    نحوَ النكوصِ مُؤَلِّهاً كافورا

    والصمتُ أجملُ حين يعرضُ ناقصٌ
    جسَدَ العروبةِ عارياً مقهورا

    فتبيتُ يُغريها الدولارُ ورهطُهُ
    وسُلافُ عولمةٍ تضجُّ شرورا

    وتئنُّ في ظلّ الظلامِ كأنّها
    لم تعشق النورَ الجميل عصورا

    تشكو وما مِنْ سامعٍ صرَخاتِها
    إلا فقيرٌ يستجيرُ فقيرا

    سبعونَ عاماً أو يزيدُ ولا أرى
    إلا ارتياباً خارقاً وفتورا

    سبعون عاماً نستظلُّ ببؤسِها
    وتُظلُّ مَن ضلُّوا السبيلَ عُبورا

    سبعونَ مرّت والقبائلُ تنتخي
    حتى تُعيدَ القدسَ في كشميرا

    صرخَ المنادي فامتطوْا خِِزيانَهم
    للغرب يُشعل في البلاد هجيرا

    فإذا عوى الغربيُّ يتَّقِدُ المدى
    وتؤولُ خُضْرُ الشاهقاتِ سَعيرا

    وطلولُها فوقَ الخريطةِ واحةٌ
    خضراءُ تغري في العلوج قبورا

    فيبُثُّها الغربيُّ بعضَ سُمومِهِ
    ويهمُّ فيها كالحاً مَغرورا

    تنتابُها النكباتُ في أحشائها
    والباذخونَ تسنَّموا التدميرا

    أنا يا عروبةُ لستُ إلاّ حاملاً
    نبضاتِ قلبكِ في دمي إكسيرا

    وعيونُكِ الظمأى رمالُ كَلالتي
    والجرحُ جرحي ما حييتُ أسيرا

    كم كنتُ أحلمُ في ظلالِ كرامةٍ
    أشهى من الوردِ النديِّ ضَفيرا

    فأطيرُ في أحلى العوالمِ قاصداً
    وطناً يئنُّ وشوكةً ونفيرا

    وأصيحُ: إنّ عروبتي أسطورةٌ
    خطّتْ بناصيةِ الزمانِ سطورا

    وهْيَ التي ما ساورتْها رِدّةٌ
    يومَ العِراكِ ولم تجنَّ غرورا

    وهْيَ التي تختارُ لا أعداءَنا
    ما قد نكونُ ولا نكونُ صقورا!

    وهي التي حملَتْ بأطيَبَ سادةٍ
    شربوا على جدَث الشعوبِ خمورا

    كم دغدغوا الأحلامَ أنَّ سيوفَنا
    رفّتْ على راياتِنا تحذيرا!

    شُرِعَتْ ولم تُغمَدْ ولنْ...فإذا بها
    شكّتْ صدورَ يَمامِنا ونحورا

    فتغلْغَلتْ فينا النصالُ وألهَمتْ
    فينا الجراحَ ونزفَها المَهمورا

    هذا هو التاريخُ كيف نُعيدُهُ
    ونشيدُ من حرب البسوسِ جُسورا

    وكأنّ كلّ وجودهم أكذوبةٌ
    من حيثُ كان كلامُهم تخديرا

    ماذا عروبةُ؟ هل ولدتِ كرامةً
    فَعبدتِ عبداً صاغراً وأجيرا؟

    لنبيعَ في سوقِ الممالكِ عِرضَنا
    ونبيتُ نستجدي الحياءَ ستُورا

    يرتادُ فينا الغربُ كلَّ كريهةٍ
    فَيُميتُ فينا عزّةً وشُعورا.

    ونكونُ كاللاّشيءِ بين بيوتِنا
    نغوي ونرشدُ في الغيابِ حُضورا!
  • سعد الأوراسي
    عضو الملتقى
    • 17-08-2014
    • 1753

    #2
    يسعدني ويشرفني أن أتصدر هذا الوعي الوطني والاجتماعي
    عبر هذا التسجيل المقفى لهذه الأحداث الكبرى ..
    حين يتآزر دم الأحرار مع العقل ستنفعل القريحة ثائرة
    تكشف التردي ، وتشعل التعبئة بالكلمة التي ترفع وتبرز
    دور الرسالة في الضّاد ..
    بددت هذه الرائعة قهري
    تحيتي الخاصة شاعرنا المناضل والحر

    تعليق

    • هيثم ملحم
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 20-06-2010
      • 1589

      #3

      حروف محملة بالآهات والالتياع

      ومداد ترجم اللظى وذروة الاوجاع
      سلم البنان وسلم اليراع
      لله درك استاذي الغالي
      تقبل مروري المتواضع
      مع أجمل التحايا وأعطرها
      sigpic
      أنت فؤادي يا دمشق


      هيثم ملحم

      تعليق

      • عبدالهادي القادود
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 11-11-2014
        • 939

        #4
        أمام هذه المعلَّقةِ وما تعلَّقَ بها من فنون البيان

        والفكرة التي رجت مجمع الوعي عند المُتلقي

        لتلقي هذا البيان الشعري الأبي

        دون أن تلقي بالا للعقاب أو ما يلوِّحُ به الأغراب

        يحملنا الشاعر على أجنحة الإبداع المدهش إلى ملامح اليوم الجريح

        وما حلَّ بالعربِ والعروبة من تنكيل أوجع الأبجديات

        وبكت له سماوات الأوفياء

        في إطار عبارات تحلّت بجواهر الفصحى

        وما تقتضيه أفنان البيان من فنون

        فكان السفر نفيرا روحيًا راح بنا إلى الضفاف الراعفة

        وما قذفته أمواج الغربة على ضلوع الإبداع

        ...

        يا رفيقي

        بورك القلب والنبض العروبي الثائر

        ودمت سهمًا في كنانة البيان

        لا عدمناك

        تعليق

        • عبدالهادي القادود
          نائب رئيس ملتقى الديوان
          • 11-11-2014
          • 939

          #5
          و لسمو الفكرة والهدف وما تجلى في جوانبها من إبداع

          أثبتها درةًّ على عرش الشعر

          لك جزيل شكري وعظيم امتناني
          شاعرنا الراقي
          الأستاذ عبدالهادي القادود

          تعليق

          • محمد نجيب بلحاج حسين
            مدير عام
            • 09-10-2008
            • 619

            #6
            اِصدعْ بصوتكَ كالهِزَبْرِ زئيرا...
            و اجعلْ قريضك للجبان نذيرا...

            اِرمِ الحُروفَ على الطّغاة تُذيقهم
            طَعمَ الخيانةِ حامضًا ومريرا...

            باعوا القضيّة في مزاد مخجل...
            أعلِنْ بِشعرك ثورةً ونفيرا...

            [align=center]محمد نجيب بلحاج حسين
            الميدة - تونس[/align]

            تعليق

            • منيره الفهري
              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
              • 21-12-2010
              • 9870

              #7
              وجع وجع وجع..
              فرج الله كرب العروبة
              استمتعت بقراءة هذه القصيدة الغراء
              الشاعر الكبير الأستاذ باسل البزراوي
              لله درك.

              تعليق

              • منيره الفهري
                مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                • 21-12-2010
                • 9870

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد نجيب بلحاج حسين مشاهدة المشاركة
                اِصدعْ بصوتكَ كالهِزَبْرِ زئيرا...
                و اجعلْ قريضك للجبان نذيرا...

                اِرمِ الحُروفَ على الطّغاة تُذيقهم
                طَعمَ الخيانةِ حامضًا ومريرا...

                باعوا القضيّة في مزاد مخجل...
                أعلِنْ بِشعرك ثورةً ونفيرا...

                و بدأ السجال...
                و عاااد الزمن الجميل...

                تعليق

                • ناريمان الشريف
                  مشرف قسم أدب الفنون
                  • 11-12-2008
                  • 3454

                  #9
                  ويحي ماذا جرى ؟!
                  ماذا نسمع ماذا نرى ؟!
                  هل يا ترى باعوا الثرى؟!
                  أم الأقصى والبراق أم الأجداث فقط والأرقام وما ورا؟!
                  ماذا جرى هل هو المعتوه بصم على أوراقهم وما درى ؟!
                  أم أنه الجاهل الأمي لا مرة كتب ولا عمره قرا
                  أم أنه المنفوخ يعرف ما يجري ويعلم ما جرى
                  أم أنه الجاحد لدينه لا يعرف الفرق بين عرج وسرى
                  أم أنه المغصوب على أمره.. حار في أمره؟!
                  تباً للباصمين المشاركين وسحقاً لمن باع واشترى


                  عزيزي باسل الشاعر الباسل
                  ليتني أكتب الشعر لشاركت في هذا السجال الذي أعلنت عنه للتو أستاذتي الغالية ( منيرة )
                  ولكن هذا ما استطعت رداً على القنبلة الشعرية التي فجرتها هنا
                  بارك الله في قلمك
                  وأعطاك ربي صحة وعافية ليبقى قلمك يصدح في سماء الشعر
                  تحية ... ناريمان
                  sigpic

                  الشـــهد في عنــب الخليــــل


                  الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                  تعليق

                  • محمد نجيب بلحاج حسين
                    مدير عام
                    • 09-10-2008
                    • 619

                    #10
                    حين ينبع الشعر من عمق الفؤاد...
                    حين تُستقى المعاني من الواقع المرير...
                    حين تتزاوج الأحزان مع الأحداث المخزية...
                    تولد القصيدة المتكاملة...
                    فتحفر في الصخور الراسيات...
                    يا توأم الروح...
                    أيها المشحون عشقا للوطن السليب...
                    سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
                    أنت كما عهدتك دوما، شامخ في بروج
                    النضال... متمسك قولا وعملا بقضيتك...
                    وهذا وحده ما يجعلني انتعش بالأمل
                    واليقين أننا حتما سننتصر...
                    الشاعر القدير
                    باسل محمد البزراوي
                    لن يمرّوا... وسننتصر...
                    تحياتي وأشواقي.




                    [align=center]محمد نجيب بلحاج حسين
                    الميدة - تونس[/align]

                    تعليق

                    • باسل محمد البزراوي
                      مستشار أدبي
                      • 10-08-2010
                      • 698

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
                      يسعدني ويشرفني أن أتصدر هذا الوعي الوطني والاجتماعي
                      عبر هذا التسجيل المقفى لهذه الأحداث الكبرى ..
                      حين يتآزر دم الأحرار مع العقل ستنفعل القريحة ثائرة
                      تكشف التردي ، وتشعل التعبئة بالكلمة التي ترفع وتبرز
                      دور الرسالة في الضّاد ..
                      بددت هذه الرائعة قهري
                      تحيتي الخاصة شاعرنا المناضل والحر
                      وبدوري أشعرُ بسعادةٍ غامرة أمام هذه المصافحة
                      الأولى التي مرّت من على ضفاف القصيدة وكأنّها
                      عبق الورد على الحروف...
                      أشكرك كل الشكر أستاذ سعد الأوراسي
                      على حضورك الراقي وكلماتك التي تعبّر عن مشاعرك
                      النبيلة...وروحك الوطنية الراسخة
                      تحياتي واحترامي يا صديقي العزيز

                      تعليق

                      • باسل محمد البزراوي
                        مستشار أدبي
                        • 10-08-2010
                        • 698

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة هيثم ملحم مشاهدة المشاركة

                        حروف محملة بالآهات والالتياع

                        ومداد ترجم اللظى وذروة الاوجاع
                        سلم البنان وسلم اليراع
                        لله درك استاذي الغالي
                        تقبل مروري المتواضع
                        مع أجمل التحايا وأعطرها
                        كل الشكر لك أستاذ هيثم ملحم
                        على هذا الحضور الجميل
                        الذي ضمّخ قصيدتي بعبق الشام
                        وأصالة بنيها....
                        تحياتي وتقديري أيها الرائع

                        تعليق

                        • باسل محمد البزراوي
                          مستشار أدبي
                          • 10-08-2010
                          • 698

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة
                          أمام هذه المعلَّقةِ وما تعلَّقَ بها من فنون البيان

                          والفكرة التي رجت مجمع الوعي عند المُتلقي

                          لتلقي هذا البيان الشعري الأبي

                          دون أن تلقي بالا للعقاب أو ما يلوِّحُ به الأغراب

                          يحملنا الشاعر على أجنحة الإبداع المدهش إلى ملامح اليوم الجريح

                          وما حلَّ بالعربِ والعروبة من تنكيل أوجع الأبجديات

                          وبكت له سماوات الأوفياء

                          في إطار عبارات تحلّت بجواهر الفصحى

                          وما تقتضيه أفنان البيان من فنون

                          فكان السفر نفيرا روحيًا راح بنا إلى الضفاف الراعفة

                          وما قذفته أمواج الغربة على ضلوع الإبداع

                          ...

                          يا رفيقي

                          بورك القلب والنبض العروبي الثائر

                          ودمت سهمًا في كنانة البيان

                          لا عدمناك
                          وأمام هذا الحضور الجميل
                          والكلمات التي تشرئبُّ بأعناقها مثل نخيل غزّةَ
                          تعانق الآفاق المُطِلّة على التاريخ والجغرافيا معاً
                          ومعلنةً أبجديّات التشبّث بالأصول
                          والقبض على جمر المبادئ
                          لا يسعني إلاّ أن أرفع رأسي عالياً
                          وأقول بملء فمي أنّنا بخير مهما فعلوا
                          فما زال شعبنا يحوك الوطن أوردةً تخفق في
                          جوانح أبنائه.....
                          أحيّيك شاعرنا الراقي الأستاذ عبدالهادي القادود
                          وأنحني احتراماً لذائقتك ونبلك يا ابن بلدي الحبيب
                          تحياتي واحترامي

                          تعليق

                          • باسل محمد البزراوي
                            مستشار أدبي
                            • 10-08-2010
                            • 698

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد نجيب بلحاج حسين مشاهدة المشاركة
                            اِصدعْ بصوتكَ كالهِزَبْرِ زئيرا...
                            و اجعلْ قريضك للجبان نذيرا...

                            اِرمِ الحُروفَ على الطّغاة تُذيقهم
                            طَعمَ الخيانةِ حامضًا ومريرا...

                            باعوا القضيّة في مزاد مخجل...
                            أعلِنْ بِشعرك ثورةً ونفيرا...

                            أعلنتَ يا بنَ الأكرمينَ نفيرا
                            وحملتَ راياتِ القصيدِ أميرا

                            أشعلتَ " ميْدَةَ" بالعزيمة مُخلِصاً
                            ثمّ انبريْتَ تُرتّلُ التحريرا

                            ها نحنُ من بعد السنينَ تواردتْ
                            فينا القوافي غيمةً فغَديرا

                            تعليق

                            • باسل محمد البزراوي
                              مستشار أدبي
                              • 10-08-2010
                              • 698

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                              وجع وجع وجع..
                              فرج الله كرب العروبة
                              استمتعت بقراءة هذه القصيدة الغراء
                              الشاعر الكبير الأستاذ باسل البزراوي
                              لله درك.
                              كل الشكر والتقدير أستاذة
                              منيرة الفهري
                              لا أوجع الله قلبك أيتها الراقية
                              تحياتي واحترامي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X