حسن الختام ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
    شكرا لكم أخي الفاضل حسين ليشوري لكرم وطيب التعليق على ردي بخصوص نص حسن الختام، والشكر موصول للتنبيه على الخطأ في كلمة "أحد"، أما كلمة بَهَّتَهُ التي تعني البهتان من الإفتراء والتلفيق، وأنتم أدرى مني بذلك.
    الحقيقة أنني أمتلك الكثير من المعرفة وذلك عندما كنت لا أغادر حصص الدين الإسلامي.
    تحياتي
    فوزي بيترو
    والشكر موصول إليك أستاذ فوزي على رحابة صدرك وطول بالك.
    نفعك الله بثاقتك الإسلامية، آمين.
    أما عن "بَهَتَّه" فتعني افترت عليه بالبهتان وهو الكذب، وأما "بهَّتَّه" فتعني جعلته، هو، يَبْهَتُ غيره، فالفرق بين الصيغتين كالفرق بين "كذَبْتَه"، أي كذبت عليه، وبين "كذَّبْته" أي اتَّهمته بالكذب، فالتضعيف، الشدة على الحرف، تضيف معنى غير المعنى الأول الموجود بالتخفيف، والله أعلم ثم علماء اللغة العربية، ولذا كان ضبط الكلمات إما بالشكل الصحيح أو بالميزان من ضروريات الكتابة العربية حتى يفهم القارئ المراد منها، واللغة أسمى وسائل التواصل الاجتماعي فكلما كانت واضحة كلما وضُح الخطابُ ويسُر الفهمُ وسهُل.
    ولك تحياتي.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • ناريمان الشريف
      مشرف قسم أدب الفنون
      • 11-12-2008
      • 3454

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
      أهلا بالأخت ناريمان ومبروك عليك اللون الجديد
      سيدتي كما الكتابة مستويات ، القراءة أيضا مستويات
      كما ان قدرات الاستيعاب تختلف باختلاف الثقافة والحقيبة
      والتحصيل الاكاديمي ، وكما ينظم الكاتب نصه وليس مجبرا ان يشرحه
      على القاريء تطوير قدراته على تنظيم قراءته كما ليس مجبرا
      أيضا على رسم قراءته ..
      هذا النص أحسن الله خاتمته وازدان بفائدة تغني عن خبيئه
      وما ضُغط في تفاصيله وهذا هو هدف الدرس الأدبي الجديد ..
      أما التشكيل لا أشك في مقدرة أهل الملتقى على تدوير التشابه
      في حلتين ليستقر الحرف وعلى رأسه التاج الذي يليق ..
      تبقى الرسالة التي لا تفعل الحرث قصد تأهيل التفكير ، لا خير فيها
      وهي اسطوانة مشروخة لم تمكن العرب من تفسير مشاريع أتت على
      البر والجو والبحر ، فبفعل الجاهز توقعنا أن يتنازل الآخر لنا على ما خطط
      له منذ عقود ..
      قصتي جميلة رزينة تناسل عمرانها في سياق يحمل همّ الرسالة أفقيا وعموديا
      أسعدني مرورك هنا بأثره الصريح
      تحيتي الخالصة لك ..
      مرحى ..
      فكل ما جئت به هنا مدعاة للاحترام ..
      من الآن فصاعداً سأحاول أن أرقى إلى مستوى كتابتك ..
      وأعترف بجهلي بهذه النصوص المبهمة
      سأريك الآن : كم احتمال يمكن أن يأخذ نصك
      1)
      أَكثَرَ الهَاءَ وَأَغْرَفَ لجيرانِهِ ، هنا ( أكثر) فعل ماض - وأغرف ( كذلك )
      2)
      أَكَثـِرْ الهاءْ واغرفْ لجيرانه ، هنا ( أكثرْ ) فعل أمر - واغرفْ ( كذلك )
      وسواء أكانت فعلَ أمر أم فعلاً ماضياً ..
      ماذا سأفهم من هذا
      ماذا تعني (الهاء ) ؟ هل هي حرف الهاء
      أم قهقهة أم مصدر الفعل ألهى ..
      يا رجل
      اتق الله فينا !
      وما دامت قصتك رزينة جميلة وذات مغزى فهات لنا تفسيراً ..جزاك الله عنا كل خير
      أخيراً
      إن شئت أن تطيل النقاش أطلت
      وإن شئت أن تتوقفَ توقفت ُ
      ولاحظ أن كل هذا الوقت سنحاسب عليه .. لأنه بلا جدوى ..
      اسمح لي أن أقص عليك هذه الحكاية ..
      ( يروى في كتب التاريخ أن أحداً أودعه أحد الخلفاء في السجن .. وبعد خمس سنوات خرج السجين من سجنه وطلب مقابلة الخليفة .. وافق الخليفة فأحضروه ووقف بين يديه .. قال الخليفة : هات ما عندك .. قال الرجل : خلال فترة إقامتي في السجن تعلمت مهارة فريدة .. أشار الخليفة على الرجل أن يوضح مهارته .. فقام الرجل وألقى إبرة على الأرض ثم ألقى الثانية فدخلت في خرم الأولى وألقى الثالثة فدخلت في خرم الثانية وهكذا حتى رتّب هرماً من الإبر فوق بعضها .. قال الخليفة متعجباً .. هذا رائع ونادى على الحاجب أن أعطوا هذا الرجل مئة دينار واجلدوه مئة جلدة .. فصاح الرجل : لماذا يا سيدي .. قال الخليفة : المئة دينار لأنك ماهر .. أما المئة جلدة فلأنك تعلمت مهارة لا تفيد أجداً )
      مرة أخرى .. تقبلني
      مع الاحترام
      تحية

      sigpic

      الشـــهد في عنــب الخليــــل


      الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

      تعليق

      • جهاد بدران
        رئيس ملتقى فرعي
        • 04-04-2014
        • 624

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
        أكثر الهاء واغرف لجيرانه ،حتى بدت الغرفة ترى أنيابها من باطنه
        ثم قال : اللهم طيّب لحم إخوتنا في الطبخات كلها ..
        لله دركم أستاذنا الكبير الأديب البارع
        أ.سعد الأوراسي
        على هذه اللوحة الفنية بارعة السبك وما تحتوي على أبعاد كثيرة تعالج قضايا اجتماعية وتقدة العبرة والحكمة على طبق توجيهي يحوي دلالات مختلفة تصدر من مكان واحد ولكن باختلافات المعاني..
        قصة قصيرة جداً، حيكت بذكاء عالي ودهاء لغوي يحتاج التأمل والوقوف أمام حروفها لتقليب سطورها وفق ما يصل إليه التدبر بين خيوطها وجمالياتها..
        تكتبون حروفكم بدراية ونقد مجتمع فاض من هذه القضايا..
        بورك بقلمكم ورقيكم وفكركم وذكائكم المتعدد الألوان..
        حفظكم الله ورعاكم ورضي عنكم
        ولي عودة بإذن الله تعالى لتفكيك شيفرة هذه القصة البارعة النسج..
        .
        .
        .
        .
        جهاد بدران
        فلسطينية

        تعليق

        • سعد الأوراسي
          عضو الملتقى
          • 17-08-2014
          • 1753

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
          مرحى ..
          فكل ما جئت به هنا مدعاة للاحترام ..
          من الآن فصاعداً سأحاول أن أرقى إلى مستوى كتابتك ..
          وأعترف بجهلي بهذه النصوص المبهمة
          سأريك الآن : كم احتمال يمكن أن يأخذ نصك
          1)
          أَكثَرَ الهَاءَ وَأَغْرَفَ لجيرانِهِ ، هنا ( أكثر) فعل ماض - وأغرف ( كذلك )
          2)
          أَكَثـِرْ الهاءْ واغرفْ لجيرانه ، هنا ( أكثرْ ) فعل أمر - واغرفْ ( كذلك )
          وسواء أكانت فعلَ أمر أم فعلاً ماضياً ..
          ماذا سأفهم من هذا
          ماذا تعني (الهاء ) ؟ هل هي حرف الهاء
          أم قهقهة أم مصدر الفعل ألهى ..
          يا رجل
          اتق الله فينا !
          وما دامت قصتك رزينة جميلة وذات مغزى فهات لنا تفسيراً ..جزاك الله عنا كل خير
          أخيراً
          إن شئت أن تطيل النقاش أطلت
          وإن شئت أن تتوقفَ توقفت ُ
          ولاحظ أن كل هذا الوقت سنحاسب عليه .. لأنه بلا جدوى ..
          اسمح لي أن أقص عليك هذه الحكاية ..
          ( يروى في كتب التاريخ أن أحداً أودعه أحد الخلفاء في السجن .. وبعد خمس سنوات خرج السجين من سجنه وطلب مقابلة الخليفة .. وافق الخليفة فأحضروه ووقف بين يديه .. قال الخليفة : هات ما عندك .. قال الرجل : خلال فترة إقامتي في السجن تعلمت مهارة فريدة .. أشار الخليفة على الرجل أن يوضح مهارته .. فقام الرجل وألقى إبرة على الأرض ثم ألقى الثانية فدخلت في خرم الأولى وألقى الثالثة فدخلت في خرم الثانية وهكذا حتى رتّب هرماً من الإبر فوق بعضها .. قال الخليفة متعجباً .. هذا رائع ونادى على الحاجب أن أعطوا هذا الرجل مئة دينار واجلدوه مئة جلدة .. فصاح الرجل : لماذا يا سيدي .. قال الخليفة : المئة دينار لأنك ماهر .. أما المئة جلدة فلأنك تعلمت مهارة لا تفيد أجداً )
          مرة أخرى .. تقبلني
          مع الاحترام
          تحية

          في قصتك اللوم على الخليفة الذي أدخله السجن عوض ان يستغل
          مهارته في الرمي ، أو يزود سجنه بحرف تتجاوز صاحبها ..
          تشكيلك لا يستحق حلة ثانية ، لأن هنالك ضمير وفعل ثالث حسم
          زمن الأفعال ..
          حين لا نربط سياقات الصب ببعضها نتوه في التشكيل
          وحين نلقي الحكم المسبق على الاسم ، تضطرب أفكارنا
          وحين لا نركز مع الحرف قد تضطرب النقاط أمامنا ونقرأ " نمرا "
          " تمرا "
          والحل في التأني وقراءة النص أكثر من مرة
          تحيتي واحترامي لمرورك الكريم

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
            لله دركم أستاذنا الكبير الأديب البارع أ.سعد الأوراسي
            على هذه اللوحة الفنية بارعة السبك وما تحتوي عليه من أبعاد كثيرة تعالج قضايا اجتماعية وتقدم العبرة والحكمة على طبق توجيهي يحوي دلالات مختلفة تصدر من مكان واحد ولكن باختلافات المعاني..
            قصة قصيرة جداً، حيكت بذكاء عالٍ ودهاء لغوي يحتاج التأمل والوقوف أمام حروفها لتقليب سطورها وفق ما يصل إليه التدبر بين خيوطها وجمالياتها..
            تكتبون حروفكم بدراية ونقد مجتمع فاض من هذه القضايا..
            بورك بقلمكم ورقيكم وفكركم وذكائكم المتعدد الألوان..
            حفظكم الله ورعاكم ورضي عنكم، ولي عودة بإذن الله تعالى لتفكيك شيفرة هذه القصة البارعة النسج..
            جهاد بدران، فلسطينية
            أنجدينا بقراءتك التحليلية أستاذة جهاد عساها تبرد "الحاء" التي بدأت درجاتها ترتفع حتى صار الواحد منا يخشى على نفسه "الهاء" فلا يجد من يصلي عليه إن حدث له ذلك وهو في هذه الغربة.
            تحياتي أختنا العزيز الناقدة جهاد بدران.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • سعد الأوراسي
              عضو الملتقى
              • 17-08-2014
              • 1753

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
              أنجدينا بقراءتك التحليلية أستاذة جهاد عساها تبرد "الحاء" التي بدأت درجاتها ترتفع حتى صار الواحد منا يخشى على نفسه "الهاء" فلا يجد من يصلي عليه إن حدث له ذلك وهو في هذه الغربة.
              تحياتي أختنا العزيز الناقدة جهاد بدران.

              لا تخف شيخنا الجميل ، سأزودك برقم هاتفي وساعة ترتفع
              درجة " الحاء " سأزودك بحكمة " الهاء " وسأصلي عليك إذا قضى ربك
              أمره ، سلامتك شيخنا من كل مكروه ..
              أنا متأكد من ناقدتنا المناضلة ستبدد قهركم من هذه الهاء
              ولو بالاشارة لماهية سياقها ، في قراءة تفتح أفق النص للجديد
              ( والباقية شيخي أعلى صاحبك سيهد أسوار الهاء كرمال عيونك )
              تحيتي الخاصة وأعتذر من ناقدتنا الحاذقة إن تجاوزت تدخلها ..

              تعليق

              • سعد الأوراسي
                عضو الملتقى
                • 17-08-2014
                • 1753

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
                لله دركم أستاذنا الكبير الأديب البارع
                أ.سعد الأوراسي
                على هذه اللوحة الفنية بارعة السبك وما تحتوي على أبعاد كثيرة تعالج قضايا اجتماعية وتقدة العبرة والحكمة على طبق توجيهي يحوي دلالات مختلفة تصدر من مكان واحد ولكن باختلافات المعاني..
                قصة قصيرة جداً، حيكت بذكاء عالي ودهاء لغوي يحتاج التأمل والوقوف أمام حروفها لتقليب سطورها وفق ما يصل إليه التدبر بين خيوطها وجمالياتها..
                تكتبون حروفكم بدراية ونقد مجتمع فاض من هذه القضايا..
                بورك بقلمكم ورقيكم وفكركم وذكائكم المتعدد الألوان..
                حفظكم الله ورعاكم ورضي عنكم
                ولي عودة بإذن الله تعالى لتفكيك شيفرة هذه القصة البارعة النسج..
                .
                .
                .
                .
                جهاد بدران
                فلسطينية
                أهلا بك أستاذتنا المحترمة
                مهما كانت عودتك ، الأكيد أنها تغني ..
                تحيتي الخالصة لك

                تعليق

                • جهاد بدران
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 04-04-2014
                  • 624

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
                  أكثر الهاء واغرف لجيرانه ،حتى بدت الغرفة ترى أنيابها من باطنه
                  ثم قال : اللهم طيّب لحم إخوتنا في الطبخات كلها ..
                  ...........

                  حسن الختام...

                  هذا العنوان من حيث قراءته فإنه يومئ لدلالات إيجابية من خلال كلمة /حسن/ ويشير لنهاية حَدَثٍ فيه تفاؤلٍ بخاتمة ضياء تضيء نهاية ما...
                  من ناحية تعريف كلمة / الختام/ من خلال أل التعريف، هذا يجعل نهاية الحدث معلق بنهاية حسنة تؤكد الختام الحسن، وتسقط دلالتها على الحدث نفسه دون أن تفتح مجال الإسقاط على أفعال عديدة، فلو كانت نكرة/حسن ختام/ لوجبت لكل حدث وكل فعل دون أن تكون مخصصة لواقعة معينة، لذلك عملية تعريفها مرتبط بالحدث ومشترط به بحسن الخاتمة...
                  نأتي الآن للوجبة الدسمة التي يقدمها الكاتب على طبق التفكر والتدبر والتأمل، ومثل هذه القصص القصيرة جدا، تحك الذهن في استخراج دررها واستنباط مغزاها لتكون شذرات مضيئة أمام المتلقي..
                  من خلال/أكثر الهاء واغرف لجيرانه/
                  الموضوع هنا يتعلق بالهاء، ورمزيتها التي تعلن عن تأويلات عدة، ترتبط دلالاتها بأكثر من معنى، لكن سأقدم تأويلاً يرتبط بما يتعلق بغرفة واحدة، ينطلق منها معالم كثيرة، إما على طريق الخير وإما على طريق الشر، إما الصدق وإما الكذب، إما الكلام الرزين وإما الكلام التافه، وكل ذلك وأكثر، يخرج مفعوله من هذه الغرفة..
                  فالهاء حرف مهموس رخْو، مخرجه من أقصى الحلق، عند النطق به يصل المزمار منبسطاً دون أن يتحرك الوتران الصوتيان، فيندفع الهواء ليحدث نوعاً من الحفيف من أقصى الحلق. فهي تدل على الاهتزازات والاضطراب والحزن والشقاء، وتكرارها فيه من التعب والاضطراب..

                  /أكثر الهاء واغرف لجيرانه ،حتى بدت الغرفة ترى أنيابها من باطنه/

                  الهاء ترتبط بعملية الضحك، والضحك فيه عمليات مختلفة، منه البريء العفوي الذي لا يُحسب لصاحبه بالسوء، وإما أن يكون ممتلئاً بالسخرية أو اللمز والهمز والنميمة، والهاء، كما أشرت مخرجها الفم، والفم يعتبره الكاتب غرفة كاملة يتخرّج منها الكلام الطيب أو البذيء، حسب معامل الكلام الذي يبنيه الشخص نفسه، فإما لسانه يأخذه ل جنّة عرضها السموات والأرض، وإما لقعر جهنم دون أن يلقي أبعاد الهاء ونطقها..
                  روىالترمذيفي السنن عنمعاذ بن جبلقال:كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ] حتى بلغ: [يَعْمَلُونَ] (السجدة: 16-17).ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. قالأبو عيسىهذا حديث حسن صحيح. قالالترمذي: حديث حسن صحيح. قال الشيخالألباني: صحيح.

                  /أكثر الهاء واغرف لجيرانه ،حتى بدت الغرفة ترى أنيابها من باطنه/

                  فعل الماضي/أكثر/بمعنى، أطالَ وزاد {يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَافَأَكْثَرْتَجِدَالَنَا}، ومنه معنى /أَكثرمن الشيء: رَغِبَ فيكثيرمنه/..بمعنى الحديث والضحك والنميمة والغيبة واللمز، برغبة من المتحدث، وبرضاه، وليس مجبراً عليه، بل بملء إرادته.. والإكثار هو عملية الاستطالة والتعدي للغير أثناء الحديث عن الآخرين..
                  فالإكثار من الهاء، والتي تقع على فتح غرفة الفم ضحكًا أو سخرية أو حديثًا بكل أنواعه، حتى وصل مداه لمن حوله من البشر والجيران أي الذين يجالسهم ويتناقل الحديث اللاهي معهم.. فكأنه صب الكلام صبًا ورشق من أنفاس فمه على من يجالسهم ويتناقل الحديث معهم بأبعاده التي توقعه في أكل لحم أخيه والبشر، بمعنى النميمة والغيبة.

                  /حتى بدت الغرفة ترى أنيابها من باطنه/

                  هذه الجملة كناية عن طول الهاء وحجمها الكبير في التطاول على خلق الله والوقوع بالإثم، وأنياب الغرفة هنا ، أنياب الفم والأسنان، كناية عن كثرة اللغط والحديث الذي يلوك به أعراض الناس أو الحديث عليهم بما يغضب الله..
                  فكثرة التطاول بالحديث عن الناس جعل غرفة فمه تعكس داخله الملوّث بما يغضب الله من النميمة والغيبة..فالفم وما ينطقه اللسان إنما هو مرآة الذات وانعكاس الباطن وما تحمل نيته من خير وشر، يخرج رذاذًا من قعر قلبه حسب صفاء القلب أو سواده..
                  فاللسان بريد القلب يرسل ذبذبات النية على ظاهر التصرفات، وقد جعل الله اللسان بين فكّين من عظم ومن لحم، لشدة أثره وفعله على صفات الإنسان وإيقاعه في شِباك الخير أو الشرّ..
                  الكاتب عرض لنا الفم تحت اسم غرفة، وهذا فيه من الذكاء والفطنة، لأن الغرفة إنما هي مجمع الجلساء والحديث، وفيها يتم الحوار والكلام وما شابه ذلك..والفم هو مكان التعاطي بالكلام المختلف..

                  /ثم قال : اللهم طيّب لحم إخوتنا في الطبخات كلها ../

                  يختم الكاتب لوحته، بخاتمة مذهلة أتت على الجمال كله، حيث حملت القفلة مجمع السخرية والاستهزاء، وكأن الذي يأكل لحم أخيه ميتًا بالكلام والغيبة والظلم قد استغفر في نهاية الحديث، وكنه يتسلح بالدعاء ليخرج من شِباك النميمة وأكل أعراض الناس..يقوم بفعله الدنيء لينهيه بالدعاء، وكأنه لم يقل إلا خيرًا../الطبخات/ كناية عن الكلام الكثير المعجون بالسوء على الآخرين، والذي يحمل بهارات متنوعة من القيل والقال الذي يبغضه رب العزة..
                  فالهاء، تنوعت معالمها ما بين السخرية والنميمة والغيبة وأعراض الناس، وما بين نواع الكلام الذي يجرح صفات الناس ويلوك في الحديث عنهم..
                  الكاتب الكبير والأديب البارع حرفه
                  أ.سعد الأوراسي
                  لقد منحتم القصة القصيرة جدًا جماليات متعددة تفتحت معها شرايين الفكر ودهاليز التأمل وأخرجتم من جيوب الفكر عناقيد الخيال وهي تفرد أجنحتها بملء التدبر بين السطور وما حملت من براعة النسيج وجمال البناء لأعمدة النص..
                  بورك بكم وبقلمكم الرشيد وما حمل بين ثناياه من ضوء للمعالم التي كانت في جبّ الكلمات..
                  جزاكم الله كل الخير
                  ودمتم برعايته وحفظه
                  ودامت عليكم الصحة والعافية..
                  .
                  .
                  .
                  .
                  جهاد بدران
                  فلسطينية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X