على أكفّ الليل ينام النهار...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جهاد بدران
    رئيس ملتقى فرعي
    • 04-04-2014
    • 624

    على أكفّ الليل ينام النهار...

    على أكفّ الليل ينام النّهار...

    كنّا مديح المطر في شوارع المساء، وبين أزقّة كانون الماضي، يوم أن غرسنا الحلم في عيون الشّمس، يوم أن مسحنا عن الثّرى كحل الآثام، ورقصنا بجسد القصيدة على أكفّ الذّكريات.

    كلّما التصقت أفواهنا بأطراف الزّمن يبساً!! تساقطت مشاعرنا سنابل عجفاء..
    هو لا يفقه طلاسم الرّيح على خربشات الضّباب، وعلى وجوه ملامحنا جوعاً، حين تُقضم من الجرأة نبضها، ومن الصوت حنجرته، وهو يبحث عن حروف الغد بين جرائد الأمس النّازف طيناً..

    تاهت الفصول بين جراحنا واختمرت العتمة يقظة تثرثر على بقايا الذاكرة أوراقاً خاسرة، هو لا يملك أن يكون ظلاًّ تحت شجرة الصّنوبر، أو أن يكون آذاناً صاغيةً لمزامير داود، وهو يندسّ في أسرار أجوبة الكلام، وهو يقضم أسئلة فجرٍ سالت من فمه المتكاسل سهواً كل اللغات، وهو يقلّبُ في فراشه كلّ الأحلام تحت رماد الضوء المجبول بالذكريات.

    تتربّصُ بالنّور كل الحكايات الهاربة من أكفّ الليل، بعد أن أطالت تهجئة خطواته الآيلة للسقوط. فالمسافات المثقوبة لا تملك حبراً تؤرّخهُ للذكرى، ولا الدّفاتر فيها سطور الأمنيات، وأنا لا أملك من انكساري إلا ابتلاع العلقم الذي يفور كالإعصار في نعش الذات.
    والحمائم تبحث عن شفاه الأرض اليابسة، وزوايا البحر الهائجة، كي يكبر فيها الطوفان.
    هو لا يفقه شيفرة الأرض، عندما تتشقّق شفاهها من ملامح الإنسان، وهي تتخبّط بفوضاه العمياء، هي لا تحمل منديلاً تمسح به دمع الوقت، ولا أقداح صبرٍ تسقي بها أيتام المدينة عند احتباس الأرغفة في جيوب الملوك والأمراء، ليبقى التسوّل شيفرة الغرباء، يُقيم طقوسه على أكف الليل حين ينام النهّار،
    وحين يسقط الطين في مدن الصّمت، وحين تُشيّع رفات الذاكرة بين حقول النّسيان.

    تجترّ العيون الذابلة كلّ يوم أنساق الأحلام، والفجر يصفّق بالعويل على خدود الضّياء. وأنامله قد بترها الغروب على المرافئ المشردة، حين ودّعه اصفرار الشّروق المثخن بالجراح، وحين اضطرب أنين الخطو برجفة الطّريق نحو الغربة، يهمسه السّراب في آذان الرّياح، وبعض الوصايا المعلّقة على ذاكرة الصّلاة، وهو يتمتم تعويذة المغفرة، ويلملم ضجيجه من رماد الرّاحلين سهواً، ليشدو أسطورة الشّروق على مقصلة الأحزان، وهو يرتّل على تقاسيم وجهه صبر أيّوب من خاصرة الحدثان.
    .
    .
    .
    .
    جهاد بدران
    فلسطينية
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    حين تفصلني عنكَ المسافات.. جبال شاهقات وحواجز عاليات
    أحس بطعم الموت في جوفي .. فأحاول قبل الموت أن أرشو المسلّح الغبي بخاتم ذهبي أخفيته تحت لساني
    لأسلم من تكشيرته وأحاول العبور إليك يا وطني
    ..
    عزيزتي الغالية جهاد ..
    في لوحتك القلمية الشاهقة الممتلئة برمزية .. في كل سطر منها كنت أشم رائحة الوطن
    ورائحة الغائب عنه
    ولا أدري إن كانت تأملاتي في محلها
    فإن كانت في محلها .. فمرحى ..
    وإن لم تكن
    فسلامي لمن مرّ على مُرّي فحلّاه
    وسلام عليك
    كنت هنا .. أرتشف من عبير الكَلام ما يخفف عني الكِلام
    تحية ... ناريمان
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • رياض القيسي
      محظور
      • 03-05-2020
      • 1472

      #3
      استاذة جهاد بدران
      بوح راقي ومعبر جدا
      سلمت يداك

      تعليق

      • جهاد بدران
        رئيس ملتقى فرعي
        • 04-04-2014
        • 624

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
        حين تفصلني عنكَ المسافات.. جبال شاهقات وحواجز عاليات
        أحس بطعم الموت في جوفي .. فأحاول قبل الموت أن أرشو المسلّح الغبي بخاتم ذهبي أخفيته تحت لساني
        لأسلم من تكشيرته وأحاول العبور إليك يا وطني
        ..
        عزيزتي الغالية جهاد ..
        في لوحتك القلمية الشاهقة الممتلئة برمزية .. في كل سطر منها كنت أشم رائحة الوطن
        ورائحة الغائب عنه
        ولا أدري إن كانت تأملاتي في محلها
        فإن كانت في محلها .. فمرحى ..
        وإن لم تكن
        فسلامي لمن مرّ على مُرّي فحلّاه
        وسلام عليك
        كنت هنا .. أرتشف من عبير الكَلام ما يخفف عني الكِلام
        تحية ... ناريمان
        العزيزة الغالية ابنة وطني الحبيب الأديبة المبدعة
        أ.ناريمان الشريف
        حضورك كالشهد ومرورك كالسلسبيل، وقد انبعث الضياء من ردك المشرق بين جنبات السطور..
        وهل نكتب لغير الوطن بعد الله ورسوله..وهل نتنفس إلا عبر ذرات ترابه الطاهرة، وهل تعلمنا فنّ الكلام إلا بعد أن تراشقتنا الهموم والابتلاءات وحملنا الصبر لتقوى الخروف والأجساد والنفوس، فكل حرف ينطق بفلسطين، وكل حرف ينبع من الأعماق جهاداً للنيل من الطغاة وأباطرة الظلم..
        نحتسي الألم والوجع والمرارة نُخرج جواهر الحروف لتكتب بملء ما فيها من قهر، تعلن الصمود أمام تيارات الظلم المعادية لهذه الأرض المقدسة والتي سمّمها التطبيع من أبناء جلدتنا..
        حسبنا الله ونعم الوكيل

        الراقية المبدعة ناريمان الشريف، شكراً لهذا الشروق الذي ترك بصمات النور على جبين النص..
        دمت ودام عطر قلمك فواحاً في كل مكان
        رعاك الله ورضي عنك

        تعليق

        • جهاد بدران
          رئيس ملتقى فرعي
          • 04-04-2014
          • 624

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
          استاذة جهاد بدران
          بوح راقي ومعبر جدا
          سلمت يداك
          أهلا أهلا بكم وهطولكم الراقي بين فسائل القلم..
          الأديب الإعلامي الراقي المبدع
          أ.رياض القيسي
          دام مطر هطولكم العبق ودمتم بكل خير
          أهلاً بكم على الدوام بين جدائل كل نص...
          هطول حرفكم على سماء القصيدة غسلها من ضباب الوجع الذي يسكن بين أوراقها وهي تنزّ كل الألم من جذور الوطن..
          كحّلتم أكفّ القلم بخضاب من نور وغرستم نخيل الفرح بين أروقته..
          فانساب العبق يرسم المطر على وجه الحرف
          جزاكم الله كل الخير وأسعدكم في الدنيا والآخرة..
          وفقكم الله لحبه ونوره ورضاه

          تعليق

          • خالدابوجمعه
            هاوي خربشة
            • 18-05-2015
            • 104

            #6
            [quote=جهاد بدران;1237404]على أكفّ الليل ينام النّهار...

            كنّا مديح المطر في شوارع المساء، وبين أزقّة كانون الماضي، يوم أن غرسنا الحلم في عيون الشّمس، يوم أن مسحنا عن الثّرى كحل الآثام، ورقصنا بجسد القصيدة على أكفّ الذّكريات.

            كلّما التصقت أفواهنا بأطراف الزّمن يبساً!! تساقطت مشاعرنا سنابل عجفاء..
            هو لا يفقه طلاسم الرّيح على خربشات الضّباب، وعلى وجوه ملامحنا جوعاً، حين تُقضم من الجرأة نبضها، ومن الصوت حنجرته، وهو يبحث عن حروف الغد بين جرائد الأمس النّازف طيناً..

            تاهت الفصول بين جراحنا واختمرت العتمة يقظة تثرثر على بقايا الذاكرة أوراقاً خاسرة، هو لا يملك أن يكون ظلاًّ تحت شجرة الصّنوبر، أو أن يكون آذاناً صاغيةً لمزامير داود، وهو يندسّ في أسرار أجوبة الكلام، وهو يقضم أسئلة فجرٍ سالت من فمه المتكاسل سهواً كل اللغات، وهو يقلّبُ في فراشه كلّ الأحلام تحت رماد الضوء المجبول بالذكريات.

            تتربّصُ بالنّور كل الحكايات الهاربة من أكفّ الليل، بعد أن أطالت تهجئة خطواته الآيلة للسقوط. فالمسافات المثقوبة لا تملك حبراً تؤرّخهُ للذكرى، ولا الدّفاتر فيها سطور الأمنيات، وأنا لا أملك من انكساري إلا ابتلاع العلقم الذي يفور كالإعصار في نعش الذات.
            والحمائم تبحث عن شفاه الأرض اليابسة، وزوايا البحر الهائجة، كي يكبر فيها الطوفان.
            هو لا يفقه شيفرة الأرض، عندما تتشقّق شفاهها من ملامح الإنسان، وهي تتخبّط بفوضاه العمياء، هي لا تحمل منديلاً تمسح به دمع الوقت، ولا أقداح صبرٍ تسقي بها أيتام المدينة عند احتباس الأرغفة في جيوب الملوك والأمراء، ليبقى التسوّل شيفرة الغرباء، يُقيم طقوسه على أكف الليل حين ينام النهّار،
            وحين يسقط الطين في مدن الصّمت، وحين تُشيّع رفات الذاكرة بين حقول النّسيان.

            تجترّ العيون الذابلة كلّ يوم أنساق الأحلام، والفجر يصفّق بالعويل على خدود الضّياء. وأنامله قد بترها الغروب على المرافئ المشردة، حين ودّعه اصفرار الشّروق المثخن بالجراح، وحين اضطرب أنين الخطو برجفة الطّريق نحو الغربة، يهمسه السّراب في آذان الرّياح، وبعض الوصايا المعلّقة على ذاكرة الصّلاة، وهو يتمتم تعويذة المغفرة، ويلملم ضجيجه من رماد الرّاحلين سهواً، ليشدو أسطورة الشّروق على مقصلة الأحزان، وهو يرتّل على تقاسيم وجهه صبر أيّوب من خاصرة الحدثان.
            .
            .
            .
            .
            جهاد بدران
            فلسطينية

            .. هو الوطن ينجب دائما من يستحق أن يتنفس هوائه
            ويلعن من يهرول للتطبيع .
            الشاعرة الأديبة جهاد بدران
            قلائل من يحملون هذا الحنين المتدفق
            صدقاً ووفاء..
            تحيتي وتقديري

            وأبقى أنتظرُ المطر
            والمطرُ أنتِ

            تعليق

            • جهاد بدران
              رئيس ملتقى فرعي
              • 04-04-2014
              • 624

              #7
              [quote=خالدابوجمعه;1238436]
              المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
              على أكفّ الليل ينام النّهار...

              كنّا مديح المطر في شوارع المساء، وبين أزقّة كانون الماضي، يوم أن غرسنا الحلم في عيون الشّمس، يوم أن مسحنا عن الثّرى كحل الآثام، ورقصنا بجسد القصيدة على أكفّ الذّكريات.

              كلّما التصقت أفواهنا بأطراف الزّمن يبساً!! تساقطت مشاعرنا سنابل عجفاء..
              هو لا يفقه طلاسم الرّيح على خربشات الضّباب، وعلى وجوه ملامحنا جوعاً، حين تُقضم من الجرأة نبضها، ومن الصوت حنجرته، وهو يبحث عن حروف الغد بين جرائد الأمس النّازف طيناً..

              تاهت الفصول بين جراحنا واختمرت العتمة يقظة تثرثر على بقايا الذاكرة أوراقاً خاسرة، هو لا يملك أن يكون ظلاًّ تحت شجرة الصّنوبر، أو أن يكون آذاناً صاغيةً لمزامير داود، وهو يندسّ في أسرار أجوبة الكلام، وهو يقضم أسئلة فجرٍ سالت من فمه المتكاسل سهواً كل اللغات، وهو يقلّبُ في فراشه كلّ الأحلام تحت رماد الضوء المجبول بالذكريات.

              تتربّصُ بالنّور كل الحكايات الهاربة من أكفّ الليل، بعد أن أطالت تهجئة خطواته الآيلة للسقوط. فالمسافات المثقوبة لا تملك حبراً تؤرّخهُ للذكرى، ولا الدّفاتر فيها سطور الأمنيات، وأنا لا أملك من انكساري إلا ابتلاع العلقم الذي يفور كالإعصار في نعش الذات.
              والحمائم تبحث عن شفاه الأرض اليابسة، وزوايا البحر الهائجة، كي يكبر فيها الطوفان.
              هو لا يفقه شيفرة الأرض، عندما تتشقّق شفاهها من ملامح الإنسان، وهي تتخبّط بفوضاه العمياء، هي لا تحمل منديلاً تمسح به دمع الوقت، ولا أقداح صبرٍ تسقي بها أيتام المدينة عند احتباس الأرغفة في جيوب الملوك والأمراء، ليبقى التسوّل شيفرة الغرباء، يُقيم طقوسه على أكف الليل حين ينام النهّار،
              وحين يسقط الطين في مدن الصّمت، وحين تُشيّع رفات الذاكرة بين حقول النّسيان.

              تجترّ العيون الذابلة كلّ يوم أنساق الأحلام، والفجر يصفّق بالعويل على خدود الضّياء. وأنامله قد بترها الغروب على المرافئ المشردة، حين ودّعه اصفرار الشّروق المثخن بالجراح، وحين اضطرب أنين الخطو برجفة الطّريق نحو الغربة، يهمسه السّراب في آذان الرّياح، وبعض الوصايا المعلّقة على ذاكرة الصّلاة، وهو يتمتم تعويذة المغفرة، ويلملم ضجيجه من رماد الرّاحلين سهواً، ليشدو أسطورة الشّروق على مقصلة الأحزان، وهو يرتّل على تقاسيم وجهه صبر أيّوب من خاصرة الحدثان.
              .
              .
              .
              .
              جهاد بدران
              فلسطينية

              .. هو الوطن ينجب دائما من يستحق أن يتنفس هوائه
              ويلعن من يهرول للتطبيع .
              الشاعرة الأديبة جهاد بدران
              قلائل من يحملون هذا الحنين المتدفق
              صدقاً ووفاء..
              تحيتي وتقديري
              أستاذنا الكبير الأديب الراقي المبدع
              أ.خالد أبو جمعة
              وقلائل من يقرأ الوطن بعين الجمال،وقلائل من يتدفق إبحاره بين السطور كما أنتم تسبرون في أعماق النص..
              شهادتكم هذه قلادة ماسية أعلقها على صدر النص، فخراً واعتزازاً بهذا الهطول والوقوف على مفاصل النص وأنتم ترقبون الوطن بأنفاس فكركم العميق..
              ما أسعدني بتتبعكم للحرف على مائدة القلم ..
              اعتزازي وتقديري وباقات شكر عبقة لقامة قلمكم الراقي
              دمتم بحفظ الله ورعايته
              ووفقكم الله ورضي عنكم

              تعليق

              يعمل...
              X