شيطان امرأة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    شيطان امرأة

    ملاحظة : النص قديم تم تعديله


    شيطان امرأة


    بدت هيام خالية الذهن حين هَمَّت بالجلوس فوق المقعد الهزاز المقابل لجهاز التلفزيون في غرفة المعيشة .
    ها هو فكرها يعمل بحيويةٍ وخِفّةٍ لمراجعة الحوار الذي دار بينها وبين صاحب الشقة حين قامت بالإتفاق معه
    على شروط الاستئجار وكتابة العقد .
    كانت تُدرك انه يختلس النظر نحو ردفيها . ونحو صدرها المتوثب . وأن عينهُ كادت الولوج خلف ازرار
    قميصها النهدي . في سِرِّها كانت راضية وسعيدة بذلك . فهذه النظرات تُشعِرها بالأنوثة , وانها مرغوبة .
    وطالما أنها لن تتطور لأكثر من النظرة والإعجاب فقط ، فلن يلحق بها الأذى والضرر ، حتى وإن استسلم
    صاحبنا وطاوع طلباته غير المشروعة وحضع لغريزته ورفع مستوى " التمثيل الدبلوماسي " وخطا خطوة
    نحو التطبيق العملي ، بإمكانها أن تتدبر الأمر لأنها مدركة لحدود الخطوط الحمراء وبإمكانها قَمْعَهُ وقت تشاء .


    لكن الريبة والحذر دفعتاها إلى الشك في مصداقية هذا العجوز المُتَصابي ورُبما لا يحتمل قلبه المجهد شدة
    التأثر إذا تودّدت إليه وداهنته وبادلته بنظرة تُوحي بالإستجابة او حتى بإبتسامة .
    على الأغلب انه " سيروح فيها " , ويغادر خشبة مسرح الحياة غير مأسوفٍ على " شبابه " .
    لكنه والحق يُقال , هو إنسان منسجم مع ذاته ويتمتع بمواقف رجولية ، يفيض حنانا ودِفئاً يُشِعَّان من كفِّ يده
    حين كان يربت على كتفها وكذلك حين كان يُمَلِّس شعرها الناعم بحنان ابوي .
    هذا الرجل , إما ان يكون صادقا بمشاعره الأبوية , أو ان يكون خبيرا في التعامل مع الأنثى
    وإستدراجها حتى تقع فريسة في شباكه , والظفر بها .
    سَطَعَتْ شُكوكها بخبرته في استدراج الفتيات, كشمس الصباح ، حين قال لها انه قد شَبَكَ تلفزيون
    شقتها " بالريسيفر " الموجود بشقته المجاورة , مُسْتَأذِنَاً اياها في فرض ذوقه على ما تُشاهد .
    وحين تم الاتفاق فيما بينهما على هذا البند , إشترَطَ عليها عدم مشاهدة التلفزيون بعد الساعة
    الحادية عشر مساءاً . كي يمارس خصوصيته ,ولا يفرض عليها تجربته في اختيار البرامج التي يستمتع
    بمشاهدتها . والتي قد تُوحي أن هناك اشتباكا حميدا بين من هم بهذه السن وبين ما يسمى بالمراهقة المُتأخِرة .
    وبما ان كل ممنوع , مرغوب . ما هي إلاّ كبسة زر وتدخل هيام في عالم الفضائيات المُخصص
    للكبار حصريا, فَتُشْعِل لديها الرغبة والمغامرة في عبور ما كان محظورا عليها اكتشافه من عوالم
    تسمع عنها . ها هي الفرصة سانحة للمشاهدة وعن كثب .


    أدركت هيام إحكام الفخ الذي نَصَبهُ لها جارها العجوز المراوغ .
    امامها خياران .......
    الأول , أن تتمهّل ولا تندفع لرغباتها المكبوتة وتذهب للنوم .
    الثاني , أن تسلك الطريق الوعرة و تُشاهد ما يُشاهده جارها من افلام " إباحية ". على ان تحتاط
    للنار المُنْبَعِثة من شاشة التلفزيون كي لا تصل إليها فتشتعل .
    يبدو , ان الشرك الذي حيك لها , ربما تعبره برضاها .
    ها هي , قد مالت للخيار الثاني . نهضت عن الكرسي . دخلت غرفتها ، لَبِسَتْ قميص نوم شفاف
    متحررة من حمالة الصدر . انطلقت كظبية إلى غرفة المعيشة جلست على الكرسي الهزاز ,
    ونبضات قلبها تتناغم مع دقات الساعة معلنة اقتراب عقاربها من الحادية عشر .
    ألتقطت " الريموت كنترول " عن المنضدة . اسبلت جفنيها كمن يختلس النظر
    إرتَجَفَ قميص نومها حين تَوَثَّبَ جسدها كلبؤة تَتَهَيَّأ لإرضاع جرائها . جالت يدها فوق رمال صحراء
    الربع الخالي تبحث عن جراء تائهة تلقم أفواها جائعة قبل هبوب الرياح العاصفة .
    شَرَّعت جفنيها لغضب تسونامي . وقبل أن تضغط على زر الإشغال ، أدركها شعور بالخجل من نفسها
    لم تعهده طوال حياتها . فقامت بإطفاء الأنوار ثم هرولت نحو غرفة النوم ونامت حتى الصباح .


    الأحاديث التي كانت تدور همسا في ركن مرآب سيارات العمارة ، بينما الجيران في طريقهم إلى أعمالهم .
    ها هي اليوم يتم تداولها وبأعلى صوت ، الجار العجوز يحاجج جيرانه على صحة قرار ضربة الجزاء
    التي اتخذها حكم المبارة بالأمس بحق ناديه المفضل .
    وارتعدت ، وأحسّت أن أمرا ما قد سرق استقامتها ونزاهتها بلحظة ضعف .
    همهمت في سرّها وهي تغلق باب سيارتها بعنف ، وراحت تكلم المقود عما جرى لها في تلك الليلة .
  • رياض القيسي
    محظور
    • 03-05-2020
    • 1472

    #2
    رهيب.. راقي .سيناريو من الواقع
    دكتور... كأنك تراقب ما دار
    بينهما عن كثب .. سرد دقيق
    تصلح للدراما البريطانية
    نمط ما سردته هنا, شاهدت مثله
    على بعض المسلسلات البريطانية
    على قناة نيتفلكس.
    الشيطان أمرأة
    بل هي تغلب الشيطان بدون منازع
    .
    تقبل تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة رياض القيسي; الساعة 09-11-2020, 17:31.

    تعليق

    • احمد نور
      أديب وكاتب
      • 23-04-2012
      • 641

      #3
      استاذي العزيز
      كما هو معهود في قصصك الجميله
      فيها نوع من الطرافه لكنها فيها حبكه قويه
      لقد كنت اتابع واتمنى ان تقوم بفتح التلفاز لأشاهد معها
      ولكن الحمد لله انها لم تفعل
      لقد اضحكتني على نفسي لأنني اعتقدت كما اعتقدت هي
      فكل ممنوع مرغوب
      تحياتي
      احمد عيسى نور
      العراق

      تعليق

      • منيره الفهري
        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
        • 21-12-2010
        • 9870

        #4
        جميلة القصة و هادفة
        أهلا بالدكتور العزيز
        فوزي سليم بيترو
        تحياتي الصادقة

        تعليق

        • ناريمان الشريف
          مشرف قسم أدب الفنون
          • 11-12-2008
          • 3454

          #5
          كنت هنا ..
          فاجأتني النهاية
          لك التقدير والاحترام
          من ناريمان
          sigpic

          الشـــهد في عنــب الخليــــل


          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

          تعليق

          • جمال عمران
            رئيس ملتقى العامي
            • 30-06-2010
            • 5363

            #6
            مرحبا د/فوزى.. من أروع ماقرأت لك،، سرداً ووصفاً وتدرجاً فى المشهد وبراعة فى اختيار المفردات وحبك دراما الموقف.... رائع هنا أنت...(أسطى) متمكن من صنعته... مودتي
            *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
              رهيب.. راقي .سيناريو من الواقع
              دكتور... كأنك تراقب ما دار
              بينهما عن كثب .. سرد دقيق
              تصلح للدراما البريطانية
              نمط ما سردته هنا, شاهدت مثله
              على بعض المسلسلات البريطانية
              على قناة نيتفلكس.
              الشيطان أمرأة
              بل هي تغلب الشيطان بدون منازع
              .
              تقبل تحياتي
              لا أخفي عليك سرا أنني أعشق فن السينما وبالأخص
              كتابة السيناريو والإخراج ، فمن خلالهما أتحكّم في القصة
              المكتوبة وفي أداء الممثلين .
              أما وقد لاحظت هذا الأمر من خلال قصتي المتواضعة
              فإنني أعترف أنكم تملكون عينا ثاقبة .
              تحياتي أخي رياض
              فوزي بيترو

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة احمد نور مشاهدة المشاركة
                استاذي العزيز
                كما هو معهود في قصصك الجميله
                فيها نوع من الطرافه لكنها فيها حبكه قويه
                لقد كنت اتابع واتمنى ان تقوم بفتح التلفاز لأشاهد معها
                ولكن الحمد لله انها لم تفعل
                لقد اضحكتني على نفسي لأنني اعتقدت كما اعتقدت هي
                فكل ممنوع مرغوب
                تحياتي
                احمد عيسى نور
                العراق
                فعلا كل ممنوع مرغوب
                لكن للرغبات حدودا
                رهام بطلة قصتنا عرفت حدودها
                ولم تتخطى الخظ الأحمر
                شاطرة يا رهام
                تحياتي أخي أحمد نور
                فوزي بيترو

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                  جميلة القصة و هادفة
                  أهلا بالدكتور العزيز
                  فوزي سليم بيترو
                  تحياتي الصادقة
                  البطلة هي رهام صاحبة الهدف
                  في هذه القصة .
                  تحياتي أختنا منيرة
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • فوزي سليم بيترو
                    مستشار أدبي
                    • 03-06-2009
                    • 10949

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                    كنت هنا ..
                    فاجأتني النهاية
                    لك التقدير والاحترام
                    من ناريمان
                    وهل كنت تتوقعين من بطلة قصتنا غير ذلك ؟
                    لقد قهرت رهام الشيطان وأصابته في مقتل !
                    تحياتي أختنا ناريمان وكل الشكر لك للإهتمام والتفاعل
                    فوزي بيترو

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                      مرحبا د/فوزى.. من أروع ماقرأت لك،، سرداً ووصفاً وتدرجاً فى المشهد وبراعة فى اختيار المفردات وحبك دراما الموقف.... رائع هنا أنت...(أسطى) متمكن من صنعته... مودتي
                      تذكرني كلمة (أسطى) بالترزي .
                      بيده مقص وبالأخرى إبرة وخيط .
                      وهذه هي الكتابة ، ورقة وقلم وفكرة تُبدع من خلالها
                      بدلة أو جلاّبية ... أو قصة وقصيدة شعر .
                      شكرا لمرورك والتعليق أخي جمال
                      تحياتي
                      فوزي بيترو

                      تعليق

                      • رياض القيسي
                        محظور
                        • 03-05-2020
                        • 1472

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                        لا أخفي عليك سرا أنني أعشق فن السينما وبالأخص
                        كتابة السيناريو والإخراج ، فمن خلالهما أتحكّم في القصة
                        المكتوبة وفي أداء الممثلين .
                        أما وقد لاحظت هذا الأمر من خلال قصتي المتواضعة
                        فإنني أعترف أنكم تملكون عينا ثاقبة .
                        تحياتي أخي رياض
                        فوزي بيترو
                        جميل جدا... أخي فوزي
                        أنا. تستهويني الدراما
                        البريطانية.. اسكتلندية. دنماركية
                        خصوصا في تاريخ العصور الوسطى
                        لهذا يوميا.. ادخل لأشاهد حلقات
                        من أجزاء جديدة. متعة راقية
                        تحياتي

                        تعليق

                        يعمل...
                        X