القيم في أدب الطفل - مجموعة أبحاث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    القيم في أدب الطفل - مجموعة أبحاث

    1
    من القيم التربوية في أدب عبدالتواب يوسف للأطفال


    من القيم التربوية في أدب عبدالتواب يوسف للأطفال

    لقد كان عبدالتواب يوسف - رحمه الله - كاتبًا يمتلك أدواته: فكرًا وإبداعًا، لغة وأسلوبًا، يدرك تأثير أعماله على الأطفال، ويعرف عن يقين أنه يشارك في تثقيف الأطفال، وفي تربيتهم على قيم ومُثلٍ آمن بها، وعمل من أجلها.
    ولقد قدم أعماله بأسلوبه السهل البسيط في مخاطبة الأطفال، فهو يختار مفرداته ببراعة ودقة؛ ليكون لديهم ثروة لغوية كبيرة، ومن ثمّ فلم يهتم فقط بالمضمون، ولكنه اهتم بالعناصر الفنية كافة في أعماله التي ستظل كنزًا ثمينًا لأجيالنا القادمة[1].
    وكان عبدالتواب يوسف متميزًا في خطابه التربوي للأطفال، فلقد شمِل قصصُه جُل القيم التربوية: المعرفية والوجدانية والسلوكية، والأخلاقية والاجتماعية في شتى المجالات: الدينية والعلمية والكونية، والأسرية والبيئية والخيالية. لقد أدرك عبدالتواب يوسف أهمية القيم في حياة الطفل، وأدرك الأنواع المختلفة من والمعرفية والاجتماعية والدينية والأخلاقية، وأنها ضرورة تربوية، لذلك كان لها دور مهم في ثنايا أعماله القصصية؛ حيث يقول - رحمه الله - في كتابه «حول أدب الأطفال وكتبهم»: القيم الدينية والأخلاقية تعتبر المحور الأساسي لجميع ما أُقدمه للأطفال في جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية، وأنا لا أجذب الطفل من أذنه بعنف إلى مجالات التربية والأخلاق، بل أعتمد على القصص التي قد تكون حقيقية مستمدة من التجربة الذاتية أو مما قرأت أو سمعتُ[2].
    ومن أبرز ما كان يحث عليه الأطفال القراءة، وكان دائمًا في المؤتمرات والندوات وكتاباته يناشد التربويين بتشجيع الأطفال على القراءة؛ لعظيم فوائدها على تربية وتنشئة الأطفال، ومن أبرز قصصه في هذا الشأن (مهرجان بدون مهرج) الصادرة ضمن سلسلة هيَّا نقرأ، والمقدم للأطفال من سن9:12سنة، والصادرة عن مكتبة الدار العربية للكتاب بالقاهرة، وهي تقع في 16 صفحة من القطع المتوسط[3].
    ويحاول هذا المقال إلقاء الضوء على ما ورد بهذه القصة من قيم تربوية، فمن أبرز القيم التربوية في هذه القصة: التخطيط لقضاء وقت الفراغ في العطلة، التساؤل عن المعنى الذي لا نعرفه، التعرف على المفاهيم الجديدة، مساعدة الآخرين وإفادتهم، الحرص على القراءة المستمرة، التدريب على استخدام بطاقات المكتبة، الحرص على معرفة المعلومات الجديدة، معرفة المزيد من المعلومات حول الموضوع الواحد، الحرص على شراء الكتب، وتبادل قراءاتها مع الأصدقاء والمعارف، وتكوين مكتبة خاصة، الحرص على المشاركة في المهرجانات النافعة. وقيما يلي الشواهد الدالة على هذه القيم كما كتبها عبدالتواب يوسف - رحمه الله - في قصته (مهرجان بدون مهرج): التخطيط لقضاء وقت الفراغ في العطلة: ووردت هذه القيمة في قول عبدالتواب يوسف: (عندما بدأت الإجازة الصيفية كانت هناك أحلام ومشروعات .. قال أحمد: سألعب كرة القدم ... وقالت حنان: في الإجازة عندي برنامج عظيم[4]، أما سامي فكانت عنده خطة أخرى غريبة وعجيبة[5]، وقوله: (ولم يتوقف عن لعب كرة القدم، لكنه قسم وقته بينها وبين القراءة[6]. التساؤل عن المعنى الذي لا نعرفه: السؤال مفتاح العلم وباب المعرفة؛ لذا ركز عبدالتواب يوسف في قصته على قيمة (التساؤل عن المعنى الذي لا نعرفه)، ووردت في القصة دلائل كثيرة على هذه القيمة؛ منها: (ترددت مع بداية الإجازة عبارة (مهرجان القراءة)، سمعها أحمد وحنان وسامي من الإذاعة والتليفزيون، ومن أصدقاء لهم ..كما قرؤوها في الصحف والمجلات، وعلى لوحات مرسومة معلقة في أماكن كثيرة، وتساءلوا:هل يكون للقراءة مهرجان؟ وقوله: (فهل يستقيم هذا الضجيج والمرح والترفيه مع القراءة ؟[7]، وقوله: (قال أحمد: هي فكرة لا بأس بها، بشرط ألا تعطلني عن كرة القدم .. ويمكنني أن أقرأ عن كرة القدم نفسها ...هل هناك كتب عنها؟ ثم من يجيبني عن هذا السؤال؟[8]، وقوله: وتنبَّه إلى اسم المؤلف، وسأل أمينة المكتبة: هل هناك كتب أخرى للمؤلف؟[9]، وقوله: (وقد سمعت أن كثيرين يحبون القراءة قبل النوم ... إنها تعينهم عليه، فلماذا لا أجرب ذلك، خاصة أنني أجد صعوبة في العودة للنوم؟[10]، وقوله: (ابتسمت حنان وتساءلت:من تكون أم حنان هذه؟ الناس في بلادنا يُسَمون بأسماء أبنائهم لا بناتهم، ربما ليس لهذه السيدة ابن، لكن ما اسمها الحقيقي؟ ولماذا هناك كتاب عنها يحمل اسمي؟). التعرف على المفاهيم الجديدة: حيث عرض عبدالتواب يوسف في قصته عدة مفاهيم جديدة للأطفال بغية أن يتعرفوا عليها؛ منها: مفهوم المهرجان (يحتوي على غناء ومسرح وألعاب، ومرح وترفيه)، ومفهوم القراءة: عملية هادئة صامتة يقوم بها صاحبها وحده[11]، ومفهوم الشارع الذي يعني الزحام والضجيج والعربات والسيارات، والباعة والمارة والمحلات التجارية[12]. مساعدة الآخرين وإفادتهم: وهي قيمة خلقية ركز عليها عبدالتواب يوسف في الكثير من المواضع من قصته، ومن هذه المواضع قوله عن أحمد: (وسأل أمينة المكتبة: هل هناك كتب أخرى لهذا المؤلف؟ قالت: نعم، ثم دربت أمينة المكتبة (أحمد) على الرجوع إلى البطاقات التي تحمل أسماء المؤلفين، وعناوين الكتب)[13].
    الحرص على القراءة المستمرة: وهي قيمة تربوية ومعرفية، ركز عليها عبدالتواب يوسف، وجعلها محور قصته، وأورد العديد من الشواهد عليها؛ منها قوله: (وقامت تبحث عن هذا الكتاب، ووضعته بين يدي أحمد الذي جلس ليقرأه في لهفة، ولم يتركه من يده حتى أنهاه، مستمتعًا بما فيه وقرر أن يعيد قرأته)[14]، وقوله: (قرأ أحمد الكتاب الأول في هذه السلسلة، ثم أعاد قراءة الثاني .. وقرأ الثالث .. وسأل أمينة المكتبة:هل هناك كتب أخرى لهذا المؤلف؟[15]، وقوله: (وبدأت حنان تقرأ، وبدلًا من أن يتسلل النوم إلى عينيها، فتحتهما على آخرهما، وراحت تقرأ ومتابعة لأحداث القصة المثيرة التي جعلتها متيقظة منتبهة،إذ أرادت أن تعرف كيف شاركت هذه المرأة في الحرب، ودورها فيها، وماذا عن ابنتها حنان التي تحمل اسمها .. وقالت لنفسها بعد أن انتهت من قراءة القصة: إن القراءة شيء لذيذ وممتع حقًّا ...، وعندما بدأت تقرؤها طار النوم من عينيها، وغفلت عن موعد الطعام ..لقد وجدت أن الكتب أحلى من النوم ومن الأكل[16]، وقوله: (اكتشف الفرسان الثلاثة: أحمد وحنان وسامي، أن ثلاثتهم قد أصبحوا من القراء، وأتهم أحبوا الكتب بنفس القدر الذي أحبوا به هواياتهم الأخرى)[17]. التدريب على استخدام بطاقات المكتبة: حرص المؤلف - رحمه الله - على غرس آداب وتعليمات المكتبات في نفوس الأطفال، فأشار إلى قيمة التدريب على استخدام بطاقات المكتبة، وذلك في قوله: (ثم دربت أمينة المكتبة (أحمد) على الرجوع إلى البطاقات التي تحمل أسماء المؤلفين، وعناوين الكتب .. وراح يأتي بها من فوق الرفوف، ويقرأ)[18].
    الحرص على شراء الكتب، وتبادل قراءاتها مع الأصدقاء والمعارف: وظهرت هذه القيم جلية، فيقول عبدالتواب يوسف - رحمه الله -: (لقد توقف سامي عند بائع صحف ومجلات وكتب ...تطلع إليها بعض الوقت، وتساءل: لماذا لا أشتري كتابًا؟ ولكن: أي كتاب أشتري؟ راح يلقي نظراته على عناوين الكتب، وجاء عدد من الأطفال يشترون.. كانوا يتحدثون عما يحبونه من الكتب، وكيف سيتبادلون كتبهم بعد قراءتها، وكان كل منهم يفخر بمكتبته وعدد كتبها، وكيف أنها من أفضل الكتب، وتبادل سامي معهم الحديث، واتفقوا فيما بينهم على أن يشتروا كتبًا متنوعة، وأن يتبادلوها فيما بينهم على أن تكون هذه خطتهم طوال الإجازة[19]. الحرص على المشاركة في المهرجانات النافعة، وتكوين مكتبة خاصة: وظهرت هذه القيمة بوضوح في قول عبدالتواب يوسف - رحمه الله -: (وعرفوا من الصحف والمجلات ومن الإذاعة، ومن زملائهم أيضًا، أن مهرجان القراءة يتضمن مسابقة...فقالوا: لماذا لا نشترك فيها؟! واشتركوا .. وعلى جدران غرف أحمد وحنان وسامي، كانت هناك شهادات تقدير لإقبالهم على القراءة ... وأصبحت لكل منهم مكتبة خاصة، نعم لقد كان مهرجان القراءة مهرجانًا رائعًا وعظيمًا)[20]. رحِم الله عبدالتواب يوسف رحمة واسعة جزاءَ ما قدَّم من قصص نافع، وقيمٍ حميدة تنفع الأجيال عبر العصور.

    [1] عرابي، محمد عباس: القيم التربوية في قصص عبدالتواب يوسف، الكويت، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 562.
    [2] المرجع السابق.
    [3] يوسف، عبدالتواب: مهرجان بدون مهرج، القاهرة، مكتبة الدار العربية للكتاب، 1420.
    [4] المرجع السابق، ص2.

    [5] نفسه، ص4.

    [6] المرجع السابق، ص8.

    [7] نفسه، ص5.

    [8] نفسه، ص6.

    [9] نفسه، ص8.

    [10] نفسه، ص9.

    [11] نفسه، ص5.

    [12] نفسه، ص12.

    [13] نفسه، ص8.

    [14] نفسه، ص7.

    [15] نفسه، ص8.

    [16] نفسه، ص11.

    [17] نفسه، ص14.

    [18] نفسه، ص8.

    [19] نفسه، ص13.

    [20] نفسه، ص14.











  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    #2
    2
    القيم التربوية في قصص الأطفال المترجمة: دراسة في المضمون والأبعاد

    المنتدى الاسلاي العالمي
    تعتبر القصة أداة هامة في تثقيف الطفل وتنمية معارفه وصقل مواهبه، وتساهم أيضًا في إثراء لغته وترسيخ القيم التربوية في شخصيته، وذلك من خلال التنوع في المواضيع التي تطرحها والأسلوب الذي تستعمله لجذب الطفل ودفعه للقراءة. ويعرف العصر الحالي اهتماما متزايدًا بقصص الأطفال؛ لأنها تعتبر الوسيلة السهلة لتشجيعه على المطالعة، وكذا إقبال الأطفال على هذا النوع من الأدب خاصة المراحل العمرية المبكرة، لأن القصة تستخدم أسلوبًا مشوقًا في كتابتها وطريقة فنية جذابةً في إخراجها.
    وهنا تتوجه الأنظار إلى مصدر ومحتوى هذه القصص التي يُطالعها الطفل في مرحلة تكوين شخصيته وتشكيل ثقافته، خاصة القصص المترجمة التي يكتبها كُتاب أجانب عن المجتمع الذي يعيش فيه أطفالنا، قد يروجون لقيم غريبة عن مجتمعنا، أو سلوكيات تشوه سلوك أبنائنا، ومنه جاءت هذه الدراسة التي تبحث عن مدى توافر القيم التربوية في قصص الأطفال المترجمة وما هو الأسلوب المستعمل لتسويق قيم أخرى لا تتماشى مع قيم مجتمعنا.
    وفى دراسة بعنوان «القيم التربوية في قصص الأطفال المترجمة: دراسة في المضمون والأبعاد» -2015-، للباحثة بومشطة نوال، جامعة أم البواقي، تناولت فيها مدى توافر القصص المترجمة الموجهة للطفل، على القيم التربوية التي لها دور كبير في تثقيف وتنمية معارف الأطفال، وتساهم في بناء شخصيته، والهدف من ذلك هو معرفة القيم التي تتضمنها القصص المترجمة التي يطالعها الأطفال في البيت أو المدرسة.

    قصة الطفل
    القصة هي شكل فني من أشكال الأدب الشيق، فيه متعة وجمال وله عشاق؛ وقصة الطفل من أبرز أنواع أدب الطفل، تستعين بالكلمة في التجسيد الفني، وتتشكل فيها عناصر تزيد في قوة التجسيد من خلال خلق الشخصيات وتكوين الأجواء والمواقف والحوادث، وهي بهذا لا تعرض معاني وأفكار فحسب، بل تقود إلى إثارة عواطف وانفعالات لدى الطفل إضافة إلى إثارتها العمليات العقلية المعرفية كالإدراك والتخيل والتفكير.
    تساعد القصةُ الطفلَ على فهم نفسه والآخرين، وعالمه وأحاسيسه والطبيعة حوله، وهي تفتح أبواب الحياة أمامه، فتساهم في تكوين ذهنه وشخصيته وتساعد على مواجهة المشاكل الصعبة.
    وأدب الطفل وبخاصة القصة تقوي لغة الطفل وقراءته وتنمي معارفه وتفجر خيالاته وإبداعاته، وهو ما جعل القصة ركنًا من أركان الثقافة، ومصدرًا تربويًا هامًا، وللأدب القصصي ألوان ومستويات عديدة، ومعظم الأدب القصصي تأثّر بالتراثِ الإنسانيّ الموجود في القصص والحكايات والخرافات والأساطير.

    أنواع قصص الأطفال
    من أنواع قصص الأطفال:
    1- القصة الموجهة إلى مراحل الطفولة المبكرة:
    تحاول هذه القصص أن تُلبي حاجات الأطفال في هذه المرحلة بأن تجمع بين التسلية والوعظ، وتنمية الخيال مع مراعاة سهولة الأسلوب وبساطة العرض، ووضوح الفكرة، وتدور معظم هذه القصص حول الطبيعة، فهناك قصص تتحدث عن مغامرات طريفة يقوم بها طائر، وقصص أخرى تتحدث عن صداقة الحيوان للإنسان، وكثيرًا ما تهتم بجانب الوعظ والتعليم.
    2- القصة الموجهة إلى الطفولة الأعلى سنًّا «12 سنة فما فوق»:
    يمتاز هذا النوع من القصص بالتنوع والثراء ويطمح إلى إشباع حاجات الأطفال الوجدانية والفكرية واستثارة خيالهم وحفزهم على التفكير والابتكار، وتبصيرهم بتاريخهم وتعريفهم بالقصص العالمية وتحقيق المتعة والتسلية، مع عدم إغفال المقاصد والغايات الوعظية والسلوكية والتعليمية.

    مشكلة أدب الطفل المترجم
    كانت بدايات أدب الأطفال المترجم ترجع في حدّها الأعلى إلى أوائل القرن العشرين، فإن ازدهارها لم يبدأ قبل الستينيات ولم يجاوز الثمانينات. بل إن العقدين الأخيرين شهدا انحسارًا واضحًا في حركة ترجمة أدب الأطفال نتيجة نمو التأليف، وظهور أدباء عرب يكتبون للطفل ويقدمون نصوصًا فنية تلبي حاجة الأطفال وتجعلهم أكثر ارتباطًا بواقعهم.
    ويهمني القول إن طبيعة أدب الأطفال المترجم لم تُدرس، ولم تمحص آثارها الإيجابية والسلبية، اكتفاءً بالحديث الوصفي عن تاريخها. تأثر الطفل العربي بموضوعات الأدب المترجم وقيمه. ولا شك في أن هذا التأثر ذو وجهين: وجه إيجابي تجلي في إطلاع الطفل العربي على عادات الأمم الأخرى وتقاليدها، وعلاقة أطفالها بمجتمعهم وأسرهم وأوطانهم. وهذا ما عزز لدى الطفل العربي مجموعة من القيم المعرفية والاجتماعية والوطنية والإنسانية، إضافة إلى المتع الفنية النابعة من الحكايات الشائقة والشخصيات المحببة التي تستجيب لتطلعات الطفل وحاجاته.
    أما الوجه السلبي فقد تجلى في التركيز على العوالم العجيبة والغريبة، والشخصيات المستمدة من الأساطير والحكايات الشعبية، وخصوصًا الجانّ والسحرة والكائنات الغريبة، وما يرتبط بذلك من خوارق كالطيران، والسحر، ومسخ الإنسان حيوانًا، وانقلاب الأحجار نارًا.

    تأثير الترجمة على قصص الأطفال
    تُرجم أدب الأطفال غالبًا عن إحدى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، لأن هاتين اللغتين كانتا لغتي المستعمر الأجنبي الذي احتل الوطن العربي، وفرض لغته، وحصر البعوث التعليمية في بلاده. ولم تتغير الحال بعد استقلال الدول العربية، إذ بقيت السيادة في الترجمة لهاتين اللغتين، لأن مترجمي أدب الأطفال تلقوا تعليمهم بهما.
    ولا شك في أن سيادة الترجمة عن الإنكليزية والفرنسية قادت إلى أن يتعرف الطفل العربي نصوص أدب للأطفال نابعة من بيئة مغايرة لبيئته، معبرة عن أيديولوجيا هذه البيئة وفهمها الطفل، وما يرتبط بذلك من قيم وموضوعات. كما قادت فوضى الترجمة، وفقدان التخطيط العلمي لها، واعتمادها على الرغبات الفردية للمترجمين، إلى خلل واضح في تلقي الطفل العربي الأدب المترجم عن الإنكليزية والفرنسية.

    الإطار التطبيقي للدراسة:
    هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على القيم التربوية التي تحويها القصص المترجمة الموجه للطفل في المرحلة بين 6 و10 سنوات، لكون هذه المرحلة هي مرحلة اكتشاف ومعرفة للطفل، وهي أيضًا مرحلة توافق المرحلة الدراسية الأولى للطفل، وهذا يجعلنا نبحث في القيم التي ترسخها هذه القصص المترجمة من الفرنسية أو الإنجليزية على الطفل الجزائري.
    وقد تم تحليل مضمون ستة قصص متداولة لدى الأطفال ويحبون قراءتها، وبعد تطبيق استمارة تحليل المحتوى كانت الجداول الآتية:

    جدول (1) يبين فئات القيم التربوية التي تتوفر عليها القصص المترجمة





    من خلال هذا الجدول الذي يبين أبرز القيم التي تتضمنها القصص المترجمة الموجهة للأطفال، نجد أن أبرز القيم تتمثل في القيم الاجتماعية بنسبة 58.33 % ، تليها القيم الروحية والأخلاقية بنسبة 25 %، في حين تعود أقل نسبة إلى القيم الثقافية وقيم تكامل الشخصية بنسبة 4.16 %، ومنه نجد أن هذه القصص تسعى إلى نشر القيم الاجتماعية والتي تكون منتشرة في كل المجتمعات، كذلك القيم الأخلاقية، في حين أن هذه القصص ليست من أهدافها التثقيف، كما نجد أن قصة «الحسناء والوحش» وقصة «أليس في بلاد العجائب»، تحتويان على أكبر نسبة من القيم المدروسة بنسبة 25 %.
    ومن خلال قراءتنا للجدول نلاحظ أن القيم التربوية لا تشكل نسبة كبيرة من محتوى القصص المدروسة، بل وقد تغيب في بعض القصص على غرار قصة «سندريلا» و«بياض الثلج» و«طرازان»، في حين يجب أن تتوفر على هذه القيم التي تغرس لدى الطفل من خلال مطالعته، وهذا يقودنا إلى استنتاج أن القصص المترجمة لا تحمل القيم التربوية الكافية التي تساهم في تربية أطفالنا.

    جدول (2) يبين القيم التربوية السلبية التي تتوفر عليها القصص المترجمة:


    من خلال قراءة القصص؛ حاولنا استخراج بعض القيم السلبية التي تتضمنها، وتم توزيعها وفق هذا الجدول، والذي من خلاله نجد أن قصة «الحسناء والوحش» و«سندريلا»، من القصص التي تتضمن أكبر نسبة من القيم السلبية بـ 19.23 % تليها قصة «أليس في بلاد العجائب» بنسبة 15.38 %، أما بالنسبة لأبرز القيم السلبية التي تتضمنها هذه القصص هي قيم: العنف، والسحر بنسبي 38.46 و 34.61 %، تليها قيمتي التمييز والحسد بـ 7.69 %، ومن خلال هذه النتائج نجد أن القصص المترجمة تحتوي قيما سلبية خطيرة على شخصية الطفل وقد تنعكس في سلوكه وعلاقاته مع الآخرين، وخاصة العنف الذي يشكل خطرًا على الفرد والمجتمع، وعليه يجب مراعاة خصوصية الطفل في ترجمة القصص الموجهة إليه.

    جدول (3) يبين استخدام الخيال في القصص المترجمة
    من خلال هذا الجدول الذي يبين مدى استخدام الخيال في قصص الأطفال المترجمة، نجد أن القصص محل الدراسة تفاوتت فيها نسبة استخدام أسلوب الخيال، ونلاحظ أن أكبر نسبة كانت بـ 43.75 % في قصة «أليس في بلاد العجائب»، لأن القصة عبارة عن رحلة الطفلة أليس في بلاد فيها الحيوانات ودار بينهم حوار شكل مضمون القصة، تليها قصة «بياض الثلج والحسناء والوحش» بنسبة 12.5 %، وهاتين القصتين تشملان جزء كبيرًا من الخيال، أما الأسلوب الذي تم به استخدام الخيال في القصص المدروسة فتمثل في أساسًا في استخدام الحيوانات التي تتكلم مع الإنسان، بنسبة 50 %، تليها فكرة الزواج بالحيوان وكذلك التكلم مع الجماد بنسبة 18.75 %، وهي أسلوب يُنمي لدى الطفل بعض الأفكار غير الواقعية، والتي تشكل قيمة سلبية في بناء شخصيته.



    النتائج:
    من خلال تحليل البيانات والمعلومات المتوصل إليها من خلال تحليل مضمون القصص المدروسة، يمكن صياغة النتائج الآتية:
    • القصص المترجمة الموجهة إلى الطفل تتوفر على قيم غير كافية لتربيته وبناء شخصيته.
    • القيم التربوية في قصص الأطفال المترجمة غير متكاملة فيها بينها وغير موزعة بالتناسق الذي يحدث التأثير في الطفل.
    • غياب بعض القيم التي لها صلة بخصوصية مجتمعنا وأسلوب تربية الأبناء.
    • قصص الطفل المترجمة تروج لقيم سلبية لها تأثير في شخصية الطفل وسلوكه.
    • المبالغة في استخدام الخيال لبناء قصة الطفل وعدم احترام خصوصيته العقلية ومراحل نموه المبكرة.



    التوصيات:
    • ضرورة الاهتمام بأدب الطفل وخاصة المترجم، لحمايته من خطر الاختراق الثقافي.
    • إخضاع القصص المترجمة التي تسوق في بلادنا للرقابة ووضع المعايير اللازمة لبيعها ومطالعتها.
    • ضرورة حرص الآباء والمؤسسات التربوية على متابعة ما يطالعه أبناؤهم خاصة في المراحل العمرية المبكرة.
    • تشجيع القصة المحلية لتحقيق التكامل بين القصة والطفل والبيئة التي يعيش فيها.
    • توسيع البحث والدراسات الخاصة بأدب الطفل المترجم من قبل المتخصصين والأخذ بنتائجهم ومقترحاتهم.




    تعليق

    • السعيد ابراهيم الفقي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 24-03-2012
      • 8288

      #3
      3
      25 توصية لمؤتمر أدب الطفل فى جامعة حلوان أبرزها إنشاء مجلس أعلى الطفولة

      اختتمت جامعة حلوان فعاليات المؤتمر السنوى الخامس عشر لأدب الأطفال والذى ينظمه معمل توثيق بحوث أدب الأطفال بالمكتبة المركزية لجامعة حلوان بعنوان:أدب الأطفال وتعدد الثقافات "محليا وعربيا وعالميا"، تحت رعاية الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، والدكتورة منى فؤاد عطية نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وبرئاسة الدكتورة سهير محفوظ المستشار العلمى لمعمل توثيق بحوث أدب الأطفال، وبإشراف سحر محمد بهى الدين – مدير عام الإدارة العامة للمكتبات.

      وذكر بيان للجامعة اليوم، أنه تم المؤتمر خرج بعدد من التوصيات ومن بينها:
      1-اعتبار الطفولة وخاصة المرحلة المبكرة منها هى مستقبل الأمة بأسرها حيث يخلق اهتماما كبيرا على أعلى وأوسع نطاق بالدولة ، وهذا من أهم أسباب نجاح التجربة الصينية وغيرها من الدول المتقدمة .
      2- توظيف التراث القومى المصرى فى عصوره المتعددة فى غرس القيم السلوكية الأساسية من صدق وأمانة مع تعزيز روح تذوق الجمال، والجوانب التنويرية والإبداعية فى نفوس الأطفال ، وإبراز الترابط الأسرى فى نطاق روح الانتماء للأمة.
      3- على أخصائى المكتبات العامة والمدرسية الحرص على اقتناء كتب الصور التى تتميز بالحيوية وتجعل الطفل معتز بتراثه القومى بجوانبه التربوية والتنويرية والسلوكية والجمالية إلى جانب اقتناء كتب الصور المتميزة الصادرة فى دول متقدمة مثل الصين واليابان مع تقديم المعلومات الجغرافية الخاصة بها، والحرص على تقديم هذه النوعية من الكتب من خلال الأنشطة المتعددة التى تقدمها المكتبة .
      4- الحرص على ترجمة أدب الطفل فى أفريقيا ، أقدم قارة ، وأغنى قارة بتراثها الفكرى ، والأدبى.
      5- الاهتمام بالقصص التاريخية ، والدينية ، حيث لا نجد نماذج مترجمة لهما .
      6- التعاون المستمر بين المركز القومى للترجمة بمصر وبين مثيله فى كل بلد أفريقى .لمعرفة فكر وثقافة كل منا ؛ لتقارب الشعوب ، وخاصة الأطفال .
      7- تشجيع أقسام اللغات الفرنسية والإنجليزية، واللغات الأفريقية، وغيرها على اعتبار الترجمة عملا بحثيا، يحصل عليه الباحث درجة علمية : ماجستير أو دكتوراه .
      8- العمل على تدريس اللغة العربية، لغة ثانية فى المدارس الأفريقية ؛ليتعرف الأفارقة على أدبنا وثقافتنا، دون الحاجة إلى ترجمة .
      9- التعريف بالبيئات الجغرافية من خلال أدب الأطفال .
      10- إقامة مسابقات بين أفضل كتاب مترجم من الأدب الأفريقى فى أدب الأطفال ، وبين أفضل كتاب مترجم من أدب الطفل العربى إلى أفريقيا، وتكون دورية ، ويعلن عنها ، حتى تنشط حركة الترجمة من أفريقيا وإليها.
      11- إنتقاء ما يترجم للأطفال، بحيث يشتمل على قيم إيجابية، تشكل عقل ووجدان وفكر الطفل ، فى مراحله المختلفة .
      12- الاهتمام بنقل الرسوم و الألوان من القصص المترجمة ،لجذب الطفل إليها ، لأن معظم الكتب المترجمة للأطفال خالية تماما من الرسوم .
      13- تشجيع وتنشيط حركة ترجمة أدب الأطفال المصرى إلى لغات أخرى للمشاركة فى تعدد الثقافات والعكس؛ لأن الموجود حاليًا لا يفى بالتعريف بأدب الأطفال المصرى عالميًا؛ وذلك بالتعاون مع الهيئات المعنية بكتب الأطفال لتضع على خريطتها ترجمة أدب الأطفال المصرى إلى لغات متعددة ليمكن لنا المشاركة فى لغة تعدد الثقافات، وعمل حصر كامل بجميع الأعمال التى تم ترجمتها فى أدب الأطفال المصرى لمعرفة نوعية ما يحتاج إلى ترجمته فى هذه الأيام.
      14- إنشاء مجلس أعلى للطفولة فى مصر يضم كل المسئولين عن أدب الأطفال فى مصر تأليفا ودراسة.
      15- إعادة مهرجان القراءة للجميع وطبع كتب الأطفال المنتقاة وتكون أسعارها معقولة.
      16- الاستفادة من البرمجية المقترحة فى تنمية الأداء اللغوى لدى متعلمى اللغة العربية الناطقين بغيرها فى المستويات الثلاثة ( المبتدئ والمتوسط والمتقدم )
      17- الاستعانة بالقصص العالمية فى تنمية المفاهيم العلمية والدينية والبيئية وغيرها من المفاهيم اللغوية التى يحتاج إليها متعلم اللغة العربية الناطق بغيرها.
      18- الاستعانة بخبراء تكنولوجيا التعليم تصميم برمجيات تعليمية لتعليم اللغة العربية الناطقين بغيرها مما يستخدم فى التعليم عن بعد .
      19- يجب أن يعمل أدباء وكتاب أدب الأطفال على غرس الانتماء إلى الوطن لدى الأطفال لأنه أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع، واعتبار الفرد جزء منه ومعرفة الأحداث الجارية فى الوطن والتفاعل معها بصورة ايجابية.
      20- تنمية الانتماء الوطنى لدى الأطفال من خلال المشاركة فى شؤون المجتمع و الاهتمام بالآخرين، والالتزام بالسلوك الجيد والأخلاق الحميدة.
      21- ضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية والتثقيفية ببناء شخصية الطفل المصرى وتنشئته تنشئة سليمة تجعله صانع للمعرفة مورد لها ومنتج.
      22- التركيز على تنمية الوعى الثقافى والمعرفى بالاهتمام المهارات والإبداعات الخاصة بالطفل وتنميتها .
      23- الانسجام بين أهداف المكتبات المدرسية والاستراتيجية المصرية لرؤية 2030 بما يتعلق بالأطفال من أجل تحقيق تلك الأهداف وبناء جيل قادر على صناعة المعرفة.
      24- إقامة ندوات بالمكتبات المدرسية للأطفال عن أهمية صناعة أطفال المستقبل وتشخيص دورهم الحيوى فى المجتمع ،وأن يحاضرها متخصصون مدربون على توصيل المعلومات لمثل هذه الفئة.
      25- ضرورة إنشاء دليل لقصص الأطفال الالكترونية العربية المتاحة على الإنترنت مع توفير روابط مباشرة لها بقدر الإمكان ، ويشترط فى هذا الدليل أن يكون مصنف حسب تصنيف ديوى العشرى ، مع توفير أدوات للبحث والتصفح بسهولة للوصول إلى القصص بسرعة ويسر.

      تعليق

      • السعيد ابراهيم الفقي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 24-03-2012
        • 8288

        #4
        4
        القيم التربوية في الأعمال النّثرية والشعرية لأدب الأطفال
        تبسم محي الدين
        باحثة الدكتوراه في قسم اللغة العربية و آدابها
        بالجامعة الإسلامية للعلوم و التكنولوجيا،
        بأونتي فوره، الهند
        Abstract: This paper attempts to understand the children’s literature and why it is required to be promoted at large scale in the existing corpus of literature, as well as it argues how different literary genres play a vital role in developing this literature and explains the factors that inform children oriented writings by situating its significance in the values-based framework which this literature propagates. It also takes the reader through some of the seminal works produced in this area of knowledge through which we can gauge the importance of promoting this literature not only in our syllabi but also vitalizing it in all spheres of knowledge and human activity. الملخص:يحاول هذا المقال لفهم ضرورة أدب الأطفال من بين الأدبيات المتواجدة كما يسعى لتوضيح كيف أن الأجناس الأدبية المختلفة تلعب دورا فعالا في تطوير هذا الأدب وما هي العوامل التي تلهم كتاباته متموضعا مكانته في إطار القيم التربوية التي يروجها مثل هذا الأدب ويقف وقفة مستفيضة عند بعض أهم أعمالها التي يمكننا أن نرسم من خلالها ضرورة ترويج هذا الأدب لا في مقرراتنا فقط بل في كل مناحي المعرفة ومحاولات النشاط الإنساني.

        المدخل:من المعروف ان الطفل كالورقة البيضاء في هذه الدنيا فله حاجة الى العناية والتوجيه والتعليم ولذا يعد أدب الأطفال مصدراً هاماً من المصادر الثقافية لأنه يساهم في تزويد الوعي المعرفي عندالأطفال عن طريق القراءات المتتالية لمختلف الأجناس الأدبية. ويعتبر أدب الأطفال وسيطا تربويا، يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم واستخدام الخيال، وتقبل الخبرات الجديدة التي يردفها أدب الأطفال. وهو ينمي سمات الإبداع ويجعل أدب الأطفال أساساً لبناء كيان الطفل عقليا ونفسيا ووجدانيا وسلوكيا وبدنيا. وكان هذا الأدب ذريعة لتكوين أذهان الأطفال من القصص السير الذاتية، والتاريخية، والحكايات الشخصية، مع تغذيتهم بالمعلومات. وهو أقرب وسيلة لإصلاح الأطفال وتهذيب نفوسهم وتنقيح أفكارهم وتطهير بواطنهم وتثقيف أخلاقهم كما هو وسيلة مهمة لجذب رجال المستقبل نحو الانتماء والحب والولاء ولإعداد الجيل المستقبل. كذلك هو وسيلة مهمة لتعليم الأطفال أشياء جديدة تساعدهم على فهم الحياة والتكييف معها، وتنمية الأحاسيس و المشاعر والمهارات والذوق الفني والجانب المعرفي عند الأطفال لأنّ الطفل هو الثروة الأساسية والحقيقة لأمة. هذا الأدب يوسع خيال الأطفال ومداركهم من خلال متابعتهم للشخصيات القصصية أو من خلال قراءتهم الشعرية أو من خلال رؤيتهم الصور. وهذا الأدب يهذب وجدان الأطفال لما يثير فيهم العواطف الإنسانية النبيلة من خلال شخصيات القصة أو المسرحية التي يقرأها الطفل أو يسمعها أويراها. وأدب الأطفال يعود الأطفال على حسن الإصغاء، وتركيز الانتباه لما افترض عليه القصة الموسوعة من متابعة لأحداثها، تغريه بمعرفة النتيجة التي ستصل إليها الأحداث كما يعوده على الجرأة في القول، ويهذب أذواقهم الأدبية.

        أدب الأطفال والقيم:

        الأدب عمل من أعمال العقل الإنساني، وفن من فنون الكلام، وهو كلام يؤثر عن الشعراء والخطباء والكتاب وأمثالهم متضمنا لأخيلة دقيقة ومعان رقيقة مما يهذب النفس ويرفق اللسان. وهو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطفه وأفكاره وخواطره بأرقي الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلي الشعرالمنظوم فإلي الشعر الموزون ليفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لايمكن أن يعبّر عنه بأسلوب آخر. وللأدب وظائف متعددة لجهة تأثيره، مثل: وظيفة نفسية ووظيفة اجتماعية ووظيفة تاريخية ووظيفة حضارية.

        من أهم هذه الوظائف "الوظيفة النفسية" التي تظهر من خلال قدرة هذا الأدب على ضبط انفعالات الطفل ومشاعره وتوجيهها من خلال تقديم الصورة الإيجابية والمثالية التي يتأثر بها الطفل. وهذه الوظيفة تساهم الأطفال في تنمية مداركهم وإطلاق مواهبهم الفطرية وقدراتهم المختلفة وفق الأصول والتربية وتساعدهم على تكوين الأخلاق الحميدة وتهدف إلى تعويد الطفل على عادات طيبة وتنفيره من العادات السيئة وتساهم في تحبيب العلم إلى نفوس الأطفال واكتشاف المواهب العلمية لديهم من خلال القصص العلمية وقصص العلماء والباحثين. بعد هذا العرض الموجز أتطرق فيما يلي إلى معالجة دلالات القيم والتربية اللغوية ومفاهيمهما الاصطلاحية ثم أبحث كيف تلعب الأصناف الأدبية المختلفة مثل القصة والمسرحية والرواية دورا بارزا في تشكيل أذهان الأطفال. الف) معني القيم: يستخدم مصطلح القيم أو القيمة في المجال التربوي، وهي المبدأ أو المستوى أو الخاصية التي تعتبر ثمينة أومرغوباً فيها، والتي تساعدنا على تحديد ما إذا كانت بعض الموضوعات جيدة أم رديئة. تلعب هذه القيمة دورا كبيرا في بناء الشخصية. ب) معنى التربية: لغة: ربا الشيئ يربو؛ أي زاد والرابية: الربو وهو ما ارتفع من الأرض. ورَبَوت الرابي: علوتها. والرَبو: النفس العالي. وربوتُ في بني فلان وربيت: أي نشأت فيهم. وربيته تربيةً وتَرَبّيته أي غذوته؛ هذا لكل ما ينمي كالولد والزراع وغيره. وإصطلاحاً: للتربية معنان وتعريفات كثيرة، تختلف بإختلاف نسبة التربية. وهي تنشئة الإنسان شيئاً فشيئا في جميع جوانبه ابتغاء سعادة الحياة. تحتل الأجناس الأدبية النثرية مكانة بارزة في أدب الأطفال مثل القصة والمسرحية و الرواية. وكان لا بدّ من توافر بعض الخصوصيات في هذه الأجناس لكي تصل إلي مستوى الأطفال. القصة:يميل الطفل إلي القصة بفطرتهم. فهي أسلوب ناجح يحقق الكثير من الأغراض التعليمية والتربوية. وذالك لأنّها من أحب البرامج وأكثرها إستواء للطفل و إمتاعا له. فمنذ الطفولة يقبل الطفل على فهم القصة و يحرص على سماعها. فالقصة هي من أكثر الأبواب قرباً للطفل وتشجع الطفل علي التفكير وتحفزه علي المعرفة. فعن طريق القصة يعرف الطفل الخير و الشر، وينجذب إلى الخير و ينأى عن الشر والقصة تزود الطفل بالمعلومات وتعرفه الصحيح من الخطأ وتكون القصة وسيلة ناجحة للتربية. تنقسم القصة إلي الأقسام التالية: 1).القصص الخيالية: هي نوع من القصص تعزى إلى عصور سابقة و تدور حول الحيوانات أو الطيور أو المخلوقات الغريبة أو عالم الجنّ أو السحر، حيث يقوم البطل فيها بخوارق العادات، و يهدف لتكوين القيم الرفيعة([1]). 2) القصص الدينية: هي نوع من القصص تتناول موضوعات دينية كالعبادات و العقائد، وسير الأنبياء و الرسل، وقصص القرآن الكريم، و الكتب السماوية. 3) قصص المغامرات: هي نوع من القصص تعرف بالقصص البوليسية. وهي تدور حول جريمة إرتكبها شخص أوأكثر. وهو أدب أبطاله عادة من الأطفال، يساعدون رجال الشرطة و يسعى أبطاله إلى الكشف عن الجناة عن طريق سلسلة من الأحداث التي تحل بها عقدة القصة. وهي حكايات تتضمن قيماً تربوية، ويزداد بها الطفل نموا في المجالات المختلفة. 4) القصص العلمية: هي نوع من القصص تدور حول حدث علمي أو اكتشاف أو اختراع وقع في عصر من العصور. وتعتمد علي صياغة بعض الحقائق العلمية في تفسير الكون و الظواهر في فن سرد القصة. 5) القصص التاريخية: هي نوع من القصص تعتمد علي الأحداث و الشخوص التاريخية و المواقع الحربية تىو الغزوات. وتلعب دوراً هاماً في تنمية الوعي القومي و الانتماء للوطن لدي الطفل. 6) القصص الإجتماعية: هي نوع من القصص تتناول الأسرة والروابط الأسرية و العلاقة بين الأب و الأم و الأبناء و الإخوة و الجيران. والقصة تزرع القيم الأخلاقية الحسنة في نفس الطفل وتسعي إلي تقويم سلوك الطفل وإرشاده إلي القيم العليا كالعدل واحترام الآخرين و الصدق و مساعدة المحتاج. ([2]) ومن الكتاب الذين طرحوا القيم التربوية في قصصهم، عيسى الجرارة في قصته "يزن و سر الخراف الباكية". وهذه القصة حملت في مضمونها ما ينمي ثفافة الطفل من خلال تعريفه بالبيئة المحيطة به، ومشاهد الطبيعة الخلابة([3])، وتزرع هذه القصة حب الإستشارة. وتتناول قصة يوسف الغزو "حينما يبتسم الأطفال" ظاهرة اجتماعية سلبية. ومن خلال هذه الظاهرة في المجتمع يحاول الكاتب توجيه الانتقاد لبعض الظروف التي تدفع الطفل إلي الإقبال علي التجارة و العمل في الشارع. فقد اصبحت هذه الظاهرة عادة مألوفة يمكن ملاحظتها في كل مكان.([4]) هكذا يحتوى "قصص النبيين" لأبي الحسن الندوي على حكايات و قصص دينية مقتبسة من الكتب الدينية الإسلامية والتاريخية. وتشتمل "قصص النبيين" على خمسة أجزاء. و كل جزء يتمركز حول حياة نبي من الأنبياء و الرسل. بدأ المؤلف بسيدنا إبراهيم عليه السلام حتى وصل إلى ذكر حياة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذه المجموعة اتبع المؤلف أسلوباً قائماً على العقلانية. فهو يذكر حادثة وأثرها الإيجابي أو السلبي على من مر بالحادثة. مثلاً هو يكتب في قصة سماها "من ربي" : "و ذات ليلة رأى إبراهيم كوكباً، فقال هذاربي ولما غاب الكوكب، قال إبراهيم: لا هذا ليس بربى، ورأى إبراهيم القمرفقال: هذا ربى. ولما غاب القمر، قال إبراهيم: لا هذا ليس بربى! وطلعت الشمس، فقال إبراهيم: هذا ربي أكبر. ولماغابت الشمس في الليل، قال إبراهيم :لا! هذا ليس بربي. إنّ الله حيّ لا يموت. إنّ الله باق لا يغيب. إنّ الله قوي لا يغلبه شيئ. والكواكب ضعيف تغلبه الشمس. والشمس ضعيفة يغلبها الليل ويغلبها الغيم. ولاينصرنى الكوكب لأنه ضعيف. ولا تنصرنى الشمس لأنّها ضعيفة. وينصرنى الله. لأنّ الله حيّ لا يموت. وباق لا يغيب. و قوي لا يغلبه شيئ. ([5]) هذه القصة تساعد القارى الصغير في فهم الأشياء المختلفة و مزاياها وتحليلها كي يصل القارئ الصغير إلى نتيجة وتأتي لها بأوصاف متنوعة. تناول محمد ملص في سلسلة قصصه الإسلامية مجموعة من القيم التربوية، ومنها قيمة الرفق بالحيوان في قصته "رجل وحصان". فالكاتب يثمن العناية بالحيوان، و الرفق به.)[6]( فأدب الأطفال يدفع الأطفال إلى العمل حسب منظومة القيم التي تربي عليها من خلال قصصه التي قرأها أو سمعها كونها تكون مرتسمة في شعوره أو لاشعوره ويساعدهم على تكوين الأخلاق الحميدة، و السلوك القويم المقبول عند المجتمع كما يغرس هذا الأدب العاطفة الوطنية في نفوس الأطفال بسرد تاريخ الوطن وتمجيد حضارته في حكايات وقصص مؤثرة لها بطولات قوية من صفحات الماضي المجيد. الرواية و المسرحية: المسرحية من الفنون الأدبية المهمة التي تقدم للأطفال نظرا لما تحقق من أهداف تربوية. من خلال الرواية والمسرحية يحرص الكاتب على تربية الأطفال علي القيم والأخلاق والنصرة للمحتاج والمثابرة والتواضع. تناول الكاتب محمود شلبي القضايا المرتبطة بالوطن والنواحي الاجتماعية والتربوية وعالج هذه القضايا في مجال المسرح، خاصة في المسرحية الشعرية. ففي مسرحيته "طعم الوفاء" يمزج ما بين حرص الحيوانات على وطنها وبين القيم التربوية التي تجلت في تعامل حيوانات الغابة مع بعضها البعض ومنها حسن الجزاء، فالجزاء يمثل ما يقدم، والوفاء من خلال المساعدة و التعاون بين الحيوانات.([7]) ومسرح الطفل أقوى معلم الأخلاق وخير دافع للسلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان لأنّ دروسه لاتلقن بالكتب بطريقة مرهقة، أو في المنزل بطريقة مملة، بل بالحركة المنظورة التي تبعت الحماسة وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال التي تعد أنسب وعاء لهذه الدروس. ويمكن تقسيم مسرح الطفل إلى عدة أنواع. وهي ما يلي: 1) المسرح التلقائى أو الفطرى: هو مسرح يخلق مع الطفل بالغزيرة الفطرية، يستند إلى الارتجال والتمثيل اللعبي والتعبير الحر التلقائى. 2) المسرح التعليمي: هو المسرح الذى يحصله أو ينجزه التلميذ تحت إشراف المربي أو المنشط أو المدرس أو الأستاذ. ويمكن تعريفه أيضاً: · مسرح التعليم الأولي: يرتبط بالكتاتيب القرآنية والتربوية ورياض الأطفال حيث يمثل التلاميذ مجموعة من الأدوار المسرحية التي يقترحها المربّون عليهم. · المسرح المدرسي: هو المسرح الذى يستخدم التمثيل داخل المؤسسة التربوية. وهذا المسرح وسيلة إصلاحية ووسيلة علاجية ووسيلة جمالية ووسيلة نقل المعرفة و المهارة. ومسرحية محمود شلبي"الغزال كحول" تعالج عدة قضايا اجتماعية ووطنية وإنسانية. وتبرز من خلال هذه المسرحية أهمية ارتباط الكائنات العميق بالأرض وأهمية الاتحاد والتماسك للمحافظة على الحقوق المشروعة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأخطاء والتحديات. ([8]) القيم التربوية في الأشعار: شعر الأطفال لون من ألوان الأدب وصيغة أدبية متميزة. و من خلالها يجد الأطفال أنفسهم يحلقون في الخيال متجاوزين الزمان والمكان عبر الماضي و عبر المستقبل. وليست هناك قيود علي موضوعاته وأفكاره ومعانيه وخيالاته. ويشارك شعر الأطفال في تنشئتهم وتربيتهم تربية متكاملة فهو يزودهم بالحقائق والمفاهيم والمعلومات في مختلف المجالات، وينمي الجوانب الوجدانية والمشاعر والأحاسيس لديهم، ويغرس القيم التربوية في نفوسهم، وينمي الميول الأدبية والقرائية لديهم، ويشبع حاجاتهم النفسية المتعددة ويميز لهم الجيد من الردىء، وينمي خيال الأطفال، ويوقظ عواطفهم ومشاعرهم، ويغرس فيهم القيم الدينية والمبادئ الخلقية ويبث الروح الدينية والقومية في نفوس الأطفال. وهناك أنواع متعددة للشعر مثل: · الأناشيد: هي القطع الشعرية ذات الوزن الخفيف والحركة السريعة والمعنى السهل واللفظ القابل للإنشاد والغناء. ولها مكانة خاصة في أدب الأطفال. · المحفوظات: هي القطع الأدبية من الشعر والنثر التي لا يقصد إلى تلحينها، واشتملت على المعنى الرقيق، والعبارة المنتقاة والأسلوب البليغ الذي يهز المشاعر ويحرك العاطفة. فشاعر راشد عيسى الذى هو من شعراء الأردن تناول في أكثر من قصيدة هذه الجوانب. ومن قصائده "دعاء" و"خيرالبشر". ففي قصيدته "دعاء" يتوجه الشاعر إلى الخالق سبحانه وتعالى ويتضرع هو وكل البشر لله عزوجل، فيحمد الله على نعمه، وكرمه، ورحمته، وعدله كما يدعو الشاعر الله بتنوير قلوب المسلمين. ومن خلال هذا التوجيه إلى الدعاء يلفت الشاعر الطفل إلى أنّ باب الله مفتوح. وهذه القصيدة تدور حول الدين وتبرز الجانب التعليمي بتعليم الطفل أسماء الله الحسنى. نظم الشاعر قصيدة "دعاء". قائلا: ما أرحمك..............يا خالقى ماأكرمك..............يارازقى صليت لك................يا قادر ما أعدلك...............ما ناصر تعطي لكل من سعى تجيب كل من دعا ( [9]) وكذالك نظم قصيدة "خير البشر" التي تربط الطفل بالرسول الكريم، وتحفزه إلى التعرف على الخير البشر، سيدنا محمدُ صلى الله عليه وسلم وعلى صفاته فهو الصادق والمنذر، وهو من نسب كريم وشريف، عطوف على الفقراء، مرشد للإيمان، فيقول: نبيناعظيم وسيدٌكريم من أسرة شريفة وسادة كرام ([10]) الله فيه قد أمر محمدٌ خير البشر يهدي إلى الصلاح والخيروالفلاح كي ينصر الإسلام نبينا محمدُ هو الرسول المرشد علي الفقير يعطف فهو المعطوف المنصف لأمتى إمام ([11]) ونظم شاعر علي البيتري القصيدة "كلمات صائم"، بيّن فيها فائدة الصوم للنفس والجسم بالإضافة إلى تطهير النفس من المعاصي والأثام، وتوجيه الإنسان إلى الشعور بالآخرين وطاعة الله عزوجل التي تبعده عن نارجهنّم. فيقول: أصوم فأشهد قلب السماء هو الصوم للنفس وللجسم راحة علي المؤمنين رحيم الضياء فكم صائم فيه لافى إرتياحه
        أرى في الصائم اغتسال النفوس وقلبي به مثل عصفور شوق ([12]) وهناك قصيدة أخرى لعلى البيترى وهي "عندى قلم" فيها نصائح للأطفال بما يتناسب مع قدراتهم. والشاعريحثهم فيها على التعليم من خلال المحافظة على القلم والدفاتر وأدوات الدراسة، كما ينمى الشاعر لدى الأطفال اتجاهات نحو المحافظة على مواهبهم كالرسم وحب الجمال والخط فيقول: عندى قلم ومعى دفتر أرسم بيتاً حلو المنظر وألوانه بعد الرسم وعلى المدخل أكتب اسمى([13]) وفي قصيدة "على الطريق العام" لعلى البيترى يحث الشاعر الأطفال على السلوك القويم والعادات الحميدة، مثل السير على الرصيف، وعبور الشارع من المكان المناسب، وغير ذلك من الاتجاهات المفيدة والقيم النافعة فيقول: على الطريق العام أسير فى نظام فى الشارع النظيف أمشى على الرصيف احترم المرور فى لحظة العبور أراقب السيارة وأتبع الإشارة([14]) ومن القيم التربوية مراعاة آداب الطعام، ويتناول راشد عيسى هذه القيمة في قصيدته "آداب الأكل". يحث الشاعر الطفل على احترام هذه العادات المستحبة فيقول: أجلس بهدوء ونظام وإسمي في بدء طعامي لا اسرع في بلغ اللقم كي يسهل جداً في الهضم آكل دوما ما يكفيني فأكل الزائد يؤذيني أشكر ربي بعد الأكل وأخي سامي يفعل مثلي أغسل بالصابون يديا أمسح بالماء شفتيا ([15]) ففي هذه القصيدة يحث الشاعر الطفل ألاّ يأكل وهو شعبان ولا يشرب وهو تعبان ويأكل بانتظام وقدر حاجته، ثم يغسل يديه بعد الانتهاء من طعامه. وشاعر المخضرم محمد الأخضر السائحي نظم قصائد متعددة في ديوانينه "أناشيد وأغاني الأطفال" و"أناشيد النصر". ويحتوى ديوانه "أناشيد النصر" على تسع عشرة قصيدة. وهذه القصائد تدور حول موضوعات متعددة و مختلفة مثلما يقول على موضوع الصلاة: حافظ على الصلاة في سائر الأوقات فهي على الدوام قاعدة السلام فرض على العباد فى سائر البلاد تاركها كالمجرم يعد غير مسلم تدعوا إلى الفلاح تهدي إلى النجاح والدين بالأفعال وليس بالأقوال فاتها في الجبين تقم بأمر الدين في هؤلاء الأشعار يقول الشاعر أن الصلاة ترافق المسلم طول حياته و يجب أن يربي عليها الطفل الصغير منذ طفولته حتى ترسخ في سلوكه ولذلك ضروري علي الطفل أن يحافظ عليها منذ الصغر. وكذلك يقول في أهمية طاعة الوالدين : طاعتي للوالدين رمز أخلاق ودين والتزام ويفين بِسنا هدي الأمين فإله العالمين قد دعانا أجمعين من بنات وبنينا لاحترام الوالدين طاعتي للوالدين واجب عندي ثمين فإني اليوم مدين لهما طول السنين([16]) ينمي هذا الأدب في الأطفال بذل النفس والمال في سبيل الدين. وينمي فيهم روح المبادرة والقيام بالأعمال المفيدة وتشتمل على بناء النفس والحماية عن الانحراف، والعبث، والضلالات، والفساد، وتهذيب أخلاق الأطفال، وتنمية قدرته على التمييز بين الجيد والرديء كما ينمي لدى لطفل الحس الفني والجمالي. خلاصة الكلام: يمثل أدب الأطفال في الوقت الحاضر نقطة انطلاق كبرى نحو تكوين النشء تكوينا نفسيا وتربويا قويما حيث هو وسيلة لتعبير الطفل عن إنفعالاته، وأداة اتصاله بالعالم المحيط به. يساهم هذا الأدب في إعداد الطفل إعداداً إيجابيًا في المجتمع كي يكون مستعداً لتحمل مسؤلياته الإجتماعية وينمي هذا الأدب عند الطفل قدراته اللغوية، ويساعده في التعرف على الشخصيات الأدبية والتاريخية والدينية من خلال قصص البطولة. ولأدب الأطفال آثار إيجابية في تكوين الأطفال، وفي بناء شخصيتهم وفي إعدادهم، ليكونوا رواد الحياة كما هو مبرهن من جملة الأمثلة التي أتيت على ذكرها في ضوء كتابات رواد هذا الأدب لإبراز أهميته في السطور السالفة الذكر.
        المصادر والمراجع
        شحاته، حسن. أدب الأطفال، دراسات وبحوث، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية،1991م. غانم، مها إبراهيم. أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، ط1، 2009م. الحديدى، دكتور علي. في أدب الأطفال، مكتبة الإنجلو المصرية، ط4، 1988م. عبد الفتاح، دكتور إسماعيل. أدب الأطفال في العالم المعاصر، مكتبة الدار العربية للكتاب، ط1، 2000م. الندوي،أبو الحسن علي. قصص النبيين، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 2001م. شحاتة، حسن، أدب الطفل العربى: دراسات وبحوث، الدار المصرية اللبنانية، ط2، 2000م. مقدادى، موقف. القصة في أدب الأطفال في الأردن (روضة الهدهد نموذجا)، الأردن، جامعة اليرموك إربد، ط1، 1999م. ملص، محمد. رجل وحصان، السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط1، 1991م. عيسى، راشد. هيا إلى العربية (1)، عمان، دار المنهل، ط1، 1994م. شلبي، محمود. الديك والنهار، عمان، وزارة الثقافة والشباب، ط1، 1982م.

        1. شحاته، حسن. قراءات الأطفال، (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1989)، ط1، ص: 59.
        2. مقدادى،موقف، رياض نواف، والآخرون. القصة في الأدب الأطفال في الأردن: روضة الهدهد نموذجا ( جامعة اليرموك إربد، 1999) 1، ص: 36.
        [3].طملية، احمد فخرى. القصة في أدب الأطفال في الأردن: واقع وتطلعات، (عمان: وزارة الثقافة الأردنية، 1975-1990)، ط1، ص: 104.
        [4].الغزو، يوسف. تفاحة ادم: مجموعة قصصية للأطفال، (عمان: منشورات وزارة الثقافية، 1989)، ط1، ص: 30-32.
        5. الندوي، ابو الحسن علي. قصص النبيين، (لكناؤ: المجمع الإسلامي العلمي، 1975)، ط1 الجزء الأول، ص: 16.
        [6]. ملص، محمد بسام بن جودت. رجل وحصان، (السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1992)، ط1، ص: 6-13.
        [7].شلبي، محمود. الديك والنهار، (عمان: وزارة الثقافة والشباب، 1982)، ط1، ص: 61.
        8. د.أبو مغلى. سميح، مصطفى محمد الفار، عبد الحافظ سلامة. دراسات فى أدب الأطفال، (عمان: دار الغكر العربي للنشر والتوزيع، 1993)، ط2، ص:189-191.
        9. عيسى، راشد. هيا إلى العربية (1) (عمان: دار المنهل، 1994)، ط1، ص: 23.
        10.عيسى، راشد. خير البشر، هيا إلى الإيمان، (عمان، دار المنهل، 2000)، ط2، ص: 36.
        11.المرجع السابق، ص: 36.
        12.البيتري، على. كلمات صائم، مجلة الشرطي الصغير، (عمان: مديرية الأمن العام، 1996)، ص: 30.
        13.د.أبو مغلى، سميح، مصطفى محمد الفار، عبد الحافظ سلامة. دراسات فى أدب الأطفال، ط2، ص: 191.
        14.المرجع السابق، ص: 191.
        15. عيسى، راشد: هيا إلى الإيمان، (عمان: دار المنهل، 2000)، ط2، ص: 18.
        12. ابو عبد الله، السعيد وآخرون. كتابي في اللغة العربية: التربية الإسلامية والتربية المدنية للسنة الثانية من التعليم الإبتدائى، الديوان الوطني، (الجزائر: المطبوعات المدرسية، 2016-2017)، ط1، ص: 46.


        تعليق

        يعمل...
        X