ذكريات بلا صهيل
سأتحدث قليلا عن نفسيتحملوني
أرجوكم
فما بقي لي الا القليل من الذكريات
أبي الذي صرعته سيارة عمياء
أمي رحلت بعده
تركوني وحيدا
دون وصية
يورثونني بعض جمالهما
احتاج للكثير مما يملكون..
أفتقد ليالي الشتاء
الزمهرير
وافتقد اكثر حكايات امي
ونحن نحيط بها كالسوار
وأفتقد صهيل ابي
يحارب معركته الوحيدة لانقاذنا
قبل حلول الظلام.
..
ساحدثكم عن نفسي
فما تبقي إلا سراب أحلام جميله
اختلستها اثناء نومي
تحت سقف الكوخ المهتريء
يصب علينا ماء المطر
..
سأحكي أيضا عن بعض مشاعري
الصعبة
اشعلت في قلبي نافورة الأمنيات
الغائبة
لم تراودني
تركتني بلا غطاء
يدثرني من عراء عيون القادمين
يستطلعون
لماذا بقيت الأخير
في كل شيء
ولم ارحل عن مكان خطواتي الصغيرة
المتشيثة جذورها في أعماق نفسي
ولم اترك مكاني
للعابرين فجأة
يغتصبونه بلا حق
هم القادمون
لقتلي
الليلة
والقمر المتواري بين طبقات الخوف والانتظار ..
شاهد يزيف ما جرى بين العاشقين
فالسواد حالك
يثقل أنفاس الريح
لا تسطيع حمل استغاثتي
لحراس غرف الأطفال المرعوبين من الغسق الأخير.
المنتظرين خلف جدار الوهم
بناه رغم ارادتي
لصوص الفرح
قيدوني بعساكرهم المدججة باوهام السمن والعسل
ونار المجوس تحرق موجاتي الصوتية
كي لا يرتقي انين الأمهات المضمخ بالحنين الدموي
إلى السماء الكبيرة
..
ذكرياتي كثيرة
لا قدرة لي على الاستمرار
فيوم غد
قد يكون اليوم الأخير لأحلامي
المشتهاة..
فوق سفينتي المشرعة
تبحر في الوجود
تضع الكمائن لصيد الفرائس المجرمة
***
تعليق