حديث نبوي للتأمل في حال العرب المعاصرين بناء على حال الجاهليين منهم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    حديث نبوي للتأمل في حال العرب المعاصرين بناء على حال الجاهليين منهم.

    حديث نبوي للتأمل في حال العرب والعجم المعاصرين بناءً على حال الجاهليين منهم

    أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ذَاتَ يَومٍ في خُطْبَتِهِ: أَلَا إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا، وإنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلى أَهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلَّا بَقَايَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ، وَقالَ: إنَّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ المَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ، وإنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلتُ: رَبِّ إذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كما اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بمَن أَطَاعَكَ مَن عَصَاكَ، قالَ: وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ له، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إلَّا وَهو يُخَادِعُكَ عن أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَذَكَرَ البُخْلَ أَوِ الكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو غَسَّانَ في حَديثِهِ: وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ. وفي رواية : بهذا الإسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ في حَديثِهِ: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا، حَلَالٌ؛ وفي رواية : أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ ذَاتَ يَومٍ، وَسَاقَ الحَدِيثَ؛ وَقالَ في آخِرِهِ: قالَ يَحْيَى: قالَ شُعْبَةُ: عن قَتَادَةَ، قالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا في هذا الحَديثِ، وفي رواية : قَامَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ خَطِيبًا، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي وَسَاقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ هِشَامٍ، عن قَتَادَةَ، وَزَادَ فيه وإنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ وَقالَ في حَديثِهِ وَهُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، فَقُلتُ: فَيَكونُ ذلكَ؟ يا أَبَا عبدِ اللهِ قالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ لقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى علَى الحَيِّ، ما به إلَّا وَلِيدَتُهُمْ يَطَؤُهَا.

    الراوي : عياض بن حمار | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

    يَحكي عِيَاضُ بنُ حِمارٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ذاتَ يومٍ في خُطبتِه: ألَا إنَّ ربِّي أمَرني أنْ أُعلِّمَكم ما جَهلْتُم مِمَّا علَّمَني يَومِي هذا، كلُّ مالٍ نحلْتُه عبدًا حلالٌ، أي: كلُّ مالٍ أعطيْتُه عبدًا مِن عبادي فهو له حلالٌ، وإنِّي خَلقْتُ عِبادي "حُنفاءَ كلَّهم" جمْعُ حَنيفٍ، وهو المائلُ عَنِ الباطلِ الْمُنقطِعُ لِلحقِّ، وإنَّهم أَتتْهمُ الشياطينُ "فَاجتالَتْهم عَن دينهم"، أي: صرَفَتْهم وذَهبَتْ بهم عَن دِينِهم إلى الأباطيلِ، وحرَّمَتْ عليهم ما أحللْتُ لهم، وأمرَتْهم أنْ يُشركوا بي ما لم أُنزلْ به سلطانًا، وإنَّ اللهَ نظرَ إلى أهلِ الأرضِ "فَمقَتَهم"، أي: أَبغضَهم أشدَّ البغضِ، عرَبَهم وعجَمَهم، إلَّا بَقايا مِن أهلِ الكتابِ: وهمُ الَّذينَ لم يَزالوا مُتمسِّكِينَ بِالحقِّ ولم يُبدِّلوا دِينَهم، وقال: إنَّما بَعثْتُك، أي: يا محمَّدُ لِأبتَلِيَكَ، أي: لِأمتحِنَك وأَختبرَك وأَبتلِيَ بكَ مَنْ أرسلتُك َإليهم، وأنزلتُ عليكَ كِتابًا لا يَغسلُه الماءُ، أي: لا يَمحوُه ولا يذهبُ به بل يبقى على مرِّ العصورِ؛ لكونِه محفوظًا في الصُّدورِ تقرؤُه نائمًا ويَقظانَ، وإنَّ اللهَ أَمرنِي أنْ أَحرِقَ قريشًا، أي: أُهلِكَهم، فقلتُ: ربِّ إذًا "يَثْلغُوا رأسِي"، أي: يَشْدَخُوه ويَشجُّوه، فَيَدَعوُه خُبْزةً، أي: فَيتركُوه مِثلَ الخبزةِ الَّتي تُشْدَخُ وتُكْسَرُ، قال: استخْرِجْهم كما اسْتخرَجُوك، أي: أَخرِجْهم مِن ديارِهم كما أَخرَجُوك، واغْزُهم نُغزِكَ، أي: نُعينكَ على غزْوِهم، وأَنفِقْ فَسنُنفِقْ عليكَ، وابعثْ جَيشًا نَبعثْ خَمْسةً مِثلَه مِن جُيوشِ الملائكةِ، وقَاتِلْ بِمَن أطاعَك مَن عَصاكَ، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وأهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ، أي: ثلاثةُ أجناسٍ مِنَ الأشخاصِ، الأوَّلُ: ذو سلطانٍ، أي: حَكَمٌ مُقسِطٌ، أي: عادلٌ، مُتصدِّقٌ، أي: مُحسِنٌ إلى النَّاسِ، مُوفَّقٌ، أي: الَّذي هُيِّئَ له أسبابُ الخيرِ، وفُتحَ له أبوابُ البِرِّ.
    والثَّاني: رجلٌ رَحيمٌ، أي: على الصَّغيرِ والكبيرِ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذي قُربى خُصوصًا. ومُسلمٍ، أي: لكلِّ مُسلِمٍ عمومًا.
    والثَّالثُ: عَفيفٌ، أي: مُجتَنِبٌ عمَّا لا يَحلُّ، مُتعفِّفٌ، أي: عَنِ السُّؤالِ، مُتوكِّلٌ على الملِكِ المتعالِ في أمْرِه، ذُو عِيالٍ، أي: لا يحمِلُه حُبُّ العيالِ ولا خوفُ رزقِهم على ترْكِ التَّوكُّلِ بِارتكابِ سُؤالِ الخلْقِ، وتحصيلِ المالِ الحرامِ والاشتغالِ بهم عَنِ العلمِ والعملِ مِمَّا يجبُ عليه، ويُحتملُ أنَّه أشارَ بِالعَفيفِ إلى ما في نَفْسِه مِنَ القوَّةِ المانعةِ عَنِ الفواحشِ، وبِالمتعفِّفِ إلى إبرازِ ذلك بِالفعلِ واستعمالِ تلكَ القوَّةِ؛ لإظهارِ العفَّةِ عَن نفسِه، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وأهلُ النَّارِ خمسةٌ، الأوَّلُ: الضَّعيفُ الَّذي "لا زَبْرَ له"، أي: لا رَأْيَ ولا عقْلَ كاملًا يَعقلُه ويمنعُه عَنِ ارتكابِ ما لا ينبغي، الَّذينَ هم فيكم تَبعٌ يعني به الخدَّامَ الَّذينَ يَكتفونَ بِالشُّبهاتِ، لا يَبغونَ أهلًا، أي: لا يَطلبونَ زوَجةً ولا سُرِّيَّةً، فَأعرَضُوا عَنِ الحلالِ وارتكبوا الحرامَ، ولا مالًا، أي: ولا يَطلبونَ مالًا حلالًا مِن طريقِ الكدِّ والكسْبِ الطَّيِّبِ، وفي روايةٍ: فَيكونُ ذلك يا أبا عبدِ اللهِ وهو مُطرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ راوي الحديثِ عَن عياضٍ؟ قال: نَعمْ، واللهِ لقد أدركْتُهم في الجاهليَّةِ، وإنَّ الرَّجلَ لَيرعى على الحيِّ، ما به إلَّا وَليدتُهم، أي: أَمَتَهم يَطؤُها، والمقصودُ أنَّه أَدركَ في الجاهليَّةِ قبْلَ الإسلامِ أنَّه كان الرَّجلُ في الجاهليَّةِ يَرعى على القومِ الغنَمَ ما به إلَّا وليدَتُهم، أي: أَمَتُهم، يُزانِيها، يَطؤُها، أي: بِالزِّنَا، فَبِذلكَ يَرضَى مِن نَفسِه أنْ يكونَ ذليلًا راعيًا للغنمِ مِن أجل هذه الفاحشةِ نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافيةَ.
    والثَّاني: الخائنُ الَّذي لا يَخفَى له طمعٌ، أي: لا يَخفى عليه شيءٌ مِمَّا يمكنُ أنْ يطمعَ فيه، وإنْ دَقَّ بِحيثُ لا يكادُ أنْ يُدْركَ إلَّا خانَه، أي: إلَّا وهو يَسعى في التَّفحُّصِ عنه، والتَّطلُعِ عليه حتَّى يجدَه فَيخونَه، وهذا هو الإغراقُ في الوصفِ بِالخيانَةِ.
    والثَّالثُ: رجلٌ لا يُصبحُ ولا يُمسي إلَّا وهو يُخادعُكَ عَن أهلِكَ ومالِك، أي: بِسبَبِهما.
    الرَّابعُ: البُخلُ أوِ الكذبُ، أي: البخيلُ والكذَّابُ.
    والخامسُ: "والشِّنْظيرُ": السَّيِّءُ الخُلُقِ، الفاحشُ، أي: المكثِرُ لِلفُحشِ، والمعنى: أنَّه معَ سُوءِ خُلقِه فحَّاشٌ في كلامِه لِمَا بَينَهما مِنَ التَّلازُمِ الغَالِبِيِّ، وفي روايةٍ: وإنَّ اللهَ أَوحى إليَّ أنْ تَواضَعوا حتَّى لا يَفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغِيَ أحدٌ على أحدٍ، أي: لا يِظلِمَه.
    في الحديثِ: بيانُ صفةِ أهلِ الجنَّةِ وأهلِ النَّارِ.
    وفيه: أنَّ الجنَّةَ والنَّارَ مَخلوقتانِ.
    وفيه: فضْلُ الوالي العادلِ القائمِ بِطاعةِ اللهِ سبحانه وتعالى.
    وفيه: ثوابُ الواصِلِ والرَّحيمِ بِالمسلمِينَ.
    وفيه: فضْلُ المحتاجِ المتعفِّفِ.
    وفيه: النَّهيُ عَنِ الخيانةِ والبُخلِ وفُحشِ القولِ.

    (تجدر الإشارة أن ليس لي من الموضوع سوى النقل من الرابط المبين أعلاه ووضع العنوان فقط).
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    المسلمون أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
    ثم أما بعد:
    سؤالان منهجيان: 1- لماذا صار "المسلمون" أحق بالدعوة إلى الإسلام من غيرهم من الناس؟ و2- لماذا صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غيرهم؟ هذان السؤالان ضروريان وحيويان ومهمان يجب عرضهما ومعالجتهما بدقة وموضوعية وصراحة ووضوح قبل أي حديث في موضوع الدعوة إلى الإسلام.
    يتوهم كثير من الدعاة إلى الإسلام أنهم "انتهوا" من مشكلة دعوة المسلمين إلى الإسلام لأن المسلم قد حصل ما يكفيه من الإسلام ليصير مسلما فدعوته من قبيل "تحصيل الحاصل وتكميل الكامل" وهذا وهم كبير وغرور خطير يجب التّنبّه إليهما والتحذير منهما قبل التوسع في الحديث وقبل الاسترسال فيه.
    أن تكون مسلما بالنطق بالشهادتين وبالقيام بما فرضه عليك الإسلام من العبادات العملية لتبقى في دائرة الإسلام فتُجْرى عليك أحكامه شيء وأن تكون ضمن دائرة الإيمان الأصغر من دائرة الإسلام والأضيق شيء آخر، وأن تكون في دائرة الإحسان الأصغر والأضيق من دائرة الإيمان وبالتالي من دائرة الإسلام فشيء ثالث حتما:{
    قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا، إن الله غفور رحيم}(الحجرات: 14)، والمسلم ليس مطالبا بالتفتيش عن إيمان الناس أو عن إحسانهم لأنهما من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده، والمسلمون ليسوا مطالبين بالشق على صدور العالمين لمعرفة ما تنطوي عليه قلوبهم، لا !
    حديثنا عن الإسلام وما يخالفه ويناقضه من تصرفات المسلمين، الدائرة الأكبر والأوسع، وليس عن الدائرتين الأخرايين الضيقة والأضيق منها: دائرة الإيمان فدائرة الإحسان، والمسلمون اليوم يأتون من نواقض الإسلام ومُهَدِّماته ما يخرجهم من دائرته وإن ظنوا أنهم "مسلمون"، بل منهم من ينقض إيمانه ويسفده ويبطله وهو يحسب نفسه مسلما مؤمنا محسنا، نسأل الله السلامة والعافية؛ والسؤال الذي يرفض نفسه علينا اليوم هو: "هل نحن مسلمون"؟ فالإجابة، إن اكتفينا بالأقوال والادعاءات و"الزُّعُومات": نعم ! أما إن تعمقنا في التحليل والتعليل وفي الدراسة الموضوعية، فالإجابة الحتمية: لا، طبعا ! لأن الإسلام ليس أقوالا فحسب بل هو، إضافة إلى هذا، أفعال المسلمين وأحوالهم التي لا تنبئ عن الإسلام قط.
    فإن اتفقنا على هذا، يمكننا الاسترسال في الحديث على قاعدة ثابتة متينة قوية وإلا سندور في حلقة مفرغة لن نخرج منها أبدا.
    لقد سقط "المسلمون" في المستنقع الذي سقطت فيه الملل السالفة عنهم، مستنقع الغرور بزعمهم: {
    وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير}(المائدة: 18) حتى وإن لم يعلنوا ذلك صراحة ولم يقولوه جهرة بل "قالوه" بأفعالهم وأحوالهم، وغرهم بالله الغرور فظنوا، من جهلهم ومن ظلمهم وغيِّهم، أنهم {خير أمة أخرجت للناس} قبل أن تتحقق فيهم شروطها بل هم يسعون إلى إبطال شروطها وإلى تعطيلها ويعملون جاهدين لمناقضة تلك الشروط بل يجتهدون في معاقبة من يدعو إلى شروطها فضلا عن القيام بها، والله المستعان.
    وبناءً عليه، صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غير المسلمين إليه، والدليل ؟
    "الواقع أصدق إنباءً من الكتب = في حده الحدُّ بين الجد واللعب"
    وختاما،"
    بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (صحيح الإمام مسلم، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه)، جعلنا الله من الغرباء في زمن الأدعياء، اللهم آمين، فالمسلمون، إذن، أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.
    والله المستعان وعليه، سبحانه، التكلان.

    البُلَيْدَة، صبيحة يوم السبت 18 ديسمبر 2021 الموافق 14 جمادى الأولى 1443.
    (هذه المشاركة منسوخة من موضوعي:"القرآن وبناء الإنسان"، مشروع أمة في كتاب)
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      للخيرية شروط تُتَوَفَّرُ وليست تاريخا يُتَذَّكرُ.

      الله المستعان وعليه سبحانه التكلان.

      ثم أما بعد، يبدو أن المواضيع الدسمة التي تكشف عوار الأمة وسوءها عساها تنتبه من سباتها وتنهض لإصلاح حالها لا تشد انتباه القراء لأنهم ألفوا المواضيع الخفيفة الطريفة وإن كان فيها بوارهم لأنهم من الأمة المريضة وقد سمعت من المرضى الذين يأبون الذهاب إلى الطبيب لأنهم لا يريدون معرفة دائهم وإن كان فيه سبب هلاكهم، وهكذا شأن القراء مع المواضيع التي توقظهم أو تنبههم إلى أمراضهم وما أكثرها !

      من أمراض الأمة المهلكة: "الغرور" بتاريخها وأمجادها وأجدادها وإنجازاتهم البائدة فتظن أنها مثلهم في مجدهم وخَيْرِيَّتِهم التي أُوهِمت أنها مكسب لها لا تزول ولا تحول ولا تبيد مع أن شروط تلك الخيرية المزعومة لا تتوفر فيها الآن لا من قريب ولا من بعيد، بل أكثر من هذا إنها تعمل بعكسها تماما بل أخطر من هذا إنها تحارب من يدعوها إلى شروط الخيرية التي كانت في أجدادها الماضين.

      الأمة العربية، ومنذ قرون، لم تعد الأمة العربية التي قرأنا عنها في الكتب أو في مؤسسات التعليم بمستواياتها المختلفة، هي أمة لا تشبه الأمة التي تسمى باسمها إلا من حيث حروف الهجاء ليس غير ولذا فلا عجب إن غرقت في الهجاء ولم تصب إلى النجاء (النجاة).
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        الأمة الإسلامية تعيش في جاهلية من حيث تدري أو لا تدري.

        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
        ثم أما بعد:
        (...) لقد سقط "المسلمون" في المستنقع الذي سقطت فيه الملل السالفة عنهم، مستنقع الغرور بزعمهم: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير}(المائدة: 18) حتى وإن لم يعلنوا ذلك صراحة ولم يقولوه جهرة بل "قالوه" بأفعالهم وأحوالهم، وغرهم بالله الغرور فظنوا، من جهلهم ومن ظلمهم وغيِّهم، أنهم {خير أمة أخرجت للناس} قبل أن تتحقق فيهم شروطها بل هم يسعون إلى إبطال شروطها وإلى تعطيلها ويعملون جاهدين لمناقضة تلك الشروط بل يجتهدون في معاقبة من يدعو إلى شروطها فضلا عن القيام بها، والله المستعان.
        وبناءً عليه، صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غير المسلمين إليه، والدليل ؟
        "الواقع أصدق إنباءً من الكتب = في حده الحدُّ بين الجد واللعب"
        وختاما،"
        بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (صحيح الإمام مسلم، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه)، جعلنا الله من الغرباء في زمن الأدعياء، اللهم آمين، فالمسلمون، إذن، أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.
        والله المستعان وعليه، سبحانه، التكلان.

        البُلَيْدَة، صبيحة يوم السبت 18 ديسمبر 2021 الموافق 14 جمادى الأولى 1443.
        (هذه المشاركة منسوخة من موضوعي:"القرآن وبناء الإنسان"، مشروع أمة في كتاب)
        الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
        ثم أما بعد، كتبت هذه المداخلة بعد كتابة كلامي السالف لكنني لم أجد لها مسلكا، أو سبيلا، إلى النشر إلا اليوم فهأناذا أنشرها عساها تبعث على التفكير في واقع الأمة المعيش لأنه "أصدق إنباءً من الكتب".
        من ملاحظة الواقع المعيش، واقع الأمتين العربية والإسلامية نستنتج أن الأمة الإسلامية وما تحتويه من الأمة العربية قد سقطت في الحضيض الأسفل من الانحطاط الحضاري المزري ليس بدينها الحنيف النظيف مع ادعائها أنها "إسلامية"، بل "مسلمة"، بل المزري بآدميتها بله بإنسانيتها !
        وهذا الحكم، رغم قساوته وحدته ومرارته، لا يصف حال الأمة إلا بأخف الألفاظ وألطفها، فمن لم يرفع بالإسلام رأسه فلا رفع الله له رأسا ولا أزال عنه بأسا كائنا من كان، ومن لم يعتز بالإسلام فلا أعزه الله أبدا حتى يتوب إلى الله وحتى يثوب إلى رشده الذي فقده باستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقد استبدلت الأمة "الإسلامية" الجاهلية العمياء بالإسلام الديانة السمحاء، والله المستعان.
        صحيح أن بعض الأمة قد حقق بعض التطور المادي، وصحيح أن بعض الأمة قد خرج من البداوة الخشنة إلى "الحضارة" اللينة لكن ورغم هذين المظهرين المحققين فإن الأمة ارتدت إلى الجاهلية الأولى المزرية بآدميتها حتى وإن خيل إليها أنها "متحضرة"، "متطورة" ترفل في النعيم وتتمرغ في "المدنيَّة".
        والسؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن وهنا هو: لقد كانت أمة فارس، وأمة الروم، ترفلان في النعيم وتتمرغان في المدنية فهل أغنى عنهما ذلك أنهما كانتا في جاهلية عمياء وضلالة ظلماء حتى جاء الإسلام فأخرج العرب من تلك الجاهلية إلى النور فأخرجوا بإذن الله تعالى الأمم التي فتحوها من الظلمات إلى النور؟
        واليوم، ما الذي يمنعنا من مقارنة ما تتخبط فيه الأمم الأخرى من الجاهلية وقد اتخذت الأمة العربية، والأمة الإسلامية من ورائها، منها قدوة وتقتفي آثارها وتهتدي بتعليمها وهي ترى ما تعاني منه تلك الأمم من المصائب وما تجتره من المآسي وبين أيديها كتاب الله تعالى وسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين، رضي الله عنهم، لتنقذ نفسها والعالمين؟
        لا شيء يمنع الأمة الإسلامية من الأخذ بأساب التحضر الحقيقي إلا غيها وضلالها وجهلها وطغيانها وهي تدعي كذبا وزورا أنها {خير أمة أخرجت للناس} وهي تتخبط في الانحطاط وتتمرغ في الجاهلية، ولله في خلقه شئون.

        وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          أدام الله عليكم الصحه والعافيه وحفظكم من كل سوء ومكروه.

          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 14-01-2022, 07:04.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
            أدام الله عليكم الصحه والعافيه وحفظكم من كل سوء ومكروه.
            اللهم آمين ولكم أخي مصباح، وجزاك الله خيرا على هذا الدعاء الطيب فما أحوجني إليه.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              الحمد لله أن الإسلام دين الله وحده وليس دين المسلمين ولا دين العرب الذين شرفهم الله به ورضيه لهم دينا، الحمد لله، لكن العرب تنكروا لدينهم واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، والمصيبة أنهم لم يستوعبوا هذه الحقيقة المرة بل قاوموها وحاربوا القائلين بها، والله المستعان.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • ناريمان الشريف
                مشرف قسم أدب الفنون
                • 11-12-2008
                • 3454

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
                ثم أما بعد:
                سؤالان منهجيان: 1- لماذا صار "المسلمون" أحق بالدعوة إلى الإسلام من غيرهم من الناس؟ و2- لماذا صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غيرهم؟ هذان السؤالان ضروريان وحيويان ومهمان يجب عرضهما ومعالجتهما بدقة وموضوعية وصراحة ووضوح قبل أي حديث في موضوع الدعوة إلى الإسلام.
                يتوهم كثير من الدعاة إلى الإسلام أنهم "انتهوا" من مشكلة دعوة المسلمين إلى الإسلام لأن المسلم قد حصل ما يكفيه من الإسلام ليصير مسلما فدعوته من قبيل "تحصيل الحاصل وتكميل الكامل" وهذا وهم كبير وغرور خطير يجب التّنبّه إليهما والتحذير منهما قبل التوسع في الحديث وقبل الاسترسال فيه.
                أن تكون مسلما بالنطق بالشهادتين وبالقيام بما فرضه عليك الإسلام من العبادات العملية لتبقى في دائرة الإسلام فتُجْرى عليك أحكامه شيء وأن تكون ضمن دائرة الإيمان الأصغر من دائرة الإسلام والأضيق شيء آخر، وأن تكون في دائرة الإحسان الأصغر والأضيق من دائرة الإيمان وبالتالي من دائرة الإسلام فشيء ثالث حتما:{
                قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا، إن الله غفور رحيم}(الحجرات: 14)، والمسلم ليس مطالبا بالتفتيش عن إيمان الناس أو عن إحسانهم لأنهما من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده، والمسلمون ليسوا مطالبين بالشق على صدور العالمين لمعرفة ما تنطوي عليه قلوبهم، لا !
                حديثنا عن الإسلام وما يخالفه ويناقضه من تصرفات المسلمين، الدائرة الأكبر والأوسع، وليس عن الدائرتين الأخرايين الضيقة والأضيق منها: دائرة الإيمان فدائرة الإحسان، والمسلمون اليوم يأتون من نواقض الإسلام ومُهَدِّماته ما يخرجهم من دائرته وإن ظنوا أنهم "مسلمون"، بل منهم من ينقض إيمانه ويسفده ويبطله وهو يحسب نفسه مسلما مؤمنا محسنا، نسأل الله السلامة والعافية؛ والسؤال الذي يرفض نفسه علينا اليوم هو: "هل نحن مسلمون"؟ فالإجابة، إن اكتفينا بالأقوال والادعاءات و"الزُّعُومات": نعم ! أما إن تعمقنا في التحليل والتعليل وفي الدراسة الموضوعية، فالإجابة الحتمية: لا، طبعا ! لأن الإسلام ليس أقوالا فحسب بل هو، إضافة إلى هذا، أفعال المسلمين وأحوالهم التي لا تنبئ عن الإسلام قط.
                فإن اتفقنا على هذا، يمكننا الاسترسال في الحديث على قاعدة ثابتة متينة قوية وإلا سندور في حلقة مفرغة لن نخرج منها أبدا.
                لقد سقط "المسلمون" في المستنقع الذي سقطت فيه الملل السالفة عنهم، مستنقع الغرور بزعمهم: {
                وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير}(المائدة: 18) حتى وإن لم يعلنوا ذلك صراحة ولم يقولوه جهرة بل "قالوه" بأفعالهم وأحوالهم، وغرهم بالله الغرور فظنوا، من جهلهم ومن ظلمهم وغيِّهم، أنهم {خير أمة أخرجت للناس} قبل أن تتحقق فيهم شروطها بل هم يسعون إلى إبطال شروطها وإلى تعطيلها ويعملون جاهدين لمناقضة تلك الشروط بل يجتهدون في معاقبة من يدعو إلى شروطها فضلا عن القيام بها، والله المستعان.
                وبناءً عليه، صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غير المسلمين إليه، والدليل ؟
                "الواقع أصدق إنباءً من الكتب = في حده الحدُّ بين الجد واللعب"
                وختاما،"
                بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (صحيح الإمام مسلم، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه)، جعلنا الله من الغرباء في زمن الأدعياء، اللهم آمين، فالمسلمون، إذن، أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.
                والله المستعان وعليه، سبحانه، التكلان.

                البُلَيْدَة، صبيحة يوم السبت 18 ديسمبر 2021 الموافق 14 جمادى الأولى 1443.
                (هذه المشاركة منسوخة من موضوعي:"القرآن وبناء الإنسان"، مشروع أمة في كتاب)
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                بالنسبة للحديث الوارد في المشاركة الأولى فإنني لأول مرة أسمع به، علماً بأنه كما أورد الكاتب أنه حديث صحيح
                وما لفت نظري في الحديث لغته القوية وألفاظه العميقة، وهو ما يؤكد أن نبي الرحمة لم يكن أمياً بالمعنى المفهوم بل كان من أبلغ العلماء الذين أنجبتهم الصحراء العربية..
                أما السؤالان المنهجيان اللذان أوردتهما في المشاركة التالية ، فإنني أرى أنهما سؤال واحد يتكرر بصيغتين مختلفتين
                وإذا ما أردت الإجابة عليهما من وجهة نظري المتواضعة فالأسباب كثيرة .. أذكر منها :
                - كمعلمة أقول : أن أعطي مادة تعليمية لطفل خام ليس في صدره أية معلومات عن المادة أرى أن ذلك أسهل علي من أقدمها لطفل تعلم أشياء خاطئة وعلي تصحيحها، فنزع الخطأ وزراعة محلّه صواب أمر أصعب بكثير من زراعة الصواب على أرضية فارغة.
                ومن هنا فالمسلمون في الحقيقة دخلوا الإسلام ولكن الإسلام لم يدخل فيهم ، وصاروا أولى من غيرهم بتعليمهم دينهم بشكل صحيح أو على الأقل تعليمهم كيف يتبعون خطاه عملياً وليست مجرد أقوال يحفظونها ويؤمنون بها، فلا يكفي أن أؤمن بقيمة الصدق وأنا كاذب، ولا يكفي أن أنبذ البخل وأنا بخيل...، لذلك فإن تعليم المسلم أصول دينه بات أشق من تعليم غير المسلم الذي دخل الإسلام حديثاً.
                - ثم إنني أرى أن الدعاة والأئمة والشيوخ مع الاحترام لهم جميعاً، لم يتفقوا على منهجية واحدة ، فبعضهم لا يوظفون الدين بشكل صحيح، فالأئمة على منابر الجمعة في المساجد يتركون قضايا الأمة الهامة ويتعلقون بقضايا لا أقول تافهة لكنها ليست في محلها فيتحدثون منذ آلاف السنين - على سبيل المثال لا الحصر - عن المسح عن الجوارب والخفين، وما هي صفات الخفين التي يجوز فيها المسح، وبذات الوقت العالم من خلفهم يتطور بشكل سلبي فيأخذ أبناءنا من المساجد إلى عالم الرذيلة من الخلف وهم يعلكون بذات المواضيع.
                - السياسيون الأراذل لهم دور جداً كبير في هذا الجانب، فهم متفقون مع جهات معينة لسحب المسلم تجاه البعد الحقيقي عن الدين الصحيح، لتخلو لهم الساحة في سرق ونهب مقدرات الشعوب.
                - بتنا في وقت لا نميز فيه بين الصواب والخطأ ، حتى اختلط الأمر حتى على العارفين به، لكثرة الفتاوى التي تنفي ما سبقها، كالطبيب الذي يقلل من شأن علاج طبيب سابق لمريضه ويستهين بما قدم للمريض من وصفة طبية، والمسؤول الذي يذم بمن قبله حتى خلقوا فينا عدم الثقة بأي مخلوق.
                - غياب القدوة الحسنة،
                ولا شك أن هناك أسباباً أخرى ولكن هذا ما استطعته وما توفيقي إلا بالله.
                شكراً وتقدير... ناريمان
                sigpic

                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته = وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته، أهلا بك الأستاذة ناريمان، وعودة ميمونة.
                  بالنسبة للحديث الوارد في المشاركة الأولى فإنني لأول مرة أسمع به، علماً بأنه كما أورد الكاتب أنه حديث صحيح
                  وما لفت نظري في الحديث لغته القوية وألفاظه العميقة
                  = وهكذا يزداد المرء علما عندما يطَّلع على مواضيع كان يجهلها، فالحمد لله أنني أفدتك بحديث تسمعين به لأول مرة.
                  وهو ما يؤكد أن نبي الرحمة لم يكن أمياً بالمعنى المفهوم بل كان من أبلغ العلماء الذين أنجبتهم الصحراء العربية
                  = أمية النبي، صلى الله عليه وسلم، كما جاءت وصفا له في القرآن الكريم أنه كان لا يعرف الكتابة والقراء ولا يخط كتابا بيمينه، وأميته، صلى الله عليه وسلم، ليست مرادفة للجهل فقد علَّمه ربه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما؛ والنبي، صلى الله عليه وسلم، أفصح العرب وأبلغهم وقد أوتي جوامع الكلم، صلى الله عليه وسلم، ما أدهش أصحابه وهم عرب.
                  أما السؤالان المنهجيان اللذان أوردتهما في المشاركة التالية، فإنني أرى أنهما سؤال واحد يتكرر بصيغتين مختلفتين
                  = هما فعلا سؤالان وليسا سؤالا واحدا بصيغتين؛ فالأول يقرر أولوية دعوة المسلمين إلى الإسلام الصحيح؛ والثاني يقرر خطورة هذه الدعوة على الداعي فقد يتعرض إلى القتل أو إلى الإخرج، النفي، أو إلى الحبس، وغيرها من العقوبات المادية والمعنوية، والوقاع المعيش في الوطن العربي فقط أصدق إنباءً من وسائل الإعلام المسترزقة.
                  وإذا ما أردت الإجابة عليهما من وجهة نظري المتواضعة فالأسباب كثيرة .. أذكر منها:
                  - كمعلمة أقول: أن أعطي مادة تعليمية لطفل خام ليس في صدره أية معلومات عن المادة أرى أن ذلك أسهل علي من أقدمها لطفل تعلم أشياء خاطئة وعلي تصحيحها، فنزع الخطأ وزراعة محلّه صواب أمر أصعب بكثير من زراعة الصواب على أرضية فارغة
                  = بارك الله فيك أختي الفاضلة، فهذا المثال أوضح مثال لتفسير الظاهرة التي نناقشها وأسهل، وقديما قيل "بالمثال يتضح المقال"، وقد اتضح ما أريد قوله فعلا.
                  ومن هنا فالمسلمون في الحقيقة دخلوا الإسلام ولكن الإسلام لم يدخل فيهم، وصاروا أولى من غيرهم بتعليمهم دينهم بشكل صحيح أو على الأقل تعليمهم كيف يتبعون خطاه عملياً وليست مجرد أقوال يحفظونها ويؤمنون بها، فلا يكفي أن أؤمن بقيمة الصدق وأنا كاذب، ولا يكفي أن أنبذ البخل وأنا بخيل...، لذلك فإن تعليم المسلم أصول دينه بات أشقَّ من تعليم غير المسلم الذي دخل الإسلام حديثاً
                  = ممتاز، كلام جميل وهو يلخص ما أردت إيصاله إلى القراء الكرام، لكن أين هم باستثنائك أنت طبعا؛ صار الناس يخشون الخوض في مثل هذه المواضيع، ولست أدري لماذا؟ لعلها تكشف عوارهم وضعفهم ورعبهم وجهلهم.
                  - ثم إنني أرى أن الدعاة والأئمة والشيوخ مع الاحترام لهم جميعاً، لم يتفقوا على منهجية واحدة، فبعضهم لا يوظفون الدين بشكل صحيح، فالأئمة على منابر الجمعة في المساجد يتركون قضايا الأمة الهامة ويتعلقون بقضايا لا أقول تافهة لكنها ليست في محلها فيتحدثون منذ آلاف السنين
                  (؟!!!، عمر الإسلام 1443 وتزيد 13 عاما فمن أين جاءت "آلاف السنين"؟) -على سبيل المثال لا الحصر- عن المسح عن الجوارب والخفين، وما هي صفات الخفين التي يجوز فيها المسح، وبذات الوقت العالم من خلفهم يتطور بشكل سلبي فيأخذ أبناءنا من المساجد إلى عالم الرذيلة من الخلف وهم يعلكون بذات المواضيع = الدعاة والعلماء والشيوخ ينتمون إلى مذاهب وتيارات كثيرة ومختلفة، بل متصارعة ومتحاربة، فأني يتفقون؟ وهم تابعون للأنظمة التي تنفق عليهم ويسترزقون منها؛ فعلى المسلم الصادق أن يتحمل مسئوليته بيديه ويثقف نفسه بنفسه أو يختار علماء يثق فيهم فيأخذ ما عندهم بعد التمحيص والتدقيق إن كان يملك أدواته طبعا.
                  - السياسيون الأراذل لهم دور جداً كبير في هذا الجانب، فهم متفقون مع جهات معينة لسحب المسلم تجاه البعد الحقيقي عن الدين الصحيح، لتخلو لهم الساحة في سرق ونهب مقدرات الشعوب
                  = ها هنا مربط الفرس كما يقال، لقد دجَّنت الأنظمة العربية العلماء والمثقفين فلا يرون إلا ما تراه لهم أو لا تراه لهم نافلة منهم لإرضائها.
                  - بتنا في وقت لا نميز فيه بين الصواب والخطأ، حتى اختلط الأمر حتى على العارفين به، لكثرة الفتاوى التي تنفي ما سبقها، كالطبيب الذي يقلل من شأن علاج طبيب سابق لمريضه ويستهين بما قدم للمريض من وصفة طبية، والمسؤول الذي يذم بمن قبله حتى خلقوا فينا عدم الثقة بأي مخلوق.
                  - غياب القدوة الحسنة،
                  ولا شك أن هناك أسباب
                  [أسبابا = اسم "أن" منصوب مؤخر] أخرى ولكن هذا ما استطعته وما توفيقي إلا بالله.
                  شكراً وتقدير... ناريمان
                  أحسن الله إليك وجزاك عني خيرا أستاذتنا الفاضلة ناريمان وزادك الله علما وحلما وفهما وحكما، اللهم آمين.
                  لقد أذهبت مداخلتك القيمة هذه بعض الأسى والحزن عني فلا أراك الله سوءا أبدا، اللهم آمين.
                  تحياتي إليك وتقديري لك.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #10
                    شكري وعظيم امتناني أستاذي الذي أحترم على اهتمامك بمشاركتي المتواضعة على كلامك الكبير
                    بالنسبة لِ ( فيتحدثون منذ آلاف السنين (؟!!!، عمر الإسلام 1443 وتزيد 13 عاما فمن أين جاءت "آلاف السنين"؟)
                    قصدت هنا آلاف الخطب في المساجد
                    أما كلمة أسباباً لأنه اسم إن ( فقد سقطت مني سهواً وتم تصحيحها ) وشكراً لك على التنبيه
                    كما تم تصحيح ( أشقق) فأصبحت ( أشق) وتم تصحيح الساسيون ( وقصدي ( السياسيون)
                    وأود الإشارة إلى رجاء تصحيحهما في الاقتباس من عندك مع وافر الشكر
                    أما بالنسبة للمواضيع اليتيمة فهي كثيرة، ولا عليك، يكفيك أن تصل رسالتك لشخص واحد يعي ما تقول أفضل من أن يشاهدها خمسون
                    ويرسلون لك أعجبني ههههه
                    تحية وتقدير... ناريمان

                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      السلام عليكم، أستاذة ناريمان، ورحمة الله تعالى وبركاته.
                      شكر الله لك تفاعلك الإيجابي مع مواضيعي المتواضعة حقيقة ولو وجدت من يتناولها بجد لما تطرقت إليها عسى أن أقوم ببعض الواجب الكفائي في انتظار كاتب جاد يعفيني من مرارتها ويكفيني متاعبها.
                      لقد صححت الهفوتين الرقنيتن في الاقتباس حتى ينسجم مع المشاركة الأصلية.
                      ثم أما بعد، الحديث في أزمات الأمة العربية الكثيرة ذو شجون وذو أشجان وآلام وآمال في الوقت نفسه، وإحسان الظن بالله تعالى واجب حتى لا نسقط في التشاؤم والقنوط واليأس، نعوذ بالله منها جميعا، فما زال في الأمة من يغار عليها وينصحها ويواجهها بحقيقتها البائسة، فقد وعدنا الله تعالى على لسان نبيه الكريم، صلى الله عليه وسلم: "
                      إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها
                      "، الحديث رواه أبو داود، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، ونحن ننتظر تحقيق هذه البشارة في القرن الخامس عشر الذي نجتازه، وقد كان الشيخ عبد الحميد بن باديس، رحمه الله تعالى، مجدد القرن الرابع عشر، بالنسبة إلينا نحن الجزائريين على الأقل، فقد أحيا، رحمه الله، أمة ميتة وبعثها من الرماد وأخرجها من الظلمات إلى النور بإذن الله، فجزاه الله عن الجزائريين خيرا، اللهم آمين.
                      أما عن عزوف القراء عن الموضوع فلا عجب منه فقد استمرأوا المواضيع التافهة الخفيفة التي لا تكلفهم تبعات من أي نوع كانت فترينهم يتهافتون عليها تهافت الفراش على النار وهي حارقته، ويقال: "اختيار المرء جزء من عقله" ونحن نرى عقول القراء من خلال اختياراتهم وإعجاباتهم، ولله في خلقه شئون.

                      تحياتي إليك أختي الفاضلة الأستاذة ناريمان وتقديري لك، ودمت على التواصل البناء الذي يُغني ولا يُلغي.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • فاطمة الزهراء العلوي
                        نورسة حرة
                        • 13-06-2009
                        • 4206

                        #12
                        اللهم صل وبارك على الحبيب المصطفى
                        جزاك الله خيرا أستاذي السي الحسين
                        لو فقط تأملنا في حياة رسول البشرية جمعاء عليه أفضل الصلوات وأعدنا أوراق مجدنا الذي ضيعه السفهاء


                        لابد من وقفة تأملية أخرى ومنصتة لما تفضلت به في هذه الموضوعة الرائعة
                        فنحن في رحاب رسول الله ولابد من القراءة المتانية

                        فجزاك الله خيرا
                        التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الزهراء العلوي; الساعة 16-01-2022, 07:18.
                        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                          اللهم صل وبارك على الحبيب المصطفى
                          جزاك الله خيرا أستاذي السي الحسين
                          لو فقط تأملنا في حياة رسول البشرية جمعاء عليه أفضل الصلوات وأعدنا أوراق مجدنا الذي ضيعه السفهاء، لابد من وقفة تأملية أخرى ومنصتة لما تفضلت به في هذه الموضوعة الرائعة فنحن في رحاب رسول الله ولابد من القراءة المتانية
                          فجزاك الله خيرا
                          صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم، في الأولين وفي الآخرين، في كل حين إلى يوم الدين، اللهم آمين.
                          مرحبا، لالة فاطمة، وأهلا وسهلا بك في هذا المتصفح المثير للتساؤل عند الغُيُر على دينهم وعلى أمتهم كيف تردت إلى الحضيض الأسفل دون الأمم وعندها كتاب الله وسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، يهديانها سواء السبيل ويسوقانها إلى العزة والكرامة، والمثير، في الوقت نفسه، للنقمة على كاتبه عند السفهاء الغُفَّل عن شرفهم ومجدهم وسؤددهم لأنه واجههم بحقيقتهم المزرية.
                          حال الأمة كحال مريض اشتد به الداء ويخشى الذهاب إلى الطبيب لأنه يخاف أن يواجهه بحقيقته بأنه لا محالة هالك إلى لم يبادر إلى معالجة نفسه قبل فوات الأوان، وكذلك الأمة الجاهلة تخشى من يواجهها بحقيقتها أنها مريضة موشكة على الهلاك، بل أكثر من هذا فهي تبغضه وتمقته لأنه تجرأ على مواجهتها، والله المستعان.
                          لو رحنا نتأمل حال الأمة العربية منذ قرن فقط لأدركنا أنها بدأ في الموت السريري منذ 1922 حين قرر أعداؤها إلغاء الخلافة الإسلامية فتمزعت الأمة مزعا متباغضة ومتقاتلة ومتحاسدة ومتحاقدة ولما ظهرت النزعة القومية الخبيثة ازداد تمزق الأمة وتشتتها، فتخلت الأمة عن سبق إصرار وترصد عن القضية الفلسطينية لأنها "قضية العرب" فتخلى باقي الأمة عن القضية، والله المستعان.
                          هذا أثر واحد، ويا له من أثر، نذكره عن مخازي القومية العربية الخبيثة والأخطر من هذا هو ظن العرب، من جهلهم وغيهم وسوء تدبيرهم، أنهم أفضل الأمم لأنهم عرب، وهذا والله يشبه قول أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين معا {نحن أبناء الله وأحباؤه} أو ظنهم أنهم "شعب الله المختار" لا لشيء إلا لأنهم عرب، وهذا من أغرب السفه وأقبح الادعاء، وهم اليوم أرذل الأمم وأحطها وأذلها وقد جمعوا رذائل الأمم السابقة منذ نوح، عليه الصلاة والسلام، إلى أهل الجاهلية الأولى قبيل الإسلام، وجمعوا كذلك رذائل الأمم المعاصرة اليوم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
                          سعدت بحضورك الكريم، لالة فاطمة، وقد أقفر المكان بغيابك الملحوظ، فتحياتي إليك وتقديري لك وشكري على التفاعل الإيجابي مع الموضوع فدمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • محمد الملا محمود
                            استاذ متقاعد ومترجم
                            • 27-09-2020
                            • 575

                            #14
                            شكرا استاذنا على الطرح والتقديم
                            عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ذات يوم في خطبته: «ألَا إن ربي أمرني أن أُعَلِّمَكم ما جَهِلتم، ممَّا علَّمني يومي هذا، كلُّ مالٍ نَحَلتُه عبدًا حلال، وإني خلقتُ عبادي حُنَفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أُنزِّل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمَقَتهم عربهم وعَجَمهم، إلَّا بقايا من أهل الكتاب،
                            --
                            عن نفسي أقول : أشك في صحة الحديث فالله سبحانه وتعالى لا يمقت العباد وليس من صفته المقت
                            قد وردت لفظة ( مقت ) في القرآن ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) وربما نزلت توضيحا لقوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
                            في هذه الأخيرة ربما توجد شواهد عملية كثيرة في حياتنا المعاصرة
                            كأن يأمر مسئول ما أو شيخ ما الناس بالإصلاح ولكنه لا يصلح نفسه أولا
                            وعلى أية حال الله سبحانه وتعالى لا يأخذ هذا بجريرة ذاك وحتى أننا نقولها في عاميتنا (( كل شاة معلقة من كراعها ))
                            نحن البشر أو أغلبنا لا يقبل هذه الصفة على نفسه , فكيف يقبلها الله على نفسه ؟
                            ---
                            أما وأن الشك صفة نكراء ( ليست محبذة ) ؟ كأن أشك في قول هذا أو قول ذاك أو قولا نقله هذا أو ذاك
                            اعتقد أنه مباح فربما يوصلك إلىى نتائج أفضل من تلك التي عُرضت أو قُدِّمت عنها دراسة فالشك يقود إلى اليقين
                            في عهد الإسلام الأول ولم يمض على وفاة الرسول بضعة أعوام حتى خرجت ملل أو أفراد انشقوا عن الدين أو أرتدوا كمسيلمة وغيره
                            وقسم منهم خرج عن طاعة ولي الأمر وشارك الفتن كالذي حدث في عهد سيدنا ( عثمان بن عفان ) ,وقسم أخر تآمر على علي أبن أبي طالب ومنهم من كان صحابيا أو تابعيا إمرأة أو رجل ...
                            فكيف لنا أن نحكم أو نميز وكأن عام الأمس هو اليوم فعلى الأقل يستطيع المسلم المتدارك الفطن لدينه فهم حقيقة الدنيا والدين منذ عهد رسول الله وحتى يومنا الحاضر (( لا تبديل لأمر الله ))
                            وثانيا أقول أو أحاول التفسير : لو أن الله يمقت العباد ما ترك عليها من دابة ولأنزل العذاب كما أنزله على قوم عاد وثمود وآل فرعون وغيرهم
                            قوم شعيب فقط لأنهم لم يوفوا الكيل والميزان أنزل الله بهم العذاب فأتتهم ريح صرصر وما الخ من العذاب
                            وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ

                            لو نأتي بالمقارنة مع حال اليوم فكثير من الباعة يبخسون الكيل أو يضع بضاعة جيدة في المقدمة كي يستميل المشتري و يجذب انتباهه ثم يكيل له بضاعة رديئة أو ليست ذات الجودة ( من الخلف ) وهذه كثيرة حدث ولا حرج , بل يبتكرون أشياء لا تمر على بال في التعامل مع شتى انواع البيع كأن تكون سلع خضار أو وقود أو حتى في التعاملات المالية والخ
                            فلو كان الله يمقت لمقت بهؤلاء وأنزل عليهم العذاب فهم وكما أرى ليسوا أقل جرما من قوم ( شعيب ) ,
                            أو ربما والأصح يمتحن الله الإنسان فيبتليه كأن يبتبليه ببعض الهموم فلا يستطيع النوم مثلا فربما يصلح نفسه ويهتدي
                            في كل هذا يمنح الله البشر فرصا للتوبة ولا يستعجل العذاب أو المقت.
                            خاتمة القول : ربما قبل مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كانت هنالك أثار ودلائل لمقت رب العالمين على أقوام خلت
                            لكن إكراما وتعزيزا لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام رفع الله المقت عن الأرض
                            يبتلينا ويؤخرنا إلى ذاك اليوم ( يوم الحساب ) يوم لا ينفع مال ولا بنون
                            ويبقى القول وبالنتائج والشواهد أن الحديث النبوي ( يمكن تحريفه ) لا عصمة للحديث كتلك العصمة مع القرآن
                            (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))
                            وإني هنا لدي قول : لماذا لا يجري حفظ الحديث في كتاب واحد بدلا عن ( صحيح مسلم وصحيح البخاري وصحيح فلان أو غيره )
                            وبعض الحديث يقال حديث حسن وأخر مسند صحيح وأخر إسناده ضعيف وأخر متفق عليه
                            فلماذا لا نجتزأ الحسن من الصحيح المتفق عليه والمسند من غير المسند أم كل له فلسفته وتفيقهه ؟
                            وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


                            وقل ربي زدني علما
                            حسابي توتير : https://x.com/alrobaey51
                            مدونتي في قوقل : https://mohammad-al-mullah-mahmood.blogspot.com/

                            تعليق

                            • فاطمة الزهراء العلوي
                              نورسة حرة
                              • 13-06-2009
                              • 4206

                              #15
                              السلام عليكم
                              أستاذ علي فرحان أتابع باهتمام ما تتفضل به
                              فتحية لك سيدي وتحية لأستاذنا السي الحسين
                              جزاكما الله خيرا
                              لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X