[align=center]
هجرني الشعر أشهُرًا ؛ فكتبت إليه أعاتبه :
مدينة الشعر
شعر : محمود بن سعود الحليبي
أَمُتَّ شعريَ أم ماتتْ أحاسيسي
أم غِيضَ زيتـُكَ فاسترختْ فوانيسي
أقضي لياليَّ تستجدي نداكَ يدي
وأنتَ تمعنُ في نهرٍ وتعبيسِ
ماذا تريدُ بقلبي ، كلُّهُ حُرَقٌ
إن كنتَ تبغيه قلباً غيرَ مأْنوسِ
ماذا تريدُ بروحٍ سِرُّها أملٌ
يرى طموحيَ حُلْماً غيرَ ميئوسِ
يا شعرُ كلُّ بقاعِ الأرضِ خارطتي
ولا تُقَاسُ حدودي بالمقاييسِ
جعلتُ ظهرَ الأماني سرجَ راحلتي
والصبرَ زادي وتقوى الله ملبوسي
ورحتُ أقطعُ بيدائي ، وها أُذني
إلى حُدائِكَ تصغي حاديَ العيسِ
قلبي دليلي وإيماني سنا طُرقي
وما مشيتُ بها مشيَ الطواويسِ
الهمُّ دربي ، وما يومًا خشيتُ بأن
يُعَجِّلَ الهمُّ في شيـبي وتقويسي
دقائقي نبضُها شعرٌ وذاكرتي
تئنُّ حُبلى بأصنافِ ( الهواجيسِ )
**********
ما بين أمتيَ الثكلى وحُلمِ غدي
وبين قلبيَ عهدٌ غير منكوسِ
أُلَمْلِمُ الحرفَ من جرحي وجرحِ أخي
وأسكبُ الحبرَ دمعًا في قراطيسي
إذا اشتكتْ مهجةٌ جرحاً أضجُّ أسًى
كأنَّ كفَّ الأسى دقتْ نواقيسي
وإن تنفَّسَ صبحُ الأنسِ من شفةٍ
فُكَّتْ قيودُ هناءٍ فيَّ محبوسِ
مهْ أيها الشعرُ لا تبخلْ بزائرةٍ
يا طالما سمعتْ بوحي وتنفيسي
قصيدتي واحتي ، بل ظلُّ أَحرُفِها
أغلى لدى مهجتي من عرشِ بلقيسِ
دواةُ حبري جُفوني والضَّنى قلمي
والحبُّ والحزنُ من أحلى قواميسي
من خُضرةِ النخلِ أبني عشَّ أخيلتي
ومن عيونِ ( الحسَا ) أسقي تجانيسي
من مقلةِ الشمسِ أُذكي ضوءَ قافيتي
فهل قرأتَ بحرفي أيَّ تدليس
نهجتُ نهجَ صحارينا على ثقةٍ
بأنَّ نهج سواها نهجُ إبليسِ
مرفوعة الرأسِ طالتْ من دمايَ فما
تقزَّمتْ باسمِ ( إليوتٍ ) و ( رمسيسِ )
أخضعتُها للذي سواكَ ملكَ يدي
فلم تُرَكَّعْ لحاخامٍ وقِسِّيسِ
عرشي خيالي وعقلي حاجبي ويدي
ديوانُ قصري ونُدْماني أحاسيسي
وصارَ قلبي وزيري والهدى حكمي
وطيِّباتُ ظنوني من جواسيسي
يا شعر نبِّئ جريراً عن مدينته
أنِّي ظممتُ رباها في فراديسي
وصح بواديكَ : غزلاني له التفتي
ويا غصونَ الهوى في شعره ميسي ! [/align]
هجرني الشعر أشهُرًا ؛ فكتبت إليه أعاتبه :
مدينة الشعر
شعر : محمود بن سعود الحليبي
أَمُتَّ شعريَ أم ماتتْ أحاسيسي
أم غِيضَ زيتـُكَ فاسترختْ فوانيسي
أقضي لياليَّ تستجدي نداكَ يدي
وأنتَ تمعنُ في نهرٍ وتعبيسِ
ماذا تريدُ بقلبي ، كلُّهُ حُرَقٌ
إن كنتَ تبغيه قلباً غيرَ مأْنوسِ
ماذا تريدُ بروحٍ سِرُّها أملٌ
يرى طموحيَ حُلْماً غيرَ ميئوسِ
يا شعرُ كلُّ بقاعِ الأرضِ خارطتي
ولا تُقَاسُ حدودي بالمقاييسِ
جعلتُ ظهرَ الأماني سرجَ راحلتي
والصبرَ زادي وتقوى الله ملبوسي
ورحتُ أقطعُ بيدائي ، وها أُذني
إلى حُدائِكَ تصغي حاديَ العيسِ
قلبي دليلي وإيماني سنا طُرقي
وما مشيتُ بها مشيَ الطواويسِ
الهمُّ دربي ، وما يومًا خشيتُ بأن
يُعَجِّلَ الهمُّ في شيـبي وتقويسي
دقائقي نبضُها شعرٌ وذاكرتي
تئنُّ حُبلى بأصنافِ ( الهواجيسِ )
**********
ما بين أمتيَ الثكلى وحُلمِ غدي
وبين قلبيَ عهدٌ غير منكوسِ
أُلَمْلِمُ الحرفَ من جرحي وجرحِ أخي
وأسكبُ الحبرَ دمعًا في قراطيسي
إذا اشتكتْ مهجةٌ جرحاً أضجُّ أسًى
كأنَّ كفَّ الأسى دقتْ نواقيسي
وإن تنفَّسَ صبحُ الأنسِ من شفةٍ
فُكَّتْ قيودُ هناءٍ فيَّ محبوسِ
مهْ أيها الشعرُ لا تبخلْ بزائرةٍ
يا طالما سمعتْ بوحي وتنفيسي
قصيدتي واحتي ، بل ظلُّ أَحرُفِها
أغلى لدى مهجتي من عرشِ بلقيسِ
دواةُ حبري جُفوني والضَّنى قلمي
والحبُّ والحزنُ من أحلى قواميسي
من خُضرةِ النخلِ أبني عشَّ أخيلتي
ومن عيونِ ( الحسَا ) أسقي تجانيسي
من مقلةِ الشمسِ أُذكي ضوءَ قافيتي
فهل قرأتَ بحرفي أيَّ تدليس
نهجتُ نهجَ صحارينا على ثقةٍ
بأنَّ نهج سواها نهجُ إبليسِ
مرفوعة الرأسِ طالتْ من دمايَ فما
تقزَّمتْ باسمِ ( إليوتٍ ) و ( رمسيسِ )
أخضعتُها للذي سواكَ ملكَ يدي
فلم تُرَكَّعْ لحاخامٍ وقِسِّيسِ
عرشي خيالي وعقلي حاجبي ويدي
ديوانُ قصري ونُدْماني أحاسيسي
وصارَ قلبي وزيري والهدى حكمي
وطيِّباتُ ظنوني من جواسيسي
يا شعر نبِّئ جريراً عن مدينته
أنِّي ظممتُ رباها في فراديسي
وصح بواديكَ : غزلاني له التفتي
ويا غصونَ الهوى في شعره ميسي ! [/align]
تعليق