جميلٌ و البهاءُ بها جديدُ
و فتنتُهَا إذا كَبُرَت تزيدُ
أنا عن كُلِّ غيدِ الأرضِ أعمَى
و لكنْ فيكِ ذا بصَري حديدُ
يُزيِّنُ صدرَكِ الذَّهبُ المُصَفَّى
كأنَّ لهُ الضِيا عقدٌ فريدُ
تعدَّدت المزايا في بهاكمْ
و إن عُدَّت يُحيِّرُني العديدُ
فيا أُمَّ الفؤادِ أليسَ يرنُو
إلى أحضانِكِ القلبُ الوليدُ
ألا إنَّ الجفا منَّا حِدادٌ
و إنَّ لِقاؤَنا العيدُ السَّعيدُ
و لحظُ العينِ رمحٌ سمهَرِيٌّ
رَدينِيٌّ لهُ عُودٌ شديدُ
يُجدِّلُني على حُبٍّ فسيحٍ
كأنَّ المَشرِقيْنِ لهُ صَعيدُ
و يُشعِلُني الجَوى في هجْرِ خِلِّي
كأنَّ الشَّوقَ في المنأَى وقيدُ
قديمٌ حُبُّها في الرُّوحِ لكنْ
هَواها إذ تُعانقُنِي جديدُ
فيا شمسَ التَّلاقي لا تغيبي
فشَوقي في جَفا خلِّي جليدُ
وحيدَ الدَّارِ في الهِجرانِ أغدُو
فمعشوقي هوَ الحُبُّ الوحيدُ
فما هزَّ البِعادُ خِيامَ عشْقِي
و أشواقي لها وَتَدٌ وَطيدُ
معيشةُ خافقي في الهَجْرِ ضَنْكَا
و قُربُ حبيبتي العيْشُ الرَّغيدُ
و إنَّ وِصالَ محبوبي مَلاكٌ
و إنَّ البُعدَ شيطانٌ مَريدُ
فرُبَّ مُبَعَّدٍ منِّي قَريبٌ
و رُبَّ مُقَرَّبٍ منِّي بَعيدُ
رضا الهاشمي
تعليق