المُخَلِّص ... نص مسموع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    المُخَلِّص ... نص مسموع




    المُخَلِّص




    مَنْ ههنا ... هولاكو ؟
    جنكيز خان ؟
    يهوذا ام سمعان ... ام بطرس ؟
    أتُراه الآب ... والإبن بوش
    وروحهما القدس ؟ !


    ما بال جوادي منهزما
    يفر ولا يكر
    وقريتي تحت خيمة الليل تَئِن
    ترنو لبحر الفرنجة
    تُلَقِّمُ الجَوْعى ثديها
    كل الغزاة .. من هنا مرّوا
    كل الغزاة عاثوا بارضها
    وعادوا ببردى والكلب ودجلى


    ويسقط تحت قدميها
    رأس يوحنا
    وتاج الشوك
    والذهب والمن والسلوى


    وتزدحم الشوارع بالموتى واللصوص
    وتدور في القرية الإشاعات
    تهاجر الطيور
    وتموت فوق السحاب
    او بطعنة من قرني ثور مجنّح


    فقيرة أنت يا قريتي في الحساب
    ولحروف الجر تعملين ألف حساب
    تحيين في ملكوت الرياح
    تقرعين الأجراس


    ها هو ذا فَتاكِ فوق ثراكِ مسجى
    والأفيال بأقدامها تدوس
    الرأس والقلب والشرفَ المفدى


    إلى أين تمضينَ يا قريتي ؟
    إلى دار خُلدٍ فيها تنعمين
    أم إلى قصرٍ بالجحيم مُشَيَّدْ ؟
    جَعَلْتِ الموت نصيبا لنا
    حَبَسْتِ في أيدينا القدر
    هناك تجلسين
    في بيت التراب حيث تُوارين
    في بحر الظلمات
    ما بين النيل والفرات
    هناك تجلسين
    خلف جَمْر خَبَتْ نارهُ وقت البرد
    خلف باب لا يحمي من عاصفة هوجاء
    العار للجبناء
    للنظارة فوق مقاعدهم الوثيرة
    لمنابر الخطباء
    للمُؤَدين فوق خشبة مسرح الجريمة
    للمخرج الذي يقودهم
    للموتى الذين يدفنون موتاهم بايديهم


    كل أيامي فيكِ يا قريتي
    أمسي واليوم والآتِ
    قرباني سنبلة تنمو فوق ترابك
    أخالها تُعانق حبات المطر
    قبل أن ينهمر


    أيَا شقائق النعمان
    تفتحي بالزهر
    ليعرف الصباح والأصيل
    والصيف والشتاء
    اننا لن نموت من جديد
    وإن متنا نخبيء الحياة


    بطيئون أنتم يا رفاق السيَّار*
    ربما تصلون
    بعد أن يفوتَ الأوان
    وينفذَ العَتاد


    هناك من سَيَمْتَطِي صهوة النهار
    ويحل ضيفا على غير إنتظار
    يُحَوِّلُ الماء خمراً
    يُطْعِم آلاف الفقراء
    ويُنصف الضُعفاء


    مَنْ هو ؟
    مَنْ هَهُنَا ؟
    ونجْمُهُ يسطعُ في السماء


    أتراه المُخَلِّص ؟
    إفرحي يا قريتي
    غُدْتِ كبيت لحمٍ
    ملاذاً لمريمَ كُلِّ آن
    ولْيَبِيتُوا حَيَارى على شوك القتاد*
    مَنْ صَمَّت لهم عن الحق آذان
    فَلْتُقرع أجراسُ الكنائس
    ولْتَتَرَنَّم المساجد برفع الآذان
    ألمجد لله في الأعالي
    وعلى الأرض السلام
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    لمّا دخل العرب إلى الأندلس لم يهدأ للإسبان و لا للمسيحيين ولا للأوربيين قرار إلا بعد أن ودعوا آخر وفد منهم عام 1492م و رحلوهم عن بكرة أبيهم خارج حدود النصرانية chrétienté أو بعد دخول العديد من الموريسكيين اليهود و المسلمين في دينهم. حتى إنني لاأزال أذكر بعض النصوص الأدبية الإسبانية التي كانت في مقرر التدريس كانت المعلمة تدرسنا إياه في الفصل و يبدأ الكاتب فيه بالقول عن ما كانوا يعتبرونه غزو العرب لإسبانيا: estubimos tan tranquilos أي كنا هانيين في بلدنا حتى جاءنا العرب...

    و لستُ أقول سراً إذا ذكرتُ أن عملية الطرد الجماعي من بلاد المسيحيين لا يمكن وصفها أنها كانت سلمية تقودها شعارات التسامح على أهازيج الشعراء ورقصات الفلامينكو!

    و تسلسل الأحداث بعد ذلك التاريخ المعلوم 1492 و وجه العالم بعد تلك الحادثة كلنا نعرفه. لكن لماذا إلى حد الساعة التي نظمتَ فيها (مرثيتك، إن تسمح لي بالتسمية)، النصارى و المسلمون معاً لم يفلحوا في زعزعة كيان صهيوني ولو قيد أنملة؟ بل العرب في الأندلس، حين بدأت تتقلص مناطق نفوذهم منطقة منطقة و بلدة بلدة حتى تم حصرهم عند أواخر مساكنهم الضيقة فاضطر أمراء الطوائف إلى الاقتتال فيما بينهم (ابن حزم الأندلسي ذكر في شأنها: “تقاتل ملوكنا فتنة سوء أهلكت الأديان...”) أو الاضطرار إلى التحالف مع “الافرنجه” ضد أبناء الأعمام و الأخوال و ربما حتى ضد الإخوان. لكن عكس العرب في الأندلس، مانراه اليوم هو تزايد رقعة نفوذ الصهاينة أرضاً و عمارةً و علو شوكتهم و صلابة عنادهم و عتادهم حتى تمكنوا من الأرض شبرا شبراً (“صفقة القرن” ما هي منا ببعيد).
    أين الخلل؟ خبرني!

    و بعيدا عن التسيس و دون الخوض في ماهية “المخلص” و عقيدة “الخلاص” التي لا أعلم فقهها عند النصارى بل كل معرفتي بها منبعثة من معتقداتي كمسلم - اللهم إذا كان المقصود بالمخلص هنا مفهوم “يخلص على” أي “يجهز على” و يأتي على يديه الهلاك لا النجاة - إلا أنني لا أتوانى في إقرار الحق و لو كنت له كارها: تبقى نثريتك لوحة فنية من صوت و كلمة عميقة المعاني و الدلالات، قدمتها للقاريء العربي في ثوب قشيب يستحق أن يقف عندها عشاق النثريات و يناقشوا جمالها معك. وربما مرشحة للتبيث.

    و لك التحية من أرض السلم.

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 28-03-2021, 00:59.

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
      لمّا دخل العرب إلى الأندلس لم يهدأ للإسبان و لا للمسيحيين ولا للأوربيين قرار إلا بعد أن ودعوا آخر وفد منهم عام 1492م و رحلوهم عن بكرة أبيهم خارج حدود النصرانية chrétienté أو بعد دخول العديد من الموريسكيين اليهود و المسلمين في دينهم. حتى إنني لاأزال أذكر بعض النصوص الأدبية الإسبانية التي كانت في مقرر التدريس كانت المعلمة تدرسنا إياه في الفصل و يبدأ الكاتب فيه بالقول عن ما كانوا يعتبرونه غزو العرب لإسبانيا: estubimos tan tranquilos أي كنا هانيين في بلدنا حتى جاءنا العرب...

      و لستُ أقول سراً إذا ذكرتُ أن عملية الطرد الجماعي من بلاد المسيحيين لا يمكن وصفها أنها كانت سلمية تقودها شعارات التسامح على أهازيج الشعراء ورقصات الفلامينكو!

      و تسلسل الأحداث بعد ذلك التاريخ المعلوم 1492 و وجه العالم بعد تلك الحادثة كلنا نعرفه. لكن لماذا إلى حد الساعة التي نظمتَ فيها (مرثيتك، إن تسمح لي بالتسمية)، النصارى و المسلمون معاً لم يفلحوا في زعزعة كيان صهيوني ولو قيد أنملة؟ بل العرب في الأندلس، حين بدأت تتقلص مناطق نفوذهم منطقة منطقة و بلدة بلدة حتى تم حصرهم عند أواخر مساكنهم الضيقة فاضطر أمراء الطوائف إلى الاقتتال فيما بينهم (ابن حزم الأندلسي ذكر في شأنها: “تقاتل ملوكنا فتنة سوء أهلكت الأديان...”) أو الاضطرار إلى التحالف مع “الافرنجه” ضد أبناء الأعمام و الأخوال و ربما حتى ضد الإخوان. لكن عكس العرب في الأندلس، مانراه اليوم هو تزايد رقعة نفوذ الصهاينة أرضاً و عمارةً و علو شوكتهم و صلابة عنادهم و عتادهم حتى تمكنوا من الأرض شبرا شبراً (“صفقة القرن” ما هي منا ببعيد).
      أين الخلل؟ خبرني!

      و بعيدا عن التسيس و دون الخوض في ماهية “المخلص” و عقيدة “الخلاص” التي لا أعلم فقهها عند النصارى بل كل معرفتي بها منبعثة من معتقداتي كمسلم - اللهم إذا كان المقصود بالمخلص هنا مفهوم “يخلص على” أي “يجهز على” و يأتي على يديه الهلاك لا النجاة - إلا أنني لا أتوانى في إقرار الحق و لو كنت له كارها: تبقى نثريتك لوحة فنية من صوت و كلمة عميقة المعاني و الدلالات، قدمتها للقاريء العربي في ثوب قشيب يستحق أن يقف عندها عشاق النثريات و يناقشوا جمالها معك. وربما مرشحة للتبيث.

      و لك التحية من أرض السلم.

      م.ش.
      لقد بذرتَ في قاحل تربتي بذورا نمت وترعرعت
      فأينعت وجاء قطافها بيدك الحانية ومنجل مسنن .
      نعم للأندلس تاريخ منحوت على جدار الزمن لا ينكره
      غافل ولا جاهل والبذور التي اختلطت سيقانها بين سنابل
      القمح والزوان تمَّ فرزها .
      ألم يكن نيلسون مانديلا المخلّص لجنوب أفريقيا حين تم
      حبسه لأكثر من عشرين سنة ؟
      باتريس لومومبا ألم يتم تذويب جسده بحامض الكبريتيك
      لأنه المخلص لشعب الكونغو من الإستعمار البلجيكي ؟
      تشي غيفارا ومارتن لوثر كينغ وكثيرون تم اغتيالهم لأن
      في قلب وفي عقل كل واحد منهم " المخلص " .
      في عرس قانا الجليل " الإنجيل " تم تعذيب يسوع المسيح
      وصلبه لأنه أشار إلى النبيذ الدون والنبيذ الجيد .
      وهنا في فلسطين كل كهل وشاب وطفل في فلسطين هو
      مشروع " مخلص " مثلهم مثل يسوع المسيح الذي تم
      تعذيبه وصلبه لأنه أشار إلى النبيذ الدون والنبيذ الجيد
      في عرس قانا الجليل " الإنجيل .
      بالمقابل هناك من يقول أن الرئيس الأمريكي هاري ترومان
      كان المخلّص حين ضرب هيروشيما " خلّص أمريكا من
      ويلات الحرب ".
      وأن شمشون كان المخلص ونتنياهو وشارون ... حين
      خلّص اليهود من شر الفلسطينيين .
      أخي محمد .
      الذي يهمني هو قضية وطني فلسطين ، ولا أدمج حبي
      لبلدي بالدين .
      جميل وثري التواصل معكم
      تحياتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        إن مثل هويتنا و انتسابنا و انتمائنا بين الأمس و اليوم كمثل الأعرابي حين سئل عن رغبته في الانتساب إلى (باهلة):

        - هل تريد أن تنتمي إلى باهلة و لك نصف الإمارة؟
        - لا
        - هل تريد أن تنتسب إلى باهلة و لك الإمارة كلها؟
        - لا
        - و لك الجنة؟
        - نعم يا أمير، لكن بشرط.
        - ما هو؟
        - ألا يعلم أهل الجنة أنني من باهلة!

        و نتمنى أن لا يصدق فينا اليوم :

        فغُضّ الطرْفَ إنّكَ من نُمَيْرٍ
        فلا كَعْباً بلغتَ ولا كِلابا.

        و الشهادة أنني أستمتع بالتحاور معك، صديقي.

        كن بخير.

        م.ش.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 29-03-2021, 00:08.

        تعليق

        يعمل...
        X