بيت شعري وقصة
أصابت أهلَ السَّواد الحاجةُ، وقَلَّ عندهم مردودُ الأرض، فقالوا: إلى الأمير نتوجَّه، ومَن يكلِّم الأمير؟
مَن يجرؤ أن يكلَّم الأمير؟
إنَّه فلان... نديمه.
لا بل فلان.
ثُمَّ استقرَّ الرأي أنْ يذهبوا جميعًا إليه، وفدٌ كاملٌ بلغة العصر، وصَلُوا إلى فسطاطه وقالوا بعد السلام والإذن ومراسم الدُّخول: دامَ فضلُك، لنا حاجةٌ نَوَدُّ قضاءَها، قلَّت المواسم وكِدنا لا نجني من أرضنا قفيزًا ولا إردبًّا، وكادت ألاَّ تعطي دينارًا ولا درهمًا؛ فقد ساء الحرث.
إنِّي أتَفَهَّم حاجتكم، ولكن اشرَحُوا لي الأمر، فقال في نفسه: وكيف تقلُّ المواسم إذا قَلَّ الحرث وتَكثُر إذا كَثُرَ الحرث؟ وكيف يَكثُر الحرث إذا كثرت لوازمه؟
وكانوا يحرثون أرضهم على البقر، فقال في نفسه: يجب أن يَكثُر البقر.
شرَح الوفْد حاجته وأطنَبُوا في شرْح المسألة، وعَد الأمير بالحل وهو يحسبها حسابًا لم يثقله.
توجَّه إليهم قائلاً: غدًا تَعرِفون الحلَّ، ظنَّ القوم أنَّ الحجَّاج أميرَهم سيُصِيبهم بأعطياته، فتدفن حاجاتهم، وتسعد حياتهم، فقد يدعوهم غَدًا للعَطايا والهِبات، لكن الطبل سارَ في إمارته وسار معه مبلغ السلطان بأَمْرِ الأمير ينشُر في كلِّ زاويةٍ ومكان، في القُرَى وفي البلدان، وليُعلِم الشاهد فيكم الغائب: قرَّر مولانا الأمير منْع ذبْح البقر في الريف والحضر، وكل مَن يُخالِف يُعاقَب عقوبةً بالغة، ومَن يُخالِف الأمير وقد دانَتْ له العِراق وقد عصيت على غيره، حتى دانَ له ما حوْل إمارته قدر إمارته وأكثر، وكيف يُخالِفونه وهم يعلَمون أنَّه يتطلَّع إلى الرُّؤوس في العِقاب، ولا يرى في غيرها مُؤدِّبًا ووازِعًا؟
رصَد شاعرٌ أديبٌ ما حَلَّ به وبقومه، فأوجز ذلك في بيتَيْن حفظ فيهما الواقعة، وأثبت فيهما حدوثها وذكر الحل الذي قدَّمَه الحجاج.
فقال :
شكونا اليه خراب السواد .. فعاب فينا لحوم البقر
فكان كما قيل من قلبلنا ... اُريها السهى وتريني القمر
السواد كان يطلق على أرض العراق سيما ما انحدر منها من بغداد صوب الجنوب ( أرض الفراتين )
أصابت اهل العراق الحاجة أي أصابهم الفقر وقلة المورد
أصابت أهلَ السَّواد الحاجةُ، وقَلَّ عندهم مردودُ الأرض، فقالوا: إلى الأمير نتوجَّه، ومَن يكلِّم الأمير؟
مَن يجرؤ أن يكلَّم الأمير؟
إنَّه فلان... نديمه.
لا بل فلان.
ثُمَّ استقرَّ الرأي أنْ يذهبوا جميعًا إليه، وفدٌ كاملٌ بلغة العصر، وصَلُوا إلى فسطاطه وقالوا بعد السلام والإذن ومراسم الدُّخول: دامَ فضلُك، لنا حاجةٌ نَوَدُّ قضاءَها، قلَّت المواسم وكِدنا لا نجني من أرضنا قفيزًا ولا إردبًّا، وكادت ألاَّ تعطي دينارًا ولا درهمًا؛ فقد ساء الحرث.
إنِّي أتَفَهَّم حاجتكم، ولكن اشرَحُوا لي الأمر، فقال في نفسه: وكيف تقلُّ المواسم إذا قَلَّ الحرث وتَكثُر إذا كَثُرَ الحرث؟ وكيف يَكثُر الحرث إذا كثرت لوازمه؟
وكانوا يحرثون أرضهم على البقر، فقال في نفسه: يجب أن يَكثُر البقر.
شرَح الوفْد حاجته وأطنَبُوا في شرْح المسألة، وعَد الأمير بالحل وهو يحسبها حسابًا لم يثقله.
توجَّه إليهم قائلاً: غدًا تَعرِفون الحلَّ، ظنَّ القوم أنَّ الحجَّاج أميرَهم سيُصِيبهم بأعطياته، فتدفن حاجاتهم، وتسعد حياتهم، فقد يدعوهم غَدًا للعَطايا والهِبات، لكن الطبل سارَ في إمارته وسار معه مبلغ السلطان بأَمْرِ الأمير ينشُر في كلِّ زاويةٍ ومكان، في القُرَى وفي البلدان، وليُعلِم الشاهد فيكم الغائب: قرَّر مولانا الأمير منْع ذبْح البقر في الريف والحضر، وكل مَن يُخالِف يُعاقَب عقوبةً بالغة، ومَن يُخالِف الأمير وقد دانَتْ له العِراق وقد عصيت على غيره، حتى دانَ له ما حوْل إمارته قدر إمارته وأكثر، وكيف يُخالِفونه وهم يعلَمون أنَّه يتطلَّع إلى الرُّؤوس في العِقاب، ولا يرى في غيرها مُؤدِّبًا ووازِعًا؟
رصَد شاعرٌ أديبٌ ما حَلَّ به وبقومه، فأوجز ذلك في بيتَيْن حفظ فيهما الواقعة، وأثبت فيهما حدوثها وذكر الحل الذي قدَّمَه الحجاج.
فقال :
شكونا اليه خراب السواد .. فعاب فينا لحوم البقر
فكان كما قيل من قلبلنا ... اُريها السهى وتريني القمر
السواد كان يطلق على أرض العراق سيما ما انحدر منها من بغداد صوب الجنوب ( أرض الفراتين )
أصابت اهل العراق الحاجة أي أصابهم الفقر وقلة المورد
تعليق