أحب أن أخالف الرأي يا أستاذ رياض القيسي.

الجملة في قمة الصدق. أجيال الترف والكثرة المعاصرون يستطيعون
أن يتحدثوا عن القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية وينسون ضغط العوز
والفقر على البقاء. أضطرت بعض القبائل القيسية (وقيس من خيرة قبائل
العرب) أن تسطو على قوافل الحج نتيجة حب البقاء، بل اضطروا ألى
الالتحاق بالقرامطة نتيجة العوز وفراغ "الجيب" وإهمال الخلافة العباسية
لهم وما تعرضوا له من سني محل وقحط.

والمقولة صحيحة حتى في وقتنا الحاضر. فالفقير المعوز لا يُعد ممن
تضرب إليهم أكباد الأبل والغني الفاحش الثراء الذي لا يتصدق ولا
يفك كربة المكروب نعتبره "ذكر" وزيادة عدد. وفي سلم البقاء والفناء
يظل الجوع كافرا. ولو كان الجوع رجلا لقتله الفاروق أو علي.

واليوم عبث أصحاب المرتبات الشهرية بقيم الرجولة والأخلاق
والشيم لا يؤدون من المكارم شيئا، ويفتخرون بأنهم "ذكور" مكتفون
بذكورتهم لا بذكرهم الحميد. طبعا الاستثناء موجود وندعوا لهم بالأجر
والثواب، ولعلهم ليسوا بحاجة إلى مَنْ يُقيّم درجة رجولتهم.

تحياتي

اخي الكريم
ماتفضلت به... حول القيسية
والعباسية والقرامطة..اتفق معك
لكن الاساس بنو العباس يكنون
العداء للقيسية..كون القيسية
كانت الغالبية في الدولة الاموية
كامراء وولاة وجند.. وقوة داعمة للدولة
ضد بنو العباس... في وقتها..الحديث يطول
حول هذا الموضوع...
وانوه هنا كانت القيسية تقطع طريق
قوافل التي تعود للدولة العباسية
اما عن انها كانت تسطو على الحجاج
فلا صحة لذلك..
وانا ممتن جدا لمداخلتكم..تحياتي

ارجو الاطلاع..

قبائل ساندت القرامطة .

حسب مؤرخين معتمدين وليست تحقيقات يغلب عليها طابع الهوى والتحيز ضد أحد ما

عصر القرامطة يشوبه بعض الغموض إن لم يكن كل الغموض بل هناك محاولات لطمس تلك الفترة بكل مافيها .

يقول مؤلف الكتاب :
ليس الهدف من هذا الموضوع هو الرجوع إلى أمور العصبية القبلية, و هي أمور جاهلية نهى عنها الإسلام.

شكلت في العهد الجاهلي و الاسلامي كتله مهمة ضمن القبائل القيسية ، وكانت تمثل أحد أكبر القبائل القيسية (بني سليم،هوازن ,باهلة ), شاركت في الفتوحات الاسلامية كغيرها من قبائل العرب ، شاركت فيما بعد في الصراع الذي جرى بين القبائل القيسية واليمانية طيلة العهد الاموي وخصوصا بعد تولى الخليفة الاموي يزيد بن عبدالملك .
شاركت الكثير من بطونها مع(بني سليم ، بني عامر) في مناصرة القرامطة (الحركة الباطنية التي غطت سيطرتها الأحساء و نجد و الحجاز و الشام ) وبتهديدهم للفاطميين في مصر وصلو لحالة صدام معهم ادت لاغراء الفاطميين لمناصريهم من القبائل القيسية للانتقال إلى مصر

- وجاء في كتاب (( معجم الأدباء )) لياقوت الحموي ( ت 626 هـ ): "غالبية جيش القرامطة من البدو,من بني هلال وعامر بن صعصعة والمنتفق وخفاجة." وكل هذه الفخوذ من هوازن

2- - جاء في كتاب" تاريخ" إبن خلدون(ت 808 هـ):" أنظم جماعة من بني عامر بن صعصعة إلى دعوة القرامطة, تحت راية قائدها أبو طاهر القرمطي". وهم من هوازن

3- الدكتور ابراهيم إسحق إبراهيم في كتابه( هجرات الهلاليين): ".. أن القرامطة سعوالى التوغل في الجزيرة العربية واكتساب ولاء كلاب وعقيل ".. وكلاب وعقيل من هوازن.

4- يقول الباحث هنيدس الروقي العتيبي:"عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعه من هوازن..واشهر بطونهم: بنو عبادة وبنو المنتفق وبنو عامر. وقد توافد ظهورهم في الأحساء مع القرامطة الذين أزروهم وتحالفوا معهم، فقد اعتمد القرامطة على بني عامر عسكريا، فكانوا جنودا في جيشهم. كما أن كثيرا من بني عقيل تحالفوا مع أبي طاهر وعملوا كجنود له". وهؤلاء جميعهم من هوازن.


علاقة النسب بين القرامطة....وقبيلة هوازن.....

أ)_ يقول المؤرخ ابن العديم العقيلي ( ت 660 هـ) في كتابه ( بغية الطلب في تاريخ حلب ) حول نسب القرامطة ، قال :

" وكان أول سنة ظهر فيها أمر القرامطة سنة أربع وستين ومائتين، وذكر بعض العلماء أن لفظة قرامطة إنما هو نسبة إلى مذهب يقال له القرمطة خارج عن مذاهب الاسلام، فيكون على هذه المقالة عزوة إلى مذهب باطل، لا إلى رجل..... وإنما قيل لهذا القرمطي صاحب الخال، لأنه كان على خده الأيمن خال، ويعرف بابن المهزول زكرويه بن مهري الصواني، من أهل صوان، من سواد الكوفة وقيل هو وأخوه من قيس من بني عبادة بن عقيل من بني عامر، ثم من بني قرمطي بن جعفر بن عمرو بن المهيا بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن".

أقول : وابن العديم العقيلي الهوازني.... يؤكد أن القرامطة عقيليين من هوازن لأنه أعلم من غيره بمن ينتمي نسبا إلى هوازن..... لا سيما أنه يعود بجذوره إلى بني عُقيل بن كعب من عامر بن صعصعة .....بن هوازن.

وإن كان إسم القرامطة مستمد من حمدان بن قرمط...كما ورد في بعض المصادر الأخرى كالطبري.

ب)_ 1- "هتيم من بني عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن". المرزباني المتوفى سنة 384هـ.
2- وجاء في نهاية الأرب للنويري ج2 ص 339 ما نصه :- " عوف بن عمرو بطن يعرف بأبي عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن .
3- وقد ذكر الأمدي( ت 376 هـ):" أن هتيم من بني عوف بن عمر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة".
4- " هتيم من بني عمر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن" .البلاذري ( 279 هـ).
5- أبو علي الهجري( من القرن الثالث الهجري):" الهتيمي من عمرو بن كلاب.......بن هوازن".
6- إبن ماكولا( ت 456 هـ):" أبناء هتيم من بني عمرو بن كلاب.........بن هوازن".
7- إبن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ):"وفي المتقدمين: عامر وطارق أبناء الهتيم بن عوف بن عمرو بن كلاب.... بن هوازن.".


ثالثاً: الدولة الفاطمية الشيعية ...تستقدم جل فروع هوازن ...لخدمتها في شمال أفريقيا...تماماً كما كان يستقدم الأمريكان الزنوج الأفارقة إلى أمريكا...


1-يقول الدكتور ابراهيم اسحق ابراهيم في كتابه ( هجرات الهلاليين):" ونشب الصراع بين القرامطة وبين الفاطميين (وهم مشتركون في نفس المذهب).. لجأ الفاطميون لإغراء بني هلال ، وتحريكهم من صف القرامطة والحاقهم بمصر". بني هلال من هوازن.


2- يوجد اليوم في مصر قرية تعرف بإسم "القرامطة شرق" بمركز ساقلتة،و"القرامطة غرب" بمركز سوهاج بمحافظة سوهاج، و هي أحد الأثار التي تخلفت عن إستقرار تلك القبائل الهوازنيه.. بصعيد مصر.
"ورد اسم تلك القرية في القاموس الجغرافي

وأنا أؤيّدك في كل ما تفضّلت به الأستاذ [رياض القيسي] هذه هي الحقيقة، وهذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم! ولا نحاول أن "نغطّي الشمس بالغربال" أو نقفز إلى الأمام. فلا مكان "للزّوالي" المنبوذ، المغبون، في هذا العالم المادّي البراغماتي، ولا مكان فيه للبائس الفقير. فالسّمعة اليوم تُشترى بالمال، والمال بات يُبيّض الأسماء والوجوه. والمروءة سلاح يحرسك. وأفتح قوسا هنا؛ أروي لك قصّة فقير حضر مأدبة أُقيمتْ على شرف أحد الأغنياء من أهل البلدة.
أغتنم الفقير سكوت الجميع وأراد أن يملأ الفراغ، فتشجّع وراح يسرد قصّته مع الفأر الذي كما قال:" تسلّل إلى المطبخ البارحة وعبث بكيس الدّقيق ". ولم يكمل الرّجل قصّته البائسة حتى نهض فيه الحاضرون يوبّخونه ويستنكرون عليه ذلك قائلين له:" ما سمعنا بهذا من قبل يا رجل!!؟. فلاذ المسكين بالصّمت، وتقوقع. وكان الغنيّ يتابع كلامه باهتمام، فأشفق عليه وأراد أن يرفع عنه الحرج، فردّ قائلا: "فعلها معي أيضا".
وأضاف:" فحينما تفرّغ منك تسلّل إلى المرأب وقام بتمزيق عجلات الجرّار؟!".
فنهضوا كلّهم مؤيّدين له قبل حتى أن يختم كلامه وقالوا بصوت واحد: " يفعلها!" "الماكر الخبيث".

الاستاذ مصباح المحترم
ممتن جدا للاضافة والمداخلة
الرائعة...جزيل الشكر

هذه من مقولات الأثرياء والمتنفذين والقادرين حتى يبقى المعوز
راض بوضعه (حتى يموت). عندما كانت مصادر الرزق محدودة
كان الجميع يمجد الغزو والنهب، ويسمون هذه الأعمال بطولة.
التربية والأخلاق الحميدة ليست قصرا على المعوز. حتى الأثرياء
مطلوب منهم التخلق بقيم العطاء والرفد، بل المجتمعات الحديثة
جعلت هذه الأخلاق أمورا مؤسسية مثل الضمان الاجتماعي
والمؤسسات الخيرية وغيرها. هل مثل هذه القضايا جاءت لأن
الأخلاق والتربية والتعاليم الدينية تسبق مقومات البقاء؟

أنا وأنت وأعضاء المنتدى قد لا تنقصنا ثلاثة وجبات في اليوم،
ولذلك نقدم كماليات الحياة على أساسياتها (الجيبية). أما الأشارة
إلى قبيلة قيس فإشارة إلى أن حتى من لا يرقى إليه عيب، في
حالات قسرية، يضطر إلى فعل غير المقبول من أجل البقاء
(أو من أجل قضية سياسية على رأيك) في ضروف أخرى.
الجيب في المثل ليس مقصورا على "العيبة" الصغيرة في
ملبس المرء، بل كناية عما يفعله المرؤ بما فيه إن كان من
الأثرياء. بالتأكيد أنك سمعت بثري يعاب وآخر يمتدح، لكن
ربما لم تسمع بمعوز يمتدح لأخلاقه الطيبة. أنا وأنت نتخيله
فقط ونلقي عليه ما نؤمن به من مُثُل، أما على وجه الحقيقة
فهو غير موجود (على كثرة المعوزين).غاية ما يقال فيه:
"مسكين في حاله"! هذا إن لم يقل فيه "تافه" لا قيمة له.
للثقافة المهيمنة (dominant culture) طرق خبيثة (أو
حميدة) لفرض قيم النخبة على الجميع. ومن لا يرضى بها
يعتبر متمردا (وليس معوزا). قال بعض الأثرياء: لا عيب إلا عيب الجيب
ودمت بخير

جزيل الشكر والتقدير