الرّوح السّمراء، ترجمة : سليم محمد غضبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليم محمد غضبان
    كاتب مترجم
    • 02-12-2008
    • 2382

    الرّوح السّمراء، ترجمة : سليم محمد غضبان

    ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان، فلسطين، Salim Mohammad Ghadban
    مقطع من قصيدة، الرّوحُ السّمراء
    للشاعر الهايتي جان بريري
    وُلد عام1909 في جيرمي، عملَ في الهيئة التدريسية في وزارة الخارجية.له نشاط سياسي كبير.إشترك في العديد من الحركات الثورية. عوقب بالسجن عدة مرّات. اه عدّةِ مؤلفات. توفيَ عام 1992م.


    كنتُ قد التقيتُ بكم في المصعد،
    في باريس.
    قُلتم أنكم قادمون من السنغال أو جزر الكاريبي،
    و أن مياه المحيطات قد أزبدت على أسنانكم، داعبت ابتساماتكم، و غنّت بأصواتكم و كأنكم في ثغورٍ صخرية.
    في وضح النهار، في شامبس أليسي
    رأيتُ مآسيكم في وجوهكم.
    في سماتكم سكنت الآلام لمدى قرون.
    في بولي بلانشي
    ووسط ألوان مونت كارتر،
    شعّ الفرحُ
    من أصواتكم
    من أنفاسكم
    من هيئاتكم.
    كنتم أنتم الموسيقى، و كنتم أنتم الرّقصُ.
    لكن دائمًا خلف شفاهكم
    و دائمًا كانت ترقص مع أجسادكم
    ثعابين الأحزان السود.


    على ظهور السفن تحدّثنا معًا،
    كنتم تعرفون أوكار الدّعارة في كُلّ بقاع الدنيا.
    لقد عشقتم بكلّ اللغات.
    البشرَ من كل العناصر قد أغلقوا أعينهم
    أثناء احتضانكم القويّ.
    فقط كي تُعالجوا
    آثار السياط المتعمقة في لحومكم
    تعاطيتم الأفيون و الكوكايين-
    فقط كي تعالجوا رُكبكم
    التي أتلفها الإنحناء المُهين،
    فقط كي تُعالجوا المعاناة الخفيّة للدوران
    في قلوبكم.
    لقد تركتم المطبخ
    و ألقيتم بضحكاتكم إلى المحيط
    مثل ضحيةٍ مهووسةٍ باللؤلؤ.


    لكن عندما اهتزَّ القارب
    أثناء ضحكنا الصاخب وأفراحنا العزيزة
    أخذتم في الغناء منفردين و أكتافكم مثقلة بأعباء النّهار.
    غنيتم على أوتار البانجو التي كانت تعزف بمرارة
    موسيقا الحب و العزلة.
    لقد أنشأتم الواحات
    من دخان أعقبة السجائر المتّسخة
    بطعم تراب كوبا.
    لقد بيّنتم لطائر النورس الضائع
    في مجاهل الليل
    الطريق الصحيح عبر الضّباب
    و استمعتم و أعينكم تلمع
    إلى التحية الأخيرة الشجيّة
    من رصيف ميناء الظلام.
    منذ زمنٍ قصيرٍ نهضتم كآلهة من البرونز في لقاءٍ غراميٍّ
    مع غُبار القمرَ في ألماس أعينكم،
    و حًلمكم شقّ الطريق فوق النجوم.


    منذ خمسة قرونٍ و أنتم تحملون السلاح بأياديكم،
    و قد لقّنتم المُستغِلّين درسًا
    عن الشهوة للحرية.
    على سان دمنغو رسمتم الممرّ المتعرّج
    الذي قادكم إلى درب الحرية والإنتصار
    مع المنتحرين،
    لقد بلَّطموه بأحجارٍ بلا أسماء.
    لقدفضّلتم حُرّية جنوب أميركا على التّعميد.
    و أطفأتم بيد شُعلة المزارع،
    و باليد الأُخرى كسرتم قيد العبودية.
    لقد بنيتم شيكاغو
    و أنتم تنشدون الأغاني الحزينة.
    لقد أنشأتم الولايات المتحدة
    على وقع الرّوحانيات
    بينما دمكم يتخمّرُ
    في الخطوط الحمرِ على علم النجوم.
    من قلب الظلامُ قفزتم
    إلى حَلبات الملاكمة
    كأبطال العالم-
    حيثُ كلُّ نصرٍ هو ضربةٌ على الناقوس
    الذي يُعلن عن نهضة عُنصركم
    في الكونغو
    في غينيا.
    نهضتم ضدّ الإمبريالية
    وناضلتم
    بالطبول
    بالأغاني المُميّزة،
    مثل المدّ الذي ضربَ كُلّ السواحل
    و كان كورسًا يُعبّرُ عن كراهيتكم منذ قرون.
    لقد أنرتم العالم
    بشُعلكم-
    في ساحات الإستشهاد الإفريقية.
    أتيتم من كل بقاع الدنيا
    بنفس الأغاني المريرة
    و نفس الغضب
    و نفس الصراخ
    في فرنسا
    ف بلجيكا
    في إيطاليا
    في اليونان
    وقفتم بوجه الأخطار والموت.
    لكن في يوم النصر
    عندما قام الجنود بطردكم من مقهى <الباريسي>،
    أنتم و رينيه ماران،
    عدتم إلى الوطن على ظهر سفينة،
    حيث تمّ تخصيص أماكن على مقاسكم،
    وتمّ حشركم في المطبخ
    عُدتم إلى أدواتكم،
    مكانكم
    عملكم المرير-
    عدتم إلى وطنكم في باريس
    إلى نيويورك
    الى تكساس
    عُدتم
    خلف الشريط الشائك لخط ماسون-ديكسون


    في كل بلدان العالم،
    جُرّدتم من السلاح في كل مكان،
    لكن هل يُمكنُ تجريد قلب رجل أسود من السلاح؟
    لقد سلّمتم بدلاتكم العسكرية
    لكنكم احتفظتم بجراحكم العديدة
    حيثُ شفاهها المغلقة تهمس لكم بخفوت.
    أنتم بانتظار الإستئناف التالي،
    التحرك المحتوم.
    لأنه في حربكم لا توجد هُدنة-
    لا توجد بلدٌ لم تُرَقْ فيها دماؤكم
    لا توجد بلدٓ لم يتم الإستهزاء فيها بابتساماتكم و لونكم.
    أنتَ تبتسم، أيها الولدُ الأسمر،
    أنتَ تُغنّي،
    أنت ترقص،
    أنت تحتضن الآجيالَ
    التي تسعى في كل ساعة من النّهارُ
    للعمل ولجبهة الآلام،
    و غدًا لعواصف الباستيل،
    لكي، وبكل اللغات وعلى جميع صفحات السماء البيضاء
    تكتبوا إعلان التّحرّرمن السّخرية من حقوقكم،
    تلك التي دامت لخمسة قرون
    في غينيا
    في الكونغو
    وفي كل مكان تركت فيه الأيدي السُّمرُ
    بصمة الحب و النّقاء والنّور
    على أسوار الحضارة…


    تمت الترجمة في19-6-2021
    [gdwl] [/gdwl][gdwl]
    وجّهتُ جوادي صوب الأبديةِ، ثمَّ نهزته.
    [/gdwl]
    [/gdwl]

    [/gdwl]
    https://www.youtube.com/watch?v=VllptJ9Ig3I
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    لكن عندما اهتزَّ القارب
    أثناء ضحكنا الصاخب وأفراحنا العزيزة
    أخذتم في الغناء منفردين و أكتافكم مثقلة بأعباء النّهار.
    غنيتم على أوتار البانجو التي كانت تعزف بمرارة
    موسيقا الحب و العزلة.

    الله الله على روعة الصورة و الترجمة
    شكرا لهذا الإثراء أستاذنا المترجم القدير الرائع
    سليم محمد غضبان
    كل الامتنان لجهودك الكبيرة و رسائلك النبيلة في الترجمة.

    تعليق

    • المختار محمد الدرعي
      مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 15-04-2011
      • 4257

      #3
      تبهرنا دائما باختيار المواضيع و بالترجمات القيمة
      الاستاذ المترجم القدير سليم محمد غضبان، كل الشكر و الاحترام لحضورك المثري في ملتقى الترجمة
      [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
      الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



      تعليق

      • سليم محمد غضبان
        كاتب مترجم
        • 02-12-2008
        • 2382

        #4
        الأستاذ المختار محمد الدرعي
        إن دعمكم للترجمة والمترجمين تستحقون عليه كل ثناء، دمتم
        [gdwl] [/gdwl][gdwl]
        وجّهتُ جوادي صوب الأبديةِ، ثمَّ نهزته.
        [/gdwl]
        [/gdwl]

        [/gdwl]
        https://www.youtube.com/watch?v=VllptJ9Ig3I

        تعليق

        يعمل...
        X