سوف ترى بلا شك !!!!
أخيرا أتى صديقي .. بصوت مألوف نادى.. هرعت ملبيا كما هي عادتي دائما .. حاضرا معه أكون .. تعانقنا .. ثم شددت على يده لنصعد .. فاستوقفني .. تماما كألف لخطاط ماهر.. عاودت جذبه .. مثلي كان نحيفا .. ممشوقا كغواية .. بأبطال روايات رومانسية فاتنة يذكرني دائما:" ألن تصعد ؟!!"
التقط أنفاسه .. علت بسمة حلوة وجهه :" لم يعد وقت .. أسرع بارتداء ملابسك ".يبدو أن أمرا ما ..يشغله ويقض هدوءه .. كل عضلات جسمه ناشطة..بالصعود ألححت عليه :" ألا نشرب الشاي أولا ؟!! ".
بشكل مثير كانت أعصابه متوترة.. فلم أطل .. و صعدت أنا .. و ارتديت ثيابي كيفما اتفق .. معه في الطريق خفيفا كنت..ربما أعرف حدود اهتماماته.. قصة حب يعيش.. آخر قصة حب في عمره .. موله بفتاة بكر .. كانت فى عمر ولده .. أو أقل قليلا ..مما أثار عجبنا ..ودهشتنا وحسدنا .. نحن أصدقاؤه .. كانت مجازفة .. نعم مجازفة .. لكنها تليق به .. فلا يعقل أبدا .. ذي الوحشة التي تقاسمه .. في كل حالاته .. نهاراته و لياليه.. و بالتأكيد هو ما فعل شيئا .. أمام ورشة حدادة توقفنا .. و أشار إلى مجموعة من حاويات قمامة صغيرة كانت :" أنت .. لن تتركني اليوم .. ألست صديقي ؟!! " .
تعجبت من قوله :" و هل عندك شك .. أنا طوع أمرك ".
أذكر يوم تعارفنا ، كان كجنرال عائد من آخر هزائمه .. مخلفا وراءه كل شيء .. حتى شهادته الجامعية .. متخليا عن أسمى أحلامه .. تلك التي كلفته عمره ..و أسرة صغيرة .. وامرأة تعشقه .. رافضا أي محاولة لنيل حصته من فقر وطن .. و انهياره .. تحت أي مسمى .. و أي تبرير .. كما فعل الجميع .. وقرر و بشكل عجيب .. أن يعيش يوما بيوم .. دون حتى الفتات !!
حملنا بعض الحاويات .. و قصدنا خطاطا .. بضع كلمات خط عليها: وكالة آمون للإعلان .. مع تحيات مجلس المدينة .. ناجى فريد . لم يستغرق الأمر وقتا .. و عدنا نحملها .. و هو يسر إلى :" سوف نعلقها هناك عند مدخل المدينة .. أمام شركة تعمل بها .. هيه .. ما رأيك ؟!!".
كان يتكلم .. و في وجهه دماء تتفجر.. كمراهق صغير .. و أعصابه في حالة توتر متزايد .. توتر واضح .. يتعجلني .. بل يسوقني .. و أنا أكاد أضحك .. بل أتفتت من الضحك .. و مع ذلك أحسست بمتعة ما .. تستولي على .. و تدفعني للعب دور معه .. فجأة راحت زخات مطر تعلن عن يوم شتوي :" ناجى .. لم نعد صغارا " .
ارتعاشة عجيبة علت وجهه.. حدقت فيه .. كثيرا تعجبت .. لم يكن على مثل هذا القدر من الجمال .. يا ربى .. بشكل لم أتصوره كان رائعا.. مما دفعني للمواصلة .. وزخات المطر تتحول إلى سيل .. أحسست بالبلل .. برد منعش يغزوني.. وأخيرا دنونا .. أصبحنا أمام الشركة .. مع كل عمود إنارة كنا نترك حاوية .. حتى وزعناها .. و المطر يغسلنا .. و يطفىء بريقا كان يتلألأ .. و يضفى جمالا على صناديقه ..عاودنا لتركيبها .. أسفل العواميد كنا .. بينما صوت صفير يتعالى إيذانا بخروج العمال و الموظفين .
فى حالة يرثى لها تماما كنا.. و عن رونقه و بهائه كان وجهه يتخلى.. فلم يكن يتوقع أن تضيع محاولته هباء .. انتحينا جانبا.. محاولين التماسك .. فبرد كان ينتشر في جسدينا بسرعة :" قل لي .. هل سترى .. وتقرأ ما تحمل الحاويات.. تكلم ..لا تتركني أهذى ؟!!".
ابتسمت رغما عنى :" ربما صديقي .. و لكن لن يكون ذنبنا إن لم ترها .. فالمطر يفسد شتلاتك ".
كان طوى ذراعيه على صدره ، في محاولته للاستدفاء .. و أنا أتحرك .. و أجذبه بشدة .. فيخطو غصبا :" هيا بنا .. سوف ترى بلا شك .. انظر .. أليست هي ؟!! ".
ركضت خيول قلبه .. بمجرد رؤيته لها .. سمعت صهيلها .. و رأيته يمتلىء بشحنة عفريتية .. و يلتف حول نفسه .. يتحول إلى دوائر متداخلة .. تصاعد أمام عيني .. و تبتعد .. تبتعد .. تصبح هناك في بطن السماء .. ودهشتي تحولني إلى مشهد هزلي ..حين أفقدتني اتزانا .. وأوقعت بي أرضا ..مما استدعى ضحكا صاخبا .. نشط بين جموع العابرين !!!!
أخيرا أتى صديقي .. بصوت مألوف نادى.. هرعت ملبيا كما هي عادتي دائما .. حاضرا معه أكون .. تعانقنا .. ثم شددت على يده لنصعد .. فاستوقفني .. تماما كألف لخطاط ماهر.. عاودت جذبه .. مثلي كان نحيفا .. ممشوقا كغواية .. بأبطال روايات رومانسية فاتنة يذكرني دائما:" ألن تصعد ؟!!"
التقط أنفاسه .. علت بسمة حلوة وجهه :" لم يعد وقت .. أسرع بارتداء ملابسك ".يبدو أن أمرا ما ..يشغله ويقض هدوءه .. كل عضلات جسمه ناشطة..بالصعود ألححت عليه :" ألا نشرب الشاي أولا ؟!! ".
بشكل مثير كانت أعصابه متوترة.. فلم أطل .. و صعدت أنا .. و ارتديت ثيابي كيفما اتفق .. معه في الطريق خفيفا كنت..ربما أعرف حدود اهتماماته.. قصة حب يعيش.. آخر قصة حب في عمره .. موله بفتاة بكر .. كانت فى عمر ولده .. أو أقل قليلا ..مما أثار عجبنا ..ودهشتنا وحسدنا .. نحن أصدقاؤه .. كانت مجازفة .. نعم مجازفة .. لكنها تليق به .. فلا يعقل أبدا .. ذي الوحشة التي تقاسمه .. في كل حالاته .. نهاراته و لياليه.. و بالتأكيد هو ما فعل شيئا .. أمام ورشة حدادة توقفنا .. و أشار إلى مجموعة من حاويات قمامة صغيرة كانت :" أنت .. لن تتركني اليوم .. ألست صديقي ؟!! " .
تعجبت من قوله :" و هل عندك شك .. أنا طوع أمرك ".
أذكر يوم تعارفنا ، كان كجنرال عائد من آخر هزائمه .. مخلفا وراءه كل شيء .. حتى شهادته الجامعية .. متخليا عن أسمى أحلامه .. تلك التي كلفته عمره ..و أسرة صغيرة .. وامرأة تعشقه .. رافضا أي محاولة لنيل حصته من فقر وطن .. و انهياره .. تحت أي مسمى .. و أي تبرير .. كما فعل الجميع .. وقرر و بشكل عجيب .. أن يعيش يوما بيوم .. دون حتى الفتات !!
حملنا بعض الحاويات .. و قصدنا خطاطا .. بضع كلمات خط عليها: وكالة آمون للإعلان .. مع تحيات مجلس المدينة .. ناجى فريد . لم يستغرق الأمر وقتا .. و عدنا نحملها .. و هو يسر إلى :" سوف نعلقها هناك عند مدخل المدينة .. أمام شركة تعمل بها .. هيه .. ما رأيك ؟!!".
كان يتكلم .. و في وجهه دماء تتفجر.. كمراهق صغير .. و أعصابه في حالة توتر متزايد .. توتر واضح .. يتعجلني .. بل يسوقني .. و أنا أكاد أضحك .. بل أتفتت من الضحك .. و مع ذلك أحسست بمتعة ما .. تستولي على .. و تدفعني للعب دور معه .. فجأة راحت زخات مطر تعلن عن يوم شتوي :" ناجى .. لم نعد صغارا " .
ارتعاشة عجيبة علت وجهه.. حدقت فيه .. كثيرا تعجبت .. لم يكن على مثل هذا القدر من الجمال .. يا ربى .. بشكل لم أتصوره كان رائعا.. مما دفعني للمواصلة .. وزخات المطر تتحول إلى سيل .. أحسست بالبلل .. برد منعش يغزوني.. وأخيرا دنونا .. أصبحنا أمام الشركة .. مع كل عمود إنارة كنا نترك حاوية .. حتى وزعناها .. و المطر يغسلنا .. و يطفىء بريقا كان يتلألأ .. و يضفى جمالا على صناديقه ..عاودنا لتركيبها .. أسفل العواميد كنا .. بينما صوت صفير يتعالى إيذانا بخروج العمال و الموظفين .
فى حالة يرثى لها تماما كنا.. و عن رونقه و بهائه كان وجهه يتخلى.. فلم يكن يتوقع أن تضيع محاولته هباء .. انتحينا جانبا.. محاولين التماسك .. فبرد كان ينتشر في جسدينا بسرعة :" قل لي .. هل سترى .. وتقرأ ما تحمل الحاويات.. تكلم ..لا تتركني أهذى ؟!!".
ابتسمت رغما عنى :" ربما صديقي .. و لكن لن يكون ذنبنا إن لم ترها .. فالمطر يفسد شتلاتك ".
كان طوى ذراعيه على صدره ، في محاولته للاستدفاء .. و أنا أتحرك .. و أجذبه بشدة .. فيخطو غصبا :" هيا بنا .. سوف ترى بلا شك .. انظر .. أليست هي ؟!! ".
ركضت خيول قلبه .. بمجرد رؤيته لها .. سمعت صهيلها .. و رأيته يمتلىء بشحنة عفريتية .. و يلتف حول نفسه .. يتحول إلى دوائر متداخلة .. تصاعد أمام عيني .. و تبتعد .. تبتعد .. تصبح هناك في بطن السماء .. ودهشتي تحولني إلى مشهد هزلي ..حين أفقدتني اتزانا .. وأوقعت بي أرضا ..مما استدعى ضحكا صاخبا .. نشط بين جموع العابرين !!!!
تعليق