نحيبٌ ذو حوافٍ حادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    نحيبٌ ذو حوافٍ حادة

    نحيب ذو حواف حادة

    انتبهتُ من غفوتي على نحيب يختلط بنداء ، لم أُحسنْ التقاط الصوت نقياً فقد اختلط بغمغمات أصوات أخرى ليس لها معنى ، ولم أستطع أن أميّز بينها ، فشنّفت أذنيّ لتنقية صوت المنادي من الشوائب ، وإذا به صوت خجول ، ذو حواف يُخربش بأظافره في عمقي ويستجدي الحميّة الساخنة لدي ، ويُسجل على جدار القلب برقّة : انهضي , أين الولاء ؟ ! فالزرّاع لم يُكملوا بَزر البذور ، والحصّاد اللطيم لم يتفاعل بعدُ مع المِنْجَل ،
    نهضتُ أجرّ الآهات حزناً على مَنْ زرع ، وأرتّل آية البكاء على من لم يحصد سوى الخيبات ، التي رأيتها من تحت جفنيَّ المغمضَتين عن ترّهات المراهقين في زمن الوعي ، رأيتها تتقاطرُ على بوابات الصدر تطرقها بعنف ، تريد المزيد من جرعات الأمل .. وبلا وعي ، - ومن أجلها - ، أندفع أحرق الأخضر واليابس .. ، وأفتّت كلّ ما حوتْ يداي من بقايا صواب علقت بأصابعي التي بتروها على قارعة الكلمات العقيمة التي لا تنجب سوى القهقهة المحشوة بالأسى ، لم أفعل شيئاً ، فلم يبق مني سوى شهقة استجداء تشبه النداء الأول : قفوا ، لا تقصفوا هنيهة الصواب برصاصة كاتمة للصوت يدّعي صاحبها أنها أُطلقَتْ خطأً وما هي إلّا رصاصة رحمة ..لا تسألوا كم قضى أهلُ الحزن في كهفهم ،
    قفوا ، ولا تجعلوا الليلَ الكئيبَ يغزو المدينة.
    انتبهتُ من النوم الغثاء وإذ بالصوت الذي شدَدتُ أزره ذات ألم ، أشبه بفحيح فرخ حية التقطَها نسرٌ شرس عابر ، البارحة فقط تعلّم كيف يطير ، وصارت تتلوى بيديه قائلة : بريئة ..
    هذا الصوت الآزِر لم يكن سوى صوتٍ أبتر ، تحوّل فيما بعد ليصبح ضجيجاً وكل ما يليه
    تمتمات مشبوهة ، وزرابي مبثوثة كانت محشوة أصلاً بقطن ذي لون أسود .


    ناريمان الشريف
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    ألا من مؤازر لهذا النحيب ؟!
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • رياض القيسي
      محظور
      • 03-05-2020
      • 1472

      #3
      قرأت وأستمتعت.. رائع
      كنت هنا.. استاذه ناريمان
      تحياتي

      تعليق

      • م.سليمان
        مستشار في الترجمة
        • 18-12-2010
        • 2080

        #4
        نحيب ذو حواف حادة = بكاء حاد، مؤثر
        يُخربش بأظافره في عمقي = يحز في نفسي
        النوم الغثاء = الحلم المختلط
        ....
        صعب علي قراءة هذا النص، وصعب علي أكثر تأويله، قد يعود ذلك إلى الحالة النفسية القلقة لشخصية النص.
        1. هي انتبهت من غفوتها :
        على صوت بكاء حاد منبعث من وسط صياح وصخب، مصحوب بنداء، يحز في النفس، يستغيث منها النجدة، ويستنهض فيها المؤازرة والنصرة...تلبيتها للنداء كانت فورية وتدل على تأثرها السريع،
        2. هي انتبهت من النوم الغثاء () :
        لتجد أن الصوت الذي كان محزنا ومؤلما أصبح يشبه فحيح حية بين مخالب نسر اختطفها، وأن الصوت الذي كان في البداية وحيدا قد تحول فجأة إلى مجموعة من الأصوات...و...''زرابي مبثوثة كانت محشوة بقطن ذي لون أسود''.
        ....
        هل هو حلم واحد، أو هو حلم متداخل في حلم ؟
        .''زرابي مبثوثة كانت محشوة بقطن ذي لون أسود'' هذه العبارة التي جاءت في النهاية، أغلقت النص عن الفهم : هل هي كناية عن مأتم للتعزية ؟
        ....
        مع كل الاحترام والتقدير، أ. ناريمان الشريف.
        sigpic

        تعليق

        • ناريمان الشريف
          مشرف قسم أدب الفنون
          • 11-12-2008
          • 3454

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
          قرأت وأستمتعت.. رائع
          كنت هنا.. استاذه ناريمان
          تحياتي
          شكراً جزيلاً
          وتحية طيبة
          ناريمان
          sigpic

          الشـــهد في عنــب الخليــــل


          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

          تعليق

          • ناريمان الشريف
            مشرف قسم أدب الفنون
            • 11-12-2008
            • 3454

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة م.سليمان مشاهدة المشاركة
            نحيب ذو حواف حادة = بكاء حاد، مؤثر
            يُخربش بأظافره في عمقي = يحز في نفسي
            النوم الغثاء = الحلم المختلط
            ....
            صعب علي قراءة هذا النص، وصعب علي أكثر تأويله، قد يعود ذلك إلى الحالة النفسية القلقة لشخصية النص.
            1. هي انتبهت من غفوتها :
            على صوت بكاء حاد منبعث من وسط صياح وصخب، مصحوب بنداء، يحز في النفس، يستغيث منها النجدة، ويستنهض فيها المؤازرة والنصرة...تلبيتها للنداء كانت فورية وتدل على تأثرها السريع،
            2. هي انتبهت من النوم الغثاء () :
            لتجد أن الصوت الذي كان محزنا ومؤلما أصبح يشبه فحيح حية بين مخالب نسر اختطفها، وأن الصوت الذي كان في البداية وحيدا قد تحول فجأة إلى مجموعة من الأصوات...و...''زرابي مبثوثة كانت محشوة بقطن ذي لون أسود''.
            ....
            هل هو حلم واحد، أو هو حلم متداخل في حلم ؟
            .''زرابي مبثوثة كانت محشوة بقطن ذي لون أسود'' هذه العبارة التي جاءت في النهاية، أغلقت النص عن الفهم : هل هي كناية عن مأتم للتعزية ؟
            ....
            مع كل الاحترام والتقدير، أ. ناريمان الشريف.
            شكراً جزيلاً الأخ سليمان أنك أعطيت هذا النص من وقتك لتأويله
            فعلاً هو بحاجة إلى تأويل نظراً لما فيه من رمزية،
            فهذا النص ليس حلماً بل قصة حقيقية حدثت معي أقول فيها بالمختصر:
            ( استنجدتْ بي امرأة وأثر بي نحيبُها والذي أثار بداخلي الحميّة لنجدتها، وهي في بلد الرفاه والأمان وأنا في بلد الفقر والقهر والحرمان في بلد محتل، فكنت البطلة التي ساعدتها ووقفت إلى جانبها، أعطيتها من روحي أكثر مما تعطي الأم ابنتها، من أجلها حرقت الأخضر واليابس، وبعد أن صحوت من غفوتي اكتشفت أنها ليست البرئية كما اعتقدت،وما سمعته منها لم يكن سوى تمتمات مشبوهة.)
            الآن، بإمكانك العودة إلى النص وفهمه حسب ما رويت
            شكراً لك على التدقيق في فهم المكتوب، غيرك كان ليكتفي بالقول : نص جميل
            ويغيب ..
            فشكراً مرة أخرى
            تحية وتقدير ... ناريمان

            sigpic

            الشـــهد في عنــب الخليــــل


            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

            تعليق

            يعمل...
            X