حقا أنهم بلهاء
أنهم لا يعرفون طينتي
لا يعرفون كيف تكون صلابتي ؟
مقطوع من صخرة جلداء
لن أطيع رخو مطبع
وعاش بيننا يتمطع
فأختي هناك ... وأمي هناك ... ورفات جدي هناك يشتعل الليل من عواء الذئاب ...!
فلا نفتر عن مكاننا لحظة
وإن بكى طفلي .. وفزعت أنثى بثغري
أعرف أن أبواب الحقيقة صفدها الضباب
أعرف أن المرٱة بات لها حاويات كي تصان من الذئاب
من الذباب
تحت الحطام
نسمع أنين الرفات ..
في ظلمة الليل ما شمعة تضاء..!
نتعبد في خجل في دفة المحراب
والعروس مغدورة على عجل ...
والزواج غير متكافئ
والخيمة نصبت أعمدتها وسط البكاء
فوق فسطاطنا وقف الحمام
اليوم لا يعشقنا إلا الغراب
لم تعد الدموع تكفي الهموم
قدسي جريحة ... وأمتي طريحة ...
لا مناص عن الرجوع
لا مناص عن الطاعة
الكلمات لا تستهويني ...!
والجدران لا تكفيني ..
والبحر غاضبا في وجهي
سفينتي تحت أسنام الغرق
ولا نسمع غير النباح
لا نسمع غير الصياح
رعب القلوب أشد وطئا من برد الشتاء
بتنا جمعيا في لهيب الحطب.
والطريق إلى النشوان مغلق
لحوم الضأن تثير شهوة الذئاب
لكن في ذاكرتي الكثير من الأيام
بدر .. اليرموك ..
حطين ...
ينتظرنا باب المغاربة
وفي الطريق إليك يا أقصى

بقلم :سيد يوسف مرسي