أربعون يوما مرّت
منيرة الفهري
أربعون يوما مرّت و نحن ننتظر علّ الراحل يعود....أربعون يوما و نحن نحاول استيعاب ما حصل..أربعون يوما و نحن نرسم صورتك لنتذكر ما قلتَ و ما كنتَ تنوي أن تقول ..أربعون يوما و الشوق يدمينا..و اللهفة للقائك تعذبنا...نجترّ و نجتر كلامك..فتقتلنا الذكرى...
الذكرى؟ يا ويلي..هل أصبحتَ ذكرى؟ أَكلُّ ما كنتَ يا حْبَيّب أصبح ذكرى؟ أكلُّ ما عشناه معك أصبح عدمًا؟ يا ويلي.. ما أقساكِ يا دنيا..و ما أكبر وجعنا فيك...
يسألني حفيدي ذو الخمس سنوات..أين حبيّب..أمازال في السعودية؟
(نحِبْ خالي حبيّب..توحّشت صاحْبي...)..لم أجبه و لكنني احتضنته و بكيت...
تسألني عنه أشجار حديقتي..و تقول ها قد أينعتْ ثماري التي كان ينتظرها أخوك فأين هو لِيَسعدَ بقطفي؟...تسألني عنه كل الدروب ..تسألني عن رجل كان يدقّ الأرض و يطرق بابي...فأستقبلُه بالأحضان..و أشتمّ رائحته و أرتوي...فيُغنيني عن كل سعادةٍ و فرح..
يسألني عنه كل ركن من بيتي ..تسألني عنه سجادته التي تركها و رحل.. يسألني عنه بيتي فيقول أين أخوك ليَنثر فِيّ البركة و السعادة و الأمان؟...تسألني عنه عصافير حديقتي...تسألني ورود حديقتي و تقول : أين ذاك الرجل الذي كان يزيّنُني..أين ذاك الرجل الذي كان يسقيني فأُزهر...و يقطفني فأسعد...يسألونني فلا أجيب...
أربعون يوما و كل شيء تغير من حولنا..فلا الأمانُ أمان و لا الضحك ضحك و لا الحياة حياة و لا الناس أناس..و لا شيء بقي على حاله... كل الأحلام اندثرت...كل الآمال اضمحلت...كل الدروب خلت ..كل الأشجار تجردت من أوراقها و سقطت ثمارها..
حتى عصافير حديقتي تغيرت زقزقتها و تبدلت نحيبا..كل القلوب تمزقت وجعا و بقيت أشلاء...أشلاء...
كلّي و كلّي و كلّي تمزق و بقي فراغا مميتا...و تلاشى...و لم يعد له وجود...فقد سافرتْ روحي معك يا حْبيّب و لم أعد أنا...صرتُ أشلاء ممزقة تتنظر النهاية....
رحمك الله حبوب الغالي و رزقك الفردوس الأعلى يا رب
أختك منيرة
منيرة الفهري
أربعون يوما مرّت و نحن ننتظر علّ الراحل يعود....أربعون يوما و نحن نحاول استيعاب ما حصل..أربعون يوما و نحن نرسم صورتك لنتذكر ما قلتَ و ما كنتَ تنوي أن تقول ..أربعون يوما و الشوق يدمينا..و اللهفة للقائك تعذبنا...نجترّ و نجتر كلامك..فتقتلنا الذكرى...
الذكرى؟ يا ويلي..هل أصبحتَ ذكرى؟ أَكلُّ ما كنتَ يا حْبَيّب أصبح ذكرى؟ أكلُّ ما عشناه معك أصبح عدمًا؟ يا ويلي.. ما أقساكِ يا دنيا..و ما أكبر وجعنا فيك...
يسألني حفيدي ذو الخمس سنوات..أين حبيّب..أمازال في السعودية؟
(نحِبْ خالي حبيّب..توحّشت صاحْبي...)..لم أجبه و لكنني احتضنته و بكيت...
تسألني عنه أشجار حديقتي..و تقول ها قد أينعتْ ثماري التي كان ينتظرها أخوك فأين هو لِيَسعدَ بقطفي؟...تسألني عنه كل الدروب ..تسألني عن رجل كان يدقّ الأرض و يطرق بابي...فأستقبلُه بالأحضان..و أشتمّ رائحته و أرتوي...فيُغنيني عن كل سعادةٍ و فرح..
يسألني عنه كل ركن من بيتي ..تسألني عنه سجادته التي تركها و رحل.. يسألني عنه بيتي فيقول أين أخوك ليَنثر فِيّ البركة و السعادة و الأمان؟...تسألني عنه عصافير حديقتي...تسألني ورود حديقتي و تقول : أين ذاك الرجل الذي كان يزيّنُني..أين ذاك الرجل الذي كان يسقيني فأُزهر...و يقطفني فأسعد...يسألونني فلا أجيب...
أربعون يوما و كل شيء تغير من حولنا..فلا الأمانُ أمان و لا الضحك ضحك و لا الحياة حياة و لا الناس أناس..و لا شيء بقي على حاله... كل الأحلام اندثرت...كل الآمال اضمحلت...كل الدروب خلت ..كل الأشجار تجردت من أوراقها و سقطت ثمارها..
حتى عصافير حديقتي تغيرت زقزقتها و تبدلت نحيبا..كل القلوب تمزقت وجعا و بقيت أشلاء...أشلاء...
كلّي و كلّي و كلّي تمزق و بقي فراغا مميتا...و تلاشى...و لم يعد له وجود...فقد سافرتْ روحي معك يا حْبيّب و لم أعد أنا...صرتُ أشلاء ممزقة تتنظر النهاية....
رحمك الله حبوب الغالي و رزقك الفردوس الأعلى يا رب
أختك منيرة
تعليق