تويت
السيدة القمرية
كحبات المطر اللؤلؤية
أندلق بين قدميها ..
الخشنتين كرماد الفحم الحجري
أرطب حرارة شفتيها المشقوقتين
أرطب حرارة نهديها الصخريين .
*
تسحقني ابتسامتُها ذات
النصل الحاد المُغْمَدُ في قلبي
أبتسم ببلاهة مجنون
أشكر مثالية طعنتها
الأرجوانية .
*
كحبات المطر
أبحث عن نبته شتوية وليده
صرعت الأرض الخرسانية بحليتها ذات
الألوان الصارخة الشفافة
كحبي .
*
تخدعني عيناها القمريتان
أنحدر إليها لأروي الظمأ الدموي المُسْتَعر
بين أصابع أيديها المائة
المشدودة كالريح
تحمل عنقي المستأصل
حين انقسم الشارع إلى نصفين
يقبع بينهما مستنقع أبدي
تلقى إليه رفاتي المتحللة من قبل التاريخ المنسي
إذ تطال نظراتي سيدة الشرفات
إذ ترقص عارية فوق الظل الممدود
بين الشرفات الخلفية
وأنا كالصعلوك المعتم
كنقطة حبر أسود تشوه
شلال الضوء المنبعث من عيني
السيدة القمرية
إذ تتغاضى عن يدي المرتعشة
تحمل قلبي
وثوبي الذهبي الفضفاض
واسمي القمري المجدب
قربان صداقه أبدية .
*
تتشعب كالأفعى
حول جذعي المتلهف ..
لأن يرقد بسلام تحت شاهد غصن أخضر
يتدلى رعباً
إذ تهرسني السيدة القمرية في رقصة حرب
اندلعت على أنغام الناي السحري اللا مسموعة
أسقط بين الصرعى مفقوداً
بلا قلب
بلا ثوب ذهبي فضفاض
بلا اسم قمري لامع .
*
تطحنني رحى الريح
تصنع مني دقيقا مسموماً
تعجنه دوامات البحر .. الموجات
تصقلني كالدرّة المخبوءة داخل قوقع أثري
تقذفني قرباناً
لعروس لا تأكل .. إلاّ ..
إنسان رماد .
*