هم الشهداء ونحن ننتظر
بهائي راغب شراب..
لا أعرف
هل أرثي الشهداء
وقد رحلوا
بعيداً
بعد اليوم لن نلقاهم،
فقد ذهبوا..
أم أرثيني
بما ضَيْعْتُ من عمري
ولم أجعل ليّ ثمنا
يدفعه الأعداءُ من دمهم
أقض مَضاجِعَهُم
فلا نومٌ ولا يَقَظَة
ولا فرحُ.
كابوسُ رعبٍ
يُجَمِدَ نظرات عيونهم
والموتُ يحصدهم
..
رحل الشهداء
وبقينا نحن في الدنيا
نحصي مآثرهم
ونعد ما فعلوا
وما أخذوا
وما تركوا
ونبكي قليلا بعدهم
وغدا ننسى أنهم كانوا
أبطالا نتابعهم
جاهدوا في الحرب
أغاظوا عدونا جاء مبهورا
ليقتلهم.
ونحن وأسفاه
كنا وما كنا
لم نتجاوز مكاننا أبدا
وأنفاسنا هي هي
باردةٌ
لم تُفَجِرَنا
لم تُطْلقَ ما خبئنا
من غضبٍ ومن ثورة
ولم تفتح لنا ثغرةً حُرَّة
نقفز منها إلى الجنة
كما الشهداء قد فعلوا،
ولم تفجعنا بأنفسنا
نطارد الأيامَ
لا نعرف متى نصل.
..
أحبابنا رحلوا
أو هُمُ صعدوا
نعم صعدوا
إلى جوار الله في الفردوس
مع الحور قد نعموا.
ونحن في الدنيا
يقولون عنا أحياء
وما عرفوا..؟
الشهداء ما ماتوا
بل أحياءٌ
فرحون بما وصلوا.
والأموات نحن
نجري في الدنيا
طريقنا كلها تعب.
نحمل آمالاً
أن نصل لما وصلوا..
..
هم الشهداء
ونحن ننتظر
*
تعليق