تويت
يوم مولدنا
بهائي راغب شراب..
يوم مولدنا ..
أنا وأنت
على موعد كنا
بأن نلتقي .. إلى الأبد .
*
يشدنا برزخ سماوي
أزرق .. أخضر .. أبيض ..
إلى حيث القمر ينتظر طلوعنا عليه
حيث النجوم ..
تلألأت أضواءها الملائكية المسبحة ..
كي نرى طريقنا عبر السماء ..
إلى العلامتين ..
أنا وأنت .
*
يوم مولدنا
ينتصب شاهد رخامي من الإسفنج
الأحمر العظيم
فوق قمة الجبل الأبيض الشفاف
عذوبة .. ونقاء .. ودفئاً ..
حيث أنا .. أنت ..
نتربع فوق عرشه المعد لنا من الأزل ..
الذي بدأ منا
لا ينتهي أبداً ..
رغم رحلات السفر المفاجئ الطويل الغامض
ننشر الإنسانية الطيبة ..
بين القبائل الصفراء .. السوداء .. الذاوية
في قعر ملح المحيط ..
الذي يبتلع كل شيء بنهم جبار لا يلين ..
تتحلق حول النيران المجوسية الذاهبة
إلى عنان السماء .. مطفأة ..
يعلنون ولائهم اللا إنساني لها
يلقون العذارى البكر المتيمات بالأطفال
المتفتحين كالزهور الزرقاء ..
الخضراء .. البيضاء .. الحمراء ..
يبسطون ببرائتهم المبتسمة ..
القلوب البشرية المنقبضة من الألم ..
وسط بساط الربيع الأرضي الشادي ..
بلحن العصفور الأبيض . الأحمر .. الأخضر ..
المصلوب على غصن الشجرة الثلجي الأجرد .
دون قلق
دون رجوع ..
*
أنا .. أنت ..
فقط ..
من يهتم يتلك العرائس المتلألئة
كالنجوم .. المطفأة
حيث تساق كالذبيحة المحرمة ..
ملجمة .. مقيدة ..
حيث تلقى إلى البئر المظلم العميق الذي
لا قرار أرضي له ..
يتلقاها بين ذراعيه ..
حين تصل إليه بعد زمن الانطفاء ..
حيث العقارب تتلهف بروح الانتقام الشيطاني ..
إلى قطع جدائل شعورهن الذهبية المباركة ..
المسبية ..
حيث كان الشاعر الضائع بين أفلاك الفضاء ..
ينسج كلماته المذهبة النورانية
ينير الشعاب المظلمة الحالكة السواد ..
المتفككة كذرات الرمال الهوائية
تعمي العيون المبصرة ..
يجمعها معاً ..
في عقد الجدائل النورانية الذهبية حولها
يمسكها عن السقوط الأبدي إلى الهوة القاحلة
اللا متناهية في الضياع ..
*
أنا .. أنت ..
عبثاً يحاولون
أن ينصبوا الكمين الجهنمي الغادر لنا
ليطفئوا عمود النور الممدود
حول محيط الأرض البيضاوية المستطيلة المربعة .. المثلثة ..
يأسرونه داخل أستار أوهامهم السوداء
المبهمة الشاحبة
لكننا ننشر الإنسانية الطيبة
من أجل ذلك ..
الله معنا ..
يلقي إلينا حبال الحب الأبدي المتسامح
يحمل كل الأخطاء البشرية الفادحة الجاهلة
ليتسلق كل راغب منهم إلى الرجوع ..
حبلنا الممدود بيننا وبينهم ..
حيث أنا .. أنت ..
فوق قمة الجبل الأبيض الشفاف
نتربع فوق عرشه المعد لنا من الأزل
ننشر الإنسانية الطيبة .
*
15 / 11 / 1980 - الفجيرة
• نشرت في صحيفة الوحدة الإماراتية 26/11/1980
· نشرت في صحيفة الوحدة الإماراتية 26/11/1980