الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من1800-1870م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل 16: نظرة تاريخيّة
شكّلت الرومنطيقيةُ انقطاعًا نسبيًّا لعصرِ التّنويرِ. كما أنّها كانت نقطةَ التّحولِ الأهمِّ في تاريخِ الثقافاتِ الغربيةِ. هنا تُذكرنا الرومنطيقيةُ بعصرِ النّهضةِ التي أدّت إلى نقطةِ تحولٍ مُماثِلةِ، وكانت مثلها واعيةً بأهمّيتِها ودورِها التّاريخي. كانت كُلٌّ من حركةِ التّنويرِ والرّومنطيقيةُ حَركةً عِلمانيةً وأهليةً في آن. و كانت كُلٌّ منهُما تُعبّرُ بطريقتِها عن الحَداثةِ بقوّة المعقولِ شامِلةً مواضيعَ الحَضارةِ وحُقوقِ الإنسانِ والصّبرِ والتّحمُّلِ والإنسانيةِ وحُقوقِ الفَردِ. العلاقةُ بينهما كانت عِلاقةَ تكاملٍ و ليسَ علاقةَ نفيٍ لبعضهما، كجانبيّ الواقِعِ الإنسانيِّ الإهليّ الحاوي على إمكانيةِ الصّراعِ.
عامةً، و كحرَكةٍ تاريخيةٍ، اتّخذتْ الرّومنطيقيةُ أهميّةً دائمةً في مجالِ الفِكرِ و تشكيلِ الوعيِ العامِّ. باختصار، فإنّ الديناميكيةَ أثّرتْ بشكلٍ جَدّيٍ على مفاهيمِ الطّبيعةِ والإنسانِ والثّقافةِ والمُجتمعِ. لولا التّأثير الكبير للرومنطيقيةِ على الفِكرِ، لما شَهِدَ العالمُ فلسفةَ ماركس و نظريةَ داروين في النُّشوءِ والتحليلَ النّفسيَ لفرويد. لقد تأثرَ هؤلاء بالمفهومِ الرّومنطيقيِ للرّوحِ(الكلِمةُ السِّرُّ للقرن التاسع عشر، كما كانت كلمةُ المعقولِ الكلمةُ السِّرُّ للقرن الثامن عشر).
تحتَ تأثيرِ القواعدِ الميكانيكيةِ الثّابتةِ أصبحَ يتمّ فهم العالمِ كَكُليةً مترابطةً في تطورِ مُستمرِ تحتَ تأثيرِ القُوى والقوانينِ الرّوحيةِ. في هذا الجوِّ، كان على عِلمِ اللاهوتِ أن يتخلّى عن دورِه السّياديِ السّابقِ في تفسيرِ الكونِ.
تطلبتْ الرّومنطيقيةُ فهمَ الكونِ كوِحدةٍ واحدةٍ. و نُظِرَ إليها على أنّها تحمِلُ طابَعًا دينيًّا، إلا أنّها خلقت في المُقابلِ تحالُفًا بينَ الفلسفةِ والفنِّ، حيثُ أصبحَ الفنُّ كسُلطةٍ روحيةٍ، وإلى مدى كبير، يحلُّ محلَّ الدّينِ. لكن الفيلسوفَ والمُؤرخَ الألمانيَّ روديجر سافرانسكي وصفَ الرّومنطيقيةَ على أنّها استمرارٌ للدينِ بوسائلَ جَمالية.
إلى الفصلِ القادم.
تمّ في 17/1/2023م
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من1800-1870م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل 16: نظرة تاريخيّة
شكّلت الرومنطيقيةُ انقطاعًا نسبيًّا لعصرِ التّنويرِ. كما أنّها كانت نقطةَ التّحولِ الأهمِّ في تاريخِ الثقافاتِ الغربيةِ. هنا تُذكرنا الرومنطيقيةُ بعصرِ النّهضةِ التي أدّت إلى نقطةِ تحولٍ مُماثِلةِ، وكانت مثلها واعيةً بأهمّيتِها ودورِها التّاريخي. كانت كُلٌّ من حركةِ التّنويرِ والرّومنطيقيةُ حَركةً عِلمانيةً وأهليةً في آن. و كانت كُلٌّ منهُما تُعبّرُ بطريقتِها عن الحَداثةِ بقوّة المعقولِ شامِلةً مواضيعَ الحَضارةِ وحُقوقِ الإنسانِ والصّبرِ والتّحمُّلِ والإنسانيةِ وحُقوقِ الفَردِ. العلاقةُ بينهما كانت عِلاقةَ تكاملٍ و ليسَ علاقةَ نفيٍ لبعضهما، كجانبيّ الواقِعِ الإنسانيِّ الإهليّ الحاوي على إمكانيةِ الصّراعِ.
عامةً، و كحرَكةٍ تاريخيةٍ، اتّخذتْ الرّومنطيقيةُ أهميّةً دائمةً في مجالِ الفِكرِ و تشكيلِ الوعيِ العامِّ. باختصار، فإنّ الديناميكيةَ أثّرتْ بشكلٍ جَدّيٍ على مفاهيمِ الطّبيعةِ والإنسانِ والثّقافةِ والمُجتمعِ. لولا التّأثير الكبير للرومنطيقيةِ على الفِكرِ، لما شَهِدَ العالمُ فلسفةَ ماركس و نظريةَ داروين في النُّشوءِ والتحليلَ النّفسيَ لفرويد. لقد تأثرَ هؤلاء بالمفهومِ الرّومنطيقيِ للرّوحِ(الكلِمةُ السِّرُّ للقرن التاسع عشر، كما كانت كلمةُ المعقولِ الكلمةُ السِّرُّ للقرن الثامن عشر).
تحتَ تأثيرِ القواعدِ الميكانيكيةِ الثّابتةِ أصبحَ يتمّ فهم العالمِ كَكُليةً مترابطةً في تطورِ مُستمرِ تحتَ تأثيرِ القُوى والقوانينِ الرّوحيةِ. في هذا الجوِّ، كان على عِلمِ اللاهوتِ أن يتخلّى عن دورِه السّياديِ السّابقِ في تفسيرِ الكونِ.
تطلبتْ الرّومنطيقيةُ فهمَ الكونِ كوِحدةٍ واحدةٍ. و نُظِرَ إليها على أنّها تحمِلُ طابَعًا دينيًّا، إلا أنّها خلقت في المُقابلِ تحالُفًا بينَ الفلسفةِ والفنِّ، حيثُ أصبحَ الفنُّ كسُلطةٍ روحيةٍ، وإلى مدى كبير، يحلُّ محلَّ الدّينِ. لكن الفيلسوفَ والمُؤرخَ الألمانيَّ روديجر سافرانسكي وصفَ الرّومنطيقيةَ على أنّها استمرارٌ للدينِ بوسائلَ جَمالية.
إلى الفصلِ القادم.
تمّ في 17/1/2023م
تعليق