الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من1800-1870م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل 27: بيدرماير Biedermeier
تبدأ فترةُ بيدرماير منذُ مُنتصفِ العشرينات من القرن التاسع عشر. يعودُ هذا الإسمُ أصلًا إلى شخصيّةٍ ساخرة من خمسينات ذلكَ القرن وهو Gottlieb Biedermaier. إكتشفهُ المُؤلّف لودفي آيشروط والطّبيب آدوف كوبمول، وبإسمه تمّ خروج عدد من قصائد المُحاكاة الشِّعرية إلى العلَن في مجلة ميونخ Fliegende Blatter, حيثُ تمَّ التّعبيرُ عن نظرةٍ عالميةٍ مُرضيةٍ وشُجاعةٍ ومُفعمةٍ بالحيويةِ. من هناك، تمّ توصيف إسلوب اتّجاهي مُعيَّن وتحيد روحي تاريخي عام. منذُ عام 1927م يتمُّ استخدامُ هذا الأسلوبِ في الأدب في النّمسا وألمانيا، وأيضًا في الدنمرك منذُ العام 1968م. لم يحدُثُ أنّ حركة بيدرماير فقدت صداها أبدّا. ما يزالُ يُرجعُ إليها في الحُكمِ على الفترةِ والأعمالِ الأدبيةِ التي تضمّنتها. و يُعتبرُ <رحيلُ الغزالِ>، العملُ الرّئيسي للكاتب كريستيان فنذر، دليلًا على ذلك.
حدثَ تطوّر في الدنمرك في السّنوات التي تلت حُروبَ نابليون. فقد شدّد الملك فريدريك السّادس القبضَةَ على الشّعبِ بعد استلامه السُّلطةَ عام 1784م، ولم يتسامح مع المُعارضةِ بعدَ مُعاهدةِ السّلام والتّخلّي عن النرويج عام 1814م. و بما أنّ إمكانيةَ الحُوارِ أصبحت نادرةً جدًّا، صارت العامّةُ تبحثُ عن المواضيعِ التي ما زالَ يُمكنُ الحُوار حولها، وكان هذا لصالحِ عِلمِ الجَمال. لقد اكتسبَ الفنُّ أهميّةً خاصّةً حيثُ كان مُختلفًا وقابلًا للتنوّع. و أصبحَ يُمثّلُ مُتنفّسًا لبعضِ السّياسيين. كان للمُحافظينَ الكلمةُ الأُولى و ضاقَ المَجالُ إمامَ المُصلحينَ الإجتماعيينَ والسّياسيين. من وُجهةِ نظرٍ سياسية واجتماعية، كانت الفترةُ تعُجُّ بالمشاكلِ والفقرِ الإجتماعيِّ والتّعاسةِ والقهرِ السياسيّ والإختلاف الهائل في الفُرَص وأحوالِ المَعيشة من القمّةِ إلى القاعِ في المُجتمع. لكن هذه المشاكل لم يكن ليُسمح لها أن تكون موضعَ حِوارٍ في الفنّ. لذلكَ اقتصرَ الفنُّ على مواضيع مُحدّدةٍ تخصُّ العالمَ البُرجوازي و بعضِ الدّراسات النّفسية المُختارة، والتي لا تتحدّى السُّلطة.
من داخلِ الفُسَحِ الضّيقةِ بدأ الوعيُ بضرورةِ التّنوّعِ في حركة بيدرماير. فلم تعُد هذه الحركة تقتصر على أفكار Gottlieb Biedermaier المحدودة، و لكن أصبحت تتّسعُ للأبحاثِ التي تقودُ لمُمارسةٍ جَماليةٍ مُعقّدة، والتي تمّ التّعبيرُ عنها في الفترة تلك في موضوعين جَماليين مَركزيين هُما الواقعيّة الشِّعرية و <الأشياء المُهمّة>.
إلى الفصل القادم.
تمّ في 5/3/2023م.
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من1800-1870م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل 27: بيدرماير Biedermeier
تبدأ فترةُ بيدرماير منذُ مُنتصفِ العشرينات من القرن التاسع عشر. يعودُ هذا الإسمُ أصلًا إلى شخصيّةٍ ساخرة من خمسينات ذلكَ القرن وهو Gottlieb Biedermaier. إكتشفهُ المُؤلّف لودفي آيشروط والطّبيب آدوف كوبمول، وبإسمه تمّ خروج عدد من قصائد المُحاكاة الشِّعرية إلى العلَن في مجلة ميونخ Fliegende Blatter, حيثُ تمَّ التّعبيرُ عن نظرةٍ عالميةٍ مُرضيةٍ وشُجاعةٍ ومُفعمةٍ بالحيويةِ. من هناك، تمّ توصيف إسلوب اتّجاهي مُعيَّن وتحيد روحي تاريخي عام. منذُ عام 1927م يتمُّ استخدامُ هذا الأسلوبِ في الأدب في النّمسا وألمانيا، وأيضًا في الدنمرك منذُ العام 1968م. لم يحدُثُ أنّ حركة بيدرماير فقدت صداها أبدّا. ما يزالُ يُرجعُ إليها في الحُكمِ على الفترةِ والأعمالِ الأدبيةِ التي تضمّنتها. و يُعتبرُ <رحيلُ الغزالِ>، العملُ الرّئيسي للكاتب كريستيان فنذر، دليلًا على ذلك.
حدثَ تطوّر في الدنمرك في السّنوات التي تلت حُروبَ نابليون. فقد شدّد الملك فريدريك السّادس القبضَةَ على الشّعبِ بعد استلامه السُّلطةَ عام 1784م، ولم يتسامح مع المُعارضةِ بعدَ مُعاهدةِ السّلام والتّخلّي عن النرويج عام 1814م. و بما أنّ إمكانيةَ الحُوارِ أصبحت نادرةً جدًّا، صارت العامّةُ تبحثُ عن المواضيعِ التي ما زالَ يُمكنُ الحُوار حولها، وكان هذا لصالحِ عِلمِ الجَمال. لقد اكتسبَ الفنُّ أهميّةً خاصّةً حيثُ كان مُختلفًا وقابلًا للتنوّع. و أصبحَ يُمثّلُ مُتنفّسًا لبعضِ السّياسيين. كان للمُحافظينَ الكلمةُ الأُولى و ضاقَ المَجالُ إمامَ المُصلحينَ الإجتماعيينَ والسّياسيين. من وُجهةِ نظرٍ سياسية واجتماعية، كانت الفترةُ تعُجُّ بالمشاكلِ والفقرِ الإجتماعيِّ والتّعاسةِ والقهرِ السياسيّ والإختلاف الهائل في الفُرَص وأحوالِ المَعيشة من القمّةِ إلى القاعِ في المُجتمع. لكن هذه المشاكل لم يكن ليُسمح لها أن تكون موضعَ حِوارٍ في الفنّ. لذلكَ اقتصرَ الفنُّ على مواضيع مُحدّدةٍ تخصُّ العالمَ البُرجوازي و بعضِ الدّراسات النّفسية المُختارة، والتي لا تتحدّى السُّلطة.
من داخلِ الفُسَحِ الضّيقةِ بدأ الوعيُ بضرورةِ التّنوّعِ في حركة بيدرماير. فلم تعُد هذه الحركة تقتصر على أفكار Gottlieb Biedermaier المحدودة، و لكن أصبحت تتّسعُ للأبحاثِ التي تقودُ لمُمارسةٍ جَماليةٍ مُعقّدة، والتي تمّ التّعبيرُ عنها في الفترة تلك في موضوعين جَماليين مَركزيين هُما الواقعيّة الشِّعرية و <الأشياء المُهمّة>.
إلى الفصل القادم.
تمّ في 5/3/2023م.