عودة مكللة بالنور والزهور
مرحى استاذة اميمة

شكرا للصديقة الوفية الأستاذة مهاالدنيا ما زالت بخير..

ندمت على بعض الأشياء التي كنت ركضت خلفهاببساطة لم تعد تعني أي شيء.

عبارت ضاحكة بنور الصباح

متفتحة بالأمل

أميمة محمد

بورك الحرف والمداد

كل التقدير والاحترام سيدي الفاضل الشاعر عبدالهادي القادودوبوركت

وأنا طفلة كنت أغار من أمي..! كانت امرأة جميلة ومحببة ذات عينين واسعتين كبيرتين ووجه دائري وابتسااامة ناصعة الجمال كبرتُ وكبرتْ صارت سيدة خط الزمن على جبينها تجاعيد رغم أنها باقية بذات الشغف والاجتهاد والحيوية تعلمت أنا ولم تتعلم أمي توظفت أنا ولم تتوظف أمي أنجبت أنا ضعف ما أنجبت أمي صار لي بيت وعائلة وسيارة و.. و.. صارت أمي تغار مني!أووه أمي عادت طفلة الأيام تدور!

محبة الناس لنا الوجه الآخر المشرق للحياة.

أليس آية من الله أن
تغيب الشمس فتبزغ ألف نجمة
و القمر قنديل
والنسمات أمان
هذا مساء ساحر بعليله الفتان.

إحدى أشرس معاركي في الحياة كانت مع المرض
كنت واثقة من أني سأهزمه أجل هزمته
بعد أن أنهك جسدي وترك ندوبه الواضحة عليه
لم يعد موجودا.. لكنه يزورني في الحلم يجلس بثقله على كرسي عافيتي ويقهقه أرمقه بنظرة تحدي وإشفاق
فأمنية الموت في عينيه لا تعدو سوى أمل لن ينفذ قبل ميعاد من الله.

أجل معاركي كثيرة، كان بعضها مع الوحدة
الوحدة عدو قاتل آخر لم أعرف أيهما أشد فتكا ألم الروح أم الجسد واكتشفت إن أيهما يمكن أن يكون خطيرا قاتلا ما لم نحمي أنفسنا بطرق ناجعة منه.
لذلك كنت أجد دائما وقتا كافيا للقراءة والكتابة حيث كان الورق دائما صديقي والقلم يستمع لحكاياي.

وها انا ما زلت اعيش مع اشرس المعارك مع مرض ابنتي شفاها الله
وعرفت معه ان الحزن والهم ما هو الا سكين غير مرئي يخترق الروح
لاشيء غير الدعاء والصبر لتتحمل الالم بكل اشكاله

أقسى ما يمر على المريض أن لا يعرف ماذا بعد
لكن إيمانه كبير وقدرة الله أكبر
العلاج الكيمائي في حد ذاته مؤذي رغم نفعه
يترك الجسد تعبا مرهقا
لكن الإيمان لم ولن يجعلنا نستسلم
إنها رحلة نغوص فيها بثقة العودة مرة أخرى للسطح لنحيا ونتنفس
أوائل اللحظات المحزنة والمؤلمة سجلت بعض منها في أخطبوط المدينة... اللهم اشف المؤمنين والمؤمنات وعافهم يا رب.. دعائي لك.

**
ساعدت نفسي للخروج من دوامة الحزن كل مرة وقعت فيها تحت طائلته ولا زلت
لم أجد أفضل من ذاتي بعد الله لمساعدتي
صرت أكبر من أن تساعدني أمي أو يأخذ بيدي أبي.
أكبر من الطفلة التي تصرخ لتوبيخ أخيها الكبير
قلبي ينتفخ كبالون قابل للفرقعة كل مرة أتألم فيها
الألم يتسع ويضيق صدري
حاولت أن أهادنه أو أتصالح معه
أو أربت عليه ليتقوقع داخلي لكنه تضخم أكثر
تضاعف كورم سرطاني خبيث اكتشفوه متأخرا
بعد أن ترعرع في صمت داخل كل خلية في الجسد
لم يكلف الجسد دقة قلب زائدة ولا صداع ولا مغص
سرح بصمت وبرود كبير كنبات النجيل الضار الذي كان يغزو حديقتنا بعد كل شتاء
الغزو.. إنها الكلمة المناسبة للخلايا المستعمرة الصغيرة تنتشر في كل مكان دون أن تأبه لأحد دون أن يقابلها سلاح فتاك
ربما نسي الجسد أن يتسلح بشيء بعد أن أعلن اليأس واستسلم لموته البطئ الصامت
بل ربما لانتحاره الصامت حين ترك اليأس يقتل كل خلية أمل فيه

كنت أعرف تماما ما ستقوله الطبيبة
كنت متأكدة تماما من أن هناك غول ينهش جسدي منذ شهر اثنان ثلاثة أو أكثر لا أدري ... وكنت أتجاهله
وكخبر الموت القاتل المرادف لازهاق روح صاحبه وقع الخبر المنتظر ومثله لم يعد يحتاج إلا لإعلان حالة الوفاة من آخر هزيع الليل وكنت بجوار جسدي
أنتظر أن تقول الطبيبة شيئا أي شيء...
لم أنظر للصورة ولا ليدها التي تتحرك ببطء ممسكة بالأداة الصغيرة التي تمررها على جسدي
أهناك شيء؟
قلت ببرود وكأنه ليس هناك شيء فعلا أو كأني لا أفهم صمتها الغارق عن العجز لمواصلة الكلام معي هذه المرة
زمت شفتيها دون أن تنطق وتجمدت ملامح وجهها بلا معنى وكأنه ليس هناك أي شيء!
وكنت أسأل كأنني لا أعرف شيئا
كأنني لم أحضر للعيادة التي طالما كرهت الحضور إليها لأن شيئا مريبا كان يكدرني طيلة الفترة الماضية
لا أدري ما هو لكن أشعر به يدب في داخلي كجنين وحش يأكل جسدي
لا أنا أدري لكني أزعم أنني لا أدري
أنا لست طبيبة لذلك لا بد لي أن لا أدري
سأكون الطفلة المهذبة المطيعة التي تنصت لطبيبتها
_ هيا ليتك تسرعين في الكلام
كنت أنتظر أن تقول شيئا آخر غير الذي قالته بلا فائدة
*رجاء.. عليك إجراء عينة في أسرع وقت

كلمات مبهمة
لا ليست مبهمة بل كلمات تشبه شيئا ما توقعته لكني كرهت أن أصدقه
؟_عينة ماذا تعنين؟

*لسنا متأكدين لكن عليك إجراء الفحص التالي

لم يكن ما قالته شيئا مفاجئا أو غريبا
كان شيئا كنت أدركه وأتوتر بشأنه وأخاف من وقوعه منذ كنت طفلة!
لطالما ظهرت لنا الأشياء التي خفناها منذ طفولتنا
بل لطالما قتلتنا تهيؤاتنا قبل أن تقتلنا الأشياء الحقيقية نفسها لطالما حلمت قي ليل صامت أنني سأموت من السرطان
سري الصغير لم يعد سري والخوف الدفين في داخلي صار رفيقا لطبيبة الأشعة أيضا... رأيته في عينيها وأصرت أن تعطيني رقم هاتفها
*طمئنيني عن النتائج
ومضيت ابتلع حديث نفسي وحدثتها أنه لا بد في طفولته! ذلك السرطان لم يصبح شابا مصارعا بعد في يده اليمنى سيف وباليسرى رمح يوكزه في كل أنملة من جسدي
ما زال طفلا ولكن شقيا ينثر التراب على وجهي الذي بدى شاحبا هذا الصباح
حين عدت أسرعت للمغسلة لغسله ليبدو كل شيء بخير

•

أغسطس يمر
ثقيلا مملا
ها هو يكاد ينتهي
لست أحب أغسطس

حر، ملل، ذكريات

"الضربة التي لا تقتلك تقويك"
ها نحن على قيد الحياة
رغم كل شيء

نظرت للحياة
رأيت وجها غريبا عني
ليس ذا الوجه الذي رأيته في مقتبل الحياة
وكنت أخشى أن تكون الصورة التي آراها لي
فالحياة مرآة!

عقولنا تدوّر الأفكار تطحنها تعيد تصنيعها! كما تفعل أسناننا مع العلكة
أحيانا تصنع بالونا كبيرررا جدا
ويتفرقع

متى ننتصر في معاركنا في الحياة؟! لنهزم القلق والخوف والهزيمة!نرفض الهزيمة ونعشق شواطئ الانتصار لكن مركب الحياة تقوده الأقدار.