عن الحسن بن أبي جعفر قال: بلغنا أنه لما قتل عمر بن الخطاب اظلمت الأرض كلها، فجعل الصبي يأتي أمه فيقول: يا أمي أقامت القيامة ؟ فتقول: لا يا بني، ولكن عمر بن الخطّاب قتل .

ذكرى استشهاد الفاروق الأكبر

في مثل هذ اليوم فجعت الأمة بنبأ عظيم ..
ففي صلاة الفجر من يوم 26 من ذي الحجة سنة 23 للهجرة ..
وبعد أداء مناسك الحج بأيام قلائل ..
استشهد فاروق الأمة الأكبر ، سيف الإسلام ، رمز العدالة ، بطل الفتوحات، قاهر الإمبراطوريات ، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.. عن 63 سنة .
قتله اللعين المجوسي أبو لؤلؤة فيروز عابد النار، لعنة الله عليه ..

خليفة يلبس المرقع ، وينام على الحصير ، وانهزمت على يديه امبراطوريات المشارق والمغارب ..
حكم عشر سنوات ، فأسقط عروشا عمرها الف سنة ..
امتدت فتوحاته فضم للدولة الإسلامية العراق والشام ومصر وليبيا وفارس وخراسان والأناضول ..
أسقط الإمبراطورية الفارسية وامتد حكمه لكل شبر من أراضيها، وأسقط الإمبراطورية الرومانية البيزنطية وسيطر على ثلثي أراضيها.
وأسقط ممالك أخرى، نشر العدل فيها بعد أن كانت تعاني من ظلم ملوكها.

تماسكت الدولة في عهده رغم سعة مساحتها وكثرة سكانها وتعدد أعراقهم ، وساد الأمان والعدل بين الرعية .
أسس للأمة التأريخ الهجري، ولم يكن قبله تأريخ خاص للمسلمين.

وصفه المؤرخون الأجانب بأنه من أعظم قادة التأريخ ..
ورغم ذلك لم يدخل الغرور قلبه .. فقد اتصف بتواضع، ورقة قلب، وعدل لم يعرف إلا عند الأنبياء والصفوة من أتباعهم .. يأكل الخبز اليابس، وينام على الحصير الخشن، ويلبس الثياب المرقعة .

سلام عليك يا صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وصاحبه وخليفته ..
وكاتب وحيه ..
نم هانئا قرب صاحبيك، نومة المحبين الذين لم يفترقوا في الدنيا ولا في الآخرة ..