تويت
افرنقعوا أو تفرقعوا
بهائي راغب شراب22- 08 - 2023
..
افرنقعوا أو تفرقعوا
لا نريد أن نراكم ،
لا نشتهي سماع أخباركم المتوحشة،
غادروا المسافات السجينة..
بين أصابعنا على الزناد ضاغطة.
غادروا شوارعنا والحواري والأزقة،
غادروا الميادين والنواصي والشرفات المطلة..
على وجوه الناس التائهين..
يبحثون عن حراس بيوتهم الغائبين..
بعيدا عن رصاصات الجند المتغولين في الخطيئة..
يكمنونَ في الظلام الحالكِ..
يُخفونَ دليل الرجوع الى النفس المطمئنة.
غادروا الرؤية وما بعد المدى وما رمينا من أحجارٍ ولهبٍ
ومن الخنادق المحفورة في صدورنا المستنفرة ..
تتهيأ للملحمة.
اخرجوا من أحلامنا، ومن أغانينا في ليالي الحصاد المفعمة بالأعراس القادمة..
تجمعنا على ضوء القمر.
غادروا مفترقات حياتنا المتجددة ،
ومن أمام اشارات المرور المتسارعة ،
ومن العالم الافتراضي ، ومن هواتفنا المتحفزة، نعلن..
ساعة الصفر والفتوحات الآتية.
..
لا يَبْقَيَّنَ منكم أحدٌ هنا
لستم منا ولا منا،
لا تزاحمونا فجرنا،
لا تشوهوا صباحنا،
القدس لنا والضفة الثائرة،
الخليل لنا ونابلس وجنين الظافرة،
غزة لنا وحيفا وصفد والكرمل والناصرة،
ولنا فلسطين الفاتنة ..
أرضٌ وسماءٌ ومآذنُ عالية.
..
افرنقعوا أو تفرقعوا
لا مكان لكم عندنا،
لا هوية لكم،
لا اسم ولا عنوان ولا تاريخ ميلاد
مُزَيَفونَ أنتمُ من الرأس حتى القدم،
وفي الظَهْرِ وفي الخاصِرة.
..
لا صوت لكم
لا حياة،
لا ملامح مُشَكَلَة،
وليس لكم رائحة الحدائق المُغْلَقة،
أنتمُ سرابُ صحراءٍ قاحلة..
وأنتم أوهام الفاجرة.
..
افرنقعوا من بلادنا
كل حِفْنَةٍ من ترابنا..
كل شِبْرٍ من أرضنا..
ونجوم السماء فوقنا..
تطردكم من نبض الشرايين،
ومن عَرَقِ الجبين،
ومن عُروقِنا المتغاضبة.
..
تفرقعوا بعيداً عن هنا
لا جدار يحميكم،
لا دبابة ولا طائرة،
سلاحكم لا يخيفنا،
نلاعبكم به..
وسهامنا تصيب قلوبكم
فافرنقعوا أو تفرقعوا..
ارجعوا إلى متاهاتكم السادرة.
..
الآن الآن وليس غداً
لا نحتمل وجودكم بيننا
لن نتنفس أوزاركم
أنتم لعنة الأجيال، دائمة
يلعنكم التاريخ
يلعنكم شعبنا
نلاحقكم في المرتفعات والأودية،
ونقاتلكم في خباياكم المُقْفِرة
وكلما عدتم نعود،
نحاصر حصاركم،
وندمر بقاياكم المتأخرة.
..
افرنقعوا أو تفرقعوا
هذه آخر أيامكم
فعجِّلوا بالفرار لا أُمَّ لكم
اليوم نمحو آخرَ حروفَكُم من أبجدية حروفنا المُكَرَمة.
ونزيل آثاركم القاتلة.
ونهوي عليكم زلازلا ونازلة.
..
فرّوا..
قبل أن لا يبقى منكم أحد،
خُذوا معكم كوابيسكم ونساءكم
وذكرياتكم المُهْمَلَةِ،
لا وطن لكم هنا،
لا يومٌ ولا غد،
لا بحر ولا بَر،
لا بيتٌ ولا حُلُم،
لا مصنعٌ ، لا مزرعة،
ولا بهائم ترعى راجية.
..
لا شيء لكم هنا
كما جئتم ارحلوا..
قُطَّاع طريقٍ ولصوصٍ شاردة.
..
فلسطين لنا
الأولى والثانية والثالثة،
والألف والمليون،
والأيام والشهور والأعوام المتوالية،
والقرون الماضية والقادمة،
وحتى القيامة الآتية...
فلسطين لنا
**
تعليق