سلام عليكم
أولا من هو الشهيد ؟
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشهداء خمسة
" المطعون والمبطون والغربق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله
كتاب الجهاد ( الشهادة سبعٌ سوى القتل )
وأخرج أحمد وأبو داؤد والنسائي وأبن ماجه وأبن حيان والحاكم عن جابر بن عتيك بسند صحيح :
الشهادة سَبعٌ سوى القتل في سبيل الله : المقتول في سبيل الله شهيد , والمطعون شهيد , والغريق شهيد , وصاحب ذات الجنب شهيد , وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد = ( تسقط عليه البناية أو الدار ) ربما في الزلازل أو ما شابه أو بسبب عدوان والخ ... والمرأة تموت بجُمعٍ شهيدة
المطعون = من يموت بسبب وباء ( سمي مطعون لأنه لم يعرف وباء في السابق سوى الطاعون )
المبطون = من مات بسبب مرض اصابه في بطنه ( لكن هذه تحتمل تفاسير كثيرة ) ؟؟؟
-----
على أية حال المتعارف عليه والوارد في سنن الإسلام هو التالي : يُقتل الرجل في ثلاث ( دون دينه ودون عرضه ودون ماله ) أي له حق الدفاع المشروع
وهناك من ينظر أو يشك فإن كان القتال ( دون بلده أي يدافع عن بلده حينما يتعرض بلده لغزو أو اعتداء ثم يلقى المقاتل حتفه)
هل هو شهيد ؟ سيما لو كان حاكم البلد طاغيا أو أن البعض يظنه طاغيا !!
فهل في الحالة الأخيرة يتوجب على المرء ( المواطن ) القتال أم لا يتوجب ؟
---
هي على النيات ( والله يعلم ما تخفي الصدور ) والدلائل والقصص كثيرة في هذا الشأن لا يسعني المجال لذكر كل التفاصيل لكن سأذكر واقعة حقيقية بخصوصي أنا عبد الله الفقير :
في عام 1991 عندما تعرض بلدنا العراق للغزو من قبل أمريكا ودول أخرى عديدة كنتُ مقاتلا في الجيش الشعبي آمرا لمجموعة من المقاتلين
تركت محل عملي ( وظيفتي ) والتحقت ... كنت أقرأ واتمحص في سورة الأنفال وأقرأها صباحا مساءا
كنت أظن أن صدام سيغزو اسرائيل ويحرر بيت المقدس ( هكذا كانت سطور سورة الأنفال تمر أمام عيني وتغوص في اعماقي )
فأيقنت أننا نحارب في سبيل الله
نعم والآن أقولها أيضا : كانت في سبيل الله .... فهل الاستسلام والخنوع للعدو يقرهما دين أو شريعة ؟
لكن بعد أيام تعرضنا لهجوم أو هجمات متعددة من قبل عراقيون معارضون أو خارجون عن القانون وربما قسم منهم مرتزقة وعملاء والخ
أو يتصورون أنها فرصتهم المناسبة ويطيحون بالنظام .... فهل والحالة هذه لا ندافع عن أنفسنا أو نهرب أمامهم؟
هم جاءوا ليقتلونا , والدفاع عن النفس مشروع ..
وكذلك نعلم يقينا أن هؤلاء سيخربون وربما يسفكون الدماء دماء بشر آمنين أو على الأقل سفك دماء من يعارضهم
الأمور كثيرة تختلط في ذاكرة الإنسان .. أنحن مع الدين ... انحن مع الخالق أم المخلوق ؟؟ كيف تقرر ...
رجعت بعد أيام وكنت ألقي حديثا لم أطلب من أحد أن يزكيني فلا يزكي الأنفس سوى الله
لكن نهض أحدهم من بين الحضور وكان طبيبا وعالما في الدين في نفس الوقت (رحمه الله ) وقال هذا الرجل لو مات لمات شهيدا لأنه على نيته .
النية التي لا يعلم بها سوى الله هي التي تقرر النتيجة.
----
عودة إلى سؤالك : ما سبب تسمية الشهيد شهيدا
هنالك عدة أسباب وتفسيرات
قال الحافظ : اختلف في سبب تسمية الشهيد شهيدا , فقال النضر بن شميل : لأنه حي , فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة
وقال الأنباري : لأنه الله وملائكته يشهدون له بالجنة
وقيل لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد الله له من الكرامة
وقيل لأنه يشهد له بالأمان من النار
وقيل لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا
وقيل لأنه لا يشهده حين موته سوى ملائكة الرحمة
وقيل لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرُسل
وقبل لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة = المقبول والأرجح
وقبل لأن الأنبياء تشهد له بحسن الإتباع
وهذه جميعا لا يعلم بها سوى الله سبحانه وتعالى ( فهو العالم بالنيات )

للأسف عادت الصفحة مرة أخرى لا تفتح معي بشكل مضبوط !!والله يمكن بعض الناس أو المفسرين يرجحون الخيار : لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد الله له من الكرامةولكن كيف توصلوا لهذه الحقيقة , هل يعود الميت ( الشهيد ) مرة أخرى للحياة فيخبرهم عما رأى ؟ لا يوجد نص قرآني أو حديث ( قدسي ) يفسر ما سبب التسمية , بل مجرد أراء وتخمينات وأظن أنني أصدقت القول ( النيات ) لأنه وبكل تأكيد ليس كل من قتل مدافعا عن بلده أو عن عقيدة ووو الخ = شهيد لأنه هناك من يبطن عمله بالنفاق والله أعلم ----عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خَيْبَرَ أقبَلَ نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مرُّوا على رجل فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلا! إني رأيته في النار في بُرْدةٍ غلَّها - أو عباءة))؛ رواه مسلم.

الأستاذ المحترم علي فرحان
حفظك الله وبارك فيك
اضافاتك ثراء وانتقاء وفائدة
بوركت

سؤال تسمية الشهيد بهذا الاسم هو موضوع له أبعاد عديدة، ويُعتبر من المواضيع التي تستحق التأمل والتفكير. هناك عدة تفسيرات وردت في هذا السياق، وكل تفسير يحمل معنى مميزاً. دعونا نستعرض بعض الأسباب المحتملة لتسمية الشهيد "شهيداً":

1. **لأنه حي، فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة**:
- هذا التفسير يشير إلى أن الشهيد يبقى حيًا عند الله تعالى، حيث أن روحه تكون حاضرة وشاهدة. في القرآن الكريم، جاء في قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169).

2. **لأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة**:
- يُعتقد أن الشهيد يُبشر بالجنة، وأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بهذه البشارة.

3. **لأنه يشهد عند خروج روحه ما أُعدّ له من الكرامة**:
- هذا التفسير يشير إلى أن الشهيد يكون على دراية وشهادة بالكرامة والنعيم الذي ينتظره عند خروج روحه.

4. **لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره**:
- يُقال إن الشهيد يرى الملائكة عند احتضاره، وهذا يعطيه نوعًا من الشهادة الخاصة في لحظاته الأخيرة.

5. **لأنه يُشْهَد له بالأمان من النار**:
- من تفسيرات تسمية الشهيد أنه يُشهد له بالأمان من عذاب النار، وهذا يعني أن استشهاده يعد بمثابة شهادة له بالأمان.

6. **لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة**:
- يُقال إن الملائكة تشهد للشهيد بحسن خاتمته وتقبله عند الله.

7. **لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه**:
- الله يشهد للشهيد بحسن نيته وإخلاصه في سبيل الله، وهو ما يمنحه هذه المرتبة العظيمة.

8. **لأن له شاهداً بقتله، وهو دمه وجراحه**:
- دم الشهيد وجراحه هما الشاهدان على استشهاده، مما يجعل هذه العلامات شاهدة له.

9. **لأن عليه علامة شاهدة بأنه قد نجا من العذاب**:
- الشهيد يحمل علامات الشهادة التي تدل على نجاته من العذاب، مما يضفي على تسميته معنى خاصًا.

10. **لأن عليه شاهداً لشهادته: أي أثر جرحه وعلامة شهادة**:
- أثر الجروح والعلامات التي يحملها الشهيد تكون شاهدة له على استشهاده وشهادته.

11. **لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة**:
- يُقال إن ملائكة الرحمة فقط هم الذين يشهدون موت الشهيد، مما يمنحه مكانة مميزة.

12. **لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل**:
- الشهيد يكون شاهدًا يوم القيامة على صدق الرسالات التي بُعث بها الرسل، ويشهد على ما قدمه في سبيل الله.

كل هذه التفسيرات تعكس الأبعاد المختلفة لتسمية الشهيد "شهيداً"، وتبرز مكانته العظيمة في الإسلام. الشهيد هو الشخص الذي ضحى بحياته في سبيل الله، ولهذا يتضمن اسمه معنى الشهادة والاعتراف بفضله ومكانته.

على الرغم من أننا في بلد يكثر فيه الشهداء .. ففي اليوم الواحد نودع المئات منهم - خاصة هذه الأيام -
إلّا أن السؤال : ( لماذا يسمى الشهيد شهيداً ) لم يخطر على بالي إطلاقاً
وهنا عرفت الإجابة ، أشكرك على هذه المعلومات
يرحم الله كل شهيد برحمته الواسعة
بورك فيك أستاذي
وتحية ... ناريمان